الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

lundi 17 juin 2013

بدون اعتذار لأتباع الجهل المركب

بدون اعتذار لأتباع الجهل المركب

استاء البعض من مقولتي في حلقة تليغزيونية من أن من يريدون تقليد النبي فليذهبوا إلى جبلاية القرود لأن المطلوب هو اتباع النبي وليس تقليدة، وشتان الفرق بين الاتباع والتقليد وشرحت تفصيلا ذلك الفرق في الحلقة لكنهم توقفوا عند اللفظ وتركوا المضمون

ولقد قمت بالرد على أحد الإخوة الأكارم من أصدقائي في هذا الصدد فذكرت له ولكم ما يلي

العجيب أنك تنظر إلى اللفظ ولا تنظر إلى المضمون

هل المطلوب التقليد أم الاتباع ....هذا ما يجب أن تتوقف عنده لا أن تتوقف عند فرعيات وكلمات تعجبك أو لا تعجبك

والمشكلة فكرية قبل أن تكون فقهية، إنها في إدراك المسلمين للفروق اللفظية بين الطاعة والأسوة والاتباع من جانب والتقليد على الجانب الآخر

الإسلام لا يريد قرودا مقلدة بلا عقل ولا وعي ولا علم، بل يريد عقولا متفتحة تفهم المغزى وتنفذ بالوسائل المناسبة لكل عصر

ولم ينهانا الإسلام عن اتباع العرف والأخذ به، وطبعا من المعلوم بأن الأعراف تتير من عصر إلى عصر، والأخذ بها والتطوير محمود طالما لم نحرم حلالا ولم نحلل حراما لذلك يقول تعالى:

{خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ }الأعراف199

فالإسلام يريد منا أن نتبع الرسول ونتبع نبي الله إبراهيم والذين معه ولا يريد منا تقليدهم

فلو أدركت الفرق بين الطاعة والأسوة والاتباع من جانب والتقليد في إطلاق اللحية وشراء نبات الأراك والتداوي بأبوال الإبل لعلمت بأن من يفعلون هذا إنما هم يقلدون بلا عقل تماما كالقرود، فما أن يطلب القرداتي من القرد تقليد عجين الفلاحة فهو يفعله دون أن يعلم العجين ولا الخبيز

فلو كان من يطلق لحيته علم بماذا أمر الرسول ولماذا ....لعرف بأنه أخطأ في إطلاق لحيته وأنه لن يثاب عليها لأنها لا تقرب إلى الله بإطلاقها ولن يبتعد عن الجنة من لم يطلقها، لأنه لم يقف على الحكمة من أمر الرسول إنما راح يقلد ويقلد بل وينعت الآخرين الذين يحلقون لحاهم بأنهم يرتكبون حراما، وكأن الجنة تنتظر شعيرات لحيته بينما تلعن من يحلقون لحاهم

لقد أمر الرسول بجذ الشارب ولم يأمر المسلمين بإطلاق اللحية لأنه لم يكن بينهم حليق لحية، إنما كان يريد أن يميزهم عن اليهود بالمدينة الذين كانوا يطلقون لحاهم وشواربهم، فطلب الرسول من المسلمين أن يجذوا الشارب ويعفوا اللحي أي يتركوا اللحى على حالها لكن يجذوا الشارب حتى يتميز المسلمين عن اليهود بالمدينة

فهل نحن اليوم بحاجة لهذا؟، وهل نثاب على هذا الذي فعلته الصحابة لسبب محدد منذ أكثر من 1400 سنة؟. بالطبع لا

كذلك من يتصورون بأن التختم بالذهب حرام بينما لم يعلموا لماذا قال النبي هذا والظروف التي قيلت فيها فراحوا يحرمون التختم بالذهب للرجال بلا ضابط

لقد قال النبي ذلك في عام كانت فيه مجاعة بالمدينة وحتى لا يقهر المسلم الغني خاطر المسلم الفقير فقد نهى النبي الرجال عن التختم بالذهب وليس في الأمر حرمة في معدن الذهب بذاته ولا الحرير بخصوصه، لذلك فإن كثيرا من الصحابة تختموا بعد ذلك بالذهب لأنهم فهموا سبب الأمر الذي أمره النبي، ولهذا أيضا تجد علماء لا يقولون بحرمة تختم الرجال بالذهب إنما يقولون بأنه مكروه كراهة تنزيه، وكراهة التنزيه قريبة من الباحة وبعيدة عن التحريم

وهكذا من يتصورون عود الأراك [السواك] ههو المطلوب بينما المطلوب هو المحافظة على صحة الأسنان بصرف النظر عن الوسيلة، لكنه الجهل بالاتباع والتفوق في التقليد تماما كما يفعل القرود

والذين يقومون بتقصير الجلباب إلى منتصف الساق أو يقصرون البنطال ظنا منهم بأن ذلك سنة بينما لا يعلمون بأنه شذوذ منهي عنه، لأن النبي حين نهى أن يجر المرء ثوبه خيلاء إنما نهى عن التبختر في اللباس في عصر كانت إطالة الملابس فيه تعتبر من الخيلاء، وهو ما لا ينطبق على جيلنا ودولنا التي نعيش فيها، لذلك فليس في الأمر أي ما يقربك للجنة يا أخ الإسلام يامن تقصر الثياب بهذه الصورة الشاذة.

لكن عموما إليك بعض الآيات التي تفرق بين الاتباع والطاعة والأسوة

...............................الاتباع...............
1. {قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }آل عمران95
2. {اتَّبِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُمْ وَلاَ تَتَّبِعُواْ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ }الأعراف3
3. فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }الأعراف157
4. {وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ }يس20
5. {وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزِلَ إِلَيْكُم مِّن رَّبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ العَذَابُ بَغْتَةً وَأَنتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }الزمر55

وهكذا تجد الاتباع في الملة وتعاليم القرءان

............الأسوة........

1. {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }الأحزاب21
2. {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ }الممتحنة4
3. {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ }الممتحنة6

فالأسوة في التحمل في سبيل الدعوة ونشرها وتحمل أذى المخالفين

......................الطاعة.................................
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً }النساء80

وطاعة الرسول تعني الرسالة والانصياع لما تنزل بها أي التسليم لما تنزل على الرسول لأن كلمة [رسول] تعني الرسالة.

وهكذا تجد بأنه لا مكان لشكل ملابس بيضاء ولا غطرة على الرأس ولا ارتداء نعل بشكل معين ولا يعني الأمر أبدا إطلاق لحى ولا نتف شعيرات من هنا أو إطلاق لشعيرات أخرى ثم يظن المسلم بأنه بهذا الهراء سيدخل الجنة.

وسأجد من يسب ويلعن شخصي ويتصور بأنه يدافع عن السنة بالسباب، وكأن الله ونبيه محمد قد أمرا بالدعوة إلى الله بسباب الناس ولعنهم والشتائم من كل الصنوف وليس بالحكمة والموعظة الحسنة، ولاحول ولا قوة إلا بالله في أخلاق وتدين المسلمين الذين نضبت عقولهم وأصبحت كليلة عن إدراك الموضوعية والأخلاق السوية.

لكن لا يمنع أن أقول بأن من ألزم نفسه بشيئ فلابد أن يفهمه قبل أن يلتزم، فلقد خاب المسلمون حينما أصبحوا لا يفهمون في دينهم إلا المظاهر بينما ابتعدوا عن جواهر الموضوعية لأنهم منحوا عقولهم أجازة وبخاصة حين تصوروا بأن العلاج بأبوال الإبل يشفي الأمراض أو أن هناك طبا نبويا أوحي به للنبي محمد.
مستشار/أأحمد عبده ماهر
محام بالنقض ومحكم دولي وكاتب إسلامي

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire