الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

samedi 22 juin 2013

التفسير الكبير المسمى أيضا بـ (مفاتيح الغيب) منقول

التفسير الكبير المسمى أيضا بـ (مفاتيح الغيب)
The Great Commentary (or The Unseen's Keys)


للإمام الفخر الرازي 606 هـ
Fakhr Al-Din Al-Razi

دار إحياء التراث العربي، بيروت
 

- المجلد الثاني بجزئيه(3-4): (20/05/2008 - 4/11/2009)

ما زلت مبحرة مع الفخر الرازي في تفسيره و تأملاته و معلوماته و تأويلاته... كم كانت الكتابة تبدو سلسلة في تلك الفترة و خالية من التعقيد و القوانين البحثية الجامدة...
المميز في الكتب القديمة أنهم كانوا يتحدثون في كل شيء و يستطردون بلا حد...

إليكم بعض الأمثلة، و بعض تعليقاتي...
- وردت الفقرة التالية تحت آية و اتبعوا ما تتلوا الشياطين:
"النفس إذا كانت مستعلية على البدن شديدة الانجذاب إلى عالم السماء كانت كأنها روح من الأرواح السماوية فكانت قوية على التأثير في مواد هذا العالم أما إذا كانت ضعيفة شديدة التعلق بهذه الذات البدنية فحينئذ لا يكون لها تصرف البتة إلا في هذا البدن، فإذا أراد هذا الإنسان صيرورتها بحيث يتعدى تأثير من بدنها إلى بدن آخر اتخذ تمثال ذلك الغير و وضعه عند الحس و اشتغل الحس به فيتبعه الخيال عليه و أقبلت النفس الناطقة عليه فقويت التأثيرات النفسانية و التصرفات الروحانية، و لذلك أجمعت الأمم على أنه لا بد لمزاولة هذه الأعمال من انقطاع المألوفات و المشتهيات و تقليل الغذاء و الانقطاع عن مخالطة الخلق"

كثيرون يتحدثون عن هذه الأمور هذه الأيام... و استدعاء الآخر و الإيحاء له... يبدو أنها أمور معهودة منذ القدم...
حاولت تطبيقها بكل طاقاتي العجيبة و الأمورة   و لكن لا أدري إن أصابت أو أني كنت متوهمة
لكن يبدو أن من قررت تجريب قدراتي عليه كان متبلدا و يحتاج لكثير من الجهد و أنا لا وقت لدي
 
-  تحت آية الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله و إنا إليه راجعون
ذكر قولا لابن مسعود: "لأن أَخرّ من  السماء أحب إلي من أن أقول لشيء قضاه الله تعالى: ليته لم يكن"
أعجبني القول كثيرا... إذ أسوأ و أبشع و أثقل شيء من الممكن أن يصيب الإنسان هو الندم و الأسى على ما فات... لأن ذلك يولد المرارة و يفسد المعنى و الحكمة من كل شيء يعرض في حياة المرء... و العيش بهذه الطريقة لا يطاق و لا يحتمل... ألا بعدا للندم...

- تحت قوله تعالى: إن في خلق السموات و الأرض و اختلاف الليل و النهار...  قد خصص صفحات كثيرة للحديث عن الأفلاك و الكواكب _التي لم أفهم منها شيئا صراحة، فهي مكتوبة بلغة علم الفلك القديمة مثل "أن الراصدين للميل الأعظم وجدوه مختلف المقدار ، وكل من كان رصده أقدم كان وجد أن الميل الأعظم أعظم ؛ فإن بطليموس وجده ( كج نا ) ثم وجد في زمان المأمون ( كج له ) ثم وجد بعد المأمون وقد تناقص بدقيقة" هل فهمتم شيئا؟  ثم تحدث عن الجغرافيا و البحار و العلوم و الفيزياء...
من اللطيف قراءة المعلومات العلمية _التي يبدو بعضها غريبا و ربما طريفا_ كيف كانت في تلك الفترة...

- ورد قوله في آية و الذين آمنوا أشد حبا لله...
"الذين حملوا محبة الله تعالى على محبة طاعته، أو على محبة ثوابه فهؤلاء هم الذين عرفوا أن اللذة محبوبة لذاتها و لم يعرفوا أن الكمال محبوب لذاته، أما العارفون الذين قالوا: إنه تعالى محبوب في ذاته و لذاته فهم الذين انكشف لهم أن الكمال محبوب لذاته... العبد لا سبيل له إلى الاطلاع على الله سبحانه ابتداء، بل ما لم ينظر في مملوكاته لا يمكنه الوصول إلى ذلك المقام، فلا جرم كل من كان اطلاعه على دقائق حكمة الله و قدرته في المخلوقات أتم، كان علمه بكماله أتم فكان له حبه أتم..."
حين قرأت العبارات شعرت بسعادة من عمق قلبي... إذ لأجل الصدفة كنت كتبت كلاما مشابها ردا على موضوع قبل عدة أيام... كنت كتبت حينها:

 
الإله يستحق أن يعبد لذاته من دون جنة أو نار...
الناس في الدنيا هنا تعشق الجمال و تتبعه و تعبده و تدور حياتها حوله، أي نوع من أنواع الجمال كان موسيقى... كلمات... ألوان... صور... طبيعة... جسد... الجنس الآخر... طعام... حقيقة... علم... عشق... لذة... نور... الخ... و كل هذا مجرد صورة لما يفترض أن يراه المرء من وراء الأشياء... الخالق لكل هذا الذي صدر عنه و أضفى عليه من جماله...
الناس تبحث عن الكمال و تقضي حياتها لتتحصله دون جدوى... فما بالك بالكمال ذاته... ألا يستحق أن يعبد

و من يعبد الله لأجل جنته و ناره فقط فما قدره حق قدره...
 
من أكثر ما يأمرنا به الإله هو التدبر و التفكر و النظر في الكون و في كل شيء حولنا و العلم و حتى القراءة... يتدبرون... يتفكرون... ذوي الألباب... انظروا... اقرأ ...
لأن المحبة تأتي من المعرفة... إذ كيف لك أن تعبد و تحب من تجهله...
الجنة و النار أقرب للفهم المادي و البسيط... بإمكان المرء أن يفهمها بسهولة... لكن التجريد أصعب... و من أراد أن يعرف أكثر عليه أن يبذل جهدا أكبر...
 

هذا التقارب معه أسعدني بشدة... لغاية في نفس سلمى

- تحت آية: و لو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب...
ذكر تساؤلا عن الجمع بين (يرى) و هو مستقبل مع قوله (إذ) التي هي للماضي؟
و أجاب بأنه لقربه فجرى مجرى كأنه وقع و حصل...
لكن تساؤله ذلك ذكرني بكلام جميل لـ جيفري لانغ في كتابه ضياع ديني عن كيفية حديث القرآن عن الآخرة و عن الإله بأنه تارة يأتي بالماضي و تارة بالمستقبل و تارة بالحاضر... هذا يشير إلى عدم الزمن... فما يتحدث عنه القرآن خارج عن الزمن و لذلك أتى التعبير القرآني بهذه الطريقة...
في أحيان أحس بدماغي يكاد يتمزّع و هو يحاول تصور كيف يكون الزمن متوهم... الأمر متعذر... و هنا و حتى أهون الأمر عليه أحاول أن أشبه الأمر بمثال و أفكر لو أن شخصية روائية تتساءل ضمن الرواية عن كيف يعقل لشيء أن يكون خارج قوانين الرواية و مسلماتها، أفلا يصبح تصور الوهم أسهل حينها؟
حسنا تصوروا معي هنا... و فكروا بأنفسكم...

----------
- المجلد الأول بجزئيه (1-2): (6/04/2006 - 24/03/2008)

لماذا التفسير الكبير بالذات من بين كل التفاسير؟
تعجبني طريقة الرازي في التدبر في القرآن و في الجدل مع مخالفيه، فتفسيره من نوع التفسير بالرأي.. و لأن الرازي متكلم و أصولي _ يعني عالم بأصول الفقه مو fanatic _و كان يشتغل بالفلسفة قبل أن يتجه للتفسير فلذلك ترى أسلوبه فلسفيا جدليا، و تراه يركز على النواحي العقيدية أكثر من اللغوية أو الفقهية، ثم يستعرض آراء شتى من مختلف الطوائف و الفرق و الفلاسفة و الديانات و المعتقدات و الأقوال في المسألة المطروحة، و يرد على مخالفيه تارة بنفسه الجدلي المنطقي الطويل، و في كثير من الأحيان لا يرد بل يكتفي بعرضها...
الجميل رؤية مدى الحرية الفكرية و التفتح الفكري الذي كان لعلماء ذلك العصر...
صحيح أن كثيرا من الأفكار و المعلومات بل و حتى الفرق لم يعد لها وجود على الساحة الفكرية الآنية، لكن ما يدفعني لقراءته هو رؤية المنهج و الطريقة في الحوار و المحاججة و أسلوبه الجميل...
و لن أتحدث عن رأيه في النساء أو أبدي امتعاضي، إذ أن رؤياه تلك لم تكن بدعا من ثقافة عصره السائدة حول النساء في تلك الفترة، فذلك كان مبلغ علمهم أولا، و الأهم أنهم لم يكونوا يعرفوني و إلا أكيد أكيد كانوا غيروا آراءهم كلها عن النساء 

لكن الطبعة التي بين يدي غير محققة و سيئة الإخراج لشبه اختفاء علامات الترقيم أو الترتيب أو أي شيء له علاقة بالتنظيم... بأية حال هذه النسخة المتوفرة في مكتبة والدي
لطالما راودتني فكرة قراءة شيء من التفسير الكبير للرازي إذ لم أكن أفكر بقراءته كله لاستحالة الأمر بنظري لكبر حجم الكتاب (32 جزءا في 16 مجلدا من القطع الكبير جدا)
لكني حين سمعت حمزة يوسف في أحد البرامج قبل عامين يقول أنه ابتدأ به و ينتهي متى ما ينتهي على حد تعبيره... فقلت و لماذا لا أكون مثله أيضا؟
و هكذا أحتفي هنا بأني أنهيت أخيرا المجلد الأول بجزئيه... صحيح أني ابتدأت به قبل عامين و الآن أنهيته ، بس المهم أني أنهيته
لكن إن بقيت على هذا المعدل (جزء كل عام) فسأنهي الكتاب بعد ثلاثين سنة 
طيب و يكون ستين سنة شو ورايي 

 

سلمى الهلالي
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire