الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

lundi 3 août 2015

مظفر النواب :لم ينصرك هذا اليسار الغبي كان اليمين أشدُ ذكاءً








لم ينصرك هذا اليسار الغبي
كان اليمين أشدُ ذكاءً
فاشعل أجهزة اللوث بين اليسار
يقلب في حيرةٍ معجمه
كيف يحتاج دمٌ بهذا الوضوح
إلى معجمٍ طبقيٍ لكي يفهمَه؟
اكفروا بيسارٍ كهذا
ينكر حتى دمَه
مظفر النواب



 




مظفر الثواب

ياقاتلتي


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... 8atlte.ram

الشـاعر الكبير مظفرالنواب

يا قاتلتي
*******
يا قاتلتي بكرامة خنجرك العربي

أهاجر في الفقر

وخنجرك الفضي بقلبي ... وأولادي

عشقتني بالخنجر.. والأجر بلادي

ألقيت مفاتيحي في دجلة

أيام الوجد وما عاد هنالك

في الغربة مفتاح يفتحني

ها أنذا أتكلم من قفلي

من أقفل بالوجد وضاع على أرصفة الشارع سيفهمني

من كان مخيم يقرأ فيه القرآن

بهذا المبغى العربي سيفهمني

من لم يتزود حتى الآن ... وليس يزود في كل مقاهي الثوريين

سيفهمني

من لم يتقاعد كي يتفرغ للهو

سيفهم أي طقوس للسرية في لغتي

وسيعرف كل الأرقام ... وكل الشهداء ... وكل الأسماء

وطني علمني أن أقرأ كل الأشياء

وطني علمني أن الحروف التاريخ مزورة

حين تكون بدون دماء

وطني علمني أن التاريخ البشري

بدون الحب

عويلا ونكاحا في الصحراء

يا وطني هل أنت بلاد الأعداء؟

هل أنت بقية داحس والغبراء؟

وطني أنقذني من رائحة الجوع البشري

مخيف

أنقذني من مدن يصبح فيها الناس

مداخن للخوف وللزبل

مخيس

من مدن ترقد في الماء الآسن

كالجاموس الوطني وتجتز الجيف

أنقذني كضريح نبي مسروق

في هذي الساعة في وطني تجتمع الأشعار

كشعب النار

وترضع في غفوات البر صغار النوق

يا وطني المعروض كنجمة صبح في السوق

في العلب الليلية يبكون عليك

ويستكمل بعض الثوار رجولتهم

ويهزون على الطلبة والبوق

أولئك أعداؤك يا وطني
***********

_________________


  
 





الشاعر مظفر الثواب

عروس السفن


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... sfa2en.ram



الشـاعر الكبير مظفرالنواب

عروس السفائن
***********
فوانيسُ في عُنُقِ المُهرِ.. علَّقَها الإشتهاءُ

ونجمٌ يضيءُ على عاتقِ الليلِ.. زيَّتَ نخلُ الهموم

وأعتقَ من عقدةِ الشاطئين رحيلَ السفينةِ

من سُفُنٍ لا تُضَاءُ

وناحت مزاميرُ ريحُ الفنارِ فأيقظْتَ رُبّانَها المُتّحيل

فذاقَ الرياحَ وأطرَبهُ الإبتلاء

وسادنُ روحي وقد أطْبَقَ الموج

حتى تَجرحَّها

أنها وحّدَت نفسها بالسفينة

من ينتمي هكذا الإنتماء

فنيتُ بعشقٍ وأفنيته بفنائي

لينبتَ من فانيين بقاءُ

بنيتُ بيوتاً من الوهمِ والدمعِ

أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ.. تم البناءُ

عروس السفائن ألصقتُ ظهري الكسير

على خشب الشمس فيك

حريصاً على الصمت.. مدماً من الناس

في البئر أستنجد البحرَ.. قبل قراءاتِ بوصلتي ودليلي

وأخصفُ ما نهشتهُ الجوارح

من مضغةِ القلبِ أبقِ الجروحَ

مُفَتَحّةً في رياحِ المَمَالِحِ

لا يَحلمُ الجُرْح ما لم يُحَدِّقْ بسكينهِ عابساً

في الظلامِ الثقيلِ

إذاً.. دارت الشمسُ دورتها

وارتأتني الرؤى نائماً تحت ألفِ شِراعٍ

مجوسيةٌ قصتي

معبدُ النارِ فيها

وقلبي على عجلٍ للرحيل

بعيداً عن الزمن المبتلى.. يا سفينةُ

إن قليلاً من الوزر أمتعتي المزدرات

ولم تثقلي بالقليل

سأبقي المصابيح موقدةً في بواء الصباح

مصالحةً بين صحوِ الصباحِ وصحوي

وأُبقِ الرياحَ دليلي

وأسألُ عن نورسٍ صاحبُ الروحِ في زمن البرقِ

يومَ المُحيطاتِ كانت تنامُ بحضني نَشْوى

وما زالَ ثوبي أخضرَ من مائها

يا لهُ من زمانٍ مرَّ بين ألفٍ من السنواتِ الفتيةِ

يا وَجْدُ ما كُنتَ دون حَمَاسٍ.. وما ظَلَّ في خَاطِري الآن

إلا النشيجَ اللجوجَ من اللججِ النيلجية..

والزَبَدُ الأرجوان.. المعتق في غسقٍ باللآلئ..

والزبد الأرجوان.. المزخرف بالليل

والقمر الآن من زهرةِ البرتقال

تغيرتُ مستعجلاً أيها الفرح الضجري

وأصبحَ محشرُ أغربة سطحَ قلبي

ينحنح قبيل مغيب الهلال

عروس السفائن اني إنتهيت.. على سطحكِ الذهبي

ورأسي الى البحر يهفو رائحة اللانهايات

والليل.. تعبان.. يطوِّحها الموجُ ذات اليمينِ وذات الشمالِ

لقد ثَقًلَ الرأسُ بالخمرِ

والزمنُ الصعب قبل قليل

وأنهكني البحر في زمن للطحالب

عن طحلب بلا قلب.. يصيخُ معي في الهزيع الى جهة المستحيل

لدى الله كل النوارس نامت

ولم يبقَ إلا سفينتك الآن

مبهورةً بالشمول

على وجهها من رذاذ الغروب

ومن عرق الله بالأرخبيل

فأين سيلقي المراسي الماء

بنيت بيوتاً من الماء هدمها الجَذْفُ

كيما يتم البناء

ومنذ نهارين في وحدة المتناقض

هذي السفينة يدفعها ويدافعها الإبتداء

أعللها بعليل الرياح.. ويغري بها أنها من طبيعتها تستمد

خليل السفائن سليني النهايات

يا لانتشائك إذا هَزَجَ البحرُ

بالزبد الزئبقي.. ويزهو اللبرجد واللازورد

إذا هزج البحر فالكون زاءُ ملونةٌ

فوقها شدةٌ.. فوقها شدةٌ

ثم مدُّ

وللشدِّ من بعد ذلك شَدُّ.. وللشدِّ شَدُّ

وإني على الحبل من مركبي.. في الظلام أشُدُّ

وعلى دمعتي في الهزيع

كما خصر أنثى أشُدُّ

وتندمل هنا يا صاحبي فالنجوم هنا لا تُعَدُّ

وأنت كما خلق الله في نخوة الخلق

بين الصواري يؤجج ما قد تبقى

من الشيب برقٌ

ويعبث فيما تبقى من القلب رعدُ

عجيب صراخك في غمرات البنفسج.. والكون

إذ يصل العتبات الأخيرة

في غفوةٍ لا يَنِدُّ

عروس السفائن لا تتركيني على أنقة الساحلين

يَجِنُ جُنوني إذا رنَّ في هدأة الليل بُعْدُ

أهيم إذا رنّ في هدأة الليل بُعْدُ

عروس السفائن لا تتركيني لذى حاكمٍ وسخٍ يَسْتَبِدُّ

لقد كفت الخمرة عن فعلها فيّ مما تداويت

واربد بالصبر جلد

أحب الحروف لها شهقةٌ بعدها لا تندُّ

وما العاشقون سوى شدة الله

أسراها لا تحدُّ

فإن ساح البنفسج في موهن البحر

صارت تَلِزُّ.. تَلِزُّ

وصُرتُ ألِزُّ.. ألِزُّ

عروس السفائن والبردُ في ألقِ الصُبحِ خَزُّ

وليس يهاجر في الفجر إلا الأوَز

رسى السأمُ السرمدي بجسمي

وليس سوى غامضاتِ البِحار

التي تستفزُّ

أصيحُ.. خذيني لأسمع أجراسها

ان برقاً بقلبي يلز

أنا عاشق أيهذي البحار لأجراسكن

فقد أوحشتني الشوارع

مما بها من لحى ً ورؤوس تجز

وفاض وفاض الإناء

بنيت بيوتاً من الوهم والدمع أين هوَ العشقُ.. أين هوَ العشقُ

أين هو العشق.. تم البناءُ

أُحاور روحي أحاورها.. وكل حوار مع الروح ماء

بكى طائر العمر في قفصي

مذ رأى مخلب الموت

ينزل في صحبه ويَكُفّ الغناء

متى أيهذي العروسُ يجيء الزمان الصفاء

ففي القلبِ مملكةٌ للدمامل

والجسد الآن في غاية الإعتلال

خذيني.. لأقرأ روح العواصف

حين تخانق سخط الليالي

خذيني فإن العصارة تغرق بالأغلال

خذيني.. فما البحر في حاجة للسؤال

خذيني.. فليس سوى تعب البحر يشفي

وينقذ من فقمات المقاهي

كفى لغطاً عاهراً أيها الفقمات

كفى يا ضفادع هذا النقيق الدنيء

فأنتم سبات

سأصرخ يا بحر.. يا رب.. يا رقص.. يا عتمات..

زٌحَارٌ بكل التقاليدِ

لا يتبعَ البحرُ بوصلةً

بل تتابعه البوصلات..

زحار ببحارة يرهنون لحاهم على ساحل

واعصفي فالمقادير قد أفلتت عن إرادتها العجلات

سيولٌ على بعضها تتواكب في زحمة الإرتطام

وفي دمهم يعبرُ السائرونَ

إذا لَزِمَ المعبرُ

ومن قطرةٍ يعرف المصدر

هي اللحظة اقتربتْ فابشروا

تَهِبُّ البنادق تستهترُ.. وتصحو النيازك والعنبرُ

ويأتي دمٌ مُدْلَهِمٌ مُخيفٌ

أقَلُّ ارتطاماته مَحشرُ

وعاصفُ أسودُ ذو ألفِ عينٍ

على متنهِ عاصفٌ أحمرُ

وتمسي ذقونَ ذُنَابَ عَقاربَ

في أوجهِ الخائفينَ وما زوّروا

فذئبٍ بفخذينِ من آخرٍ

يَدفِنُ الوجهَ رُعباً

فهم نسقٌ راعشٌ أصفرُ

لقد كنتُ أحلمُ وعياً

وفي حلمٍ بالذي سوف يأتي وفاءُ

ومرّت جنازةُ طفلٍ على حُلُمي بالعَشِيِّ

يرادُ بها ظاهرَ الشامِ، قلتُ:

أثانيةً كربلاءُ

فقالوا من اللاجئين.. كَفَرْتُ

وهل ثم أرضٌ تسمى لجوءً لنُدفن فيها

وهل في التراب كذلك

مقبرةٌ أغنياء.. ومقبرة فقراءُ

تلفتّ في ظاهرِ الشام أبحثُ عن موضعٍ

لا يمتُّ لغير منابعه

ندفنُ الطفلَ فيه

وقد دبَّ فينا المساءُ

وكان على كل أرضٍ نظام الحوانيت

يتبعنا في الغروب

وكان يُشارُ لنا: غُرَبَاءُ

وحين دنونا لمقبرة ليس من مالكين لها

جَعْجَعَ الحرس الأموي بنا: فُرزَت للخليفة

قلت بل يفرز الخلفاء!!

وكان نسيم الطفولة ينضحُ من شقوق الجنازة

بين المخيم والشام تنبت أين اللقاء

جنازة من هذه؟ ولماذا بلا وطن؟

وكلاب الخليفة تنبح من حولها

والمخيم يحملها راكضاً والشواهد تعرقُ

قلت: فلتعرقي

واكفهرّ على تلة في البعيد الشتاء

أليست هي الأرض ملك لرب العباد؟

وهذي الجنازة أصغر من أصبعي.. فادفنوها

وأم الجنازة يكسرها الإنحناء

وجد الجنازة أعمى يتأتئ

والعينُ يرشح منها على الصمت ماءُ

فقيل لنا: مبلغٌ يحسم الأمرَ

فاجتمع الفقراءُ

فللمال أفعاله يستفز

هنا دفن الطفل في آخر الأمر

يا أرض غزة فاسترجعيه

لئلا مقابرهم تستفزُّ

وليس يهاجر في موهن الليل إلا الأُوَزُّ

عروس السفائن ان المراكب

ان لم يكن فوقها عالمٌ بالبحار تنزُّ

ويلقي بها الليل منهكةً يتناول فيها النشيج

ويرتفع البحر جيما عجيبةَ

اما تصاعد منه الضجيج

وما نقطة الجيم الا البقية من جنةٍ

انا كالحبر فيها الأريجُ

وأسأل هل نزل الطفل في قبره...

لاجئاً بين أمواتنا

لكأن اللجوء مصير اللجوجِ

عروس السفائن أسندت ظهري على خشب الشمس فيك

حريصاً على الصمت.. أستنجد البحر

ان الجماهير في شاغل والدهاقين في قمة النفط

في حكةٍ بين أفخاذهم

والزمانُ على عجل للرحيل

وقد دارت الشمس دورتها

وانتهى اليوم

والشمس ترجئ بعض الدقائق.. قبل الأصيل

خذيني الى البحر

يا أيُّهذي العروس

لقد مَلَّ قلبي ألاعيبَ أهل السياسة

والرأس أثقله الخمر

والزمن الصعب.. قبل قليل

وكل النوارس نامت

ولم يبق إلا السفينة مبهورة بالشمول

عروس السفائن يا هودجاً.. يتهودج بين الكواكب

فليمرج البحر.. ولتحمليني لوادي الملوك

أرى عربات الزمان مُطَعّمَةً

ترجو الأبدية في معبد الشمس

شامخةً (طيبة) الآن

تلبس كل مفاتنها.. نهدها في اهتزازِ

ويرتفع الحزن من فوق أكتافها

يتبارك بالموكب الملكي

ترتفع الابتهالات.. فرعونُ.. فرعون.. فرعون

يرتفع الصبح.. فرعون.. فرعون.. فرعون

يرتفع المجدُ.. ترتفع الخيل بالرسل الذهبية

أصرخ قِفْ!

يتوقف رب الزمان

وقلبي توقف في الحزن كالحجر الأردوازي

و(طيبة) شامخة نهدها في اهتزاز

رفعت عيوني الى نثر طيبة

فوق الجبين الذي مسحته الخليقة بالخمر

والإعتزاز

أفرعون يا من تُخلد أهرامكَ الموتى

أسرع هنالك من يَقتنيْ هرماً للمخازي

تقزّزَ وجهُ الإله.. وألهبَ طهرُ الجيادِ سياطاً وقرحها

صحتُ قفْ أيها السادنُ الأبديّ

فمن يملكون السدانة قد سرقوا شعب مصر

زَوّرُوا شعبَ مصرَ

وقعوا باسم مصر ومصر بُراءُ

شربوا نخبها وهي جائعة

ليس في قدميها حذاء

ولكن متى كان فرعون يصغي!

استجرت المماليك

لكنهم أرسلوا مصر فوق الجمال

لوالي الجزيرة كسوه

ووالي الجزيرة بين سراويله

الحل.. والربط.. والزيت.. والموت.. والحرب..

والسلم.. والعنعناتُ

وأكثر ما يُصرخ الأمعاتُ

ولكن لمصر مواعيدها.. للصعيد مواعيدهُ

للرصاص مواعيدهُ

والنجوم هنا لا تُعَدُّ

وليس أمام البراكين في لحظة الروعِ سَدُّ

وهذي الفوانيس تفضي لحلوان في الليل

حيث السلاح الخفي يُعَدُّ

أعدوا لهم ولعاهرهم، "ان عاهر نجد يعد"

لقد حاولوا أن يهدوا على "ناصر" قبره

فهو معترض دربهم

والقبور لهن لدى الله حَدُّ

ولكن لدى الله جند، ومصرُ الرحيمة

لا ترحم السفهاء

أنا لست بالناصري ولكنهم

ألقوا القبض ميتاً عليه

وعري من كفن نسجته قرى مصر من دمعتيها

إذاً.. سقط الآن عن بعض من دفنوه الطلاء

أقول لناصر أخطأت فينا اجتهاداً

ولكننا أمناء

وأن الذي في الكنانة مما رحمتَ فأطلقتَ بالأمس

يكافئكَ الطلقاء

لئن كان كافور أمس خصياً

فكافورها اليوم ينجب فيه الخصاء

تفتق فيه الغباءُ ذكاءً

ومن مُشْكِلٍ يتذاكى.. بدون حياءٍ غباءُ

وما عجبٌ ترسل الريح في أزمةٍ

وتلفُّ بموضعها الخنفساء

ولكن تموت على ظهرها وتكابر

مسألةٌ تقتضي فوهَ ماءُ

ومهما السجون تضم أماماً

يظل على شفة الكادحين الغناء

ومصر التي في السجون مع الرفض

أما التي في البيانات مصر البغاء

وحاشا فإن من النيل ما يغسل الدهرَ

مهما طغى الحاكمون الجفاءُ

لمن في الظلام الدماء

لمن في الظلام التوابيت تمشي

وفيم الحراسة حول المقابر

قال الذي يتلفت: ان العزيز يمر على شهداء (المحلة) بالطائرة

فقلت: هو القسط يُدْفَعُ

أقفل فمك فالمباحث من حولنا كالبعوض

وفيم العجالة في الدفن؟

أسكت!

مخافة أن يزحف الدم في القاهرة

صرخت: سيزحف.. علمني زمن بالعراق

بأن الدماء هي الآخرة...

وحين الصعيد يطوق قصر المماليك

لست أبالغ يجتمع الله في الناصرة

تقول البيانات قد قتلوا عاملاً واحداً

تكذب العاهرة

فهذا دم يجمع العرب الفقراء من الأطلسي الى صفقة في الخليج

وقد كفرت نخلة حين بيعت

واني من النخلة الكافرة

أرى الأرض تنقل أيضاً مع النفط

في الباخرة

خنازير هذا الخليج يبيعوننا

والذين هنا يمسحون قذارتهم بالقروض

لقد تمت الدائرة

لمن في الظلام الدماء؟.. سؤال يلح

وتزهر من حوله أغنية السائرين على جثث

زيتتها المكائن والدم والكبرياء

ستبقى المكاتب هذي مزيتتة بالدماء

وينتج عنها قماش دماء

عروس السفائن أبحرت مبتعداً عن متاهات روحي فيك

فإني من أمة تتفجر في ليلها الصحراء

وما بدعة لا أرى في المذاهب غير جواهرها

ما بهذا انتقاء

أمد جذوري تضرب في الأرض

عن ثقة أن دهري سماء

وليس على ناظري الغشاوة فيما رأيت

ولكن على أمةٍ حَرّفَتْ مبدعيها غشاءُ

(أبا ذر) إنا نفيناك ثانيةً

حين قُلنا بمحض الفجاجةِ:

من غير روحك يبتدئ الفقراء

وما كَفَنٌ قد شَرَطْتَ وعشت به في الزمان

فناراً تحاولك العادياء

سوى أن فائض مال رفضتَ

وشرعّت أن الخلائق خَلْقٌ سواءُ

وأنك في الفكر والروح أصلٌ

ومن معجز الملتقى.. يتوحد فيك الثرى والفضاء

بنيت بيوتاً من الوهم والدمع

أين هوَ العشقُ.. أين هو العشق.. أين هو العشق.. تم البناء

بكى طائر العمر في قفصي

مذْ رأى مخلب الموت ينزل في صحبه

ويكفّ الغناء

فأنبته أن يصدح كي يسكر القفص الدنيوي

فإن انفلاتاً من الشرط بدءُ لفك الشروط

كما تتعرى مراهقةٌ تتمتع حلمتها

أن يراها الهواء

ومنذ نهارين والطائر المشرئب.. يحدق في الأفق

ماذا تراه يشفُّ الوراء

كأن به هاجساً يتقرب من خطر

أو به خطر.. انها الأرض تدخل منزلةً وتشاء

هو الآن في وحدة المتناقض

حيث يتم النقيض الجديد

ويستكمل الدورة الإنحناء

أحاورُ روحي أحاورها

وحوارٌ مع الروح ماءُ

عروس السفائن أدعو النجوم الى قمرتي

فأنا أُولِمُ الليل نذراً

وألبسُ أبهى ثيابي

فقد كنت عند نخيل العراق.. وإن كان حُلماً

وكان العراقُ على مُهره عارياً

مثلما ولدته السماءُ

وكان على عتباتِ العراقُ الفضاءُ

وبين ضلوعي فضاءٌ.. به نجمةُ

لستُ أدري بماذا تُضَاءُ

وفي نجمتي تلك يجتمعُ الله والأنبياءُ

تأخرَ عنهم نبيٌ

سُئِلْتُ

فقلتُ: يُزَيِّتُ حَدَّ السِلاحِ

فإنّ نبيَّ الزمان الفداء

عروس السفائن صار العراقُ لطول المجافاةِ حُلْماً

ولكن به دجلة والفرات

كأن من الحلمِ يرشحُ عشقٌ وماءُ

يُشيرُ إلينا العراقُ.. وفي الحُبِّ حُلوٌ يشاء

أيا وطني قد ضاقَ بيَّ الإناءُ

كأن الجمال بليل الجزيرة

سوف يطولُ عليها الحذاء

كأن الذي قتل المتنبي بشعر إبتداءُ

لأمرٍ يهاجر هذا الذي أسمه المتنبي

وتعشقهُ بالعذاب النساء

وما قدرٌ أنه في الجزيرة يوماً.. وفي مصر يوماً.. وفي الشام يوماً..

فأرضٌ مجزأةٌ.. والتجزؤ فيها جزاءُ

عروس السفائن

كُلٌّ على قَدَرِ الزيتِ فيهِ يُضَاءُ



_________________
.


أعلى
  
 








http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... lbrare.ram




الشـاعر الكبير مظفرالنواب

زرا زير البراري
***********
حن ....

وانه حن

و أنحبس ونه....

ونمتحن

مرخص بس كبة الدمع

شرط الدمع

حدة الجفن

**********

جفنك جنح فراشة غض

وحجارة جفني وما غمض

يلتمشي بيه

وبه نبض

روحي على روحك تنسحن

حن بويه حن

***********

عيونك

زرازير البراري

بكل نشاط جناحها

بعالي السحر

والروح مني

عوسجة بسر

ما وصل ليه النده

ولا جاسها بكطرة مطر

وصفولي عنك بالنباعي تفيض

وتعنيت ليله ... وبه الكمر

وصفولي عنك كل مسامة تفيض

منك عطر .. يلحسنك نهر

تنزل بصدري وبه النفس وبدمي

غصبن تنعجن

وأشهك وأصعدك للسمة

بحسرات وبعنة حزن

حن ... بويه حن

**********

شفافك ولا كولن ورد .....

عنابه معكودة عكد

تمتلي بكد ما تنمرد

لا هو دفو لا هو برد

***************

سكتاتك تشكل خواطر بالكلب ...

مالي عرف بيهن كبل

مبروم بره الريزة

يا ريان ومخوصر خصر

لف العكل

كل جملة منك ...

نبعة ريحان .. بالدلال ...

ما تحمل ثكل

وصفولي عنك

وردة القداح ريش جناح

زاهي بالسحر

وصفولي عنك

شال منك غيظ بستان الورد

والنرجس الرايج سكر

حني بفوازير ولحن ...

حنة حمامات السجن

حنة إلي ...

حنة إلك ...

واللي يعجبه خلي يحن

حن بويه حن

*************

آنه من أشوفك

يمتلي الامضي الجدب

زهرات بيض من الوفه

وروحي سواجي من الحنين تصير

وأنتبه وكت بيه غفه

يا محجل إن بيه ردود

أرد أردود للعشرين ....

من عمر الجفه

وأنصف عمر منك

نصفته بالهجر ...

والهجر منك ما كفه

حتى الهجر يا روحي

منك ما كفه

وكلبي عله هجرك كام أيحن

حن ... بويه حن ... حن ....

وآنه حن

وأنحبس ونه ...

ونمتحن

مجبور أرخصك على الدمع

شرط الدمع يجوي الجفن

**********

_________________


صورة
.


  
 





الشـاعر الكبير مظفرالنواب

بحار البحارين -1
**********

http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... aren-1.ram

ملك العمق ...

أزور نجوم البحر أزواجها بنجوم الليل

أطيل لدى موضع أسرار الخلق زياراتي

وتفتح قلبي في الماء بكل المسك

وأرسلت يدي إلى الأعشاب المسكونة

فالتصق الشبق الوردي لماء الليل عليها

واختمرت لغة وتنفس في الأيل

ما أوقح لذته

تبني بغزالات أربعة....

ينزع عنهن ثيابا ربيعين...

تعبت.... تعبت.... تعبت....

قلبي مبتهج تعب

يا مثقل بالمنزلقات

ونون النسوة قد وضعت نقطتها فانوسا

هناك تلألأ

واعد للنسوة نقطتهن

تلألأت لهذي الساعة لألاء حسنا

وحرف العشق على شفتي السفلى نائمة

أخذتني الموجة من ثوب عقوقي

مسحت زهر الرمان وأبقته حزينا

في الماء البارد خاض الطفل بلا صندله

يا موجة ... أركض...أركض

بين المرجان وبين الحزن دخلنا مرحلة الأبواب

صدمت قدمي بالباب الأبنوس مصادفة

فطرقت

من الطارق؟

ليس لديك جواب

أنت تذوب بصوتك

تطرق بابا أخرى من ذات الخشب المدلك

بجذب لا تعرفه

من أنت..؟ تعلم ؟أسلوب الطرق وعد

تعلم من أنت

تثاءب حرف لا أعرف قدرته

لقح ناقة الليل وراءات أبي صخر الهذلي تنام

صرفتني أم الأبواب وما عرفت قلبي فعلا

لا يتصرف إطلاقا

من أنت...وما قصة روحك؟

ماذا في الدنيا المألوفة والأيام فقدت

ومن جئت تزور

أنا...أخذتني اللعثمة الحلوة...

قلبي كالعشب كمقدام المنجل

روحي خائفة خوفا مرتفعا

قدمي حزن الأسفار عليها ليس يجف

وحزب المخصيين يطاردني

ابحث يا من تبحث عن باب أخرى

يورق في الرفض قبولي

وأحكمت الأبواب الآلهة المسئولة عنها

وضعوا شيئا خلف الأبواب كذلك

أرسلت يدي إلى الأعشاب المسكونة

فالتصق الشبق الوردي لماء الليل عليها

اياك وأنت قليل الخبرة

إن الطرق يزيد الباب المجهولة أبوابا

ومفاتيحك من لغة تغلق ما تفتحه

وتصد كما المرأة عند الماء

لمن لا تدخل بين حروف مباهجها

ونظنك من أهل الحدس

فما تتهجى جسد المحبوب

تلك كما الزبد الليلي تذوب أنوثتها

فيمن مد يديه بمعرفة عرف العمق

وزكى الهمزة بالبخور ثلاثا

حتى طرد السحر وأطلق عقدتها

بين أصابعه ينمو الصبح وكمون العشق

وتكشف نسمة صبح فخذيها وتدوس على ريحانه روحك

آه...

آه...للوجع الطيب

يا نسمة.. يا بالغة العفة

من أين دفعت الباب على العاشق

فالقمرية نائمة والعاشق أثملة التفكير الخاسر

والنجمة تستأذن أن تدخل بعد هزيع اثنين

فما إذن البحار العاشق

فالنجمة تحمل فاكهة

قال المعتكف البحار

أنا ما ذقت سوى طرف النهد

وصمت عن المشتهيات

رضعت العنبر من صدر العشق

وأمسكت بحلمتها الوردية في الليل أؤنبها

امتلأت كفاي رحيق الفستق واشتعل الخنصر

بين الورد وبين اللحن

وبين اللحن وبين الورد

احترق الخنصر

أعطى ضوءا عربيا

ليس لإصبعي الوسطى في الليل أمان

وأدير على هذي الإصبع حكام الردة

أما آن فحانات العالم فاترة

مللي شبه علكة بغي لصقته الأيام بقلبي

يا بن ذريعه...

هذي الحانة باردة ...أوقد صوتك

يرحل بعض الإثم من الحانة

يا بن ذريعه ...

هات لنا نغما

بعض المشتهيات من الصوت السابع

قل نغما عصفورا

قل نغما سره أنثى....

قل نغما طرقة باب مجهول

من أنت ...؟

نصحنا أذنك أن تسمع تلك الأشياء المألوفة في الدنيا

آلهة المجهول

أتيت بآخر أشكال الهم وروحي لون مكتئب

طوقت عليه بزناد مراهقة

من يطرق ثانية

حذرناك فماذا تطلب؟

جازفت على فلك لا يعبر ساقيه

قيل تسفهه كل الصلبان وكل الأصنام

رفعت كؤوس الكفر عليها

يأخذك الجو

وترفع إبريق الخمر في الهم شراعا

كيف تجرأت تدق علينا في الليل فإن اللذات تنام وراء الباب بدون ملابسها

ويسيل لعابك... كيف اللذات تكون بدون ملابسها؟

تنساب ... وتنطق أشياء مبهمة

وتحاول أن تخرج من تأتأة في جسمك

تعلق جدران همومك

يعلق اظفر إبهامك بالمنزل

توقد عود السماك لدى فخذي أنثى

اسأم حسن اللّه عليها

واجتمع التلقيح فأعطى إنشاء ذهبيا

أوقدت فجن الحشرات

وهاج الموج وقام الزبد الفاسد

واضطرب البيض الفاسد

يا صاحب هذا الفلك المتعب

أنت تسميه سفينة عشق

إني أوقدت...

سيفقس هذا البيض الفاسد أوساخا مقذعة

ألديك فوانيس

زيت ما لمسته يدان

روح تبصر في الزمن الفاسد

أوقد بحار البحارين قناديل سفينته

أبقاها خافتة

بحار البحارين

ومن جمع اللؤلؤ والأضواء وأصوات البحر

بخيط لحبيبة أبقاها خافتة

تملك أحلى الهمزات حبيبته

تملك أحلى ميم اعرفها

ولها جسد مزجته الآلهة الموكولة بالمزج

بكل عطور الخلق

فمارس عشق الذات بالحسن عليها ارتبكت

أعرف بحار البحارين ومن سأحدثكم عن سيرته

كان يقوم أوساخا ممتعة يستمتع حين يقاومها

عيناه تألقتا كالجمر من الحمى

بعث الحمى بغلاف من ورق العشق لبيت حبيبته

وبيت حبيبته في الشام يقال

قرب الجسر الخشبي

وبيت علي بن جهم يقال ...برام اللّه يقال

قيل بباق الخلق

وقيل يترهونه أيضا

من أنت..؟ وفي هذا الوقت المشبوه تزور

أطرق بحار البحارين وخبأ في الصدف الحي حكايته

فالعثة في بلد المعسكر

تفقس بين الإنسان وثوب النوم وزوجته

وتقرر صنف المولود

وأين سيكوي ختم السلطان على اليته

فإذا آمن بالحزب الحاكم فالجنة مأواه



_________________

صورة



  
 





الشاعر مظفر الثواب

أيهاالقبطان


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... lqbtan.ram

الشـاعر الكبير مظفرالنواب

أيها القبطان
**********

اسقنيها

وافضحي في الظلاما

بلغت نشوتها الخمرة

في خديك

نثر الورد في كأس الندامى

وروت مبسم ورد

نزع التاج وألقاه بأرواح السكارى

بمعان نزعت ألفاظها

وقف العشق على كفيه مجنونا من النشوة

والعود ارتخت أوتاره

واللحن قاما

وانتضائي ضائع اللّب

بعيني من السكر دم العصفور

والحفن إنكسارات خزانى

جسدي مرتعش بالطّل

أنضوه

كأني افعوان ّ

ترك الثوب ألسمومي

على صكه نهديك ضراما

متعب

أبصم إن أحسستني جسمي

فإني لست ألقاه

وإن قد أشعل الليل

أنينا وسقاما

ربما يقوى على حملي

إلى بيت تعودت على فقدانه

ألقاه في عيني

وأغفو

كأن النوم ناما

**********

رسموا بحرا من الحبر

وحطوا مركبا فيه

ويا غافل ! يا أنت لك اللّه

ركبنا!!!

فوجدنا نفسنا في ورق الرسم

بلا صوت!

ومشطوبين بالأحمر!!!!

والقبطان مشروخا إلى كعبيه بالذل

أدفعوني

ومضى يفتك بالنسوة في قمرته العليا

اهتما بالجماهير

وبالفخذ اعتصاما!

ليس بالمركب والبحر ثقوب

إنما أنت هو الثقب

ولن يمنحك البحر احتراما

تدعي المركب !؟ هيهات!!!!

ومن أين ولم تبحر؟

وتاريخك وحلّ

ودم النوتية الأمجاد في عنقك

أصبحت على البحر إماما!!!!!!!؟

أسقينها

لم يزل للبحر في رأسي , دويّ

والمدى لعبة أطفال بكفي

وتقي أشربها

راحتاها فستغفره اللّه لنا

والعود يلتف

كمن يحتضر الروح ضراما

أسقينها وفدى خفيك من يشرب خمرا

وهو لا يعرف للخمر مقاما

أيها الشارب

إن لم تك شفافا رقيقا

كزجاج الكأس

لا تدخل طقوس السكر والكينونة الكبرى

فسوء الخمر يؤذي

بينما يقتل سوء الخلق

فاشربها كريما دمثا

تطمع أنّ النار تستثني الكراما

قارب الأيام

ته بيّ

وتهني ....

فأنا أسمع تيها غامض البعد....

وزرّ البحر من خلفي ,

وضيّعني أماما ....

ابتعد عن أيّ شاطئ

أيها النذر الشبابيّ

بمقدار نوايا الشمع

تعط البحر بقشيشا

من الماء أضافيا

وطعما ...

وغماما ...

أنت ..أنت المركب النشوان

ألواحا

ومجدافا ..وروحا

وتتهادى في نئيج الموج والطير

وصمت المطلق السينيّ

يا سينيّ!!يا سينيّ

يا سرا من الأسرار

حققت الزمان الضدّ

غصنا فارغا بالورد

ممشوقا غلاما..

كاشفا عن فخذيك الجبروت

أفادت من الرّز

وصمت الفيروز باديّ

وكل امرأة تسندها

تسمع صوت الغرانيق

وجيش الزنوج

تنضم....

وتعطيك الزمام

**************

أين وعد الذين استضعفوا ري الأرض

والركض إلى السلخ يوميا!؟

أنا أصرخ يا ربّ! فلتفت للناس

ما هذي القيادات المنافيخ فراغا

تشتكي من سوء هضم

داخل المخ

وتجتر نياما

أنا سكران بمن تخلقهم

من نطفة اللوز

ونطق الكسل الصيفي

سكران بمن....

يا ربّ يا تدري بمن!

يا ربّ يا تدري بمن!

قابض راحتي على جمرة كأسي

بهدوء ورضا

أمنح دنياي على علتها أقمار زرقاء

ونارا وخياما

لم أزل أرجع للكتّاب

والخاتمة والقرآن , طفلا

دائما ألقاك في شارعنا الفرعي

تؤويني من الصيف العراقي

بثوبيك

وتتلو صبر أيوب على وجهي

ولكني مهووس غراما:

ببيوت أذن اللّه بأن يذكر فيها

وكثيرا هيمنتي

ألم نشرح "...."

والضحى"....."

يا أخت هارون ولا أمّك قد كانت بغيا""

زكريا""

وسليمان بن خاطر " كان صديقا نبيا"

وإماما

قبل القبر " أكياد"

فهذا الهرم الطفل

احتوى أسرار مصر كلّها

وأقانيم خلود الروح والطوفان والطود

أما كان كليم اللّه

في رابية الطود

وناداه: سليمان بن خاطر

طهّر البيت من الأرجاس وانزل أرض مصر

حذر الأحزاب في دوامة السلطة

والنصفية العاهر

بلغها بأن الّه لا يرضى إلا بالبوار يد

السلام

يا صراخ الكوة السوداء

ي حيى نبي اللّه!

سالومي" تؤدي رقصة الموت"

وألقت آخر الأشياء للستر

على استقلال مصر

والمزامير صوت النقر من بيت رئيس الجيش

ضلّ ركعة الموت

فإن الرأس مطلوب

ولم تصح الجماهير تماما

أسقينها...

لا يزال الليل يشتدّ

وأشتد

ولا يبدو على الأفق ذليلّ

ربما كلّت من الخيبة عيني

وأضافت ظلمات

أو يزوغ الأفق أمعانا بشيء

إنما أبصر من عين الذين استضعفوا

إن أطبقت كل المقادير جهما

نأى سكران بمن تخلقهم

من نطفة طاهرة

مثل مياه الصبح

في الحدّ قناديل من السمك

وفي العين شرود الظبي في الصحراء

أنا

أنا سكران بمن

يا رب يا تدري بمن

لا مني الحبّ على الحبّ

فأغويت الملام

أمسك الصحب السكارى

ليل ردني

سقط الزرّ عليهم قمرا

وتدلي سلما خيط

إلى حصته من قدحي

صار يلتف بروجا

أيّ كون بين كأسي ويدي!!!

ربّ! لا تغضب , فإني "استضعفوا"

يأخذ الترتيل بالآية لبّي

فإذا ما بسملت شاحنهّ بالحزن والبارود

سجّلت على حاشية القرآن

اسما

شاحنات للذين استضعفوا

أهدافها شتى

فيا حضرة كتّاب التقارير,

تشيطنت

ولم أذكر نظاما

رافعا فردة سياطيّ

كالهاتف ,

كي أشتمهم

يا أخوات أل!!....

قطع الخطّ ولم أكمل مراسيم احترامي

ربما بالغردة الأخرى

أرادوا الاحترام

**************

أسقينها

ودعي سبابتي الحمقاء

تستفتح بالنهد

ولا أدري الختام

إنني صبّ

أسمّي كلّ ما سلب لبي حمرة إن كان حسنا

أو قراح الماء في كف كريم

أو حزاما ناسفا

أو بيت شعر

أو مدام

**************



_________________





  
 

 



الشاعر مظفر الثواب

بحار البحارين(2)


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... aren-2.ram




الشـاعر الكبير مظفرالنواب

بحار البحارين - 2
***********

أطرق بحار البحارين وخبأ في الصدف الحي حكايته

فالعثة في بلد المعسكر

تفقس بين الإنسان وثوب النوم وزوجته

وتقرر صنف المولود

وأين سيكوي ختم السلطان على اليته

فإذا آمن بالحزب الحاكم فالجنة مأواه

وويل للمرق...

فالأنظمة العربية تشنقه قدام الدنيا قاطبة

تبقيه لساعات

ثمة تنسيق سري بين فنادقنا

أحد منكم لاحظ أن الصمت تكاثر..والجرذان..

وسيارات الشرطة حبل في الطرقات

بشكل لا شرعي وسخ

هذا الطقس دنيء جدا

ولذلك خبأ في الصدف الحي حكايته

وأقام على دولاب سفينته

عيناه من الحمى واحزن تألقتا بغمين كئيبين

ارسل تلك الحمى بغلاف من ورق الحزن لبيت حبيبته

جلست تغسل للحمى....

جدلت بالورد وبالزيت البارد

والنعناع جديلتها

سمع الجيران بكاء الحمى في الليل الأول من شعبان

قالوا نغلق هذا الشباك ونخلص من وجع القلب

لقد أشعث كل بنات الحي

وكون من حبات الدمع فراشة عمياء

وقمن إلى الشباك من النوم وأغلقنه

ونون النسوة ما نامت أبدا

نقطة نون النسوة مما تذرف دمعا مسحت

واتى النون هلالا فوق المرقب

كانت ريح قاسمة والمرقب شيء آن اللجة

سوف تقوم على آخرها

وعلى الدفة كان مهيضا في تلك الليلة من شعبان

يقاوم أحلاما ساطعة...يغلق عينيه

وأبواب الروح لشدتها

ويساءل أين الأرض

وأرسل قامته الغجرية بين نجوم الليل

وكان الوشم على رسغيه يكمل عقد النجم

تطول أيضا

أين تريد؟

فعنقك يمتد بأكثر مما قسم اللّه لها

قال كذلك قد خلقت

هذا منطق صوفي ...

أين تصوفت وجسد تنح لذات خضر

أسكت...كيف تخمرت وأنت من الطين الفج

وتعشق طلع الصبح ولا يؤنسك الليل بلا جسد

تتركه في الصبح

تنوح الأغصان عليه وبالضدين يضيء

تقول: دخلت حدوثا الضوء

في العم الثالث كان الضوء المستور

وبعد...

وجاء ظلام أطفأ كل قناديلي حتى الموروثة منها

إذ ذاك تلمست طريقي

عثرت أقدامي بمن علمني...

صار هو العثرة

ضيعت من العمر طويلا كي أنهضه عبثا

فالجثة تتفسخ من أين أرادت أسندها

أعثرت بمن علمك أل...

أسفاه نعم

كيف؟

كذلك ... قال كذلك..

هذا طبع الأشياء

عند الأصوات الخارقة الإيقاع يشذ

أوحشني الدرب..

وأصبح صدري مدخرة في مطر لا ينبئ عن صحو

غرقت روحي إلا عقدة عشق آنذاك

والمركب يوشك أن يقطع رحلته

أبرق حرف من تحت الباب مهيبا

وأطل الرأس من القمر حول العينين

من الصرف ونحو الكوفة أشكال

لا الخط الثلث له هذا الحسن له

لا الكوفي ولا الرقعة أيضا

ورأيت ثياب العشق تضيق على جسدي

فتوضأت بماء الخلق...

أخذت بهذي القيثارة

دونت عقودا أربعة...

وشددت على وجع المفتاح الخامس والسابع

فاعترض النحو البصري علي

كذلك اعترض النحو الكوفي

وأجلس من لا أعرفه يعرف نحوا في الشام

دع الريح تهد هدك الهد هده إلا هدأ

نذرك كان كثير الشمع الأحمر ولآس

ومرت كل شموعك من تحت الجسر

وأبعدت كثيرا في البحر

فأين البصرة؟

آه صحيح..أين البصرة؟

البصرة بالنيات

لقد خلصت نياتي

حتى وتسلق في الليل عمق الألوان عليها

أين البصرة؟

مشتاق بوصلتي تزعم عدة بصريات

منذ شهور قلبي لا يفرح إلا بين النخل

أتسير ببوصلة؟

حين يكون لذلك فائدة

ما دخلت؟

إذا كنت بلا أمل

يا صاحب هذا الفلك المتعب أنت تسميه المركب

لا بأس عليك تفاءل ما شئت

أطلق ما ترتاح من الأسماء عليه

وصيف وبغى متفق على نفط البصرة

والمتوكل مشغول عن ذاك بشامة حسن على خصيته

فدع الرياح تهد هد هذا المركب شيئا

واسترخ فما تلك نهاية هذا العالم

مد ذراعك

فالشمس تريح الجسد المكدود

والفقراء المخلوقون من الخرف الليلي وخوف المتوكل

بالسعف احتشدوا

ملئوا باب البصرة بالسل

وقد أطفأ برد الليل قناديل حماستهم

كان السياب مع الأطفال يحرك سعفته

انتظروك طويلا

أراهم أن السعفة تنفع...

لا بأسا بجرعة خمر تخدر لها عيناك وتذكر

ها أنت.

مصابيحك ترتعش الرعشة الحلوة للسكر

وتأخذ بكامل قوتها

ماذا ستخبرنا

أرقص قبل البدء... أريكم فرحي

ها أني أرقص...أضحك

ها أني.... أني... أني...

ثم يصير الرقص وقورا

قاومت جميع الأطراف بهذي السعفة حتى بريت

رفعت عليها الراية يا صبية....

بين السفن الخصية

تحمل سفودين عظيمين

وبفتح أحفاده البصرة فوهة النور عليك

فما أجمل العين يا رب

وعقد من القهر وأنت بهذا البحر

أما أكل الضجر المالح جنبيك؟

تمسكت بهذي السعفة

من كان له سعفته في الليل سينجو

اعتصموا بالسعف جميعا

والوحشية يا قبطان اجبنا

كيف قدرت على الوحشة

تزوي عينيك قليلا

أو قدت بها عشق الناس وداويت ظلامي

يا سيد في البحر العاصف

هل أحببت كذلك

أكثر مما في الأرض وفي اليوم الهادئ

تملك أحلى الهمزات وأحلى ميم أعرفها

أنصت أولاد الوسخ لتروك إليك

فأنت تعلم مثل نبي

فإذا أنت أتيت البصرة أنكرك الحسن البصري

وآه مما يتقلب هذا الحسن البصري

وآه مما كشفوا فخذيك وكانا مبتهجين

كثور يتفرغ للإتيان بحرب السلطة

حتى شهق الخلق وزاغ البصر

قيل معاذ اللّه فما هذا بشر

هذا مارس كل طقوس العالم بالسلطة قدام الجمهور

وألب حتى الدرجات المنحطة جدا

مولانا كان يعلم خارجا ما علمه الكهان

وسفه كل معابدنا

يا حضرة حاكمنا .

مشتبه يعشق جسر الرخ الخشبي

ولا يعشق جسر الدانوب كذلك

وارتفعت شهقات من غرب وشرق المجلس منكرة

يرتكب الكفر الأمي

يخوزق أعراض الطبقات المرموقة

يرفع خصية ثور

يهزأ قدام جمهور السادة والحرم الجمهوري

ويشتم تكيتنا

قالوا يقتل .. ينفى

يقتل .. لا تكفي هذه

لا بد يشوه بعد القتل ثلاث مرات

آه ... صرخ الوزراء الفارون

يدوس على ذيل وزير النفط

يقال ..

وزير النفط لديه ذيل يخفيه بكيس أمريكي

ويصوت ضد الإرهاب بيه

مولانا...

يزعم أن مشايخ أبو طبي والبحرين ورأس الخيمة

يخفون ذيولا أرفع من ذيل الفأر

وحين يخرون سجودا للشاة..

تبين قليلا من تحت عباءتهم ويبشر بالخازوق

اخو زقكم .. يا ديدان

اخو زقكم ...

اسمع يا والي البصرة قال لنا يا ديدان

وقال يخو زقنا

خوزق .. خوزق..

صرخ المصنعون من الجوع وقام الخازوق الباسل

خوزق .. خوزق ...

هاتوا الملك السلس

هذا الملك يستأنس بالخازوق

وذلك حزب يتخوزق مختارا

لا إكراه ولا بطيخ بمحض إرادته

يا سيد .. فاحمل سعفتك الآن نبيا

حرك بيت العقرب تخرج مكرهة

يا حاكمنا - صاحب طائفة الخلقيين -

يوشي الجمل الربانية في الشعر بمفرده

يخجل منها المعجم

---------



_________________
ا



  
 





الشاعر مظفر الثواب

الرحلات القصية


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... lqseya.ram



الشـاعر الكبير مظفرالنواب


الرحلات القصية
************
كل نديم يؤرق

والقلب مل نديمة

كأني عشق تذوق طعم الهزيمة

دخلت وراء السياج

فآه من الذل في نفحة الياسمين

زكي ويعرف كل الدرب القديمة

وآه من العمر بين الفنادق

لا يستريح

أرحني قليلا فإني بدهري جريح

لكم نضج العنب المتأخر

وان طرقت بعض حباته

كن يدا أيها الحزن

وأقطف

ولا تك ريح

رمتني الرياح بعيدا عن النهر

فاكتشفت بذرتي نهره

غطت الدرب

والفتية المنتمين إلى اللعب

والخطر البرتقالي في حدقتا الزقاق

وتدخل غرفة نومي

وهذي رسومي....وهذا صباي الحزين

وتلك مراهقتي في شبابيكها...ولهاث السفرجل

والشوق قد كبر عشرين عاما

وصار اشتياق

وما من دموع أداوي بها

حاضرات الهموم

إلا قميصي..وقلبي..وكلمة حزن

ينساها الرفاق

تفتق حزن غداة افترقنا

ولست أحد نادم

غير قلبي

فقد عاش حبا معاق

أحلق وحدي بطائرة

كل ركابها نزلوا في مطار غريب

وأعطس في البرد

لا طاقما...لا مضيفة..لا مطارات حب سأنزل فيها....

ولا بلدا عربيا

يكون تبرأ مني الزمان الحبيب

لكم كان يكفي قليل من الورق الناعم البالي

أصنع طائرتي وأهيم بها في الطفولة

والناس مثل الطفولة صحو

يغني به عندليب

وتلك النوايا الصغيرة جدا

تمر البساتين فيها وتبني قناطرها

والكلاب الصغيرة تركض في ثوبها الليل كي

وراء نحاس المغيب

وبستان نون على شفتي...مراهقة قبلتني

لأني طفل ولا أفهم الرحلات القصية

ما زلت طفلا تهجت

أو يتهج قلبي طيب

وأتقنت أقرأ مثل الكفيف

بهذي الأصابع...خصرا وكسراته

فإذا ضمني مثله لم أعد معربا

بل بناء رهيب

لقد قدموني الحروف الى النون

ثم اكتفوا

فقين رضيعا

وعيني على الواو والياء أيتها الأحرف العربية

فالهاء حرف عجيب

وأمد الخيوط وطائرتي تسمع النبض

عبر خيوطي

وفي اللازورد السماوي في طرب تستجيب

وقد يعلق الخيط بمدخنة لرفيق قديم

فيجفل من رقة الخيط

هذا زمان دنيء كئيب

وأخجل أسحب خيطي الوفي

أراه لقد فحص الخيط حد الهزيمة

كفى.. تنفخين رمادي

قصدت أن أحرق القلب مستعجلا

أصفات الحريق السريع ذميمة...؟

لذاك احترقت

وأعطيت ما يعجز النور عنه

فإني على النور بعض النميمة

لكم كنت كالورق الناعم البالي حد الجريم

لقد خربش الحب أمسي

وقد خرجت خربشة الهوى لغدي

والتقت عند تلك المصاطب

والسرور والحانة المستديمة

هنالك مصطبة في (النواصي)

يطمرها القش والليل

كنت أحب عليها..وأنسى عليها وأربط طيارتي والسياسة..

والعشق

وقد اقتلعتها الدهور الأثيمة أعيد المصاطب قاطبة بيدي

إذا انتصر النهر والناس

أدهنها غير مصطبتي

سوف أتركها مثل ما هي كانت قديمة

والنسناسات التي يترك العشق....والسحر...والصيف...

قبل نهايته

والقوارب بيضاء في آخر النهر

في مسحة ضباب

رحيمة وأغفوا عليها

وزران قد قطعا من قميصي

ليخرج قلبي متى ما أراد

الى دجلة يتبرج ثم يعود

يمارس نفس الهوى الخطيئة

بل والجريمة

وأغسل عني الذي زور الملحقون بكل الدوائر

إذ وجدوا القلب دائرتي وحده

وبه أتحدى ومنه العزيمة

وأقرأ ثانية بالأصابع خصرا عشقته

والقراءة تأتي وإن كثر والتأتأة سليمة..

*********

_________________


أعلى
  
 





الشاعر مظفر الثزاب

بحار البحارين(3)


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... aren-3.ram

الشـاعر الكبير مظفرالنواب

بحار البحارين -3
************
ماذا أعمل ...

أن أشد بذاءات العالم يزداد تألقها فوق لحاكم وأضاف قميء

عفنا كان يقوك بين القوم

وكنت تفرغ شحنتنا الثورية

يا بن الشحن السلبية

بطارية حزبك فارغة ماذا اعمل

والتفت الآخر لفتة من فاجأه الحيض وقال

تفاهمت مع السلطة تشتمها وتورطنا

أربأ أن تسمع ..ز واستعذ اللّه

فمهما قيل فأنت تعلم مثل نبي

سلمك المفتاح على الذمة بحار البحارين

وأعطاك السعفة

أعطاك طريق التبانة

أعطاك بان يصبح طفلا عند الحاجة للعب

وسيف حين يجد الجد

فأي الأشياء رأيت

وأي الأشياء ترى

لست أرى غير الدفة

هذا سفه بحري

إن معارفك الآن لغامضة جدا

وحجاب الجملة أعماك

لكن أين البصرة يا مولاي ؟

وما شأني بأبحر

إذاً ليوصلني البحر إلى البصرة

بل يوصلني البحر إلى البصرة

لا يوصلك البحر الى البصرة

بل يوصلني

لا يوصلك البحر الى البصرة

بل يوصلني البحر إلى البصرة

قلنا لا يوصلك البحر الى البصرة

احمل كل البحر وأوصل نفسي أو تأتي البصرة

إن شاء اللّه وبحكم العشق وأوصلها

فإذا أخرك الصف فماذا بعد

طير الوعد

تعال وصيحتك الممزوجة بالفجر

يا نبأ عن بحار البحارين

وما صنعت عاصفة الجزر بيه في الليل

هل ارتاب القلب المدمن

أم كان بيه ما يكفيه من الزاد وعلم البحر

وهل نسي الفردوس المفقود

وعاثت عاصفة الإفك بأمجاد طفولته

اعرف بحار البحارين

وهيهات يغادر صدر سفينته الحربية

رقطه الزمن السوء بالملح وزيت أصابعه

صار هو اللون المألوف

لقد زعمت سفينة الأقزام ترافقه

وانكفأت حين رأته على الموجه

محتفلا بالغضب الكوني

ويستلم البرق من اللّه

والرقاة جميع الهزات الأرضية والرعد

كان يلم الأخلص من بحارة تلك الأيام

ومن في الجزر وفي الجزر الأقصى

قرءوا السنوات المطلوبة للمد

بحار البحارين بلا حد

والسفن الإيجار لها حد

قال وبين جوانبه نقطة حبر عالمة بالأنواء

كتاب البحر كتاب يتغير يا أحباب سفينتنا

والنوتي الفائق من يتنبأ قبل التغيير

وأخطاء النوتي الفائق تعني

ان النجم القطبي يغير موقعه

ورث النوتي هذا العلم المتضامن جدا عن جد

ضربت إحدى الموجات الدفة واضطرب الميزان قليلا

حدق بين الحلم وبين اليقظة هذا ليل قدري

والخشب الآكل ضرس أنياب الأمواج

فالقوا المرساة فاني آنس نارا

وأشار بإصبعه المتضخم للضوء الباهت في آخر الأفق

كان هنالك ميناء يكمن خلف الكون

وكانت في المركب ريح الأصقاع الثلجية

تمسح وجه النوتي إلا من آمن

رب النوتي قال الواقف فوق المركب

والمطر الأبيض يغسل بالطهر نبوءته

رب النوتي واحمل مصباحك بالعشرة أرواح

إن الميناء مخيف

وطريق المركب جد خطير وتكثر فيه الأ وجار

تنبيه بحار أزمن فيه البحر

وقد نبت منذ زمان الردة آثار التعذيب على فخذيه

خذ سكينك

لا تؤمن هذا الساحل

وانظر أشجار دم الأخوين تخبر أخبارا فاجعة

فالظلمة فاحشة وقد ينقلب الليل برغم إرادتنا

ويهذى يكمن في بعض الناس برغم دلالات الخير

نعذك يا سيد مركبنا

تجار الأخلاق كثيرون فعجل

نزل السيد

غاب وراء الطرقات المشبوهة يبحث عن درب المرأة

ذلك لا بد ...

في تلك اللحظات تدفقت الأشياء

ونزده الأخوين وعلق ثوب النازل في الطرقات المشبوهة

مضطرا

أحد يقتل في هذي الليلة

أو احد ينفي في هذي الليلة

محتمل أن يحصل تغير ما كنا نتوقعه

وحسبن كل حساب

إلا ان يكن الميناء هو القاتل

إلا ان يصعد هذا الميناء إلى الركب

يغري بعض البحارة ان يلقوا المرساة نهائيا

إلا ان يصبح بعض البحارة مما كنا نأتمنهم مشتركين

اطفي فوانيس الخبرة

لا النجوم ولا القمر المعهود أضاء

فالزمر المنحط تلاقى

تتوزع .. وتنقض وتخرج ثوبك

قلبك كان يحس برودة خنجرها

تلك مؤامرة كشفت

واسر أمين البحارة كانت نارا خادعة

ان كتاب البحر كتاب يتغير يا أحباب سفينتنا

اخرج أوراقا باهتة أكل الدهر عليها

وتفحص خارطتي معتقتين فضيعتاه

قال إله الليل تظنون ظنونا خاطئة

سفن الثورة تستطيع مبحرة

فإذا وقفت يمتد إليها الميناء

أجاب السيد يا رب هو الماء

لقد دخل الماء سفينتنا

سفن الخلص لا تغرق بالماء

يقول الرب بل القلب إذا ارتاب بقدرته

والروح إذا تعبت

أرسل بحار البحارين فراسته

عجم البحر

قلب قرآن اللّه وإنجيل اللّه ورأس المال طويلا

فرأى الدب البيض والدب الأشقر والثعبان

وبعض البحارة متفقين على اللعب بلحيته

اقسم بالشعب وبالأيام الصعبة قاطبة

ليقاتلهم حتى يصلا المركب ثانية...

أو يهلك منتصرا

أبلى في الليل بلاء حسنا

قادم عقدين وبضعة أيام موحشة

وأحسن دوارا منذ شهور ينزف

والعمر تقدم بالمبحر

واختلط البر ...البحر... الغيم ... النجم ... الأم ... الليل

وألقى المتفقون القبض على قبضته

وأزبد من أزبد

أرعد من أرعد

واستحملت السلطة أنك سوف تطيع

واحضر في الليل صليبا ورفعت عليه

فما أحلاك أضفت على السكة فانوسا

اعرف أنك تبكي منفردا

أين البصرة يا رب...؟

صرخت ... أما وصلت

وسمعت ضجيجا وسخا طيلة تلك الليلة

كنت تعاني الموت

وكانوا يحتفلون

وقد سلبوا المركب والبوصلة الدرية

واعتقلوا البحارة

جاءوك صباحا بالصفقة ثانية

ثانية أنت من التعذيب بصقت عليهم

آذوك طويلا

منعوك ترى جسر الكرك الخشبي...

فما أتفههم

انزل في ظلمة قبو لا تأتمن فيه العقرب صاحبها

أنعش بالمسك وقيل

نريد بك الخير فما ألك لا تؤمن

خذ ما شئت من الميناء

أعرنا المركب والبوصلة الدرية

نوصل أموال أبي العباس السفاح

فان أمير البصرة منتظر والجامعة العربية منتظرون

معاذ اللّه يكون الخصية في المركب

جميل يا سيد

يا سيف النظرات

جميل أنت .. بهي أنت ... عظيم أنت ..

وحين وقفت على الأرض بكل ثبات

وجميل أنت .. جميل حين بصقت على الصفقة

واستحليت ثباتك فازددت ثباتا .. ثبتك اللّه

منعوا صوتك ما أتفههم

زعما أنك مجنون ... معتوه .. صوفي وشيوعي

كيف جميعا

ما أتفههم... ما أتفههم

حملوا الميناء وبيت المال ورايتك الحمراء

ودست الباذنجان كذلك

فكيف جميعا

قال الجرد ذو الشيب المصبوغ لإخفاء الصفقة

تبقى جسدا للبوم والغربان ونبحر دونك

فاقبل قبل فوات الفرصة صفقتنا

شارك في الحل السلمي قليلا

أولد القحبة كيف قليل

نصف لواط يعني...

امتعضت روحك...

كنت كمن يجبر آت يأمل فأرا

هاج البحر وكشرت الأهوال

وكادت ريح قادرة ان تقلب كل مفاهيم البحر

وصار الدولاب يدور عليهم

والدفة توشك ان تقلب من يمسك عصمتها

ارتبكوا وحاق المكر بهم وأسروا

ألقوا المرساة نساوم هذا القذر المفزع ثانية

جهلوا مولاي مزاج البحر

وأما البوصلة الدرية فانطفأت ضاحكة

وقفوا بين يديك

وكأت العرق القطري يوسخهم

قالوا بالوحدة

لكن زادوا القطرية ذيلا قبليا

ورأيت الزبد الأبيض يذبل فوق كواهلهم

صعب الأمر عليك ..

تشوقت الى الوقفة فوق الدفة منفردا وحدك

يعلو الدولاب لعزم يديك

ووحدك تبحر في الليل وليس لديك صليب أو صنم

رايتك السعفة

والموج يقبل جأشك

فاقتربوا من قدميك وصاحوا والريح تغالبهم

بحار البحاران...

ليك الثلث من المركب

إن أوصلت حمولتنا

ويقول المالك...

يبقيك ومن شئت من النوتي في خدمته أبدا

وتفردت بهم....

أولاد الإفك يبيعونك نص سفينة عمرك

ثم يمنون عليك بان تخدم سيدهم

ابصق ثانية

هذى واللّه مكان البصق.. فابصق ..تبكي غضبا

يلعن كلا مبغي البصرة في العصر الجمهوري الجائر

قد منعوك ترى جسر الكرك الخشبي

وهذي السنوات التسع قد صهرتك من الحزن

وقالوا صوتك يخدش أخلاق الجمهورية

خافاك اللّه .. بقاؤك محض بقائك يفضحهم

ما ظل سوى حبل تحلق حول خناقك

والقلب وراء ضباب البحر

يدخل كل الليل علامة عشق ووجود

فإذا احتد عليه الشوق سيشتعل

ولقد فتك بالبحار أريج مبالغ

وأوار الحمى ينكث روحك . والريح

ومال المركب للهوة بعد الهوة

يا سيد فانتشر روحك في الخشب الخف

إن مزاج الكون سيعتدل

*********



_________________


أعلى
  
 





الشاعر مظفر الثواب

وتريات ليلية


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... ayleya.ram




الشـاعر الكبير مظفرالنواب

وتريات ليلية
*********
الحركة الأولى

وشجيرات البر تفيح بدفء مراهقة بدوية

يكتظ حليب اللوز

ويقطر من نهديها في الليل

وأنا تحت النهدين إناء

في تلك الساعة حيث تكون الأشياء

بكاءً مطلق،

كنت على الناقة مغموراً بنجوم الليل الأبدية

أستقبل روح الصحراء

يا هذا البدوي الضالع بالهجرات

تزوّد قبل الربع الخالي

بقطرة ماء

كيف اندسَّ بهذا القفص المقفل في رائحة الليل!؟

كيف أندسَّ كزهرة لوزٍ

بكتاب أغانٍ صوفية!؟

كيف أندسَّ هناك،

على الغفلة مني

هذا العذب الوحشي الملتهب اللفات

هروباً ومخاوف

يكتبُ في

يمسح عينيه بقلبي

في فلتة حزن ليلية

يا حامل مشكاة الغيب!

بظلمة عينيك !

ترنَّم من لغة الأحزان،

فروحي عربية

يا طير البرِّ

أخذت حمائم روحي في الليل،

الى منبع هذا الكون،

وكان الخلق بفيض،

وكنت عليّ حزين

وغسلت فضائك في روحي أتعبها الطين

تعب الطين ،

سيرحل هذا الطين قريباً،

تعب الطين

عاشر أصناف الشارع في الليل

فهم في الليل سلاطين

نام بكل امرأة

خبأ فيها من حر النخل بساتين

يا طير البرق! أريد امرأة دفء

فأنا دفء

جسداً كفء فأنا كفء

تعرف مثل مفاتيح الجنة بين يديَّ وآثامي

وأرى فيك بقايا العمر وأوهامي

يا طير البرق القادم من جنات النخل بأحلامي!

يا حامل وحي الغسق الغامض في الشرق

على ظلمة أيامي

أحمل لبلادي

حين ينام الناس سلامي

للخط الكوفي يتم صلاة الصبح

بإفريز جوامعها

لشوارعها

للصبر

لعلي يتوضأ بالسيف قبيل الفجر

أنبيك علياً

ما زلنا نتوضأ بالذل

ونمسح بالخرقة حد السيف

وما زلنا نتحجج بالبرد وحر الصيف

ما زالت عورة عمرو بن العاص معاصرةً

وتقبح وجه التاريخ

ما زال كتاب الله يعلق بالرمح العربية

ما زال أبو سفيان بلحيته الصفراء ،

يؤلب باسم اللات

العصبيات القبلية

ما زالت شورى التجار، ترى عثمان خليفتها

وتراك زعيم السوقية

لو جئت اليوم

لحاربك الداعون إليك

وسموك شيوعا

يا ملك البرق الطائر في أحزان الروح الأبدية

كيف اندس كزهرة رؤيا في شطة وجد صوفية

يمسح عينيه بقلبي في غفلة وجد ليلة

يكتب في يوقظ في

يا مشمش أيام الله بضحكة عينيك

ترنم من لغة القرآن فروحي عربية

هل تصل اللب

هناك النار طري

ويزيدك عمق الكشف غموضا

فالكشف طريق عدمي

وتشف بوحيك ساعات الليل الشتوي غموضا

هناك تلاقي النيران وتغضب الكلمات

وتصبح روحي قبل العشق بثانية فوضى

وأوسد فخذ امرأة عارية

بثيران من الشبق الأسود والسكر بعينيها الفاترتين

وجمرة ريا

تقطر نوما ورديا

تتهرب كالعطر وامسكها فتذوب بكفيا

وأدي بأنفي المتحفز بين النهدين يضحكان عليا

يا طير..أحب..واجهل

كيف..لماذا..من هي..لا اعرف شيئا

الحب بألا تعرف كيف يكون الشاعر بالحب

لقاء جميع الأنهار ومجنونا وخرافيا

ويهاجر في غابة ضوء من دمعته

ويموت لقاء أبديا

يشتعل الجسد الشمعي سنيا

وأرى تاريخ الشام مليا

وأكاد اقلب أوراق الكرسي الأموي

وتخنقني ريح مرة

تنفرط الكلمات واشعر بالخوف وبالحسرة

تختلط الريح بصوت صاحبي

يقرع باب معاوية ويبشر بالوردة

ويضيء الليل بسيف يوقد فيا لمهجة جمرة

ماذا يقدح في الغيب الأزلي اطلوا..

ماذا يقدح في الغيب..

أسيف علي

قتلتنا الردة يا مولاي

كما قتلتك بجرح في الغرة

هذا رأس الثورة يحمل في طبق في قصر يزيد

وهذي البقعة أكثر من يوم سباياك

فيا لله وللحكام ورأس الثورة

هل عرب انتم..

ويزيد عمان على الشرفة

يستعرض أعراض عراياكم ويوزعهن كلحم الضأن لجيش الردة

هل عرب انتم..

والله أنا في شك من بغداد إلى جدة

هل عرب انتم

واراكم تمتهنون الليل

على أرصفة الطرقات الموبوءة أيام الشدة

قتلتنا الردة..

قتلتنا الردة..

قتلتنا الردة..

قتلتنا ان الواحد منا يحمل في الداخل ضده

من أين سندري ان صحابيا

سيقود الفتنة في الليل بإحدى زوجات محمد

من أين سندري ان الردة تخلع ثوب الأفعى

صيفا تلوث وجه العنف

وضج التاريخ دعاوى فارغة

وتجذ من لياليه

يا ملك الثوار..

أنا ابكي بالقلب لان الثورة يزني فيها

والقلب تموت أمانيه

يا ملك الثوار..

تعال بسيفك ان طواويس يزيد تبالغ في التيه

يا ملك الثوار..

أنا في حل فالبرق تشعب في رئتي وأدمنت النفرة

والقلب تعذر من فرط مراميه

والقلب حمامة بر لألأتها الطل

تشدو والشدو له ظل

والظل يمد المنقار لشمس الصحراء

لغة ليس يحل طلاسمها غير الضالع بالأضواء

والظل لغات خرساء

وأنا في هذي الساحة بوح أخرس

فوق مساحات خرساء

أتمنى عشقا خالص لله

وطيب فم خالص للتقبيل

وسيفا خالص للثورة

في تلك الساعة من شهوات الليل

وعصافير الشوك تفلي الأنثى بحنين

صنعتني أمي من عسل الليل بأزهار التين

تركتني فوق تراب البستان الدافئ

يحرسني حجر اخضر

وحملت هناك بسكين

وتحرك في شفتي سحاق السكر

أين تركت نادماك حبيبي

عبروا جسر السكر وماتوا الواحد بعد الآخر

وبقيت أحدق في الخمرة وحدي

وغمست يدي وبصمت على القلب سأسكر

أسكر..

أسكر..أسكر..أسكر

فالعلم مملوء بالليل

فكيف تعاتبني كيف أتوب

هل تاب النورس من ثقل جناحيه المكسورين

وهل تاب الطيب الفاغر في رفغ امرأة خائفة فأتوب

هل تاب الخالق من خمر الخلق

ومسح كفيه الخالقتين لكل الازوار الحلوة في الارض

فتلك ذنوب

تعال لبستان السراريك الرب على اضفر برعم ورد

يتضوع من قدميه الطيب

قدماه ملوثتان بشوق ركوب الخيل

تاء التأنيث خفيه تذوب

ما دام هناك ليل ذئب فالخمرة مأواي

وهذا الجسد الشبقي غريب

صنعتني ليلة حب امي اقطر في الليل

واسأل ثلج الإنسان متى سيذوب

تركتني فوق تراب البستان الدافىء

يجمعني الفقراء ومر غريب

يعرف قدر الزهر فأفراد حجرته لروحي

وتساقطت له ذلك مكتوب

فبكيت..وجف الدمع زبيبا

يا طير البرق لقد اوشك ماء العمر يجف قريبا

وفتحت معابد روحي المهجورة

اذ كنت سمعتك تخفق في الليل غريبا

ايقظت الاقواس وكل حروف الزهد تناديك حبيبا

وامنتك ان الشجن الليلي توضأ في لهيبها

ووضعت امام سنى عينيك توسل كفي

وما ابقته الأيام لدي

وانت بآفاق الروح شروقا ومغيبا

واخذتك للخلوة ناديتك:

يا ثقتي اسرفت عليهم بالخمر

واغفيت وخمري تتدفق بين اصابعهم

فلماذا انزل نعش الحزن ليدفن في عافيتي ؟

يا طير البرق

رأيتك وهما في افق الماضي رافق قافلتي

وتساقط في العتم الكلي سنى حرفيك على رئتي

ورأيتك صحوا يتذرذر من نهدين صبييين

كان الشبق الناري يعذبني

مذ كنت حليبا دافىء في النهدين

وكانت تبكي من لذتها شفتي

يا للوحشة أنصت فستبكي لغتي

ما كدت رأيتك لا تكتب في الليل هروبك من نافذتي

لا تكتب لغة العالم في

نغرق باللغة الضائعة اليومية

كل الفوانيس الله مبللة

ونجومك تلثغ بالنوم على ابواب الابدية

وانا لرقب ان تأتي

في غسق جن من الفيروز بزهرة دفلى

مكن وطني كسلام الناس رمادية

ارقب ان تنفر فوق الباب المهمل مرتبك النظرات

وتوقظ بادية العشق الزاهد في عيني

يا طير هنالك في اقصى قلبي دفنوا رابعة العدوية

وبكيت وشب الدمع لهيبها

وكشفت مقابر عمري في غسق

لتراني شوكي الشفتين غريبا

لهبي العينين كأن سماء الله تعج ذنوبا

ما كنت أنام بغير دمى عارية في المهد

كم كان اله الشهوات يقبل جسر سريري

ومددت يدي تمسك ضحكته

ما وصلت كفاي اليه وفر لعوبا

وامتلأ العمر الفارغ احلاما برؤاك

وامس اتيت تأخرت

فو أسفاه تأخرت

وصار رحيل القرصان إلى بحر الظلمات قريبا

يا طير البرق تأخرت

فاني اوشك ان اغلق باب العمر ورائي

اوشك ان اخلع من وسخ الايام حذائي

يا للوحشة اسمع

فوراء محيطات الرعب المسكونة بالغيلان

هناك قلعة صمت

في القلعة بئر موحشة كقبور ركبن على بعض

آخر قبر يفضي بالسر إلى سجن

السجن به قفص تلتف عليه أغاريد ميته

ويضم بقية عصفور مات قبيل ثلاث قرون

تلكم روحي

منذ قرون دفنت روحي

منذ قرون دفنت روحي

منذ قرون كان بكائي

ابحث عن ثدي يرضعني فأنا خاو

اريد حليب امرأة بإنائي

في تلك الساعة من ساعات الليل يجوع انائي

والكلمات يصلن لجد الافراز

في العاشر من نيسان بكيت على الابواب الاهواز

فخذاي تشقق لحمها من امواس مياه الليل

اخذت حشائش برية تكتظ برائحة الشهوة

اغلقت بهن جروحي

لكن الناموس تجمع في خيط الفردوس المشود

كنذر في رجلي

ناديت : اله البر سيكتشفوني

وسأقتل في العاشر من نيسان

نسيت على ابواب الاهواز عيوني

وتجمع كل ذباب الطرقات على فمي الطفل

ورأيت صبايا فارس يغسلن النهد بماء الصبح

وينتفض النهد كرأس القط من الغسل

اموت بنهد يحكم اكثر من كسرى في الليل

اموت بهن

تطلعن بخوف الطير الآمن في الماء إلى قسوة ظلي

من هذا المتسبل في الليل بكل زهور النخل

تتأجج فيه الشهوة من رؤيا النخل الحالم في الليل

شبقا في لحم المرأة كالسيف العذب الفحل

من هذا الماسك كل زمام الانهار

يسيل على الغربات كعري الصبح

يراوغ كل الطرقات المألوفة في جنات الملح

يواجه ذئبية هذا العالم لا يحمل سكينا

يا ابواب بساتين الاهواز اموت حنينا

غادرت الفردوس المحتمل

كنهر يهرب من وسخ البالوعات حزينا

احمل من وسخ الدنيا

ان النهر يظل لمجراه امينا

ان النهر يظل يظل يظل امينا

ان النهر يظل امينا

فأين امراة توقد كل قناديلي

فالليلة تغتصب الروح حزينا

هذا طينك يا الله يموت به العمر

ويشتعل الكبريت جنونا

هذا طينك قد كثرت فيه البصمات

وافسق فيه الوعي سنينا

هذا طينك..طينك..طينك

تتقاذفه الطرقات بليل المنفي والامطار

دلتني الاشعار عليك

فكيف ادل عليك بجمرة اشعاري

جعلتني الدمعات كمنديل العرس طريا

لا اجرح خدا

خذني وامسح فانوسك في الليل

نشع بكل الاسرار

لا تلم الكافر في هذا الزمن الكافر

فالجوع ابو الكفار

مولاي انا في صف الجوع الكافر

ما دام الصف الاخر يسجد من ثقل الازوار

واعيذك ان تغضب مني

انت المطوي عليك جناحي في الاسحار

اله نجوم البحر

لقد ابحرت اليك كآخر طير في البر

وكادوا يقتنصوني

اله البحر سيكتشفوني

اله البحر الست تشم مساحات سكاكين الدم

سيكتشفوني

سباخك

يا رب الليل يشد على قدمي المتورمتين

واقدامي تهرب في قلب عدوي صارخة

وسيكتشفوني

انقذ مطلقك الكامن في الانسان

فان مدى المتبقين من العصر الحجري تطاردني

انقذني من وطني

اذ ذاك التفت على جسدي الواهن روح المطلق

متشحا بالقسوة والنرجس والزمن

حملتني ريح الغيب إلى درب

تترقرق فيه بواكير الصبح

وأول عصفور زقزوق في الافق الازرق ملتهبا

امن..امن..امن

ايقظخبزي

ايقظ في القرية رائحة الخبز

فغافلني تعبي والشبق المتأصل في وجوعي للانسان

فذقوا بابا مؤصدة

ناداني صوت ما زال كخيمة عرس عزبي

والصوت كذالك انثى

والغربة حين احتضنتني انثى

والدكة انثى

من ذاك ..

اجبت كنار مطفأة في السهل انا يا وطني

من هرب هذي القرية من وطني

من ركب اقنعة لوجوه الناس والسنة ايرانية

من هرب ذاك النهر المتجوسق بالنخل على الاهواز

اجيبوا.. فالنخلة ارض عربية

جمدانيون بويهيون سلاجقة ومماليك اجيبوا

فالنخلة ارض عربية

يا غرباء الناس بلادي كصناديق الشاي مهربة

ابكيك بلادي ...ابكيك بحجر الغرباء

الام ستبقى يا وطني ناقلة للنفط

مدهنة بسخام الاحزان واعلام الدول الكبرى

ونموت مذلة

الام أتا وطن في العزلة

يا غرباء الناس أغص لأن الدمع يجرح أجفاني

في الحلم يطينني الدمع

وتأتي الأفراح كسلسلة من ذهب من كنزك

يا ملك الأنهار بقلب بلادي

ابكيك بلاد الذبح كحانوت تعرض فيه ثياب الموت

امتد إليك كجسر من خشب الليل

وسيعبر تاريخ الغربة

كل جسور الليل تسوسن سوي جسري

احتك بكل الجدران

كأت الغربة يا قاتلتي جرب في جلدي

أتشهّى كل القطط الوسخة في الغربة

لكل نساء الغربة أسماك

تحمل رائحة الثلج

وأتعبني جسدي

يا أيّ إمرأة في الليل!

تداس كسلة تمر بالأقدام تعالي!

فلكل إمرأة جسدي

وتد عربي للثورة, يا أنثى جسدي

كل الصديقين وكل زناة التاريخ العربي

هنا أرث في جسدي

أضحك ممن يغريني بالسرج

وهل يسرج في الصبح حصان وحشيّ

ورث الجبهة من معركة " اليرموك"

وعيناه "الحيرة"

والأنهار تحارب في جسدي!؟

قد أعشق ألف إمرأة في ذات اللحظة ,

لكني أعشق وجه إمرأة واحدة

في تلك اللحظة

إمرأة تحمل خبزا ودموع في بلدي

اعبر اسواق اللحم فأبكي

يا بلدي يا سوق اللحم لكل الدول الكبرى بلدي

يا بلد يتناهشها الفرس

ويجلس فوق تنفسها الوالي العثماني

وغلمان الروم

وتحتلم (الجيتات) الصهيونية بالعقد التوراتية فيها

بلد يخرج حتى ملك الأحباش الجائف عورته في جهلك

يا بلدي!

يا بلدي ورماح بني مازن قادرة أن تفتك فيك

والكل إذا ركب الكرسي يكشر في الناس كعنتره

فتعالي..

تعالي نبكي الأموات ونبكي الأحياء

فانت حزينة والحزن ثقيل في الليل

في تلك الساعة من شهوات الليل

وقرى الأهوز المسروقة من وطني

يتسلل نحو مخادعها

ملك الريح المكتوب بأقصى الصحراء

والزغب النسوي

هناك يته كرأس الهدهد في البرية

يكتظ عليه الدفء كجمرة ليل

وأنا فوق مقلوب كإناء

في تلك الساعة

حيث تكون الأشياء هي الشبق المطلق

كنت على الناقة مذهولا بنجوم الليل الأبدية

استقبل روح الصحراء

يا هذا البدوي المعن بالهجرات

تزود للقاء الربع الخالي بقطرة ماء

**************



_________________


أعلى
  
 




الشاعر مظفر الثواب

بكائية على صدر الوطن


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... alw6an.ram




الشـاعر الكبير مظفرالنواب

بكائية على صدر الوطن
**************

الحركة الثانية

في تلك الساعة .. حيث تكون الروضة فحل حمام

في جبل مهجور

وأضم جناحي الناريين على تلك الأحذية السرية

واريح التفاح الوحشي

يعض كذئب ممتلىء باللذة

كنت اجوب الحزن البشري .. الأعمى

كالسرطان البحري

كأني في وجدي الأزلي

محيط يحلم آلاف الأعوام

ويرمي الأصداف على الساحل

كم اخجلني من نفسي هذا الهذيان المسرف

بالوجع الأمي

كأني أتنبأ بذور اللذة مدت ألسنة خضراء

وشفرات في رحم الكون

وأعطت جملا أبدية

مولاي لقد عاد حمام الجبل المهجور

يمارس عادته النهرية

هل تعرف عادته النهرية؟

أما أنت فأصحرت وعرفتك لا تنوي الرجعة !!

أصحرت بلا أي علامات وبلا أي صور

وعرفتك لا تنوي الرجعة

فالقلب تعلم غربته .. وتعلم بالبرق

تعلم ألا ينضج كل النضج

فيسقط بالطعم الحلو .. و يسقط في الطعم الحلو

وأرق وامتنع النوم علي لأبواق أزلية

عرف المفتاح الكامن في القفل

وما يربطه بالقفل الكامن بالمفتاح

فباحت كل الأشياء

وتضجر قلبي بالأنباء

يا هذا البدوي المسرف بالهجرات

لقد ثقل الداء

قتر ربقك لليل

فلابد لهذا الليل دليل

يعرف درب الآبار

ويقبع بالحذو الناقة بالصحراء

يا هذا البدوي تزود وأشرب ما شئت

فهذا آخر عهدك بالماء

من مخبر روحي أن تطفأ فانوس العشق

وتغلق هذا الشباك

فإن الليل تعرى كالطفل

وان مسافات خضراء احترقت في الوعي

فأوقدت ثقابا أزرقا

في تلك النيران الخضراء

لعل النار أرى

ولعل اللحظة تعرفني

من ذلك يأتي

بين عواء النفس و بين عواء الذئب

وبين غروب النخل يرافقني نصف الدرب

وبعد النصف يقول يرافقني

ناديت بكلتا أذني .. فأوقفت مجاهيل الصحراء

وعيني في الطين

أعدل من قدمي الملوبة

و الأضواء افترستني

أمسكت على الطين لأعرف أين أنا

في آخر ساعات العمر

رفعت الطين الى الرب

بهذا الدين .. تقترب اليه

فأطرد عاطفتيه

وكانت قبضته تشتعل الآن بنيران سوداء

وكان المطر الآن صباحا

وانطبقت كل الأبعاد

وصرت كأني صفر في الريح

وصلت الى باب النخل .. دخلت على النخل

أعطتني احدى النخلات نسيجا عربيا

فعرفت بأن النخلة عرفتني

وعرفت بان النخلة في عربستان أنتظرتني

قبل الله

لتسأل ان كان الزمن المغبر غيرها

قلت .. حزنت

فأطبق صمت وبكى النخل

وكانت سفن في آخر شط العرب

احتفلت بوصولي

ودعني النوتي وكان تنوخيا تتوجع فيه اللكنة

قال الى أين الهجرة

فارتبك الخزرج .. و الأوس بقلبي

ومسحت التلقيط من الحبس

لئلا يقرأني الدرب

وسيطر قنطار وعاش الصبح

فجاء الله الى الحلم

وجاء حسين الأهوازي يفتش عن دعوته

جاء النخل .. وجاء التعذيب .. وجاءت قدمي الملوية

جف الطين عليها

في البرد .. وزاغ الجرح

وطارت في عتمات القلب

فراشات حمراء .. و أشجار الحزبية

قد شحنت بالحزن و بالنار

نزلت الى ذاتي في بطء

آلمني الجرح .. مددت بساقي

خرجت قدمي كالرعب من الحلم

وكان الابهام هي عين عمياء

تشم برودة ماء (الكارون)

وهذا أول نهر عربي في قائمة المصروفات

وشم الذئب الشاهنشاهي دمي

شم الذئب دمي .. سال لعاب الذئب على قدمي .. ركضت

قدمي

ركض البستان

وكان الرب أصغر برعم ورد

ناديت عليه فذقت الكر كمركض الرب .. الدرب .. النخل .. الطين

و أبواب صفيح تشبه حلم فقير

فتحت ووجدت فوانيس الفلاحين

تعين على الموت حصان يحتضر

عيناه تضيئان بضوء خافت فوق ألوف الفلاحين

وتنطفآن وينشج

لو مات على اليح

وبين لفيف الضوء البري

لكان الشعب سيحتضر

غطى شعب الفلاحين فوانيس الليل

برايات تعبق بالثورات المنسية

فاستيقظت الخيل .. وروحي

كالدرع ائتلقت وعلى جسر البرق

صرخت الهي هؤلاء الفلاحين كم انتظروا

علمهم ذاك حسين الأهوزي من القرن الرابع للهجرة

علمهم علم الشعب على ضوء الظلمة

كان حسين الأهوازي بوجه لا يتقن الا الجرعة

و النشوة بالأرض

وقال انتشروا فانتشروا

كسروا الأنهار كسورا مؤلمة برضاها

كسروا ساقيتين

أشاعوا الظلمة و الأرحال

وراء النخلة وانتشروا

لفوا جسدي بدثار زركش بالطير

أورثهم أياه حفاة الزنج

فقلت لهم لقد علمهم ذاك حسين الأهوازي

عشية يوم في القرن الرابع للهجري

كيف نسينا التاريخ ؟

دخان .. أمل أطلق فلاح في أقصى الحنطة نارا

فانقضت كل وطاويط الشاه هناك

وكانت قدمي الملوية قد تركت

بقع خضراء من الدم المخلص

واستجوبت الأشجار فلم ينطق حجر

كيف نسينا التاريخ ؟

وكيف نسينا المستقبل ؟

كان القرن الرابع للهجرة فلاحا

يطلق في أقصى الحنطة نارا

تلك شيوعية هذي الأرض

وكان الله معي يمسح عن قدمي الطين فقلت له

اشهد اني من بعض شيوعية هذي الأرض

ودب بجسمي الخدر

وغفوت وكان الفلاحين يردون غطائي فوقي

في العاشر من نيسان تفرد عشقي

أتقنت تعاليم الأهوازي

ووجدت النخلة .. والله .. وفلاحا

يفتح نار الثورة في حقل الفجر

تكامل عشقي

ما عدت أطيق تعاليم المخصيين

تفردت .. نشرت جناحي

في فجر حدوث

ووقفت أمام القرن الرابع للهجرة

تلميذا في الصف الأول

يحمل دفتره .. يفترش الأرض .. يعرف كيف تكلم عيسى في المهد

فإن الثورة تحكي في المهد

ويسمع صوت السبل النارية تبدأ بالخلق

اللهم ابتدئ التخريب الآن

فإن خرابا بالحق .. بناء بالحق

وهذا زمن لا يشبه إلا القرن الرابع للهجرة

او ما سمي كفرا .. زندقة .. او أدرج بالفتن

في طهران وقفت امام الغول

تناوبني بالسوط .. و بالأحذية الضخمة عشرة جلادين

وكان كبير الجلادين له عينان

كبيتي نمل أبيض مطفأتين

وشعر خنازير ينبت من منخاريه

وفي شفتيه مخاط من كلمات كان يقطرها في أذني

ويسألني:من أنت؟

خجلت أقول له :

"قاومت الإستعمار فشردني وطني"

غامت عيناي من التعذيب

رأيت النخلة .. ذات النخلة

والنهر المتشدق بالله على الأهواز

وأصبح شط العرب الآن قريبا مني

والله كذلك كان هنا

واحتشد الفلاحون علي وبينهم كان

علي .. وأبو ذر .. والأهوازي .. ولوممبا .. وجيفارا .. وماركس

لا أتذكر فالثوار لهم وجه واحد في روحي

غامت عيناي من التعذيب

تشقق لحمي تحت السوط

فحط علي رأسي في حجريه

وقال : تحمل فتحملت

وجاء الشعب فقال : تحمل فتحملت

و النخلة قالت .. و الأنهر قالت

فتحملت وشق الجمع

وهبت نسمات لا أعرف كيف أفيق عليها

بين الغيبوبة والصحوة

تماوج وجه فلسطين

فهذي المتكبرة الثاكل

تحضر حين يعذب أي غريب

أسندني الصبر المعجز في عينيها

فنهضت .. وقفت أمام الجلاد

بصقت عليه من الأنف الى القدمين

فقدت رأسي ثانية بالأرض

وجيء بكرسيّ حفرت هوة رعب فيه

ومزقت الأثواب عليّ

ابتسم الجلاد كأن عناكب قد هربت

أمسكني من كتفي وقال

على هذا الكرسيّ خصينا بضع رفاق

فاعترف الآن

اعترف

اعترف

اعترف الآن

عرقت .. وأحسست بأوجاع في كل مكان من جسدي

اعترف الآن

وأحسست بأوجاع في الحائط

أوجاع في الغابات وفي الأنهار ، وفي الإنسان الأول

أنقذ مطلقك الكامن في الإنسان

توجهت الى المطلق في ثقة

كان أبوذرّ خلف زجاج الشباك المقفل

يزرع في شجاعته فرفضت

رفضت

وكانت أمي واقفة أمام الشعب بصمت...فرفضت

إعترف الآن

إعترف الآن

رفضت

وأطبقت فمي ,

فالشعب أمانة

في عنق الثوؤي

رفضت

تقلص وجه الجلادين

وقالوا في صوت أجوف :

نترك الليلة...

راجع نفسك

أدركت اللعبة

في اليوم التاسع كفوا عن تعذيبي

تزعوا القيد فجاء اللحم مع القبد,

أرادوا أن أتعهد ,

أن لا أتسلل ثانية للأهوز

صعد النخل بقلبي...

صعدت إحدى النخلات ,

بعيدا أعلى من كل النخلات

تسند قلبي فوق السعف كغذق

من يصل القلب الآن!؟

قدمي في السجن

وقلبي بين عذوق النخل

وقلت بقلبي : إياك

فللشاعر ألف جواز في الشعر

ألف جواز أن ستسلل للأهواز

يا قلبي ! عشق الأرض جواز

وأبو ذر وحسين الأهوزي ,

وأمي والشيب من الدوران ورائي

من سجن الشاه إلى سجن الصحراء

إلى المنفى الربذي , جوازي

وهناك مسافة وعي ,

بين دخول الطبل على العمق

السمفوني

وبين خوج الطبل الساذج في الجاز

وقفت وكنت من اللّه قريبا....

**********



_________________


أعلى
  
 




مظفر الثواب

ليس بين الرصاص مسافة


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... 0msafa.ram

_________________


 


أعلى
  
 

 


الشاعر مظفر الثواب

عالم القطط


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... l8e6a6.ram

_________________



أعلى
  
 




الشاعر مظفر الثواب

الخوازيق


http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... hwazeq.ram

الشـاعر الكبير مظفرالنواب

الخوازيق

للّه ما تلد البنادق من أن جاع سيدها وكف عن القمامة

إن هب لفح مساومات كان قاحلا

قاتلا لا ماء فيه ولا علامة

وهو السلاح المكفهر دعامة

حتى إذا نفذ الرصاص هو الدعامة

قاسى فلم يتدخلوا

حتى إذا شهر السلاح

تدخل المبغى ليمنعه اقتحامه

لا يا قحاب سياسة

خلوه صائما .. موحشا

فوق السلاح

فإن جنته صيامه

قالوا مراحل

قولوا قبضنا سعرها سلفا

ونقتسم الغرامة

لكن أرى غيبا بأعمدة الخيام

تعرت الأحقاد فيه جهنما

وتحجرت فيه الغلامه

حشد من الأثداء .... ميسرة تعج دما

وحلق في اليمين لمجهض دمه أمامه

حتى قلامة أظفر كسرت

ستجرح قلب ظالمها

فما تنس الغلامه

وأرى خوازيقا صنعن على مقاييس الملوك

وليس في ملك وخازوق ملامة

للّه ما تذر البنادق حاكمين

مؤخرات في الهواء

ورأسهم مثل النعامة

ودم فدائي بخط النار يلتهم الجيوش

كما الصراط المستقيم

به اعتدال واستقامة

لم ينعطف خل على خل

كما سبابة فوق الزناد

عشي معركة الكرامة

نسبي إليكم أيها المستفردون

وليس من مستفرد

في عصرنا

إلا الكرامة

**************



_________________
.


أعلى
  
 





الشاعر مظفر الثواب
 



http://hussamaliraq.com/sh3er%20sha3be/ ... /Omnya.ram

_________________
 


أعلى
  
 

 

مظفر النواب فى رثاء عبدالخالق محجوب
----------------------------------------
وسافرت الى الغابات
ظبى ذبح الان
وللنبع عصافير
نقطه ضوء حرقتنى فى الفخذ اليسرى
ملت....
فضج الكون عصافير ملونه
صعدت على سلم زقزقه
فاهتز الشجر الموغر بالتمر الهندى
غطانى السندس
أغمضت
وصدع من خرزه أمس
وفى رأسى نهد والنهد لقد فر مع الطير صباحآ
وتحريت مطارات العالم
لم أسمع غير الكذب
واقعى طفل فى عفن الشمس
تغوط فى دعه وتمسح كالجن
بآخر تصريح فى صحف الأمس
وللنبع المجرور الى الظل
وتسحبه الشمس ببطء
كل عصافير الغابات ومأتم ظل فى قلبى
والخرطوم تذيع نشيدآ لزجآ
يحمل رأس ثلاثه ثوريين
ووجه نميرى منكمش كمؤخره القنفذ
أين ستذهب يا قاتل
يا قنفذ
الناس عراه فى الشارع
الناس بنادق فى الشارع
الناس جحيم
اى الابواب فتحت
فهنالك نار
ولله جنود من عسل
وعلى رأسك يا ,,محجوب
رأينا سله خبز تأكل منه الطير
فى ساعات الصبح سيمثل إسمك فيك
وضج الكون دمآ وعصافيرآ خرساء
مفقأه الأعين
وارتفعت أدخنه الكيف الدولى
ليسدل شئ فوق المسرح
مظفر النواب



_________________


أعلى
  
 




في الرياح السيئة يعتمد القلب
مظفر النواب
----------------
الأساطيل لا ترهبوها
أنفروا لو عراة كما قد ولدتم
وسدوا المنافذ في وجهها
والقرى.. والسواحل.. والأرصفه
أقصفوا ما استطعتم إليه الوصول من الأجنبي المجازف
واستبشروا العاصفه
مرحبا أيها العاصفه
أحرقوا طغم القمع من خلفكم
فالأساطيل والقمع شيء يكمل شيئاً
كما يتنامى الكساد على عملة تالفه
بالدبابيس والصمغ هذي الدمى الوطنية واقفه
قربوا النار منها
لا تخدعوا انها تتغير
لا يتغير منها سوى الأغلفه
مرحبا أيها العاصفه
أيها الشعب أحصوا المنافذ بالنار
أشعل مياه الخليج
تسلح وعلم صغارك نقل العتاد
كما ينطقون إذا جاءت العاصفه
لا تخف تصبوا حاملات الصواريخ
نصب وجوهك
ضع قبضتيك على الساحل العربي
وصدرك.. والبندقية.. والشفة الناشفه
رب هذا الخليج جماهيره
لا الحكومات.. لا الراجعون الى الخلف
لا الأطلسي.. لا الآخرون وان نضحوا فلسفه
لا تخف إننا أمة لو جهنم صبت على رأسها واقفه
ما حنى الدهر قامتها أبداً
إنما ينحني لتعين المقادير
ان سقطت
ان تقوم مهماتها الهادفه
يا حفاة العرب
يا حفاة العجم
ادفعوا الهادر البشري المسلح
صكوا على عنق السفن الأجنبية
ألغوا مدافعها بادعاءاتها الزائفه
حشدوا النفط.. فالنفط يعرف كيف يقاتل
حين تقوم الحرب
وقد يتقن الضربة الخاطفه
يا جنود العرب
يا جنود العجم.. أيها الجند
ليس هنا ساحة الحرب.. بل ساحة الإلتحام
لدك الطغاة.. وتصفية لبقايا عروش
توسخ في نفسها خائفه
أيها الجند.. بوصلة لا تشير الى القدس مشبوهة
حطموها على قحف أصحابها
اعتمدوا القلب فالقلب يعرف
مهما الرياح الدنيئة
سيئة جارفه
هل أرى كل هذا السلاح
لقد بات من بات متجها نحو (يافا)
بنيرانه جارفه
هل أرى كل هذا السلاح
جاء يوم الجماهير ما أخطأت
إنها بمقاديرها زاحفه
ليس وعداً على ذمة الدهر
غير الجماهير.. والعبقريات.. والعاصفه
مرحبا أيها العاصفه
مرحبا سأقوم من الجرح
أكثر عافية وطني
بجراحاته النازفه
دفنوه عميقاً فقام التراب به تململ
فالقوتان هي القوة الخائفه
صرت شوقاً مخيفاً
لكثرة ما اشتقت يا وطني
أن أحط على كل باب خدودي وألثمها
ويدي مثلما شفتي هاتفه
أيها الدم العربي لماذا هجرت
وواجبك العربي فلسطين
أنت أجب.. أيها الدم يا سيد المعرفه
أيها اليأس.. يا مثقلاً بالغرائز شما
على شفتي امتقع
أيها الزبد الأرجوان الثقيل
على شفة الملحدين
بكل القبائل زد.. وارتفع
رفرفي راية الحق.. ردي الشجاعة للدهر
تستيقظ الفلكات
وتعطي نبوءتها القاصمه
اجمعي أمة الحزن واستئمنيها المفاتيح
دهراً.. فدهرا
فمهما دبت للوراء.. تسير بها النكبات
هي الأمة القادمه
شفتيها امتداد لجرح
كلما صاح صحت
فأمي هي النخلة الحاجمه
وأمي هي الأنهر الحالمه
وأمي التي علمتني على الصيد آنئذ
علمتني على الطلقة الحاسمه
وطني البدوي نساؤك منهوبة
ويباهي رجالك نصراً بأعضائهم فرحين
فما زالت عاقمه
تب قوم زعاماتهم أرنب عصبي جبان
وعزمهم خصية نائمه
أسكتوا فالحكومات في استها نائمه
لا فحكوماتنا دون كل الحكومات
فزت من النوم شاهرة سيفها
وعلى صدرها ما تشاء من الأوسمه
طعنتنا وأشهد الالة مثل البقية
مستزلمه
بأس.. يا سيد الموقف أعصف ودمر
أقبل حسن يديك.. طهر الشعب من لعنة الجبر
شمر وزود مبادئنا الشاحمه
تمرد فهذي الشراذم ملعونة الأبوين
على عهرها شدت الأحزمه
من جلالته بالحجاز يجز بكل أذان إله
الى خير الأنظمه
شهوة سخرت باتجاه أمريكا
سبعا وسبعين في لحظة
وتوضأ مجرمها بالدماء
وصلى الى قبلة مثله مجرمه
يا "جهيمان" حدق فما يملكون فرائضهم
نفذت.. زرعتهموا قرحاً
ونفذت بعيداً فأصلابهم عاقمه
فإذا طوفوا كان وجهك
أو سجدوا فالدماء التي غسلوها
تسد خياشيمهم ومناخيرهم
وقلوبهم الآثمه
لم ينصرك هذا اليسار الغبي
كأن اليمين أشد ذكاء
فأشعل أجهزة اللوث بين اليسار
يقلب في حيرة معجمه
كيف يحتاج دم بهذا الوضوح
الى معجم طبقي لكي يفهمه
أكفروا بيسار كهذا
ينكر حتى دمه
يا ناصر بن السعيد.. أنت هنا بيننا
ثورة عارمه
أيها الناس: أعلن أن الحجيج سلاحاً
بمكة في السنة القادمه
كافر من يحج بدون سلاح
يخلص مكة من دولة عاهر
صائمه
ازحفي أيتها الكتل البشرية
هذي العيون الملايين لو نظرت ذوبتهم
فكيف إذا حدقت بالبنادق
عابسة صارمه
أيها الناس: هذي سفينة حزني
وقد غرق النصف منها قتالا
بما غرقت عائمه
وشراعي البهي شموخي تطرفت وعياً
وأبرز في كل يوم
كأني في قتلهم قائمه
لا أخاف! وكيف يخاف الجؤور بطلقته
طلقة كاتمه
قدمي في الحكومات
في البدء.. والنصف.. والخاتمه
حاكم وحمت أمه عملة أجنبية في يومه
فأتى صدقها
وانطلاب بكل الحبوب التي تمنع الحمل
يزداد حملاً
وسلطنة ربعها لحية
وثلاثة أرباعها مظلمه
ومشايخ ملء الخليج
مراحل بعد الفوارغ
وأموالهم ذهب.. إنما أكزمه
والجماهير قد حولت وزنها ضجة
والبلاد إذا ثمنت والمه
ولقد تشرق الشمس من حزننا
غاربه
ينطق الجزع منذ ولادتنا
ويشب بنا الموت والأتربه
ما نقاتل والحاكمون الخصايا
هم العرب العاربه
حاكم طوله وكرامته دون هذا حذائي
ويضرب طولاً بعرض هو الصفر
مهما تك تلك الآلة الضاربه
رحمة أيها الشعب
ضح بشكل صحيح.. لقد تاه قلبي
ولم يبق بيت به فرح.. كلها شاحبه
أيها المنتشون بمحض صراخ الملقن.. والبث
والذبذبه
لحظة الصمت
أعظم إن صدقت
يصدق الإنفجار .. ونيرانه اللاهبه
أيها الجمع "صه" لا تصفق لأنظمة غائبه
ما لها تتثاءب هذي الجماهير
تهتف وهي منومه
زلزلي واكفهري
يا أجمل من أمة غاضبه
امسحيهم
فهم حاكمون بغايا بأفواههم
والشريف شهامته سالفه
اركليهم
فأقدارهم يركلون
وأقدارنا القوة الضاربه……



_________________


أعلى
  
 




أفضحُهم
مظفر النواب
------------
لا تُقهرُ انتفاضتي
وموقعي
في موقعي
ولا أُزاحْ
جهنمُ الحمراءُ
ملك قبضتي
أوجّهُ الزمان
مثلما توجّهُ السفائنَ، الرياح
أقتلعُ المحتَّل
والمختلَّ بالتطبيع،
والذين مارسوا الخنا،
إنْ علناً
او خفيةً
او بينَ بين!!
هذا حجري يوشكُ بالصباحْ
أفضحُهمْ...
قد غسلوا وجوههمْ ببولهم
بولوا عليهم...
عَلّهُمْ يصحونَ من غبائِهمْ
ولست مازحاً
ارادةُ الشعوبِ تكرهُ المزاحْ
قَدْ أذّن الدَمُ الزكيُّ:
أَنْ "محمج الدرةُ" من يؤمُكُم
فيا رجالُ!
يا رجالُ!
وحدوا الصفوف خلفه
حيَّ على السلاحْ.
جئتُ من التاريخ كُلّه
وجاء من فراغِه العَدّوُ
شاهراً فراغهُ..
وعُقمَهُ..
شهرتُ بُندقيتي الشّماء للكفاحْ
لا تُقهرُ انتفاضتي،
وموقعي أدوسُ أنفَ من يشكُ
أنَّ بندقيتي
تُلقحُ الزمان
أشرف اللقاح



_________________


أعلى
  
 





بالخمر وبالحزن فؤادي
مظفر النواب
-------------
عسل الورد الخامل ريقك
والنهدان أراجيف دفوف لئلاء
أهتز كما يهتزان
أحَدُّ من الشفرة طبعي
ورقيق ماء
أوسخ طين سيدتي يُنبت فُلاً إن لقي الحب
وأطيب طينٍ لا ينبت حين يُساء
مسكون بالغربة
يجري الفيروز بأوردتي حزناً
هل تسمح سيدتي أنساب الى جانبها
ليس عليّ سوى برد العمر رداء
دوريات الإخصاء تجوب الشارع
أغرب شيء …
أي فم يفتح …
فوراً يجري التخدير ويخصى
ما هذا الصمت المتحرك بالشارع إلا إخصاء
جئتك من كل منافي العمر
أنام على نفسي من تعبي
ما عدت أزور فناراً
البحر تخَرب
يحتاج البحر الى إصلاح
والغرق الآن هو الميناء
مازلت على طاولة الحانة لست أعي
إلا ثملي بالكون
فالبعض على طاولة أخرى للسكر بدم المخلوقات
أنا .. هذي طاولتي
يقرأني من يرغب حسب ثقافته في العشق
وقد يخطئ لا أستاء
يا من تسعل من كل مكان إلا حلقك
البرد شنيع وأنت تراقبني
العرب العراب من البحر الى البحر بخير
وسجون ممتعة
وإسرائيل ترش علينا ماء الورد من الجو
وأنت تراقبني
ما أجمل هذا المنظر
إسرائيل ترش وأنت تراقبني
مبسوط .. ؟
مبسوط لا شك
وأنا والله كذلك جداً
شكراً .. ولديّ رجاء
اكتب ما شئت لمن شئت بما شئت
ووجهك للحائط أرجوك
تشكيلة وجهك تزعجني
عفواً لا أقصد جرحك في شيء
هل ظل هنالك ما يجرح فيك
ولكن خطأ في خطأ تشكيلة وجهك
يا رب لماذا الأخطاء
أنت مصر يا سيد تزعجني
هل آذيتك في شيء
أنزلت مرتبك الشهري
سبقتك في طابور الخبز
إن كنت بهذا التقرير توفر خبز عيالك
سيشبون حراماً
أو كنت تريد شراء حذاء
أنت وتقريرك والراتب يا دوب حذاء
أهل الحانة ناموا
سامحني إنصرف الآن
فؤادي مملوء بالخمر وبالحزن
بي شوق أتمرغ بالرمل
ورائحة البطيخ بشاطئ دجلة
سامحني ان كنت أسأت فما قصدي
نفق القلب ..
أعشق ألقاك غداً في الحانة إنساناً
تقدر يا سيدي إن أنت تشاء
فرشت وفي قلبي الحانة
مرتعش بالمطر الفضي
كهر فقد المأوى
أتمسح بالأبواب
أقوس ظهري الثلجي
برأسي مشغل ماسٍ منتظر شحنة نهدك
والعمر يباب
مولاي .. لقد نام ملوك الأرض وغلقت الأبواب
تنثرني الريح قبيل شجيرات الشارع والثلج
مطاعم آخر ساعات الليل تضيء هنا وهناك
تلكأ وجهي ..
أسمع طفلاً يثغو في المهد
وأسمعه يثغو ..
يا رب يشب له وطناً
فأنا عشت بلا وطن
وأنا أعرف كيف يعيش الزرع السائب في الماء
ويشتاق الى أي تراب
عصفور في الشباك الضالع في نومك
زقزق في زخرفة الشامي
وأغمض عينيه على أقدم أغنية غناها
رئتاي امتلأت دمعاً
يوماً ما ..
شغل الدنيا بالعشق
ولم يلق سوى الصيادين جواب
هرم الصيد
هرم الصيادون
وما زال العصفور كما كان يزقزق
كان يقول ..
إن مر حزين آخر ساعات الليل
كأن العصفور يقول له مساء الفل تأخرت
أقول صباح الخير لقد طلع الفجر
وبغداد تقوم الآن من الحلم بدون ثياب
تمسح بالطل وزرقة قبل الفجر مفاتنها
تدخل عند الله وتخرج بالشمس وبالشاي
البصري الموجع بالنعناع
شواطئ دجلة ما زالت نائمة
والسيد قد نسي التقرير على طاولة الخمر وغادر
مكتوب في التقرير
أن الخمرة سيئة
السيد كذاب
السيد كذاب
حتى في الخمرة يا سيد تكذب ؟!!
حتى في الخمرة يا سيد تكذب


_________________


أعلى
  
 

 



قمم

مظفر النواب
-----------
قممْ
قممْ
قممْ...
معزى على غنمْ
جلالة الكبشِ
على سمو نعجةٍ
على حمارٍ
بالقِدم
وتبدأ الجلسة
لا
ولن
ولم.
ونهي فدا خصاكم سيدي
والدفعُ كمْ؟!
ويفشخ البغل على الحضور
حافريهِ
لا. نعم
وينزل المولود
نصف عورة
ونصف فم.
مباركٌ.. مبارك
وبالرفاه والبنين
أبرقوا لهيئة الأمم.
أما قمم
كمب على كمب
أبا كمباتكم
على أبيكم
جائفين
تغلق الأنوف منكم الرِمَمْ.
وعنزةٌ
مصابة برعشة
في وسط القاعة بالت نفسها
فأعجب الحضور..
صفقوا..
وحلقوا..
بالت لهم ثانية
واستعر الهتاف..
كيف بالت هكذا..!!
وحدقوا
وحللوا
وأجلوا
ومحصوا
ومصمصوا
وشخت الذمم.
وأهبلتكم أمكم
هذا دمٌ أم ليس دمْ؟
يا قمة الأزياء
يا قمة الأزياء
سُوّدت وجوهكم
من قمةٍ.
ما أقبح الكروش من أمامكم
وأقبح الكروش من ورائكم
ومن يشابه كرشه فما ظَلَمْ.
قممْ.. قممْ.. قممْ
قممْ.
معزى على غنم
مضرطةٌ لها نغمْ
لتنعقد القمة
لا تنعقد القمةُ
لا. تنعقدُ القمة
أيْ تُفو على أول من فيها
إلى آخر من فيها
من الملوك.. والشيوخ.. والخَدَم.


_________________


أعلى
  
 





وَمَاهُمْ .. ولكنّه العشق
مظفر النواب
------------
هامَ
لم يَدر
متى أطفأهُ الشوقُ
وأين احترقا !
سنَةٌ
ما بين كأسين
غفا
ثُمَّ صحا
واغتبقا ..
سقطت زهرةُ لوزٍ
عفة
في كأسه
أجمرت عيناه شوقاً
وتلظى شبقا
تركت من تاجها
في خمره
غيمة تغرقُ
فاستلَّ إليه الغرقا
تطرق الحانة
في أطرافه
حزناً
فإن حدَّق ،
صارت حَدقا ..
عرف الدنيا ،
طريقاً
بين كأسين ،
فشقّ الدمعُ في خديه منها ،
طُرُقا
صحبُهُ ناموا على أعناقهم
وغدوا
من طاولات الخمر
إلا رَمقا
وهو ينضُو
بين أعناق القناني ،
عُنُقا
وبعينيه
يلمُّ الغسقا
يدفع الكأسَ
لكفَّي خلّه
ربما ينشر
فالقنينة الكبرى
اشرأبَّت
والضُحى بالبابِ
رشَّ الحبقا ..
يا مويلاي !
على الصمت ،
نداماها ثقالاً غادروا
مِزقٌ تسحبُ منهم
مِزقا
أخذتهم طُرُقٌ ....
عادت سريعاً دونَهم
أين أخفتهم ؟!!!
وكيف البحث في الدهر؟!
وأين الملتقى ؟!!
بهجتي كانوا ...
فلما خَلَتْ الأيامُ من ضحكاتهم
ضحكت في عُبِّها ،
مما أناديهم بعُبي
فارغٌ قلبي وملأنٌ
بهم
وجديدٌ
رابني كم عَتُقا
أسمعْ القُبرة الصفراءَ
تنعاهم
تمطُّ الأفقا
والعصافيرُ على طاولة الخمرِ ،
فراقٌ ولقا
يتنهّلن بقايا خمرهم
ويُنفضن ،
الندى والألقا
لا تَمُت ! يا صاح !
مما خلت الحانةُ منهم
طارت الزهرة
في الريح ،
وظلّت عبقا
لا تمُت
لسنا قناني عرقٍ
فارغةٍ
يقذفها الدهرُ
بنا قد سكر الدهرُ ،
وقطرناه في كأس الليالي ،
عرقا
ثمل الله بنا ،
مما فهمنا أدب الشُربِ
وأنهينا القناني
حيرة ،
في لُغزهِ
سُمَّاره كنا
وكان الأرقا
سيدي !
مولاي !!
لا تغفُ
تأمل زهرة اللوز
أمن ربعيّةٍ ملت ؟!!
أنا الأيامُ لم تقدر على رأسي
وقد يثبت رأسٌ
قلقا
إن أكن أطبقت جفنيَّ
فأصحو داخلي
وإذا كأسيَ ،
مالت
فكما البلبلُ ينسابُ
أنيقاً
للسقا
يا لكأسي وجبين الصُبح ،
كم مالا على بعضهما !
ليس في الحانة غيري
وأخو "الفتحة "من أياهُمُ
يكتبني !!!
أنا يا (....)انقلابٌ أبيضٌ
من عرق
قطره الدهرُ ...
فمن أنت ؟! ومن فوقك ؟!
أو فوقكما ؟!!
سبحانه ماذا من الوردة ناساً
ومن الأقذار ناساً
خلقا !
طائرُ اللّذةِ
مُلقىً بين ضلعيكَ ،
سجيناً
خُذ رُشيفاتٍ
وحرِّره قليلاً ..
ربما يشتاقُ من نافذة الحانةِ
للهِ ...
ويُغري الأفقا
أنا لم أشركْ
ولم ألقَ سوى الحانة هذي !
أغلق الأبوابَ في وجهي مراراً
وطني...
أظنُ الغربة الخرقاءَ ،،
تستكثرُ منها كوَّةً
أصرخ منها ألمي ..
فحشتها خُرَقا !
ربِّ سامحهم وأن لم يسكروا ...
كيف يشتاق إلى خمرة جناتك
من لا يعرف الخمر
ويشتاق صباياها
إذا كان هُنا ما عشقا ؟!!!
هائمٌ
لم أدرِ
ماذا أسَرَ الشوقُ
وماذا أعتقا ...!؟
سقطت زهرة لوزٍ
غيمة
في قدحي
يا رب ما هذا النقا ؟!
غرقت ..
لم أستطع إنقاذها
أصبعي زاغت من السُكرِ ،
وقلبي شَهقا
ما لها الكرمة لا تعرفني ؟!
أمس رقرقت لها
خمرتها
وأنا اليوم على خمرتها
دمعي وأمسي ..
رقرقا ...
طينتي ، قد عُجِنت كأساً ..
فماذا كوَّرَ الطينةَ
شعراً ؟!!
أنتَ يا ربُّ ؟
أم الكورُ ؟!
أم الطينة طابت خُلقا ؟
نطنطَ العصفورُ
فيما قد تركنا
من فُتات
وسفحنا حُرقا .
ولوى من عنقه الزيتيِّ
حتى مسَّ قاع الكأسِ ،
يا أبلهُ !
لم نترك
ولا مثـقال سُكرٍ..
أبلهٌ من عوقا
أدعُ ..رفقاتكَ
يؤنسن حجار الحانة القفراء
إن كان يُسمى حجراً ،
من عاشَ في خمارةٍ
لو سَكتَ السُمارُ يوماً
نطقا
يا سُكارى بعدنا ..
إن سقطت في كأسُكُمْ
غيمةُ وردٍ ..
أذكرونا ،
رشفةً
كنا نوازي الدهرَ .. أو نسبقُهُ
عشقاً ،
رعى الله زماناً ،
وسقى ..
إن أكن أفرطت ..
يا مولايَ !
فهل يقتصد العاشقُ
أم يأبقُ عشقاً ؟!!
ضاقت الروح
وعظمي من صدود ، أبقا
قفصُ الدهر ،
كما أنت ترى ،
ضايقني ..
واشتهتني لغةُ من خارج الدهرِ ،
فهزَّته ..
فما بال فؤادي ،
للذي يُسجنُ فيه
أشفقا
هاجني غُصنٌ نَسيمٌ
راقص بالزهرِ
والخمرُ برأسي لعبت
أهو ذنبي ،
زهرة من قطرة قد سقطت ؟!!
ذنب من مولاي !
لم يبقَ من البستانِ إلا وهم عودٍ
صامتٍ
لست سفيهاً
أبلهاً ..
أسأل عن زهري
ولم تبقِ عليَّ الورقا ..!
أغمدت في قدمي ..فامتُشقا .
الصبوحان بكأسي ...
سيدي !..
ربما أأمن للزهرة كأسي ،
من مهب الريح ،
أغضب مثلما شئت
فعشقي لم يساومك على شيء
وما الجنة والنارُ
سوى نارين
فيمن عشقا
أغمدت
فأستلَّت السُهدَ
وقد كنتُ نويتُ
الغسقا
شمتُ
لو أعلم ما شمت .. وأتعبتهما
كذب الغيمُ ،
على حاليَ ،
والصحوُ
وإن قد صدقا
سيدي !
من عجب في داخل السُكرِ
أصلي .. صادقاً
مهما تجازيني سراباً
أدمعي تسقيك في بحرِ النقا
همتُ...
لا أدري ،
عصافير الضُحى
من قدحي ... من صاحبي ...
كلهم طاروا ...
لئيمٌ صاحب الحانة
لم يرحم بقايايَ بهم
خُذْ أباريقك
إني منك سكرانٌ
سأمضي خلفهم
ربما ألقاهمُ ...
أحجز كراسي الأمس
لم نندم ،
سدى لم يكتف العمر ،
وإن كنت غششت العَرقا .
اسمعْ القُبرة الصفراء
تنعانا
تمطُّ الأفقا
يا خطايا ! يا خطايا !
كم كبيرٌ هذه الأيام من كان خطايا
أنا منهم
توبتي
لم أنكسرْ ،
إلا لتقبيلِ نُهيدٍ نَزِقا
إن يكن تاب السكارى !..
أنا بالسكر أناجيك
فما جرحيَ بالريش ، ولا يا ربُّ
بالريش التُقا
ليس بي فاحشةٌ
إلا بأني
لِذتي أكثر مني خُلُقا

_________________


أعلى
  
 

 


طلقة ثم الحدث
مظفر النواب
------------
الدراج الأرجوان الذييفضي
الى بيت الرضى الليلي
أطفأت دموعي فوقه منتشياً بالخشب العابق بالحزن
وقبلت خطى أيامي الأولى
على درجاته ذابت جفوني
أحرس النقطة
ما فرطت بالنقطة يا من فرطوا بالنار
نفسي لم تعد تغلق مما بلغ الحزن بها أبوابها
كنت نسيجي وحده
والعشق كان الغرزة الأولى
وفي الساعة حدثين تماماً
كان يشتد هجيري من مجير
وامتد فلم تحتمل الصحراء
هذا ولهي الناري
حاولت دمي يطفئها دمعي.. صراخي
أتقدت حاولت أرمي فوقها كل الذي أملكه من جسدي
فامتنع الناس
ألا أملك حقاً من حقوق النشر؟
هذا جسدي.. إني.. دمي.. هذي قناعاتي..
وهذا درج وطني أحمله
أرقاه في الليل
أرى او أمسح النجمة
بسم الله هذا وطني
علمني ألتزم النار..
لماذا كل هذا الصمت؟
هذي الضجة الخرقاء
هذي الهامشيات.. الصراعات.. الأكاذيب
لماذا يدخل القمع الى القلب
وتستولي الرقابات على صمتي
وأوراقي.. وخطوي.. ومتاهاتي؟
ألا أملك أن أسكت؟
أن أنطق؟
أن أمشي بغير الشارع الرسمي؟
أن أبكي؟
ألا أملك حقاً من حقوق النشر والتوزيع للنيران مجاناً؟
لماذا يضع السيد هذا وطني في جيبه الخلفي؟
من أرثه النفط وتسويقي؟
ومن ذا راودته نفسه أن يشتريني؟
قسماً لا بالسماوا
ولكن بالسماوات التي تمطر في عيني جنوبي يتيم في الحدث
أحرق بيته
طلقة ثم الحدث!!
وأنا أعلن ناري
أعلن القلب فناراً فوق أرنون الفدائيين
يستطلع ليل الكون والبعد الفلسطيني للدهر
وما يضمره الغيب
ألا يستبق العشق الحدث
طلقة غامضة تفتح في الشرق الحسابات
وسوف الطلقة الأخرى
ولما تبرد الأولى
ولا ارتاح الحدث
طلقة غامضة تفتح في الشرق حساب الصبر
وسوف الطلقة الأخرى
ولما تبرد الأولى ولا ارتاح الحدث
يبتدي حي الحسين النار
يشتاق الحسين بن علي خارجاً بالدم من مرقده
يصطف من صلى صلاة السيف والطلقة
أمريكا هي الكفر
وأمريكا ومن سوف هنا (حسني) الجنائي
ففي سوف صراع لم يحن
أجلته.. استعجلني
كان يرى الأرماث.. والأوساخ.. والأبواب.. لا الطوفان
لا تحزن
فأنى اعترف الطوفان للأبواب.. والخانات
أو قلل طوفان رمث
أنت وحدت بغدارة ليل
لونها الكحل
وغرزت بعشق الأرض
ما من قدر إلا بإذن منك يستأذن
فأذن يا حبيبي
واحترس ما كل غث ثمر غث
أقدس الأمطار مدراراً
فإن زنبقة بنت ربيعين
سبت قلبك يا برق
فنسف بعد نسف
وكلا الحالين عشق
فافهم الحالين كي تسلك في الأحوال
واسمع عاشق البرق
كثير البث صمت.. وكثير الصمت بث
افهموا مصر
فكم من عاشق أتلف سوء الفهم نجواه
وعري طاهر عندي
ولا ثوب مريض الطهر رث
افهموا العمق
فما كان أتى من عمقها
واختمار العمق عشق
ولكن مختمر بالسطح
والعمق غثاء وعبث
قالت الطلقة أن يختزل الكل الخياني
فلا تختزلوا الطلقة بالسقف وبالرف
بل المنزل
كل المنزل الرسمي
حتى أكرة الباب التي قد حرست هذا الخنث
السكاكين هي المهلة
هل ترجو من الرحم الذي لقحه المال اليهودي
طهوراً في الطمث
نجس كل ولا فرق سوى
لهف الأول بالجملة أوساخاً
و (حسني) أحد الأخصاص فيما قد لهف
السكاكين هي المهلة
أو عصر يهودي سعودي
سيبني ألف ما خور
من التلموذ في أطفالنا
في الحب.. في القرآن.. في الشارع.. في الأحلام.. فيمن شهدوا بدراً
فيمن شهدوا واستشهدوا من أن أجل أن نحيا
ويستدعى الى محكمة
حتى النوايا والجثث
ها أنا أعلن قلبي
فهو إسعاف حزين في جروح العمر
والثوار.. والبابون في الشاحب
يبكي في بقايا جثث الأطفال في أنقاض صيدا
عمرها سيارة الاسعاف لا تغفو
لا تنسى عناوين جروح الناس
لا تلزمني أنظمة السير
ولا الشارات
واني ذاهب للجرح.. للطلقة.. للعمق الفلسطيني
لا تلتزم الطلقة.. لا تلتزم الإسعاف
إلا بالمهمات وخط السير
قد يرتبك العداد
قد تشتبك الأحداث.. والحارات.. والخندق
أستهدي بطعم الألم الثوري
أستهدي بنجم غامض
لا يتلف البعد ولا تتلفه الأبعاد
أستهدي بقلبي كلما صنعت
هنا خارطة للوطن المحتل
لا تقبلوا شبراً ناقصاً منه
وقد أمنها عندي بقلبي هاهنا الأجداد
أسري عاشقاً والعشق أسراء
وقد بعثرني الهجران والبارود في شعب ضفارى
يداويني عود يابس أزهر
وأستحضر من أقصى جفاف
قطرة عاش عليها
آه يا قلبي على عود زكي لم يجد ماء
فأورى زهرة من عوده فوراً
وهذي شيمة الأجواد
ها أنا أعلن أن الجرح يمتد
ولا يلقى سوى المستنقع القطري
حتى العظم.. والحزن البريدي..
سئمت الحزن برقياً
سئمت القتل تكراراً
كفى مهزلة
إني أحن الآن أن أقتل في بغداد
أعطوني قراراً واضحاً
او أنني حرب على هذا صديكم
الدراج.. طلقة ثم الحدث
سنبلة أولى.. وحدس بالحصاد
الدراج الأرجواني الذي شب من الأعماق
مركي على صدري
لمن يرقى عشياً فاضحاً
بعض علاقتي بالكون.. وبالنجم الجنوبي
ورأسي بصل.. لون صبايا الشام
والضيق الذي صار مساحات بصدري
من غرامي بالعباد
مغرم قلبي بأن يبقى مع الناس
وإن عذبه القرب
وغطى وجهي النسيان
ما أصعب سكراً مطلقاً بالنار في كف الرماد
دائر قلبي مع الأيام والثوار والعشاق
لا يعرف طعماً للرقا
وحدودي كل إنسان يعاني غربة
حتى أرى غربة عادت الى غربتها
واصطحب العمر الى بلدته
يحمل القلب دامياً من فرح
أو عمر.. أو صاحب واراه في قبر وراء البحر
ما زال وراء القبر
يستقرئ أخبار البلاد
يطلب القوم انطفائي.. أي نعم
في ساحة العشق الفدائي
شهاباً دفع الوعي به دون رماد
أنا لا أعرف تفسيراً لوجدي غيره
لكن متى فسرت النار لطاها
متى كان لقنديل سوى الخفق
الى آخر جفن في السهاد
سمع الطلقة فاهتز
فهذي طلقة قد أطربت حتى الجماد
شهق الكون من التنفيذ؟
من شاحنة الأقدار؟
واشتاقت برحم الغيب أجيالاً
ترى خالد طوداً يطلق النار
وقد فرت حكومات الجراد
يا لواءً خامراً بالله والتنفيذ
هذي كانت التكبيرة الأولى
لأركان صلاح الدين في أيامنا
من أي تركيب من الأحزان.. والأعشاب.. والعزة
مصر عجنت لحمك؟
من أي حنان حزن عينيك؟
وضعت الطلقة الأولى..
وتلك الوقفة العملاقة النشوى
أرى عملاق
يا عملاق في التخطيط.. في القفزة.. في الإجهاز
في تخطيطك الكوني للموقف
تحيا مصر
في دعمك للبعد الفلسطيني.. للنيل
وفي غيبوبة كنت بها لا شك في القدس
رآك الناس رؤيا العين
أطعمت حمامات بلون العشق.. والفيروز في الأقصى
كنت الأب والحلوى
وأعطيت يتيماً دامع العينين
ظرف الطلقة الأولى
وقالوا ذهب الطفل الى قبر أبيه
أفعم الطرف تراباً
وأتى يركض.. فاستغفيت
أو غبت عن الوعي
على طاولة التعذيب
وانهالت على طودك آلاف العصي
إنهارت الدولة.. أمريكا
ومن أخرج كالقنفذ من تحت المقاعد
يرقص التعذيب ذئباً تحت أقدامك
فالترتيل باسم الله
والجوع لقد صلب كالصخرة
هذا القلب لكني أرى قطرة عشق في قرار القلب
ثم النار.. ثم البحر.. والتاريخ
والوعي الرسالي لهذا الكون
غريب يمسك الجوع عن الايمان سكينا
غريب ليس يكفي الجوع.. غريب ليس يكفي الوعي
وعي الجوع.. تلك الطلقة الخالقة الأولى
وكم جعت.. وجاعت مصر
واستفردها النفط السعود
ولكن وضعت كل الأسى والدمع
في مخزنك الناري
لما تنتهي الأشياء
تلك الطلقة الأولى.. وللحدث شواهد
رجل الصحو تمنى كل شبل
أن يكون الأصغر في كفك
لا تحزن
ولا تكتب صكوك البعض في قلبك
هذا البعض لا يقرأ إلا وعيه الناقص للزهرة..
والخنجر.. والأيام..
لا يفهم إلا وهو قاعد
أنت نفذت فهلا نفذ التاريخ
ما كان اتفاقا بين عينيك وعينيه
وعادت ماسة النيل الى العقد الالهي
فحسن العقد من حسن الفرائض
أنت نفذت صراعاً طبقياً.. سيداً
بعض صراع طبقي صار للسلطة طباخاً
وبعض منه حشو الجيب.. أو حشو الجرائد
يا مصر سيري بالأناشيد
وخلي خبز أشجانك.. والشاي.. وأطفالك..
والأزجال في وجه المتاريس
أمام السجن
في الساحة سيناء بهذا السجن
والنيل ببحر البقر الدامي
بعبد المنعم المدفون في النسيان
"بأيام التلامذة.. وعم حمزة.. وجيش لجيش .. والله أكبر"
زغردي ناراً وبركاناً من الحزن الصعيدي
لوجه الرجل اللحظة.. والتاريخ.. والبذل
لهم.. للفتيه السمر كما التصويت
صون العهد.. قم للوعد.. هدي السجن يا مصر
كل الأسماء آيات على وجه المساجد
منذ هذي الطلقة الفاصل
مشروع بن عزلا لن يرى النور
ولن يخرج من قصر الأمير الخصي
لن يأكل إلا الرمل.. إلا الشوك والغصة
والتنديد..
هذا الجرب الكلي لن تتركه (سيهات)
لن يتركه دم (جهيمان)
لا يتركه الوعد العتيبي ليرحب
وأرى قدح السكاكين من (الأحساء)
إني لأراها
وأرى خلف رماد الصمت ماذا في المواقف
السعوديون اسرائيل مهما كحلوا مشروعهم
ولقد يلقون بالعظمة
اسكاتاً لمن ينج من تحت الموائد
انني أضحك مجموعة جرذان
قراد.. فرقة العزف الخليجي
وقرد يضبط اللحن الخياني
وأبكي إننا لا شيء
أصفاراً نعاني غرفة الصفر
احتلام الصفر.. حسن الصفر.. صمت الصفر
أخرج أيها الصفر
من النفي النائي الى الكون النهائي
انتفض.. كن
امحق الآلية العمياء
والنفي.. وفي النفي
فالإنسان لا الجبرية قائد
وأنا أعلن قلبي نجمة صدرية
بين سفين الليل
تشعر بعض الدفء
في كوة حزن ما وراء البحر.. والأيام
في سجن بعيد بالمنامة
لم ينم هذا السجين الجدلي الوجه
ما زالت مآقيه كخط الفجر في الليل الخليجي
وما زال بخار البحر
والخلجان في تهويمه.. والموج.. والأغنية الأولى
لقبطان جريء.. مبحر نحو القيامة
سجل الطلقة وارتد صداها
بين جنبيه فجيئاً.. وذهابا
وسعت قوة زنزانته
وازدحمت فيها نجوم الليل
والأشرعة البيضاء
والحب الذي أوسع من نجم وترنيم حمامه
لم أعد أعلن قلبي فرحاً إلا يسار الشمس
أستقتل في البحث عن الجوع الجنوبي
أغذيه بأقصى الشعر والحقد
وأنساه بصمت الخندق المكتظ بالأمطار..
والأبطال .. والأهوال
أنساه بعيني عاكف في قرية خضراء
ما أضيق عينيه إذا صوت
ما أوسعها حتماً أصاب الهدف الآن
أصاب الهدف الأول واستولى عليه الشوق للثاني
وأنساه مع الأيام في البصرة في بغداد
مرمياً على الأسلاك
بغداد بلا شباك
ولكن قط لن أنسى
أنا قلبي إذا ما نسفت أفعى
وساد القم.. والجاموس.. والمشروع
لا بل طلقة ثم الحدث
الدراج الأرجواني الذي عمري سأعطيه
لمن سأعطيه
لمن لا يصل الشعر الحقيقي
لمن يلصق في وجه المحطات
أغاني الدم والشوق الفلسطيني
أو طفل وحيد في الحدث
سوف أعطيه لمن يرقى جدار السجن
يعطي خالداً قلبي.. وشعري
وسلاما من كثير الحب بث
هكذا أرسيت أن القائد تنفيذ
ولا يتجر بالدم لكن يقبض أثمان الجثث
وأخيراً كل من يرضى بمشروع السعوديين
أو يدخل باباً منه
فهو من نفس الزنا
لكن بحالات الطمث......



_________________


أعلى
  
 

 


اللون الرمادي
مظفر النواب
------------
دمشقُ عدتُ بلا حُزني ولا فرَحي
يقودني شَبحٌ مضنى إلى شبحِ
ضَيّعتُ منكِ طريقاً كنتُ أعرفه
سكرانَ مغمضة عيني من الطفحِ
أصابحُ الليلَ مصلوباً على جسدٍ
لم أدرِ أيَّ خفايا حُسنه قدحي
أسى حريرٍ شآميٍّ يداعبه
إبريق خمرٍ عراقيٍّ شجٍ نضِح
دفعت روحي على روحي فباعَدني
نهدان عن جنةٍ في موسمٍ لقح
أذكى فضائحه لثماً فيطردني
شداً إليه غريرٌ غير مفتضح
تستقرئ الغيب كُفي في تحسّسه
كريزةٍ فوق ماءٍ ريِّقٍ مرح
يا لانحدارٍ بطئٍ أخمصٍ رخصٍ
ولارتفاعٍ سريعٍ طافحٍ طمح
"ماذا لقيت من الدنيا وأعجبه؟!"
نهدٌ عليَّ ونهدٍ كان في سرح
هذا يطاعنني حتى أموت له
وذاك يمسح خدي بالهوى السمح
كأن زهرة لوزٍ في تفتّحها
تمجّ في قبضتي بالعنبر النفح
دمشق عدت وقلبي كله قرحٌ
وأين كان غريبٌ غير ذي قرح
هذي الحقيبة عادت وحدها وطني
ورحلة العمر عادت وحدها قدحي
أصابح الليل مطلوباً على أملٍ
أن لا أموت غريباً ميتة الشبح
يا جنة مر فيها الله ذات ضحى
لعل فيها نواسياً على قدح
فحار زيتونها ما بين خضرته
وخضرة الليل والكاسات والملح
لقد سكرت من الدنيا ويوقظني
ما كان من عنبٍ فيها ومن بلح
تهرُّ خلفي كلاب الحيّ ناهشة
أطراف ثوبي على عظمٍ من المنح
ضحكت منها ومني فهي يقتلها
سعارها وأنا يغتالني فرحي



_________________


أعلى
  
 





الليل وعبدالله
------------
الليل وعبدالله اقارب
العرق البارد والنار وحزن الايام
وعبدالله اقارب
يفهم في اللج
وافضل من يصنع مجذافين ولا يملك قارب
يدفع جفنيه يقاتل لولا الصف البطلي
يزيح الجدران
يصاهر نار الايام
احبك يا عبدالله لنفسك غاضب
وعلى نفسك غاضب
رشاشك يعقد قمته منفرداً ونعالك في قمتهم
اصفعهم عبدالله بارض نعالك
يخرج تاريخ عقارب
ان تسحب سحاب السروال عليهم
نزلت للارض سراويلهمُ
وقرار يفتح فخذيه
وجلسات مغلقة وعجائب
افتح عبدالله مسدسك الحربي
افتتح الجلسة فيهم اعداء واقارب
ان تكن الطعم.. فأنت السنارة قد علقت
لولا.. لعنت لولا
ملعون من يتبعها
تملك اسلحة الارض وتسأل كيف نحارب
يا عبدالله بساعات الضيق
تحولت الدبابات ارانب
فتلت اسلحة الجيران شواربها ليلاً وصباحاً
حلقت وتصابت
وغدى الميثاق القومي بدون شوارب
وصواريخ الفرجة ضجت
وأتمت يا عبدالله مهمتها
ضمن مهمات صواريخ القوم مقالب
أصحوت اخيراً يا عبدالله
أصحوت اخيراً
أصحوت
أوقد حزنك..
فرشاة الأسنان..
زكامك..
قهوتك المرة والمرأة والمرآة
تطلع في وجهك لا تتذكر
مثلك لا يتذكر.. لا وقت له للذكرى
والى صدغك تتجه الحرب وتلتهم الجرافات صحون الرز
تغطيها راحات الاطفال المبتورة
دهشتهم صرخات الليل
أتم الصمت العربي وليمتنا الكبرى
سقطت لقمة رز من فمهم فيها الأسنان
تدحرجت اللقمة حتى قلبك في الغربة وابتسمت
أقسم عبدالله بها تبدأ تواً بالثأر
وكل دقيقة تأخير مذبحة أخرى
أسند كوعك للكوة يا عبدالله..
اسند كوعك للكوة
مد الرشاشة في الفجر الشاحب
لا تتأخر عداد القلب وعداد القنبلة الموقوتة متفقان
ووعي السبابة قد بلغ النار
وأيام التاريخ تقبل راحتك اليسرى
ضع متراس الشك أمام ثمالة أيامك
والألم الليلي
وخذ حصة حزن في قلبك لا تسمع الا دمك الناري
جنونك.. زمجرة الجرافات
صراخ قتيل دون يدين
تفتش عن طفليها
اغتصبوا زهرتك الاولى..
ودعها ميتة يا عبدالله مجرد ذكرى
حصدوا الورد الخائف في خديها
اغتصبوا أمك أيضاً من كلمات الله على شفتيها
من خمسين من السنوات دموعاً للارض بعينيها
هدموا الدار
واذاعات العرب الاشراف تبول على النار
أعلنت التعبئة الجنسية يا عبدالله درابكهم
حزنزا هزاً
رهزوا رهزاً ومضاجعة
وتمنوا أنهمُ كانوا بمخيمك الدامي
يشتركون بفض امرأةٍ.. أكل صبيٍ
عرب.. عرب.. عرب جداً اولاد الكلب
واول ما تعرض خصيتهم في نشرات الاخبار
أي براكين خامدة في نظراتك
في زاوية الغرفة
أية قافلة برخت في الصمت الهائل
وجهك.. ما هذا الصمت العبداللهِ
مقدمة الحقد الاعمى العاجل
يا عبدالله القادر
يا عبدالله المتمكن فعلاً
حدق في الشارع مرتاباً
فعدوك في الشارع
أخبار الحرب جراء تتثاءب في الشارع
رجل الأمن التكعيبي يهرول في الشارع
جمهور لا يعرف يأكل
لا يعرف ينكح
لا يعرف في الشارع ماذا في الشارع
سكينك يا عبدالله الساكن في البريات العربية
منفياً عن نفسك.. زوجك.. تبغك.. جرحك..
حزن شوارعنا
سكينك.. احذر ان تتدجن للمطبخ
يا عبدالله اشحذها
نفذها تنفيذاً نفذها
أصبح ممنوعاً ان تستشهد
او تدفع جيبك عند حدود الجيران وتستشهد ايهما اسرائيل
ايهما اسرائيل
الخبز عليه علامة اسرائيل
حبات الرز عليها اسرائيل
المسجد والخمارة والصندوق القومي لتحرير القدس
بداخله اسرائيل
وانت اذا لم تفهم.. لم تتعلم يا عبدالله
تمتصك اسرائيل
ناعسة بيروت الغربية في كف المطر الليلي
وتزهر بين الاسفلت وحزنك والصمت
ولغم يحلم احلاماً طيبة
وجريح يصرخ:
- بيسان..
الى بيسان خذوني
يا عاشق يا عبدالله عيوني
لا تلبس اغنية شالاً اسود في العرس وايقاعاً مسرف
ولدينا عمل قبل الافطار جليل كالله
سنخرب..
ان اطعمت حمامات العالم من قلبك انت مخرب
أنت رصاص.. أنت رصاص
أو أنت ملأت جيوبك حلوى
تتحول يا عبدالله رصاص
او غنيت لزوجك اغنية الليل
يكون اللحن كتفريغ المخزن في الليل
وتسعل يا عبدالله دخاناً
وتنام براحتها عشقاً وخلاص
ان درت العالم تكتب اشعار السلم
على التأشيرة.. تذكرة الرحلة..
أبواب مطارات البرد
حافلة الليل
فوجهك انت ومنذ ولدت تسمى عبدالله الارهابي
وبناتك عبدالله العربي الارهابي
وصوتك عبدالله الارهابي
وموتك..
بعض الناس خطايا فادحة يا عبدالله
وبعض الناس قصاص
أنت قصاص
الحزن يجيء مع الريح وماء الحنفيات
وضوضاء الطرقات
جنود الدبابات يبولون على وجه بلادي
وجهي في الارض ووجهك في الارض
اخرس لا تتنفس.. لا تخرج للشارع..
لا تتفرس
ممنوع ان تصرخ في بطنك
آه يا عبدالله ألا فاصرخ
اصرخ يا عبدالله
انفث في أسئلة الناس.. ملابسهم..
ساعات أياديهم
صمتهم الالزامي البارد
اقتلهم بوجودك.. الحاحك.. حبك
آه من حبك يا عبدالله حزين اخرس
نتحداهم.. ننفذ من بؤبؤهم
نمسح وجه الأحجار بخلدة
يا خلدة يا قلعتنا البحرية لا يفتحها الا العشق
وريح الفجر وصوت النورس
تترك باقات الاعذار براحة كهل ترتاح بحضن الانقاض
وكوفيات فدائيين عرفناهم وعشقناهم
أو لا نعرفهم وعشقناهم
يا أحباب تأخرنا
يا صرخات الاطفال بخلدة والبربير تأخرنا
يا نادل مقهى أسلحة الليل تأخرنا جداً
وامرأة ما زالت تكنس شرفتها
وتلم شظايا قنبلة
انهم يا عبدالله يرون حزوز الايام بوجهك
كالرمانات اليدوية تنسف كل المؤتمرات
سكتتك الملغومة تسحب عن أوجههم يا عبدالله
سراويل التصريحات
نظرتك الحربية جمرة
زيتونة ليل توقد مصباحاً ذرياً
لا يا عبدالله ولا.. وتكاد تضيء
ولو لم تكُ يا عبدالله حزوز في وجهك
كان لوجهك ارهاب مسدس
يا عبدالله.. الحي الله..
جميل انت.. جميل بتراب الحرب
ووجهك فوق وجوه الشهداء مظلة ورد
وبوجه الأعداء مفازة صبير لا حد لها ومسدس
اثبت عبدالله.. تحجّر
ليس لربك ان يأمر الا بثبات القلعة والنار
ولدينا عمل يا عبدالله
مسدس قبل الافطار
نقرأ آخر برقيات الليل على الشارع
نتأكد ان منظمة التحرير انتصرت
رفضت رفضاً قاطع
نتوثق ان لنا كالناس وجوهاً
وذكوراً ما حجزت للدولة يا عبدالله
وخمس اصابع
ونحب ونستشهد بدون عرائض او اعذار
نتأكد عشنا يوماً في الوطن العربي ولم نخص
غريب جداً
خطأ لابد خصينا
نتأكد ما زلنا نطعم من شفة الحب عصافير الدار
ونحاول تغيير الدنيا
ولدينا عمل قبل الافطار
تأكد خبزك
تأكد كوز الماء
تأكد ان شقوق الشفة السفلى لم تتغير وجهتها
وصراحتها
واغانيها
سبابتك الارهابية ليس تخاف التهمة بالارهاب
وتعرف كيف تذل عيون الذل
وتسحب كالعشق مسدسها
وتعد الى القدس لياليها
يا متهماً بالشعر العربي
أليس لهذي التهمة يا عبدالله مغازيها
إنْ سلمت سلاحك سافل
و أنا سافل
وعشاء الليل البارد
والماء وفجر اليوم القادم سافل
ما يؤخذ بالقوة لا يسترجع الا بالقوة..
بالارهاب
بقطع اللوز الصهيونية
بعد مخيم شاتيلا يا عبدالله
مسدسك القانون الدولي
أقم في مخزنه عبدالله مخيمك الثوري
وحزنك والشعر وما تملك من أشياء
وتجذر فيه. فان الصف الاول لم يتجذر
فاتته الايام
وخانته لياقته الثورية
برر ليلاً ما كان يدين نهاراً
حاول ان يلقى الشعب بجيب النفط
وكان هنا رأس الداء
قسماً عبدالله بقبرين جماعيين بصبرة
بيروت تنجسها
ان وضعت ملك المغرب
في احدى قدميها الطاهرتين حذاء
وستنهض من بين الانقاض صنوبرة الحزن
وتغمر صبرة بالأفياء
وبساعات خروجك بسلاحك للتنظيف
وتشهد انك قاتلت الغارات
وقاتلت البحر
وقاتلت طوابير الدبابات
وقاتلت خيانات الدبابات الاخرى
وصمدت صمود الانواء
رشاشك كان وكالة أنباء الثوار
إذا كذبت فيك وكالات الانباء
خذ جورب سيدة ذبحت
احفظه بجيبك
ذاك صراطك يا عبدالله
في الليل تسلل..
هنالك جندي محتل
اخنقه بهذا الجورب يا عبدالله
لعلك تشفي واحد بالالف من الحقد بقلبي
هذا الجورب سكين..
حذاء شهيد سكين
فرشاة حلاقته سكين..
حالة عشق لا تتكرر يا عبدالله فلسطين
ان قدمت لهم ماء سألوك بحب إن ذقت مياه فلسطين
او أكلوا سموا بسم الله وحب فلسطين
او قتلوا تحت الارض
يعودون الى حضن فلسطين
او جاؤا باب الجنة
يلقى الله بأيديهم قبضة طين منها
يتمنى ان يستبدل جنته يا عبدالله بهذا الطين
تتربع للافطار وزوجك والاطفال وكأس الشاي
بدون شهية
وقروح في أمعائك مزمنة
عدد الانظمة العربية
وتحرك سبابتك المهمومة في فم طفلك
تسمع لذغته الناعمة الوردية
تبحث عن اول سن تجرح من اجل قضية
العضة دار
ويعضك عضات ناعمة.. يضحك في وجهك
يفهم انك يا عبدالله
تدربه الدرس الأول للثوار..
جميع الثوار
ويحدق في نار الشيب بوجهك
يفرش راحته في حجرك
ترقأوا دمعك مخافة ان يثقب راحته
وتهمهم أفراحاً مبهمة
وتقبل راحته وتقول لأخذ الثار
وتدس وجوهك فيهم
شفاهك
آلاف عيونك
تمسكه من كتفيه الناعمتين
قتلنا احدث اسلحة الموت بشهرين
قاتلنا الصمت العربي
شربنا البالوعات وماء البحر
دفنا القتلى بين الغارة والغارة في قبر مشترك
لا نتراجع يا ولدي لا نتنازل لا نغرق
الطيران يهاجم في الفقرات
شرايين القلب.. البرج.. السلم.. عبدالناصر.. دوار الكولا.. مستشفى البربير..
قبور الموتى.. جثث الموتى تخرج غاضبة.. تقتل ثانية
تصعد في الليل كما الافراح النارية
ابيض احمر احمر قان ازرق
نحن هنا لن نتزحزح عن هذا الخندق
الطيران يهاجم غفوة طفل يحلم بالطيارات العربية
يرفع كفيه يلوح للطيارين
يحملق في فجوة صاروخ في السقف
يرى طائرة سوداء
فلم يصل الطيران العربي إذاً
لم يتجاوز احد الطيارين اناقته وملابسه
( ماكو ) أوامر يا عبدالله
فلا بغداد ببغداد ولا جُلَّق في جُلَّق
ولكن قسماً بالحزن وصور وصيدا
لن نتزحزح عن هذا الخندق
طلبوا شرف الكوفية من بيروت
أبَتْ إلا ان تلبس كوفيته وتقاتل
وتقاسمه الخبزة والخندق والخذلان العربي
ويمسحها القصف مساء
تتحامل في الصبح على قدميها
تمسح تنورتها وتقول له
ليس على الصمت العربي المزري يا عبدالله
فالقصف توقف ثانيتين
ولا تأبه.. سنقاتل يعني سنقاتل
تأكل من كتفيها بيروت
ولا تسحب شبراً من تحت مقاتل
تستشهد بيروت على ابواب منازلها
ومعاذ الله تسلم عفتها كالصمت العربي
ببيروت رجال.. رجل بجحافل
يمرق أنظر بين الدبابة والدبابة والالغام فدائي
عضلات الزند جميع الرجف الحربي
وبيتان من العشق
وسيف ومكارم
أعلن سوق الجزارين ضيافته
نطق المولودون من الخلف اخيراً
نشكركم باسم الشهداء
نشكركم بالسيقان المبتورة شكراً لا حد له
نشكر علاناً وفلاناً وفليناً والفلن الثاني وفهد
بالذات فهد
ما قصرتم أبداً
نشكر همة أعضاؤكم الجنسية
في صد هجوم الجيش الاسرائيلي
وإلقاء الصمت على المغتصبات
نشكركم يا فضلات
نشكركم باقون هنا
قرب مذابحنا وخرائبنا والشهداء نقاوم
بيروت على قدم واحدة ستقاوم
أتذكر يا عبدالله بأنك في بعض الليل
ضغطت على راحتها الوردية
أكثر مما الحب
وأكثر مما الحزن ومما أنت
أحبتك كأستاذة حب
تعرف كيف تصفف باقات الزهر وساعات الليل
وطلقات مسدسك الارهابي
أهينت يوم رحلت
خلف العكاز بكت
خلف سياج الحزن المينائي بكت
عبدالله رجتك.. دع الأوباش وما نسجوه
رجتك كثيراً لا ترحل
ورجتك بخيط الدمع تذكر أرنون
تذكره ولا ترحل
أرسلت دموع مسدسك الحربي
سلاماً أرنون الأبدي
سلاماً للصمت وللعتمات وللأحجار
سلاماً ما هتف العمر وغنت ساعات الليل
لأحباب سكنوا قمتك الشماء بروقاً ورعوداً
وزلازل
وتلوح مثل حقول التفاح
ويهيم الصمت على وجهك والطرقات
وأصوات صبايا النبطية
والحزن الشيعي القدري
الى أين تسافر يا عبدالله الى أين تحاول
يا قافلة النار الى أين
وأنت سلاح وقلاع حمر عابسة
وجروح سوف يعمقها البعد
ويعجز فيها الطب وصبرك
يا من جربت جميع الأدوية العربية
جرب يا عبدالله دواء النار
أعظم ما في الطب العصري دواء النار
وحذار يا عبدالله حذار
نصف دواء النار لئيم قاتل
يا عبد اللعنة والحزن..
وزرع المستقبل في اللحن
وزاوية في قلبك فنجان القهوة
ما أروع هذا الفجر الحربي
ورائحة البن وضيعتك المغمورة
بالفيء الهادئ والشوق الفردي
لا تخسر ثانيتين من الوقت الطيب
في صب اللعنات على الحكام
فليس يساوي الواحد منهم ثانيتين
من الحزن الجدي
ولا البسط الجدي
فكر أي طريق تسلك من خلف خيانات الواقع
تبلغ بيروت الغربية
ارهن خاتم عرسك..
حلي صغارك.. راتبك الشهري
وقد لا يكفي ذلك تذكرة
في القلب لديك عناوين المقهورين
وأولاد الدولة يا عبدالله يمدون يد العون
ويرجونك أن تحمل مكتوبين لصيدا والنبطية
ولديك عناوين منظمة التحرير
وعنوان الله القهار
ثم تحط بثم مطار
وتفتش تفتيشاً ذاتياً
وتبلغ يا عبدالله بأوسع بنط عربي
انك موقوف منذ تقرر وقف النار
وتحاول ان تفهمهم..
لست نظام مواجهة كذاب
لست رئيساً عربياً
لست خبيراً روسياً
اسمك عبدالله و عبدالله ابو ارهاب
ليس هنالك الا الدم.. سياج الميناء الساخن
ووجهك والقتلة
ليس الانسان الآن بلا أذن
يعرضك الباعة للبحر وللملح
ومن بين يد الشعب وقبلته يسرقك السفلة
وعلى مضض يا عبدالله
يقبلك المنقرضون لتصبح منقرضاً
ادفعهم يا عبدالله
طهر وجهك من رؤيتهم
كيف يقبل مرحاض اعصار
أحد باع طريق الزعتر
باع الحزن
ودس حديد مسدسك الحربي فلم يقدر
حرق الفولاذ الأحمر كفيه وسمعته
ووقاحة عينيه
وسوف تطارده أنت
مطاردة الأقدار
شرعوا يعترفون بقاتلهم وكأن جراحك أعذار
كذا فيهم يا عبدالله
فأنت الحي الباقي القهار
أُقتل دونك.. أفديك..
ولكني أتمنى ان تقتل مرفوع الهامة
لم يتزحزح فيك قرار
النار قرار منك وليس قرار فيك
فأنت النار وأنت قرار النار
لملم شفتيك القاهرتين وقهر الليل
وأول أيام البعد وعد في أول بارقة فالموسم للبرق
وللزخ المتواصل والزعتر ينمو
وصفيح مخيمك الساكن ينمو
وعصابات الليل الثورية تنمو
وحديقة حزنك في باب الدار امتلأت بالصبار
ماذا سيضيّفك المنحطون
سوى دائرة الأمن وحانة ليل..
ورصيف
ومراجعة الهجرة ليل نهار
إن كان تقرر أين استشهادك ليس يطاوعني قلبي والله
أقول استشهد
لكن والله استشهد
فهناك يمنون عليك المشية في الشارع
تمسك الشرطة أن لكفك خمس أصابع
ولكي تتذكر وجه شهيد تحتاج موافقة
تحمل خمسة اختام وطوابع
في قلبي شيء أجهله
يفهم أنك باقٍ معنا
يفهم أنك باقٍ بين مقابرها وخرائبها والمستقبل
تغسل وجهك بالريح الساخن
وترقب أطفالك في الماء الآسن
قد نشروا أجنحة الضحك
وطاروا بين حجارات البيت عصافير سمراء
وبباقة شوق تذهب بين ثواني القصف
تزور رفيقاً في البربير
يرجى أن تشفى ساق باقية تحمله لمثلثه الناري بخلدة
فالقدس هناك
وطعم النعناع اليافي هناك
وبيارته الخضراء
في قلبي شيء.. فرح أعرفه
أنك باق معنا في السراء وفي الضراء
أحببناك تشاجرنا
غنيناك
تصرفك الخاطئ احياناً
وتصرفك الجيد دوماً
ألقيت شتائمك المقبولة يا عبدالله علينا
لم تبخل
أرسلت مكاتيب العشق الينا
تتحدث عن متراس وجليل أعلى
وضرورة مسح التاريخ من الانظمة السوداء
كنا نغضب وأنت تهادنهم
وتعامل قلة حس وحياء فيهم بحياء
نبكي إن أنت رحلت
ونبكي ان جاءت بهمومك كل الطرقات
نحفر حزنك في حجر الليل
سنونوة ألفت دور النبطية
نذكر اسمك..
نزرعه في أفق الزهر على الشرفات
نتشبث صوتك
نعرفه معرفة الجرح.. الفرح.. الحزن.. الصلوات
من صوتك تهرب حيات وحكومات وعقارب
الليل و عبدالله اقارب
العرق الساخن والكمون وحزن الليل
و عبدالله اقارب
يفهم في اللج
وأقدر من يرفع وجه الشمس
على مجذافيه ولا يملك قارب
يرفع عينيه فيرتفع الموج وتصبح كل الأرض قضية
أشتم حريقاً في ورقي
اسمك نار في ورقي
وأضيء وإن تعبت طرقي
وأطيب ابريق الشاي على شعري فيك
لأنك يا عبدالله قضية
ولأنك يا عبدالله محارب
الله وعبدالله اقارب



_________________


أعلى
  
 

 


المسلخ الدولي وباب الأبجدية,
مظفر النواب
-------------
ولكن كلها خلل
ذئاب كلما سمت جريحا
بينها أجل
أطالت من مخالبها
وصارت فيه تقتتل
بمد أبه كذلك
كيف دعوى
يسلم الحمل
وكيف يقال أن الحكم
للأغماد ينتقل
سفاهات...وأسفهها
ضمير تحته عجل
يفلسف ثم ينقض
ثم لا عقم
ولا حمل
مزالق في مزالق
يرتشي فيها
وما زلل
مختصر العبارة
أنه عهر تركب فوقه دجل
طباق أو جناس...أو مراحل
كلها حيل
فإن لم تقدحوا نار
فكيف يراكم الأمل
فإن قدحت فكونوا لبها
فتظل تشتعل
ففي ليل كهذا الضوضاء ...والجمل
وما نظروا هذا الحضيض
وهذه العلل
قضيتنا وأن عجنوا..وأن صعدوا..وإن نزلوا
لها شرح يسيط واحد..حق
لم الهبل؟
لماذا ألف تنظير
ويكثر حولها الجدل
قضيتنا لنا وطن
كما للناس في أوطانهم نزل
وأحباب..وأنهار..وأجداد...
وكنا فيه أطفال...وصبيانا
وبعض صار يكتهل
وهذا كل هذا الآن محتل ومعتقل
قضيتنا سنرجع أو سنفني..مثلما نفنى
ونقصف مثلما قصفوا..ونقتل مثلما قتلوا
فإرهاب بعنففوق ما الإرهاب ثوري
يمينا هكذا العمل
أقول ويمنع الخجل
بشج العين يكتحل
وكيف عروسكم حصص
وحصتكم بها نغل
أعولتم على جمل بمكة
تسلمون ويسلم الجمل
غفا جرح فأرقه
بماذا قد غفا كهل
وأنب قلبه
ما كان عشق فيه يكتمل
وكاد لما تصبى وإلتقت في روحه السبل
تطيب بريقه القبل
وأطيبهن تتصل
ولكن في قرارته
هموم ما لها مقل
كما قطط ولائد في عماها
والعمى كلل
تذكر أهله فطوى
فكابر دمعه الخضل
وكاد يجوب لولا
تمسك الآمال والحيل
وعاتب صامتا
لو كان يحكي إنما املل
فما أحبه يوما بأحباب
ولا سألوا
وما مسحوا له دمعا
كما الأحباب
بل عزلوا
ونقل قلبه لكنهم كانوا
هم الأول
فلم يعدل بنخلة أهله الدنيا
فنخلة أهله الأزل
وماؤهم الذي يروي
وماء آخر بلل
وحبره الذي نصف الهوى في قلبه
وحل
يخط عدوه من وطنه له شبرا
فينتقل
طباق.. أو أجناس...أو مراحل
كلها حيل
قضيتنا وأن نفخوا الكلى وشرارهم جبل
وصاغوا من قرارات وأن طحنوا...وأن نخلوا
لها درب مضيء واحد رب
فا هبل...ولا لات..ولا عزى...ولا لف
ولا جدل
قضيتنا لنا أرض قد اغتصبت
وكنا عزلا لا نعرف السوق البرجوازية في الدنيا
ولا ما تصنع الأموال والحيل
وطالبنا فكان قرار تقسيم
وطالبنا فصرنا لاجئين وخيمة جرباء تنتقل
كم اغتصبت عروس من مخيمنا
وكم جعلنا عرينا كم خجلنا
ثم طالبن فأصبح كل شبر مساخا
أما الآن لا طلبا ولكن
تحكم السكين..تختزل
لعنتم أطبقوا الفكين إطباقا على لوز الملوك
وأرسلوا السكين تختجل
يمينا إنه درب إلى "حيفا" غدا يصل
تعافى جرحه من طهره وبدى سيندمل
ولكن نشأة فطرته
حتى كاد يشتعل
فغص بدمعه مضضا
وكابر حيث يحتمل
وعلل نفسه وتعلة
فيما انتهى محل
فما شيء كعشق ينتهي
لا يرتجى أمل
أعدله فينخذل...وأخله فيعتدل
تغلب طبعه عن ثابت فيه
وينتقل
فبعض عاشق يصحو
وبعض عاشق ثمل
وكاد لولا كاد
لا دبر ولا قبل
وأمسكه هوى لبلاده ما
بعده غزل
عراقي هواه وميزة فينا الهوى
خبل
يدب العشق فينا في المهود
وتبدأ الرسل
ورغم تشردي
لا يعتريني بنخلة خجل
بلادي ما بها وسط
وأهلي ما بهم بخل
لقد أرضعت حب القدس
وائتلفت منابرها بقلبي
قبل أن تبكي التي قد أرضعتني
وهي تحكي كيف ينتزع التراب الرب
من قبضات من رحلوا
وتغتصب الذوائب ثم ترمى
فوق من قتلوا
وكيف مشت مجنزرة
على طفل ...وكيف مسيرها مهل
وكيف تداخلت شرفاتها بعموده الفقري في حقد...
وصار اللحم في الشرفات ينتقل
فلم يسمع له صوت
وفي خديه ما زالت ظلال المهد
والقبل
وجاءت أمه تمشي بكفيها
على ما تترك الشرفات من لخم تنزي حوله القبل
تعثر صوت أمي
واعترى كلماتها اشلل
وقلت لي قضيتنا...وغصت بالدموع
فقلت يا أمي :قضيتنا الدمار
أو التراب الرب
لا وسط ولا نحل
قبيل ذهابكم للسلخ الدولي وفدا
أرسلوا السكين وفدا
أنها أمل
سيسمع صوتها
وتشق دربا للرجوع
وينتهي الخطب
بذلت الروح حتى قيل يا مولاي يبتذل
وقد صار الفراق هوا جديدا
وهو متصل
فما أدري سلوت أم ابتدأت
تشابه العزل
وإن من الهوى ما ليس عشق إنما سبل
وشاغلتني كحجلة ببيت في العراق
فلائم فيها الفم العذري
إغفاء شديد الوصل بين الحاجبين
تمائم مكتوبة للنهد
نصف شراسة في الحلمتين
أطالة في الخصر ما طال الهوى
خصر وحزن توأمين
وطقس ليس يعتدل
ورغم تشردي لا يعتريني بدجلة خجل
فلست أرى ليومي
إنما ما بمحض الأمل
فما جوعي مذلي أو وعيد
كالها طفل
وأشهر كل ظفر في كياني
حينما النهاز يرتجل
وقد يفتي بنفيي من هنا فأظل أفنيهم
وأرحل
أغيط بكل نهاز وجندي...وهم شلل
قضيتنا سلام بالسلاح...
فثم سلم حفرة
وسلامنا جبل
وأن العنف باب الأبجدية
في زمان عهره دول
قبيل ذهابكم للسلخ الدولي وفدا
أرسلوا السكين وفدا
ينتهي الخلل


_________________


أعلى
  
 





وأنت المحال الذي لا يُباعُ
في رثاء محمد الدرة
-------------------
لَمْ تكُنْ
تتقي
وابل المجرمينَ
بظهرٍ أبيك
ولكن ترص عزيمتهُ
لاختراق الرصاص
ورغم صُراخِك
كم كان صوتُك عذباً
كأن جميع الطيور لقد ذُبحت،
وهي تشدو
وبين الرصاص
لمحتُ حذاءك
كان صغيراً..
ولكنه
قدرٌ لا مناص
وغطى دمُ الوطن العربي قميصك
كل الرصاص يوجه للوطن العربي!
وما زالَ لم يفهم الأغبياءُ
بأن الرصاص طريقُ الخلاص!!
محمدُ!
قد كشفت قمة العُهر
عن كل عوراتنا
خطبُ الذل باعت دماءك!
كلا...
فأنت المحالُ الذي لا يُباعُ
وأنت الترابُ الذي لا يُباعُ
وأنت السماءُ
وأنت القصاص


_________________


أعلى
  
 

 


ترنيمات إستيقظت ذات يوم,
مظفر النواب
-------------
كيس رمل بصمت المتاريس قلبي
مفاصل عشق مخلعة في الخراب
تفتش عن أحد
أحدق..أفديه
عن وصال صغير
إني محدق في هجرة ما فهمت
ومن يفهم الحب
أننت التفت يا فارغ الحقول وعمري
التفت
جاوز الجرح
جاوز حقل البنفسج
حدق مستغربا خلفه
اخرج القمامة السنوية قال
البرد تأخر دا..ز
ولم يلتمس الباب
دس الماتيب من فرجة الباب
غادر وهو يجيء وجاء يغادر
من نسمة الصمت..
من نبرة الصمت..والدمع
أعرف خط العراق
ومن مثل قلبي يعرف خط العراق
وياقاتك السمر يوم حصاد حزين
تقاطر فيه القبابر فوق ثيابي
تغازل غرفتها في شبق
ركنها داخل البيت
ضيعتها في الجوارير بين ثيابي
وأقلام صمتي تجنبتها
كيف لي أتجنب خفي إليك؟
نبشت الجوارير
أبحث عن أي شيء يداوي
يزيلك
يمحوك من خاطري
قميصي النهاري من ذكرياتي
ومن يغلق الآن هذه الجوار ير
من تعطه نفسه أن سيلمس الأمس
رائحة نفاذة
من هناك؟
شيء بزاوية البيت يبرى
أفتش..
نقطع البري من قلمي البرتقالي
قلبي الذي ص ر يكتب من كل أطرافه
وصل الجرح
دس المكاتب
أهملتها
أنت أهملتني
أنت علمتني الهمل
علمتني أن أضرب النرد لي ولنفسي كخصمين
أين اختصمنا..؟ متى؟
لاذا افتعلت دواعي الخصام؟
لست ترى وحدتي
انفرادي عن السرب
خطوت بعيدا..بعيدا
ولكن البعد يختلف الآن
والبعد الذي وصل الشيء واجتازه
جاوز الوصل
صار في الحب
لا في الحديد ولا في الوصول
ولا في الفراق
أنا من حدة العطر أجرح
انفض ريشي كالطير
اقتبس الصمت أكتبه في بدفاتر حبي
أساور ترنيمة أنت علمتني نصفها
يا لئيم فقط نصفها
أتذهب ما زلت في موضعي
أنما لست فيه
وعندك أمسي
وراء المخافر واللوز والياسمين
أفتش عن كلمتين
واقنع نفسي بجدواهما
قلت: لم تكتمل هذه
غادرت عاقبت نفسي مغادرة
وأردت أكون كانت
أنت وليس التفاصيل
أنت بدون الحجارة
والباب والغرق الجانبية
كنت تخون
تخون أصول الخيانة أيضا
وتسحب طاولة اللعب
وتلعب ضدي ..
قامرت بالذكريات
هددت دمعي في الكؤوس
ووزعته للرفاق
تقربت لا لم تقترب
كتب البعد في قاف قربك مني
وللقاف ندان أرميهما
والمقادير ترمى
ويخرج عن دينه النرد
مما لعبنا ومما خسرنا
ولم أنسحب
ثمل النرد باللاعبين
أقترب رميتين..
تدحرج نرد أقل قليلا من الشوق فيه
فكان الفراق
اقترب لا تخف
إني أدون بالرمل تهت
وتاه بنا الورد والنار والدار والجلنار
ولم ألق إلا السراب العظيم
فعانقته أجلا..أجلين..ثلاثا
رملا
رمالا
رمالاً قطعت
وحبة رمل تفاجئني تحت قلبي
فأواه..أواه هذا القلب الذي لا يطاق
وماذا الهوى غير نائيان يقتربان
إلا يلتقي المتوازي بصاحبه إن سقيناه خمرا
ويترك كل مذاق بصحبه
كم قليل من الناس
يترك في كل شيء مذاق
أذوق فتكتظ بالفستق المطري
وتنسل اغمس كتفي بسمرتها
أقرأ الليل مكتشفا لغتي
قبل أن يدخل الأسود الدؤلي عليها
إذا مسني الصمغ
يلسع من شدة الالتصاق
ولست أحب المواني
وأن خشبي متعب أنا لست أحب المواني
تنتشيني وتطربني رشفات الرذاذ وأنثى النورس
والأزرق الانتهازي واللغز
وأعبد جرحي إذا صاح
في مخزن الحاجيات التي ضاع أصحابها
هذه قصتي
هذه سنواتي الصغيرة
هذه التي ...وتقاطعني
رزمة تفترس وجهي
أنا كل ما ضاع
كل مالا يفتش عنه
وبعد على حدة أتنول بعد
أشد أضم وأفغم فغما لذيذا
وإلا بإحدى السكنات يقتلني الاختناق
متاهة المتاهات يا فلب
أثبت خلف المتاريس
اكتب على البندقية حبنا ووحيا بعيدا
وخذ طلقتين لعينيك حزني
كأن النجوم نوافذ أنت تزوجتها
كتبت لها قبلة للطلاق
تضارب بالهم كل سراب لديك
حريق من الماء
كم شربت الكوز خمرا وجف
عامله يا سيدي إنه جف بالخمر و...
آه من هذه الواو تبدي الذي خلفها
فضحتني وغلقت الباب خلفي
فلم ينغلق غير نصف انغلاق
مسني مسه الحب أو حطم الكأس
دعني أحس..تحطمني
ثملا ليس صحوا
وتجمع مني الشظايا
ترتبه كهواك
كخمرك
أتكفيك كأسي وأنت الخمور الدهاق
شظاياي هذي الكؤوس
كذلك تعشق تسر يوما
فقدت وحطمتها
لم أقل للكؤوس لماذا لم تجيء المكاتب
أو لا تجيء أنا أقرأ الحب لم يلمس الباب
لامسها
مسح الثلج من عتبة الأمس
عنا نجرب حظ الحجارة ثانية
ونقيم الشبابيك من تعبي
وارتباك الأصابع
كفى تصافح كفك ثانية
تتذكر أنك خنثا محال أن أصافح كفك ثانية
وأضيف الجموع لهذي المسافة م بيننا
كأن حبا بريدا تأخر
عودا أردت أدو زنه بين عينيك
أنت أجرته
أنت خنت الطريق العريض
وخنت الزقاق
كيس رمل تعرض للنار من فئتين
وكتم حرصا على سمعة البندقية
والحب
والعمر
والكلمات الأخيرة من دفتر الشعر
لما رآك تخون مكانك
قال مكانك خان
مكانك خان الهوى
أنت أيضا مكانك أتلفني
كلمة الحب أتلفتها ودموعي
التفت أنت ماذا لا ولا تلفت
لم أعد ذلك اللغز بالأمس
صار الوداع وداعا
ولا يلتقي المتوازي بصاحبه
أصبح الخمر ماء بسيطا
رأيتهم يشترونك لم تفهم الحب
لم تفهم اللحظات التي
تستقيم النجوم إلى مركز اللّه
لم تفهم الربط بين الرصاصة
والحزن الأسود الدؤواي وقلبي
ولنت ثوبك بالأحمر القرمزي
تؤكد أنك منا محال
فإن القذارة لاتنتمي
وردة الشمع لا تنتمي للهوى
بالبنادق
دعني أريك الكثيرين خانوا
وهم يرفعون بنادقهم
يسقط الحرف والمجد لاحتراق
أتلفت القي حجاري حولي..شظاياي
أوراق شع
بقايا تهدم
حقا تهدمت
لكنني في المكان اخترت
ممتلئا بالحنان لنفسي و الحنين
لو عدت ثانية
صرت نفسي فاني ألوف
خلقت لنفسي أمين
أمطر الليل فأكثرت العين كحل الخريف
وامزجه الورق الرطب
وامتلأت راحتاي وراحة دهري
فلم تسعفيني بغير التغيب في جسدي
فرح الدم ...صار يحس قميصي
وما بين سطر وسطر
وجدتك فاردتين من الياسمين
بمحض اللبانة كنا
ورق اعصابه الشوق بالصبوات الأنيقة
فب الروح
في النهد
في ثنية الخصر هذي التي أهلكتني
يدي ... اه اين يدي
أي ضيف دخلت واي شتاء
وغرفة عشق بها منقل و شراب عتيق
خذيني لغرفتك العربية هذي
لقد ثقل البرد سيدتي واشربيني
تذكرت وجهك انت التي تجلسين أمامي
تذكرت بيني وسجني وحضن عظامي
كان لنا طعم الحب
كانت لنا نكهة الزهر أحزان
حملت صرتي و ثيابي إلى الباب
ودعتهم فرفعت إلى أذني ياقتي
حزين
حزين تركنا لدى الماء آلامنا
وبنادقنا
وانسحبنا ....
حملنا الجروح التي ستشتعل
وتشتعل في غربة العمر نارا
وتسحب ساقية من البيوت البعيدة
للصبوة
لمن كل شيء بهم فرح وحنين
وددت أحب لا شيء إلا الهوى
واتاني لبريد فوزعته للذين يحبون بعدي
وقبل وصولي لقد غادروا
آه .. لقد غادروا..
كلهم غادروا في تتابع وانسدل الباب حائرا
إنهم يذهبون
صرخت وهم خارج الدهر
اسمعوني
اسمعوني
اسمعوني
تعبت من العمر من اللحظات التي سوف تأتي
من امرأة سكنت ثيابي الرقيقة
أو خرجت لهواها
من قناني الدواء المسائي
كيف يحتمل العمر من دون الدواء المسائي
تكتظ واحدة بعد واجدة في سلا
حتى مطلع الفجر والضائعين
أي ذل يذلون قلبي يدرسون في جرحه كلمات التبرع
زمن يطفئ النار لا بد شاهد شيئا
وراء الأمور وأوشك مما يبين بهم لا يبين
أيها الحب أشرب تذوق اختلافاتنا
أنت أهملتني ... أنت علمتني الهمل يا مهملا
و انتظرت بزاوية العمر لم تتذكر
ليس رمل بتلك المتاريس قلبي
انقله حيثما حصلت ثغرة أو أوسده لجريح
و متكأ لمقاتل يضعف القلب فيها
وبين الصخور الحزينة اتركه شاهدا
كلما الريح مرت أقول العراق
تركتني اشرب وحدي
حملت بها بالضباب بزهرة دفاي
على وحدتي تركتها
فملت بشباكها في الطريق بمن يعبرون
لقد كنت فوق الثمالة
لست أميز بين أوجه العابرين ملامحهم
كلهم وطني
و ملابسهم وطني
تعالوا لقد أوحشتني السنين
وامسك طفلا بعينيه أثمار أيلول
أتعرفني أتطلع فيه
وفي ضحكة الورد في خده
أنت تعرف ماذا بقلبي
عشرين عاما من الانتظار المذل
لقد كنت طفلا كمثلك مثلك
عشرين عاما من الغرباء جرعتهم
كلنا وطن واحد
كنت آخذ هذا المسكن في الليل
وصار المسكين في حاجة للمسكين
عشرين عاما صرخت
لجأت إلى كل ما فيه دفء
فاني ارجف في الليل كاليليسان المريض
وتقتلني القشعريرة
عشرين عاما أخذوا وقتهم
وملابسهم
والرسائل
أم يتركوا لي سوى ألمي والبندقية
وذكريات تغيب
واعشقهم
حجزت الزمان لهم والبنادق والقلب
محتمل حضروا ..
سكنوا القلب من دون علمي
ومحتمل إنهم في المحطة
في الزمن الصعب
محتمل ان كل الهواتف معطوبة
ثم محتمل .. ثم محتمل ..
ثم محتمل .. محتمل كل شيء
سوى إنني مخطئ في غرامي بهم
والسؤال
أحبهم نكهة العمر ...
ملح الطعام
تركتهم في البساتين
في المقبورات البعيدة
في غرفة العرس
في الحلم ذهبوا كلهم
ابق أنت طويلا
فأنت أخر من لا تغلف سهادي بالصمت
ستسهر كل الأماني المحيطة
أعمدة الكهرباء الطفو لي
لعب الصبا..نزواتنا
وآخر ثوب من العمر أخرجته
من تراب الصناديق
نفضته وكويت ماضيه
أفردت كل القصاصات
كل الرسائل
كل الجوار ير
كل الحكايات
كل الذي أنت في العشق
آه يا غربة النار
في بلد الثلج
ابق طويلا..طويلا..
أعطني فرصة للذهاب ولو مرة
دائما يذهبون إلى خارج الدهر
أما ذهابي فتيها
سأذهب آتيك بالحب
والخمر والخبز والصحب
كل الذي تشتهيه سوى لحظات الفراق
أريد ثيابي القديمة فكل ثياب الصبا لا تلائمني الآن
والثوب هذا الذي على جسمي
ليس ذوبي اضطررت لأستر جرحي
وأواري بذاءتي أمام الغريب
وهل ثم شيء ليس غريب
كلنا وطن واحد
ورفاقك السمر يوم الحصاد
ولكنني لا أقلب عنك الجوار ير
إذ أصبحت شيء غريب.


_________________


أعلى
  
 





صرة الفقراء المملوءة بالمتفجرات,
مظفر النواب
--------------
أفل الليل
وكبرق في الأفق الشرقي يوازي السعف
يوازي همسات السعف
وثمة طير منكفئ تدفعه الريح
ورأسك في الطين البارد ساكنه
ترتاح إلى حجر
ارحم من هذي الدنيا وسفالتها
فالعالم آلة إيذاء
لا تتغير بعد الآن ولا الأرض
فانك بالاسم الأول أحلى الأسماء
اقسم إنك انك تلتفت الآن إلى بلد الموت
وقبرك بعض خيام فلسطين
تفتش عن بيت يجمع كل الغرباء
وتفتح جفنيك رطوبة ليل القدر نشيجا
لم يجد الوقت الكافي لديك بالأمس لديك
وحرف يكتظ بكل إدانات الشهداء
والحرف يشخص بعض الأوهام
وبعض الأسماء
هل أنت تصيخ خلال مسام الأرض
لريح بساتين اللوز
تهب على الغور
وتذر في الليل بقايا مذبحة في الأردن والأشلاء
لم يبق سوى وتد واحد في الأرض
يطل على نهر الأردن في صمت
ويثبت حقا بالعودة
أكثر من كل حدود الخوف العرجاء
أدين بموتك مقبرة حولي يتفسخ فيها الأحياء
أدين بموتك
أزياء التاريخ وقاعة المؤتمرات
وعرض النظريات الأشياء
أدين بموتك
عهر الشارع
يقرأ فيه الفاتحة وتثاؤبيين على الشهداء
أدين بموتك
لكن الصمت يعظ على قلبي
حين أواجه أن حروف المرتدين بدون حياء
ولم الصمت؟
وأول ساعات الفجر تقوم بأكفانك
في غضب تتوعد كالبرق بأعلى الصحراء
تتسلل عبر خيام يستكثرها الحكام عليك
تشد الغدارة في وجد
وتقبلها
والصدر الثوري رجاء
تمسح باب القدس بمافيك من الشوق لها
وترش حدائقها......
أقسم أن حمام الساحة سيعرف ثوبك
والأيتام سيجتمعون إليك بأمعاء فارغة
وعيون فارغة
وأماني فارغة
وملابس من صدقات السلم
وأنت تزور بيوت الفقراء
سيرونك تحمل صرة حزن مثل الفقراء
سيرونك...
تقطع تذكرة للصرة في الناص الإسرائيلي
وتجلس بين الناس الغرباء عن القدس
تسافر في صمت
وترى السهم على زاوية الشارع
ينزل آخر من في الناص
تنزل أنت سريع الخطو
تخط على أبواب مطار الجلد خيانات ذوي القربى
وشركاتهم للأعداء
والآن فقط
توزع ثوبك....
أكفانك...
خاتم عرسك...
تمشي مجهولا
وتوزع تلك الأشياء الربانية في صرتك الزرقاء
بأرجاء مطار الجلد
وبعد قليل....
حسب التوقيت الصيفي
فأنت تحب التوقيت الصيفي
تنفجر الخزانات
وتنفجر الصالات
وينفجر الحل السلمي
وتهز اللد من النشوة
حين تراك تغادرها عجلا متقد القلب
تفتح دفترك الثوري لتسجيل أماكن أخرى
أدين بموتك
ألا تتفجر في الأرض أماكن أخرى
أدين بموتك
كثر ما تحشى بالتبن فقاعات الصابون
فتصبح أسماء كبرى
تدين بموتك أصلا
إن الثورة تقطع أرضا لتسمى تلك الأرض فلسطين
بديلا عمن مت لها والناس يموتون لها
ليست تلك فلسطين أبا مشهور
ولكن تلك خيانات كبرى
وأطايب بالسيف ليغسل بعض الأوهام
من كان مع السيد هنري فليرفع ياقته
من كان مع الثورة هذي فليرفع قبضته
قبضات الثورة أعلام
سيرونك تأتي من جهة القبر
تلوح عليك أفاح البدو
تلفعت بخرقة خام سمراء
تحزمت قنابل في من حبل من مسد تتوسط حول حقول النفط
كموعد عشق
ب اللّه.....
وقبل التنفيذ بمملكة النفط وشايات حصلت
وقبل التنفيذ..وقبل التنفيذ...
حذار...
حذار أبا مشهور حذار....
وألقى الحرس النفطي القبض عليك
وصار مصيرك مجهولا ثانية في الصحراء
يحضر مؤتمر القمة للتحقيق
وتنزع أكفانك تنبش
ما أسمك؟
لم تنبس
ما أسمك ها؟
لم تنبس
عمرك....؟
لم تنبس
وتبسمت
فليس هنالك عمر للشهداء
من أي بلاد أنت؟
تشير إلى البصرة...
تلك بلادي
لنشهد أنك منها.....
لنشهد أنك منها.....
وتغذيت من البارود بتربتها
نحن الشعب
ونشهد أنك منها وتغذيت من البارود
نقسم أن نسترجع كل فلسطين أو التدمير
ونسف الآبار وحتى العودة
أسهم يشير إلى الآبار
أسهم يشير إلى الأسماء الكبرى
أسهم يشير إلى الدول الكبرى
أسهم يشير إلى مكة
أسهم يشير إلى.........
إذ ذاك يغص التحقيق
ويسقط ريش الحكام جميعا
ويصوت أن تدفن فورا
تدفن فورا
وتقوم وتدفن ثانية
وتقوم وفي يدك الصرة ثالثة
تدفن رابعة تذهب ألفا
تدفن ألفا
تذهب آخرة وفراقا
وتحاسب هذي الدنيا
حتى تشهد إنك منها
وتغذيت من البارود بتربتها.........


_________________




   
 





اعترافان في الليل والأقدام على ثالثة,
مظفر النواب
-----------
في الهجر
جفاني اللؤلؤ
في الوصل
رعاني الصدف
كن أنت حضوري
مولاي!
تعذبني الصدف
لوثني عسل الليل
وغما قميصي الصيفي
ونهنهتي السعف.
وتمارس كلّ فراشات المرج
بأكمامي
شغل الليل
ومن عبقي
شبقا ترتشف
أسكبهنّ ثملات
شف مفاصلهنّ
نزيف لألق القمريّ
على مفصل ماء
بالست يرتجف
وأمد يدي مولاي!
إلى سرتها
تغرق...
في الطيب الشاميّ
ولا ترسو
إلا أتلفني التلف
تطردني لباب
تترك في جيب المفتاح
بأن فيه أنصرف
مولاي !
أدرت المفتاح ففاضت
كل زوايا الحجرة,
بالمسك
وكادت كالنخلة تنتصف.
نهرتني من خديّ كالطفل,
دخلت حجِرتها
ما أوسع هذا التصغير
وأرطبه
من صادف تصغيرا رطبا في النحو
تفرغت له
وبعون اللّه سأحترف.
********
أتوب
وصمتي معترف.
كيف الصبر على جسد
كان تنتأ زهرة لوز
فاضطرب الطلّ الخالق عشقا
وتهيجت النطف
واكتظّ حليب اللوز فهيما
وأنسحب الشر شف تحت النهدين
وشفف على ضلع فاترة
تتلجلج فيها الألوان المائية
والشغف.
أرجعت وثارة شر شفها الخمريّ
وغطيتهما
أقسم عذريا......
لكنهما مساني مسا
مولاي!لقد مساني مسّ "النوكة"
فاخلط الفستق والشرف
لم تر أعيينا أنفسنا
لكن مولاي!
سمعنا زقزقة بين الجسدين
كأن عصافير الدنيا,
تتأهب للصبح
وليس لها هدف
فيم أخذت حكايات وشايات الليل
أما كفروا!
شاركتك بالخلق!!!
وما شاركت سوى فيما يتنزل من حسنك
في
وترتفع السدل
**********
ضيع بيتك
أنصفني....
لا ألقاك
ولا يغازلنا الصمت
ويحكي المشمش والتوت البريّ
وتختلق الطرف.
مضيه
فأشتاق إلى لا شيء
أنا أشتاق إلى أشياعك أيضا
تذهلني
أنت
ولا أنت
وأجهل أو أكتشف.
*********
ما غربة روحي ترف.
دقوا كفي بمسمارين من الصدأ الحامض
فارتج صليبي......
وانهاروا من ألمي
سألوا قدمي الغفران
وساح الماكياج على أوجههم والشرف
أين مولاي!
سكوتك أوجع من صلبي
وناداني في القفر.
كأن غزالا يسلخ في حمى العشق
شابك جفنيه ألوطف
هذا ثالث صلب
أخشى في الرابع
أكفر,يا مولاي!,بكل الأشياء
وأنت بقلبي تنعطف
أرذال كانوا مولاي!
اتفقوا ساعة إعدامي كالجرذان
وإذ أعدمت اختلفوا
وكآخرين قوادين لقوا رزقا
أسفوا للمهنة.
كم خجلت مهنتهم منهم
وتملكها الأسف
مولاي! شموعك ترتجف
سامحك العشق
أبالطين يشك الخزف
كن أنت حضوري الدائم في.
تذبني فيك الصدف


_________________


أعلى
  
 

 

نهنهي الليل,
مظفر النواب
-------------
نهنهي الليل
على كتفي بستان اللوز
وكان الصمت نبي
خافتة من زمني الطفلي على البعد بكت
وتغمدني برحيم الريحان أبي
ولقد يسكنني الطل فأسكن
أو يتحرك بالرفع قميصي
أو أكسر بعض العشب
وجماري يترك في الليل مجرة حزن بيضاء
يخوض في العشق يشاركني طربي
طرب بالكون ومن لا يطرب بالكون غبي
من ظن يبدل نعلا منه يكنز
يخطيء في التعب
قرفصت لأغسل بعض الصبر على النهر
ففاضت لغة بمزامير القصب
أنا من أختم سبحان اللّه كتاب العشق
أيختم بالصمت على قربي
أيتها اللغة الضع بين كرام النخل
مذ الشمس فتاة
والبدر صبي عربي يلعب بالشهب
أن كان نفاني من يتجر بالعبث العربي عما
فأيائل مكة في نسبي
أول ما يتلى في العشق وبعدي
يتلوا العشاق ومن لهبي
لي في الكون حبيب
يفتح أزهار المشمش في الليل
يغازلها أو يمطر
أو يصعد في الحبب
وضعتني أمي في البستان لديه
يهجئني الورد وقالت لأبي
سأكون النذر فلم يجب
ووفى النذر
فإن مأذن شعري تتكبر أن تتزين بالذهب
تذهب في الصحو
ويعتذر الصحو إليها هو يأتي
فالصحو يحب بلاد العرب
عرب رضعوا العزة
شم ..أنف..
لا عرب حلبوا الخنزير
فبال من الحلب
استعري يا نار
استعري يا نار استعري وهبي
أو فاستعري لجرد أن تستعري
فأنا العاشق
لا أركض بين العلة والسبب أشرفت
على الزجل الباكر للنهر
ورحل حماري مملوء بنجوم الليل
وفجر يهتز بأول ما يهتز من الزغب
قلبي مبثوث بين عصافير النهر
وألتف من الشوق كما يلتف خطيء السحب
فعلى محض ذراعين من المسك
منازل أهلي
وأبعداه ذراعان
هما أخطاء الكون من الخبب
كيف عبرت ولم ..؟
فأنا في الطرفين من النهر
كأن الكوفة في حلب
وطني أنى ينطق بالعربية صافية
من دون القطرية والكذب
وبعمق التاريخ ورفعة عين الصقر
أحن إلى الوحدة
أمد يدا في خاتمها دمعة شوق للوحدة
من جفن المتنبي جف الأمراء وما جفت ويجفون
وتبقى الوحدة والشعب
وكأس المتنبي والعنب
صمم في أذني لكثرة ما سنيت غريبا
وتداولني البين على الغرب
وصداحي يجتذب الخطر الصرف
فما أمزج بالماء العذب
أعرف أن القاتل خلف حذائي
في الشارع في السلم في الغرفة
في المسموح من الكتب
رحب وطني بالطير وبالبسطاء وبالعشق وباليلب
الفطرة ليس لها من سبب
مهما اكتحل الثعلب ليس ظبي
ومن العيب تحط القومية فوق المشجب
في حفلات العرس
ونلبس في طنب
طنب عرب ليس جدالا في ذلك
والنبطية تلك اليس من العرب
أهنا في العرب النجب وهنا في العرب الجنب
قبلت عيون قوافل تخرج للشام بمحض الشوق
فما زلت أعشق حتى يكتمل العقد
بحانتها عتبي
في أكثر من سجن لي أحباب
دخلوا عن سبب أكثر من سبب
اطلب أن يطلق أحبابي
إن ليس مشاركة في الحرب
مشاركة في السد من النوب
أول حتى للوحدة هذا
وأنا مثل الوحدة لا أتراجع عن طلبي
إن ركب الجو النسر سينقض شهابا
أو سجن النسر يمد الرأس من القضبان
يحدق في الشهب
وأجيء إلى صدرك يا شام
تداوين جروحي منك
وحد لساني عهدك بي
أو ليس من التعبئة العربية
إلا يترك في السجن فتى عربي
ولكي لا يالتبس المسك
فأحبابي يرفع كل زنزانته من داخلها
وينقض بملحمة الطرب


_________________


أعلى
  
 




من الدفتر الخصوصي لإمام المغنيين,
مظفر النواب
-----------------
على أول الذكريات
تهب رياح الشتاء
وفي أولاة المواسم
تمطر شيئا على الحدس قبل المطر
وتصعد في الجمر رائحة الكستناء
وست البنات التي ضاجعتها الخيول
وقاص البنفسج من روحها
واحتواها القمر
وشيئا فشيئا تدب الطراوة في الجفن
يعرق ثانية
كالمراهق حين يعالج أول منعا
وتعبق فيه اللزوجة
والزهرات الشتائية الأصل
تمطر في الحدس
تكتظ جمجمتي بالشقائق ... والفكر .. والليل
تمطر... تواكب كشف قميصي
ويعشوشب المفرق الأنثوي الرفيع
المميز لامرأتي بين كل النساء
وترغب كل الخفايا الخجولة في مغطس الليل
حيث الحفاء الوثير
يؤدي إلى سلم لؤلئي
يؤدي الى حلم
يستفيق على بركتين
وفي البريمتين ولام
يشف على وحشة وافتراس
هنا نتكون
والانتفاض اللذيذ يصير حنينا
فتمطر والشبابيك ليست هنا
والندى الفستقي يمسح وجها ضياعا الجنوب
ولللتو توجها الكرم ... والتين .. والحب.. والذكريات
على باب هذا الجنوب
لدى كل حلم أبيت
وكل نجوم السماء بنات
ويشتعل الجرح الفراشات
والنوم في برك لا نهائية
يحبس الحسن أنفاسه
إذا يخوض بها والقرى خلفها مطر
وأنا في النوافذ
أتبع طير الصدى
ثم تخفي الطريق القديم دموعي
وتمطر .. وتبدو كتابات روحي ثانية
من وراء غبار الخريف
وتورق لاماتها
لم تزل هذه الروح كوفية الخط
مغرمة بانتهاك الطلاسم
بين صفات البنفسج .. والفخذين...
وركب الخيول المنحاة صوب بخارى
وخاتمة النوم كعبك
يجتمع الحلم فيه
ويترك في قراءات نوم العصافير
ان العصافير في كرمة
في الجنوب لشيئين
فيما يبوحان كتمهما قد بذلت القصار
وأقسى من البوح
كتم يشير إليك
بإصبعه ويدل
وأنت ... وغيرك فيما يبوح حيارى
وحين تنامين يلوي النشوء بأعناقه
وتشف على بعض الغفوة
وفي أولاة المواسم يبتدئ العشق
بين النعاج
ويعشق من يفسدون النعاج الرعاة
وحين يروحون في الشرق
أبقى وحيد وتنتشر الخلوات
وأحلم أمي على صهوة المهر
وأقطف تفاحة
وأخبؤها بين نهديك خضراء
تنضجها الشهوات
وبين الخلائق من يخلقون النواة
وأما الكثير فقد خلقتهم نواة
وتلك معادلة صعبة
وأشد الصعوبات فيها الثقاة
وأني على مطلق الأمر
أعرف كل نواة بتاريخها
وكيف نمد لها اليدين الحياة
وكنت مع الحلم أحلم
أحمل فانوس كل نهار يجيء
أواصل سكري بالون من غير مزج
ويربكني أن أقوى الخمور الرديء
وأغسل حنجرتي بالنبيذ
ففي القلب حزن جبان وحزن جريء
لكم عذبتني الرياح تغير وجهتها
دون سابقة والفراق دنيء
وكم أنت رغم الوضوح خبئ
وكم أنت مثل جناح الفراشة
في الحلم زاه بطيء
وكم أنت تعشق رأس الحسين الذي فوق رمح
ولا يستريح
تأبى الذوائب مذ ثبتتها الدماء
على غدة أن يزيح
دعوتك أنت المعلم
وان كان علم فتلك الجروح
ألوف وراءك في السرب سارت
لينهض شيء صحيح
فما نام إلا الصحيح
يباهي اليسار الصحيح بأنك في قلة قد حملت السلاح
وغاليت في مبدأ اسمه سلطة الفقراء
وهذا غلو صحيح
يلومون أني أنفخ نار التراث
أنا أرفض الخردوات من الفقراء
ولي امة طالما كل ناس لهم مدية
لغة طالما لغتي تشعل الأبجديات عشقا
وصريح أحب زوايا عيون النساء
صريح
وأمقت من يشهرون النصوص سيوفا
ومن يكسرون السيوف
كلا الانحراف ريح
وأمقت من يشهرون الحسين لغير الوصول إلى ثورة
مثلما جوهر الأمر فيه والجنوح
لعل الحسين إذا ما رأى طفلة في شوارع بيروت
تنهش من لحمها الشهوات
وثم شظايا من القصف فيها
سينكر مأساته
والجروح على رئتيه تطيح
قولون: من أمها وأبوها
أقول: الجنوب وتاريخه ... والبيوت الصفيح ..
وعدت أعترف
هو الجوع أكبر من آبائنا الثائرين
ومن كان هذا أبوه
تغلب فيه الجموح
متى ما يوزع هذه العمارات للفقراء
وتجز ألف انتهازية
والسلاح يقوم أداء لمهمته
سيقوم المسيح
ولست أبشر بالحب إلا عنيفا
وان يستريح على ذلة
وأريح
كفاكم نزوحا وإلا فما ننتهي
ويسد الطريق على المهطعين النزوح
هناك فداء وليس فدائيين
لا تخدعُ بفداء بغير سلاح وكل التعاريج في عير هذا الكفاح
كسيح
ومن أخطئوا ليس عيبا
بل العيب ان تتبلي فوق ذات الصروح
ولست أخاف العواقب فيما أقول
فإن الشهادة من أجل قول جريء ...ومعتقد
قبتا وضريح
إذا كان بعض يفكر في النيل مني
هذا أنا
لست أملك إلا القميص الذي فوق جلدي
وقلبي وراء القميص يلوح
خبرت الخليقة سطحا ... وعمقا .. وطولا.. وعرضا
فكان أكبر درس تلقيته
ان أكون فصيح المحبة والحقد
فالعقل زيف صريح
متى تنهضون
لعنتم على الركض خلف كروشَ الزعامات
فيما الزعامات باعت ذبيحا.. وحيى
وثم هنالك صفقة أرض
فكونوا على حذر البندقية
فالديك يصيح
بحق السماوات حتى إذا الديك صاح على خطأ
فهنالك نار
وحين تكون الشرارة حقا وليس كلاما
فإن الهشيم العظيم يصار
إذا كان بعض يجيد سماع الغيوب
سمعت انفجارا
سيأتي ويتبع ذالك انفجارا
رثيت الذين تتاح لهم فلتة
ان يكونوا من الثائرين
وناموا على صغرهم خانعا
ويدفنهم في الجحور الغبار
لقد سافر الحلم قاطرة
والشبابيك لا تنتهي.. والوداع استمر
تخالطه نكهة الشمس المتأخرة
ثم لمحتك في آخر العربات
ولم ينتظرني القطار .. لقد بالغ الانتظار
ساورت شكوك الحمام
مازلت في سكة الحلم
أشحذ فوانيس كل القطارات حتى أطل النهار
وفي أولاه الموسم تصبح روحي بدون سياج
ومفتوحة لهباء الشتاء
ولغط السواقي...... وردع الحمام
وينزلق الدمع في القائظ من وداعين
نما الى غير ما رجعة في الظلام
وقد نلتقي إنما القلب
ودع شيئا كثيرا
وودع أكثر لما رمته المرامي
لي اللّه في غربة
ما خفضت الجناح لغير الأحبة فيها
وفي يقظتي والمنام يفتشني الحزن في كل ليل
فماذا يفتش هذا الغراب الغبي
بهَذا الحطام
وفيما أؤذن للجوع
بما في الجماهير
ان السلاح يشق الطريق
إذا ظل تحت احتلال الشراذم
شبر
ومن هان أمر التراب عليه
فكل التراب يهون ...
فما في الضمائر ثمن .. وخمس .وعشر


_________________
 


أعلى
  
 





أر ... بي ...جي ...سفن,
مظفر النواب
--------------
بماء العنبر والشالات الوردية والحزن
ورقرقة الجسد الصيفي تشابك بالرشاشات
تسلل بين مدرعتين
رقيقا كالزيت
ولا أسمع غير الموت
ولا أسمع غير تنفسه الخافت
والحزن ينوح على شجر الموز
وزقزقتي عصفورين حزينين
بحفرة كعبيه
الرائعتين الواثقتين القارئتين أغاني الدرب
ولا أعرف من أي قرى عامل
من صيفين تخرج
لا أعرف من أي قرى عامل
من صيفين تخرج
لا أعرف إلا أحرفه الأولى أر..بي .. جي
أيلول الممطر
كان لعينه تألق حقل اللوز
منذ نهارين
كآبة حقل الألغام
لقد أومض حين اخترقته الرشاشات
سمعنا متململ حرفا
والحرف الآخر لم نسمعه
رأيناه وكان الليطاني مراياه
دون صورته
والآن إذا اشتقنا
أول من يصل لليطاني يراه
وقبل الليطاني
يقبل قطرة دم تتدحرج من أرنون
رأت رجلا يحمل آر. بي . جي
النهر هو
في الظل كمين في مخزننا الناري
في الحبق الممطر في ذاكرة الليل
رقيقا كالزيت
وبدلف بين مدرعتين كأن بدايات الآيات المكية
لا أعرفه..وكأني قبل ولادته أعرفه
أفطرت له
وسهرت له
وتقدم مجموعته
عبر الليطاني فقدناه
وتبعنا رائحة الجرأة والدم وجدناه
حاولنا نأخذ باروده لم نتمكن
هو والبارود في السهل دفناه
أو هو يدفننا نحن الأموات هو الحي
وحرب التحرير سجاياه
والآن إذا اشتقنا
من سيواصلها
في كل كمين في حقل اللوز يراه
الاسم الكامل : آر . بي . جي.سفن


_________________
 


أعلى
  
 





ندامى,
مظفر النواب
--------------
اسقنيها لأوه أجمل عاما
بلغت نشوتها الخمرة في خديك
نثر الورى في كأس الندامى
فبسط الراح كي آخذ حظي
وبعيني من السكر انكسارات الخزامى
فلربي تاه وأطبقت له جفني
ابتعد جيدا
ما عاشق من لم يته فيها وهاما
كل بحار عتيق يشرك الدفة بالسكر
ويرخي جفنه لليل
نم يا ليل أنا لم نناما
ته ..
ته وهذي رشفة علمني البحارة العشاق
ميناء الليالي
ها أنا امضي ولا اسمع من سافر في ساقيه
يشكو من البحر الغراما
دفعوا في دهرهم أحزانهم
وأنا آخذ أحزاني
ولما قارنوا أغمضت جفني على البحر
وسلمت على الطحلب والصمت احتراما
أنت والصحب السكارى عطر ردني
سقط الزر عليهم قمرا
وتدلى سلما خيط حرير
مس من طاولة الخمرة أعصابا
سكارى نحن واللوحة هذه
والكراسي والقناني
ليس صاحب بيننا إلا أخ السكر الكلام
ان تمادت راحتي في عزفها الأسود
في شعرك يا سيدتي
أقدامي لم يعجبها هذا اللحن
والأنغام لم تأت كما الآن انسجاما
أيها الصحب مفاتيحي على آخرها
اسكتوا أوتاركم
اعزف وحدي
أو تكونوا وتراتكم في حالتي
يترك العود رمادا وضراما
كم مغن تاه في الخمر
أنا الخمر أعطتني اهتماما
آه من رخص المغنين
احترم صمتي
لم اعد اغني غير في أقذر حانات الأسى
هيا بكأس يا رفاق الحانة الأولى
خذوا قلبي
اعزفوا لحنا على خاطركم
والذي اقرب للباب
يسلم لي على الصحو سلاما
لم اعد أمزج خمري غير بالخمر
فمن دجلة أولا
لم أجد ماء وسكرا مثلهما في الذمام


_________________


أعلى
  
 

 


مظفر النواب
قراءة في دفتر المطر
----------------------
إنني أحمل قلبي كبرتقالة مضى الموسم ولم تنضج, وأعطت زهر
البرتقال , وفيها رائحة شمس البارحة
إلى أحمد صديقا من الشياح"
في الليل , يضيع النورس في الليل
القارب في الليل
وعيون حذائي تشتم خطى امرأة في الليل
امرأة , ليست أثر من زورق لعبور الليل
يا امرأة الليل , أنا رجل حاربت بجيش مهزوم
في قلبي صيحة بوم
وأخيرا...
صافح قادتنا الأعداء , ونحن نحارب
ورأيناهم ناموا في الجيش الآخر , والجيش يحارب
والآن سأبحث عن مبتغى , أستأجر زورق
فالليل مع الجيل المكسور طويل
في مقت الزيتونة , شباك للغرباء
تبكي الموجة فيه
أهلي فيه
ورجال فيه يصيدون أصابع أطفال غرباء
مازلنا بشرا ضعفاء
نبحث عن شوق , ليتبعنا كالشوق
ونحب ونكره حد الشوق
ورأيناهم ناموا في الجيش الآخر , والجيش يحارب
وبحثنا عنهم كالمبغي
يا شباك الزيتونة ... أبحث عن مبتغى
أبحث عن طين..
يا زهرة بيتي , يا وطني,
أأظل هنا حزنا مبعد!
أأظل على خرسي , تابوت قصاصات مجهد!
لا أعرف حتى خشبي...
لا أعرف أين سيتركني الجزر
وليل الماء على جرحي....
لا أعرف كيف يمر الإنسان بدرب الدمع
لا أعرف أيأس...
ألخضرة دبت في خشبي والمنفى
وسمعت شموعا تتلقح في قلبي
وصراخا أهمل أعواما لا يغضب... لا يبكي...
وتواطأت مع الأيام , نسيت , نسيت وفاجأني
أنت؟
وفي هذا الليل
أنت ! أنا لا أعرف وجهك , لا أعرف :"أنت"
أعواما بعدك , ما كان لبيتي باب
أعواما... ألهث.. ألقاك وراء النوم, وأنت سراب
فأنا أحببتك في زهرة بيتي , في وطني
وسمعت شموعا تتوهج في قلبي
ولماذا بعتم لغة البيت , وفيها "الشياح" وأهلي .. وأخي في
مطر الليل!
ولماذا استأجرتم لغة أخرى!
وأبحتم وجه مدينتنا لليل!
وتركتم في الهجر حروفي
كأصابع أيتام في الشباك
كزوايا فم طفل يبكي
من أقصى الحزن أتيت
كي أغلق أبواب بيوت المهزومين
وأبشر بالإنسان ... وبالإنسان... و "بالشياح"
وبمن لا يملك سقفا, سيكون له سقف, في هذي الدنيا....
وينام
لكن .. واخجلي من بيت مهزوم
وسيخجل من باعوا لغتي
فأنا مكتوب في الأرز وفي العسل الأخضر في التين
وأن أطعم بالسكر نخلات "الكوفة"
والأطفال على رابع جسر في " العشار"
أنا لا أمللك بيتا أنزع فيه تعبي
لكني كالبرق أبشر بالأرض
وأبشر أن الأمطار ستأتي
وستغسل من لوحتنا كل وجوه المهزومين
وستغسل من يبحث عن خيبته عن مبتغى
وستغسل بالمطر الدافئ جنح النورس
وبيوت أحبتنا....
والحرف الأول في لغتي
يا زهرة بيتي ,يا وطني ,أمطرني...
حزن بلادي فوق الماء
ماذا غير الزرقة تنمو فوق الماء
وخضار أصابع أطفال غرقى
تنمو في الطحلب أياما.... وتموت
الماء طريق للغرباء....
الماء طريقة عرسي
والزهرة... والرشاش..
وخبز الصمغ عشاء النجمة في الصمت....
وعشائي.....
الماء طريق للماء
وبيت, لا ندرس فيه
وننشف خديه إذا ابتلا...
ونرافق فانوس النوم
من أيام زهرة بيتي
فارقت نعاسي
وتواطأت مع الأنهار وكل جسور الناس
إليك .. إليك..
ونسيت
نسيت بأنك ماء في وطني
اسمك في الليل يسيل الصمغ عن التفاح
نهر ينتاب الحر ليالي الصيف
ويواعد كل الأمطار
ويواعدني...
الصحو يواعدني ؟
وكذبت بقلبي
كذبت كنشرة أخبار
يكذب... يكذب... صحوك يكذب باستمرار
باستمرار
فكأنك غربة...
وكأنك كنت رصيفا في الغربة
وكأنك مألوف في الغربة
وكأنك ..لا أدري , .. غربة
بلل فيك , كماء الليل على الأشجار
اسمك لي بيت في الليل
ونسيت لسرعة قلبي, كل نوافذه مشرعة لليل
نسيت..نسيت..وأيقظني..
ريح الشباك على وطني
يا وطني , وكأنك غربة
وكأنك تبحث في قلبي عن وطن أنت
ليؤويك
نحن الاثنان بلا وطن ... يا وطني
كالبارحة اشتقت ومرت في قلبي
طرقات مدينتا تبكي
الدمع على أرصفتي يبكي... يبكي
ومدينة أيامي , باعوها , في الساحة تبكي
يا امرأة الليل أنا رجل, باعوا لليل مدينة أيامي
باعوني ككتاب يطبع ثانية, باعوا أحلامي
نامي يا امرأة الحزن , فمن يبحث عن إنسان؟
من يعرف جنديا في هذي الغربة
من ينصت للحزن المتأخر
من يعرف وجهي في السوق ؟
يوشك زيتك يطفئني !
ما زيتك من زيت ؟
يا قمحا يأتي
يشمس شباك البيت
لو كنت أعرف بأنا نملك بيتا خلف ظلام الدنيا
وصغارا مثلك في البيت
لو كنت عرفت سلاحا
لو كنت عرفت لماذا نتغطى الصمت وحزن الإصرار
لو كنت عرفت معسكرنا , وقبور الماء وصوت الليل
ورأيت وجوه رفاقي التسعة قبل النار
لو كنت عرفت لماذا يسكن جوع في الأهوار
جوع وثلاثة أنهار
لو كنت عرفت الخجل المر
على جبهة ثوري ينهار
لعرفت الثورة
لعرفت لماذا الثورة
لعرفت أن الثائر لا ييأس من دفع الصفر بوجه الليل
لعرفت , لماذا أبحث عن مبغي
لعرفت لماذا أبحث في وجه الناس عن الإنسان
في وجهك أبحث عن إنسان ... عن إنسان...
عن إنسان
أبحث في طرقات مدينتكم عن وجه يعرفني
أبكي كالبوم المجروح , على جدران الليل
والبارحة اشتقت , ومرت في قلبي كل خرائبها...
تبكي...
يا مدن الناس....... مدينتنا تبكي
المنقذ يأتي ... كشموع تحت الماء
سنتان تعلم حزنا تحت الماء
سنتان نمت أسماء القتلى , اتخذت أسماء
ونما النسيان..
ونما للمنقذ... درب وصليب من أشتات خضراء
حزين قلبي للمنقذ
مثل كتاب الأحزان
مثل كتاب الريح
مثل رثاء النصر إذا ساوم قلب القائد
وكما يقرأ في الكبغى , قرآن
وحزين قلبي
كحديث العمر الذاهب
للمنقذ...
في طرقات مدينتكم حقرتم حزني..
المبغي في ليل مدينتكم أكثر تسلية من حزني
القبر بليل مدينتكم , أكثر أفراحا
وأنا من أقصى الحزن أتيت أبشر
بالإنسان وبالمنقذ
وأخاف على أيام مدينتكم منكم
من لغة أخرى..
في الطرقات المشبوهة بالإنسان , وزهر الصبار اتسخت
روحي
يا منقذ .. واتسخت روحي
وتعذب حتى وسخي..
عانيت لأنك تعرفني الغربة..
عانيت , لأنك في ثقة متعبة , كالشك
وتعلمت مع الغربة
عانيت.. وماذا تدري ؟
ولماذا تدري ؟
بالأمس , ذهبت..
على وجهك حزن الأسماك
وسألت... سألت...
وعنك سألت الصيادين
سألت لماذا لا تدري ؟
وجملت صليبك لا تتركني في النسيان
لا تتركني , فالشك سيقتل في الإنسان
لا تتركني , أفلست المنقذ ؟
ولأجل صليبك أورق في الليل
على الأبواب
ولأجل صليبك نمت مع المبغي , ووجدت صليبك يبكي ندما
في الشباك
لا تتركني, فأنا وحدي
والناس هنا في غربة


_________________
 


أعلى
  
 








مظفر النواب
ثلاث امنيات على بوابة السنة الجديدة
------------------------------------
مرة أخرى على شباكنا تبكي
ولا شي سوى الريح
وحبات من الثلج على القلب
وحزن مثل أسوق العراق
مرة أخرى أمد القلب
بالقرب من النهر زقاق
مرة أخرى تحني نصف أقدام الكوابيس...بقلبي
أضيء الشمع وحدي
وأوافيهم على بعد وما عدنا رفاق
لم يعد يذكرني منذ اختلقنا أحد غير الطريق
صار يكفي
فرح الأجراس يأتي من بعيد...وصهيل الفتيات الشقر
يستنهض عزم الزمن المتعب
والريح من الرقعة تغتاب شموعي
رقعة الشباك كم تشبه جوعي
و( أثينا ) كلها في الشارع الشتوي
ترخي شعرها للنمش الفضي...وللأشرطة الزرقاء...
كل شيء طعمه.. طعم الفراق
حينما لم يبق وجه الحزب وجه الناس
قد تم الطلاق
حينما ترتفع القامات لحناً أميا
ثم لا يأتي العراق
كان قلبي يضطرب... كنت أبكي
كنت أستفهم عن لون عريف الحفل
عمن وجه الدعوة
عمن وضع اللحن
ومن قادها ومن أنشدها
أستفهم حتى عن مذاق الحاضرين
أي الهي ان لي أمنية ثالثة أن يرجع اللحن عراقياً
وأن كان حزين
ولقد شق المذاق
لم يعد يذكرني منذ اُختلقنا أحد في الحفل
غير الاحتراق
لا يقاس الحزن بالأزرار...بل بالكشف
إلا في حساب الخائفين.
*******
لم يعد يذكرني منذ اُختلقنا أحد في الحفل
غير الاحتراق
لا يقاس الحزن بالأزرار...بل بالكشف
إلا في حساب الخائفين.
*******
لم يعد يذكرني منذ اُختلقنا أحد في الحفل
غير الاحتراق
كان حفلاً أمياً إنما قد دعي النفط ولم يدع العراق
يا إلهي رغبة أخرى إذا وافقت
ان تغفر لي بعد أمي
والشجيرات التي لم اسقِها منذ سنيين
وثيابي فلقد غيرتها أمس.. بثوب دون أزرار حزين
صارت الأزرار تخفى..ولذا حذرت منها العاشقين
لا يقاس الحزن بالأزرار...بل بالكشف
إلا في حساب الخائفين.

_________________


أعلى
  
 

 



مظفر النواب
بنفسج الضباب
-------------
حبيبتي...
أشم زنديك العروسين
وعقم الليل في فراشنا
والهمس
أنا أرى باللمس
ما عاد غير اللمس
مدينة يكذب فيها الناس على أنفسهم
تقول في أسوأ أوضاع لها
لا بآس
تموت فيها الشمس
حبيبتي...
كتبت أحزاني على الجسور والنساء
كتبت عمرك الصغير في بنفسج الضباب
نام فيه الماء
خبأته من غزوات الليل
من لصوص الجنس والأعداء
كتبته بالتبغ والنبيذ والذهول والضياء
وحينما أشتد أوار القصف في مدينتي
تكاثر الصلاة والبغاء
مدينة يكذب من فيها على شفاههم
ليس لها شفاء
حبيبتي...
بالأمس قد عبرت جسر اليأس والرياح
لم يكن في الطريق غير المخبرين والنباح
سألتهم إن وجدوا هويتي
ودفتر الديوان والمفتاح
فقلبوا شفاههم والقوا القبض علي
وأودعوني غرفة التوقيف
وانتظرت أن يجيء اللّه في الصباح
لم يأت يا حبيبتي
وها أنا ضيف على التعذيب
في زنزانة أخرى بلا مصباح
مدينة تلقي علي القبض يا حبيبتي
يصبح فيها أعجز الناس هو السلاح
أفرج عني صدفة بالأمس
وحينما خرجت من جعبتهم
كنت أرى باللمس
وربما قد مات في الزنزانة الأخرى
الذي دق على جداري
لم أكن هنا أسمع عبرة الليل غير الهمس
وقدا تناهى الهمس
وكانت الحانات عبر الشارع الطويل
تكتظ بالحزن وضبط النفس
مدينة يبول من فيها على أنفسهم
أنظف منها اليأس
وها أنا مشرد أقرأ وجه الناس
والباصات والأفلام في الطريق
أقرأ إعلانا عن السلم
وفيه أقرأ التلقين والتصفيق
أبحث عن كتاب الحزن... أو صديق
يا عالما بلا صديق
يا عالما يختنق الإنسان فيه في الزفير مرة
ومرتين في الشهيق
مدينة يمنع فيها الشعر
أو يحتكر الكلام كالشعير يا حبيبتي
يقتلها النقيق
http://yahya-ben-zayd.blogspot.fr/2014/10/blog-post_46.html