الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

lundi 30 septembre 2013

لو قدّر لتيار "المعتزلة" في شرقنا الاسلامي أن ينتصر .... . ضد الجهل والخرافة والتضليل


 

لو قدّر لتيار "المعتزلة" في شرقنا الاسلامي أن ينتصر .....


في أواخر العصر الاموي ظهر في البصرة ما صار يعرف لاحقاً باسم فرقة "المعتزلة". ويقال ان سبب  التسمية كان بسبب اختلافٍ في الرؤى والمواقف بشأن قضايا فقهية وعقائدية حصل بين العالم المشهور الحسن البصري وبين أحد تلامذته الأذكياء وهو واصل بن عطاء الذي قام وترك حلقة الدرس الذي كان يقيمه الحسن في المسجد وأنشأ حلقة خاصة به, فقال الحسن البصري " اعتزلنا واصل" ومن هنا بدأت تسمية تلك الفرقة التي سيكون لها شأن بين المسلمين في القرون التالية.
ويمكن تلخيص فكر المعتزلة واختزاله في عبارة واحدة: العقل. فأهم مبدأ معتزلي وما يميزهم عن غيرهم هو أن العقل هو طريق الوصول إلى الحقيقة, حتى لوكانت حقيقة الدين والايمان.  فالمعتزلة رأوا ان عقل الانسان سوف يدله على خالق هذا الكون  وانه يمكن اثبات النبوة والوحي والجنة والنار ومبادئ الاسلام عن طريق العقل والمنطق. والمعتزلة رفضوا أن يكون الدين مجرد نصوص يتم تلقينها للمؤمنين الذين يقتصر دورهم على أن يحفظوها ويرددوها. وهم قالوا ان الله خلق الانسان ومنحه العقل ليفكر به ويتدبّر , وأن الاسلام هو دين الحجة والعلم والمنطق وليس دين الجهل والخرافة. 
وهناك من الباحثين من يعتقد أن الداعي لظهور هذه الفرقة كان الظرف الحضاري و التاريخي الذي كان يمر به الاسلام. فعند نهاية القرن الهجري الأول كان الاسلام قد توسع ودخلت فيه أمم عديدة وشعوب كثيرة , ودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلت الفلسفة , ولم يعد المنهج النصي التقليدي النقلي يفي حاجات المسلمين العقلية في جدالهم. فالمنهج الذي صار يصلح لذلك هو المنهج العلمي العقلاني والذي مثله المعتزلة وأصبح أهم المذاهب الكلامية التي تتولى الدفاع عن الاسلام أمام هجمات متكلمي الأديان الأخرى والملحدين والزنادقة.
 ومن أهم مبادئ المعتزلة التنزيه المطلق للخالق عز وجل : فالله "ليس كمثله شيء" , فلا تشبيه ولا تجسيم لأن الله مُنزّه عن أن يكون مثل الأجسام أو الموجودات الحسية . وهم ينفون أي تشبيه بين المخلوقات والله، والآيات القرآنية التي تفيد التشبيه لا يقبلها المعتزلة على ظاهرها بل يقومون بتأويلها مثل "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" فيخرجون المعنى الظاهر لكلمة (وجه) ويقولون أن المقصود بها الذات.وأجمع المعتزلة على أن الله لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، لأن في إثبات الرؤية إثبات الجهة لله , وهو منزه عن الجهة والمكان، وتأولوا قول القرآن:{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي منتظرة. وهكذا اوجبوا تأويل كل الآيات المتشابهة.
ويؤمن المعتزلة أن الله عز وجل قد خلق "نواميس الكون", وهي بلغتنا الحديثة قوانين الطبيعة, التي يسير عليها كل شيئ في هذه الدنيا, وأن الله لا يمكن أن يتدخل لينقضَ نواميسَ الكون التي وضعها هو. ومعنى ذلك أن خوارق الطبيعة لم ولن تحصل لأنها لو حصلت لاضطرب نظام الكون كله ولكان ذلك ضد ارادة الله الكونية. ومن هذا المنطلق العقلاني رفض المعتزلة التسليم بأن المعجزات الواردة في القرآن قد حصلت في الحقيقة حسب ظاهر النص , بل قالوا بضرورة تأويلها , بما لا يتناقض مع أسسس العلم والمنطق وبشكل ينسجم مع روح النص القرآني. ومثالٌ على ذلك الطير الأبابيل والتي تحمل حجارة من سجيل قذفتها على جيش أبرهة الأشرم : لا يعني ذلك أنه بالفعل قد جاءت طيور عملاقة ( لا تعرف العرب كلمة "أبابيل" ) تحمل حجارة نارية مشتعلة (كلمة "سجيل" ليس لها علاقة بالنار من حيث الاساس اللغوي العربي) لتحرق بها القوات التي هاجمت مكة. فالذي حصل بالفعل أن جيش أبرهة قد تعرض الى كارثة من نوع ما : ربما تفشى بين صفوفه مرضٌ معدٍ وفتاك, أو ربما حصلت ظروف جوية فظيعة (طوز عظيم ورمال وعواصف) مما أدى الى هزيمة الجيش وتراجعه أو القضاء عليه. فجاء النص القرآني ببلاغته الفريدة ليعبر عن تلك الواقعة بالطير الابابيل التي تقذف حجارة من سجيل  دون أن يعني ذلك حصولها بالفعل على ذلك الوصف.
ويرى المعتزلة أن الإنسان حرٌ في أفعاله . وهم يقولون ذلك لكي يدافعوا عن التكليف الشرعي لأن الإنسان المسلم مكلف شرعاً والإنسان مسؤول عن هذه الأفعال حتى يستقيم التكليف ويكون الثواب عدلاً والعقاب عدلاً. خلافاً لرأي الجبرية الذين يعتقدون أن الأفعال من خلق الله والإنسان مجبورٌ عليها. فالمعتزلة ترى أن عدل الله يقتضي أن يكون الإنسان هو صاحب أفعاله, وبالتالي يرفضون أن ينسب الانسان ما يحصل معه من مشاكل وصعوبات أو ما يتعرض له من ظلم وقهر الى مشيئة الله وارادته. فالقول بالعدل الإلهي يترتب عليه أن الله لا يفعل الشر , فأفعال الله كلها حسنة وخيرّة، والشر من عند الانسان , والرب تعالى منزه أن يضاف إليه شر وظلم وفعل هو كفر ومعصية؛ لأنه لو خلق الظلم كان ظالمًا كما لو خلق العدل كان عادلاً.
أي ان المعتزلة في كل آرائهم أرادوا أن يزيلوا التناقض بين العقل والعلم من جهة والدين من جهة أخرى. وذلك أمرٌ في غاية الأهمية لأنه يعني أن الانسان الواعي, الذكي والمفكر لن يكون مضطراً الى الاختيار بين الاثنين, وسوف لن يُجبر على الايمان بما لا يقبله عقله ولا تصدق به نفسه من أجل أن يكون مسلماً.

المعتزلة في التاريخ :

 ومن ناحية تاريخية برز مجموعة من العباقرة كقيادات للمعتزلة تولت مسؤولية الدفاع عن الاسلام والمحاججة عنه على الصعيد الفكري في مواجهة الدعاة المسيحيين وحاخامات اليهود, بالاضافة الى الدهرية ودعاة الالحاد.  ومن أبرز شخصيات المعتزلة ابو الهذيل العلاف والنظّام والجاحظ وابن ابي الحديد والقاضي عبد الجبار.
وكانت القضية التاريخية الأبرز التي تعلقت بفرقة المعتزلة , واشتهرت وذاعت, هي قضية " خلق القرآن". وقد سببت لهم هذه القضية أذى كبيراً وتعرضوا بسببها الى الكثير من التجني والافتراء. وترجع هذه القضية في أساسها الى الجدال الفكري الذي خاضه رموز من المعتزلة مع قسّ مسيحيّ من الشام يدعى " يوحنا الدمشقي". ويوحنا هذا كان يخوض جدالاً لاهوتياً ومناظرات فكرية ضد الاسلام, وكان ذكياً وواسع الاطلاع. وفي معرض احتجاجه على المسلمين كان يستخدم الآية القرآنية التي تذكر ان المسيح عيسى بن مريم هو "روح الله وكلمته" ليستدل بها على ألوهية المسيح. فكان يوحنا يقول ما دام أن القرآن يقر بأن المسيح هو كلمة الله فلا بد إذن أن يكون ذا طبيعة الهيةٍ غير بشرية, لأن كلام الله صفة ملازمة له, لا تنفصل عن ذاته, والمسيح بالتالي قديم كقِدم الله. فردّ عليه المعتزلة  بالقول أن القرآن كلام الله وأنه مخلوقٌ أو حادثٌ, أي أنه وُجد بعد أن لم يكن موجودا وتكلم الله به بعد لم يكن متكلما. والكلام صفة الفعل وليس صفة للذات, وبالتالي تكون حجة يوحنا باطلة. ومن هنا كان تأكيدهم على ان القرآن مخلوق, وليس صفة قديمة لذات الله.
 وطبعاً لم يكن عامة المسلمين يدركون سبب اهتمام المعتزلة بهذه القضية وتشديدهم على على ان "القرآن مخلوق" . والفقهاء التقليديون , والسلفيون منهم بالتحديد, كانوا يزدرون المعتزلة ويمقتونهم من حيث المبدأ. فالخطاب السلفي يعتبر العقل البشري عاجزاً عن إدراك المقاصد الالهية العظيمة وبالتالي لا يجوز إعمال العقل للنظر في أمور الدين والايمان. كره السلفيون – ولا يزالون يكرهون-  المتكلمين والفلاسفة واهل المنطق ورفضوا الخوض في كلامهم لأن المسلم بنظر السلفيين عليه فقط أن يتلقى نصوص القرآن والسنة كما هي , وياخذها على ظاهرها ولا يتجاوز. وبالتالي أثبت السلفيون لله صفات الجسم فقالوا ان له يداً , وعينيين, وعرشاً وووو . ورغم أن معظم السلفيين أضافوا بأن صفات جسم الله ليست بالضرورة مثل صفات جسم الانسان ( حسب قولهم : الكيف مجهول) إلاّ أن ذلك طبعاً لا يكفي لردّ تهمة التجسيم والتشبيه عنهم.  وبما ان السلفيين لا يكترثون كثيراً بما يقوله رهبان النصارى وما يسوقونه من حجج, فلم يلقوا بالاً لما يقوم به المعتزلة من تصدّ فكريّ لهؤلاء ورفضوا الاقرار مع المعتزلة بأن القرآن مخلوق. هم في الحقيقة لم ينفوا بأن القرآن مخلوق بل كان موقفهم هو رفض الخوض في الموضوع أصلاً, والاكتفاء بالقول ان القرآن هو كلام الله دون تحديد إن كان مخلوقاً أم صفة قديمة لله. وأصر السلفيون ورئيسهم أحمد بن حنبل على موقفهم ذاك واعتبروا الخوض في مسالة خلق القرآن "بدعة".
وبقيت هذه القضية متداولة في الاوساط الفكرية الى أن جاء الخليفة العباسي المامون الذي كان محباً للعلم ومؤمناً بالعقل, وأنشأ مكتبة "دار الحكمة" العملاقة في بغداد. والذي حصل أن المأمون اقتنع برأي المعتزلة في قضية خلق القرآن. ودائماً حين تتدخل السلطة في شؤون الفكر فهي تفسد أكثر مما تصلح! وهذا ما حصل مع المأمون الذي قرر أن يجبر الناس على الاعتقاد بخلق القرآن! و"وامتُحِن" الكثيرون أمام المأمون حتى صار الأمر يُعرف بفتنة خلق القرآن!  وكان ممن امتحنوا الإمام أحمد بن حنبل الذي رفض الرضوخ لأوامر المأمون والإقرار بخلق القرآن، فسُجن وضُرب بالسياط في عهد المعتصم بعد وفاة المأمون، وبقي في السجن مدة عامين ونصف ثم أعيد إلى منزله. وهذا الموقف أكسب ابن حنبل شعبية ورفع من مكانته بين الناس الذين رأوه صامداً قبال السلطة الظالمة التي تريد ان تفرض رأي المعتزلة بالقوة! وطبعاً تلطخت سمعة المعتزلة بسبب سلوك المأمون والمعتصم الذين ارادا نصرة رأيهم فتسببا في اضعافه! ولا يمكن أن يُنسب موقف الخليفتين الى فرقة المعتزلة. فالمعتزلة أهل فكر ومنطق , وجدال وحجة, ولا يمكن أن يقروا إرغام الناس على معتقداتهم ولا أن يؤيدوا البطش والقهر الذي تمارسه السلطة الحاكمة.
وللحقيقة أقول ان رجلاً من المعتزلة اسمه احمد بن ابي داود قد تواطأ مع الخليفة المأمون وساعده في سعيه لامتحان الناس على خلق القرآن. ولكن هذه كانت حالة فردية لرجلٍ ركب موجة السلطة, ومن الظلم أن يُقرن عموم المعتزلة بسلوك أحدهم ممن مال الى السلطة على حساب المبدأ.
وعلى كل حال فقد انتهت "الفتنة" سريعاً لما تولى المتوكل الخلافة عام 232هـ فأظهر "الانتصار للسُّنَّة"، وأمرَ بمنع الناس من الخوض في مسألة الكلام، والكفِّ عن القول بخلق القرآن، وتوعّد من تعلّم علم الكلام أو تكلم فيه بالويل والثبور، وأمر الناس أن لا يشتغل أحد إلا بالكتاب والسنة لا غير، وأمر بإكرام الإمام أحمد بن حنبل إكرامًا عظيمًا وقتل الكثيرين من رموز المعتزلة.
وبعد ذلك دأبت الحكومات المتعاقبة على "ترتيب" امورها مع تيار الفقهاء التقليديين , فاعتمدتهم كمرجعية دينية للدولة ومنحتهم المزايا مقابل تأييدهم للسلطان الحاكم. وطبعاً كان المعتزلة هم الضحية لأن فكرهم تم استبعاده ومحاربته بأمر من تحالف السلطة الحاكمة مع تيار الفقهاء التقليديين. وتم ترسيخ كل مقولات ابن حنبل وتياره السلفي الرافض لمنهج العقل والعلم الى يومنا هذا.


وانا أقول انه لو استمرّ تيار المعتزلة ونما, وتابع انتشاره في بلاد المسلمين , ولو لم تتم محاربته وطمس آثاره من قبل السلطات المتعاقبة التي وطّدت أركان فكر الخرافة والظلام, لكانت الثورة العلمية والصناعية قد حصلت عندنا , وفي بلادنا, وليس في اوروبا! ولكانت النهضة الحضارية الكبرى قد بدأت لدينا نحن قبل أوروبا بعدة قرون!  ولما كنا اليوم نرى الكثيرين من المسلمين مشغولين بأمور الجن والعفاريت في القرن الحادي والعشرين! ولما كنا نجلس خاملين ونكتفي بالدعاء الى الله لكي يتدخل ليهزم أعداءنا ويحرر بلادنا ,دون أن نفعل شيئاً مفيداً . ولما كنا  نسمع فتاوى عجيبة كل يوم من "علماء" لا يفكرون ولا يهتدون بهدي القرآن الذي ذم التقليد الاعمى والجاهلين الذين "لا يعقلون",  والذي حث على العلم فابتدأ نزوله بكلمة "اقرأ" !

حسام عبد الكريم

Ma photo

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ 6 الحجرات

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ
6 الحجرات

********عد النجوم و الحصى و الشجر******** ********أما الامي انا لن تحصيها و لن تقدر******* يا للأسف *********** ضيعت وقتي معها*********** بلا فائدة تذكر ***********ضاع وقتي معها هدر*********** ************نعم ضاع وقتي هدر************


********عد النجوم و الحصى و الشجر********
 ********أما الامي انا لن تحصيها و لن تقدر*******
   *********** يا للأسف****************
*********** ضيعت وقتي معها***********
  ***************بلا فائدة تذكر*************
***********ضاع وقتي معها هدر***********
************نعم ضاع وقتي هدر************

و دارت الأيام فتبخرت الاحلام بعد ما كانت تنام على صدري و لما أخرج ورائي تجري حبي يا حبي من يناديني؟ التفت أجدها ورائي تجري مثل تونسي لاحق الكار عملت جناحين و طارت بكري و خلتني في امري محتار .. لله سلمت امري و تحملت كل الاضرار لا تربحك (فرنسا) يا عكري هدّمتي لي وكري وقتلتي عقلي و هزمتي فكري و محوتي هويتي و ذكري و لم يبقى في قلبي غير جمرة و نار

و دارت الأيام
فتبخرت الاحلام
بعد ما كانت تنام على صدري
و لما أخرج ورائي تجري
حبي يا حبي
 من يناديني؟
التفت أجدها ورائي تجري
مثل تونسي لاحق الكار


عملت جناحين و طارت بكري
و خلتني في امري محتار
.. لله سلمت امري
و تحملت كل الاضرار
لا تربحك (فرنسا) يا عكري
هدّمتي لي وكري
وقتلتي عقلي و هزمتي فكري
و محوتي هويتي و ذكري
و لم يبقى في قلبي غير جمرة و نار







الرابعة آه....يا رب.. لا تربّح السّلفيّة في الصّبح و العشيّة...



الرابعة آه
منها  آه ..
ذات صباح

 بالمحطّة
في إِحْدى قرى الجنوب
بالطّريق  الرّابطة 

بين الجنة و النّار
شفتها حاطّة الحطّة

في جلبابها
حسبتها رَاهبة
حَبِّيتَها

و قلبي تعلّق بِيهَا
وصِرْت ..

لا اصبر عن لقاها
حتى 

انّه خُيَّل إلي 
أَنِّي أسعد لمَّا أراهَا

و دارت الايّام
فتبخّرت الاحلام
 الرّاهبة
نعم الرّاهبة
تطلع قطّة
ذات خطّة
يا للورطة
 وقعت فيها
لان لقائي بيها
 كان اكْبر غَلْطَة
و اكْبر سقْطة
  ما أعْرف أَدَاوِيهَا
لانّي حبِّيتَها
و قلبي هوَاها
 و لمْ يعدْ
بوسعِي أنْساها
فيااااربّ ..
اشفِينِي
من جُنُونِي
و فتَّحْ عُيُونِي
   لأَرَاهَا
و ياااا ربّ..
 أَحْمِيني
مِنْ شرّها
و بَلاَهَا





 



******




الرابعة اه ...منها...اه
قصتي مع القطة
طويلة
...
طول الليل و النهار
... اول مرة شفتها بالمحطة
في احدى القرى الجنوب
بالربطة
في جلبابها 

حسبتها راهبة
تطلع قطة
ذات خطة

***
و بعد ايام قليلة
جاءتني  بالبيت 

 تمشي ببطئ 
ما بيدها 
غير شنطة
تتبخطر 

 و تتمخطر 
مثل البطة
فرحت بها لكن فرحي لم يبطي

لاني اكتشفتها  ..
فهي مجرد وهم
اكتشفت حقيقتها كانت مخادعة ماكرة
اسقتني عسلا داخله سُمْ
فكان حبي لها
زلة

و أسوأ سقطة
و اكبر غلطة

و لم اجني منها غير الألَمْ

***

  الله لا تربح السلفيّة
في الصّبح و العشيّة
غلطتوني مع البنيّة

الاولى بنت العَمْ..
 الثانية  من نفس القرية
قريبة لكنها ليست قرابة دم
اما الثالثة  فهي عربية اقرب للعجم..
 ***

  الله لا تربح السلفيّة
في الصّبح و العشيّة
غلطتوني مع البنيّة

***
  
  قالت السلفيّة:
دين الأنثى مظهرها
و قالت 
السلفيّة  : 
اللّبسة لبّ الدّين
 لذلك
لما شفتها ظننت  خيرا 
فيها
  حتى اني  اعجبت بيها
 و حتى قلبي هواها
وحسبتها

 اجمل هدية
و احلى امنية 

الاقتران بيها
العمر كله  اقضيه برفقتها
حتى اخر منية
كانت في نظري هي اجمل حلم
 و كنت احلم 
بحياة سعيدة  زوجية..

 ظننت فيها خيرا
 تصورتها مؤمنة و صادقة
 لمولاها وفيّة
متعلمة للخط و لكتابه حافظة
لا تعصي له أمرا و لا جاه

  الرابعة اه...منها...اه
رايتها في جلبابها
واقفة بالمحطة

 
بدنها كاملا مغطى
من رأسها للقدمين
حسبتها راهبة








تطلع قطّة




ذات خطّة


يا للورطة
وقعت فيها
الله يسامحك
 يا أمي
و يغفر لك الغفّار
حبيّتها من اجلك
و غريزة العار



 حبيتها
رغم ان يديها الاثنين يسار
الله لا تربّح المقبور
جبرني نركب البابور
و نترك
ناسي في عزلة بالديار
فكانت الراهبة
حل لعزوبيتي
و تصورتها تنوبني
و تكون للوالدة
سند و اقرب جار
في حالتي و وضعي
ما عندي اختيار





بعد ما كانت تنام على صدري
و لمّااا أخرُجْ تصيح ورائي ..
حبي..يا حبي..
من يناديني؟
التفت
أجدها ورائي
تجري
مثل تونسي لاحق الكار




***
عمْلَتْ جنْاحينْ
و طارَتْ بَكْري
في ظرف مشوار
و ترَكَتْنِي 
في غربتي ..
في امْري محْتَار
و لم يبقى في قلبي
غير جَمْرة و نارْ
لاتربّحِكْ يا عَكْرِي
هدّمتي وكْري
وشوّشْتِي فِكْرِي
و كَرَّهْتِينِي في كل ربَّة دَارْ


****************
و اليوم اه منها اه...
و من الزمان الغدّار..
لو أتبعها
 تدخلني نار
بعد الفرحة و الغبطة
و الأيام الحلوة
أذاقتني المرار
حتى اختلط عليّ
اللّيلْ بالنّهارْ


***
دارت الأيام
و غابت الأحلام
وجاء يوم الميعاد ها هي بانت حقيقتها
حقيقة قلبها الغدار
قلبها القاسي كالحجارة 

بل اشد قسوة
لا تعرف رحمة

 و لا حنان
طلعت أشوم من كل سابقاتها
اشوم حتى من ابليس اللعين
انها الدمار
و لم يكفها سوء العشرة
لقد أضحكت علي كل العشيرة
و الديار

****

الرابعة اه... منها ...اه
رأيتها في جلباها حسبتها راهبة

تطلع قطة
 ذات خطة 
يا للورطة
 وقعت فيها
لان روحي
 تعلقت بيها
و لم اعد اتحمل البعد عنها
الرابعة
اه منها اه
أذاقتني أنواع الذل

 و الإهانة
و عذبتني

 عذاب شين 
لعدة سنين
  كأني قاتل أبوها
أو أمها بل الاثنين
حتى كرهتني في كل انثى
و كرهت حتى الورد و الياسمين
ندمتني في معرفتها
و معرفة السلفية 

ذي الذكر اللعين
و اليوم اصبحت متشائما من كل بنات حواء الخداعين

في ركن بيتي بالغربة على نفسي منطوي حزين
ابكي ...عمري
اللعين...
ضيعته في التفاهة و التافهين
عمري ...ضاع كما ضاع   ملايين المساكين
من المستضعفين
  حياتهم بائسة
كلّها اهات و أنين
نرفع رجل من الطّين
تغرق الأخرى
و كأننا نقاوم في صخرة
كالطّير مكسور الجناحين
منذ الطفولة
لا حب و لا حنين
لا شبعه في البطن ..
و لا متعة عين
هذا ما جناه علينا ابوينا...
حب الجنس و البنين
****



و دارت الايّام
فتبخّرت الاحلام
الراهبة اصبحت لعوب
و تحولت الى قطة
ذات خطة
بالمساء قبل الغروب
... فأوقعتني في ورطة
يستحيل النجاة منها
فكانت اكبرغلطة
واكبر سقطة
و لن اعرف اداويها
اصابني داء القلوب
من فتاة لعوب

الرابعة آه منها آه

***

 عدِّي النُّجُومْ و الحصى و الشَّجرْ
 انت و انا والعُمر

و الآن كل شيء
انتهى و انكسرْ
ممكن تحصي  السنين
و ايام الجمر
و الانين 

و طعْمه المرْ
 قلتِم قضاءْ و قدرْ
رغم ذلك أنا  آسف
 أنّي ضيّعت وقتي معك هدر
بلا فائدة تذكر
كمْ اتْعَبْتنِي 

يا من للجميل ناَكِرْ
 لم  تحمدْ الله يوما 

 و لم تشكرْ
بل شتمتني 

امام العشيرة
و الديار..

دارْ..دارْ
و اشبعتني ثلْباً 

و غدراً يا غدّارْ
و اليوم 

لم يبقى لك عندي عُذرْ
و اليوم 

اودّعك 
الوداع الاخيرْ
تذكري انك سبّاقة في الغدر 

و الهجرْ
لا تربحك يا سلفية
في الصبح و العشية



نقّحت في 
 صيف2011
و في اكتوبر 
 2013 

 بعد ما كانت تنام على صدري
و لمّااا أخرُجْ
تصيح ورائي ..
حبي..
 يا حبي..
التفت
أجدها ورائي
 تجري
مثل تونسي لاحق الكار
***
عمْلَتْ جنْاحينْ
و طارَتْ بَكْري
و ترَكَتْنِي
في امْري محْتَار
و لم يبقى في قلبي
غير جَمْرة و نارْ
لاتربّحِكْ يا عَكْرِي
 هدّمتي وكْري
وشوّشْتِي فِكْرِي 

و كَرَّهْتِينِي في كل ربَّة دَارْ


يا رب..
 لا تربّح السّلفيّة
في الصّبح و العشيّة
غلّطْوني مع البنيّة
قالوا
دين الأنثى مظهرها
و   اللّبسة لبّ الدّين
 لذلك لمّا شفتها  نفسي اطمأنت لها
وقلبي هواها
حتى انّي حسبتها اجمل هديّة
من الله
***

 
***
(السلفية على الصورة تحمل لافتة الشيوعيّة )
(لافتة الجبهة الشعبيّة بعاصمة الساحل تونس)

{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ} العلق : { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} }

{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}
العلق :
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1}
 خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2}
اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3}
الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4}
عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ{5} }

من نوادر جحا


من نوادر جحا

اسم السلسلة: نوادر وطرائف

كان جحا مسافرا إلى بلدة بعيدة وأخذ معه جوالا من السكر فسأله بعضهم لماذا تأخذ معك جوالا من السكر فقال لهم لأن الغربة مرة

رأى جحا رجل يغرق في البحر فقام ينقذة وبعد ما طلعة جحا رماه الى البحر تانى فقال الرجل لماذا رميتني مرة اخرى ؟؟ فقال جحا (أعمل الخير وارميه البحر)

دخل جحا أحد المحلات التي تبيع الحلوى والفطائر......وطلب من البائع أن يعطيه قطعة من الحلوى..... لم تعجب الحلوى
جحا.......فطلب من البائع أن يستبدلها بقطعة من الفطير..... أخذ جحا قطعة الفطير......وأنصرف دون أن يدفع ثمنها....... نادى البائع على جحا وقال له: لم تدفع ثمن الفطيرة يا جحا؟!!! فقال جحا : ولكنني قد أعطيتك قطعة الحلوى بدلاً منها فقال البائع : ولكنك لم تدفع ثمن الحلوى أصلاً!! وقال جحا: وهل أخذت الحلوى وأكلتها حتى ادفع ثمنها؟؟؟!!!

ضاع الحمار ضاع حمار جحا فأخذ يصيح وهو يسأل الناس عنه: ضاع الحمار . والحمد لله. قيل له: فهل تحمد الله على ضياعه؟! قال: نعم، لو أنني كنت أركبه لضعت معه، ولم أجد نفسي..!

أعطى خادما له جرة ليملأها من النهر، ثم صفعه على وجهه صفعة شديدة وقال له: إياك أن تكسر الجرة، فقاله: لماذا ضربتنى قبل أن اكسرها؟ فقال: أردت أن أريك جزاء كسرها حتى تحرص عليها.

قيل لجحا: عد لنا المجانين في هذه القرية. قال: هذا يطول بي ..ولكني استطيع بسهولة ان اعد لكم العقلاء.

تزوج جحا وبعد ثلاثة أشهر أخبرته زوجته أنها ستلد و طلبت منه أن يحضر لها الدايه فقال لها : نحن نعرف أن النساء يلدن بعد تسعة أشهر ، فما هذا ؟ فغضبت منه و قالت : إن أمرك لعجيب ، كم مضي علي زواجنا ، ألم يمضي ثلاثة أشهر قال : نعم فقالت : و قد مضي عليك متزوجاً بي ثلاثة أشهر ، فصاروا ستة ، أليس كذلك ؟ فقال : نعم فقالت : و قد مضي علي الجنين في بطني ثلاثة أشهر ، فهذه تتمه التسعة ففكر جحا قليلاً وقال : الحق معك فأنا لم أفقه هذا الحساب الدقيق فعفواً عني لقد أخطأت في حقك

سال جحا شخص إذا أصبح الصبح خرج الناس من بيوتهم إلى جهات شتى، فلم لا يذهبون إلى جهة واحدة؟ فقال له: إنما يذهب الناس إلى كل جهة حتى تحفظ الأرض توازنها أما لو ذهبوا في جهة واحد فسيختل توازن الأرض، وتميل وتسقط

واعد جحا الحاكم أن يذيقة وزة من طهي زوجتة وقرر أن يفي بوعدة، فأوصة زوجتة أن تعد أكبر وزة عندهم، وأن تحسن طهيها وتحميرها، لعل الحاكم يعطى لة بمنحة من منحه الكثيرة... وبعد أن أنهت زوجتة من إعداد الإوزة، حملها إلى قصر الحاكم، وفي طريقة جاع واكل أحد فخذي الإوزة... وعندما وصل إلى القصر، وقدمها بين يدي الحاكم، قال لة الحاكم مضيق: ما هذا يا جحا؟! أين رجل الإوزة؟! فقال له: كل الإوز في بلدتنا برجل واحدة، وإن لم تصدقني فتعال وأنظر من نافذة القصر إلى الإوز الذي على شاطئ البحيرة. فنظر فإذا سرب من الإوز قائم على رجل واحدة كعادة الإوز في وقت الراحة. فأرسل أحد الجنود إلى سرب الإوز، وهو يحمل العصا، ففزع الإوز، وجرى إلى الماء على رجليه. فقال الحاكم: ما قولك الآن؟ فقال: لو هجم أحد على إنسان بهذه العصا لجرى على أربع.... فما بالك بالإوز؟

تزوج جحا امرأة حولة ترى الشي شيئين ، فلما كان يحين موعد الغداء أتى برغيفين ، فرأتهما أربعة ، ثم أتى بالإناء فوضعه أمامها ، فقالت له : ما تصنع بإناءين و أربعة أرغفة ؟ يكفي إناء واحد و رغيفان . ففرح جحا و قال : يالها من نعمة ! و جلس يأكل معها ، فرمته بإناء بما فيه من الطعام و قالت له : هل أنا فاجرة حتى تأتي برجل آخر معك لينظر إلي ؟ فقال جحا : يا حبيبتي , أبصري كل شئ اثنين ما عدا انا

ترك جحا كمية من الحديد عند أحد التجار , و عندما عاد للتاجر يطلب منه الحديد , أخبره التاجر بأن الحديد أكله الفأر , تظاهر جحا بالتصديق , بعد عدة أيام رأى جحا أبن التاجر فخطفة , فاخذ التاجر يبحث عن أبنه , و عندما رأى جحا سأله عن أبنه , فأجابه جحا : قد سمعت زقزقة و عندما أستعلمت عن الأمر رأيت عصافير يحملون طفل , اجابه التاجر : أتستطيع العصافير أن تحمل ولدا !! , رد عليه جحا : البلد التي تأكل بها الفئران الحديد بها الطيور تحمل الأطفال ! , ضحك التاجر و قام بإعادة الحديد لجحا .

سأل جحا يوما : إذا دخل القمر الجديد فأين يكون القديم ؟ قال:انهم يقطعونة ويصنعون منة نجوما

تنازع شخصان وذهبا إلى جحا – وكان قاضيا – فقال المدعي : لقد كان هذا الرجل يحمل حملا ثقيلا ، فوقع على الأرض ، فطلب مني أن أعاونه ، فسألته عن الأجر الذي يدفعه لي بدل مساعدتي له ، فقال ( لا شيء) فرضيت بها وحملت حمله . وهاأنذا أريد أن يدفع لي اللا شيء . فقال جحا : دعواك صحيحه يا بني ، اقترب مني وارفع هذا الكتاب . ولما رفعه قال له جحا : ماذا وجدت تحته ؟ قال : لا شيء . قال جحا : خذها وأنصرف

زعموا أن جحا ذهب يحتطب وعمل فوق مايطيق فأرهقه الحمل وبلغت به المشقة ؛ ثم رأى في طريقه رجلاً أبله ,فاستعان به فقال الرجل: كم تعطيني أذا أنا حملت عنك؟ قال جحا: أعطيك لاشئ. قال: رضيت . ثم حمل الأبله وانطلق معه حتى بلغ الدار .فقال:اعطني أجري فقال جحا: لقد أخذته ,واختلافا هذا يقول أعطني وهذا يقول أخذت ؛فأمسك الرجل بتلابيبه ومضى يرفعه إلى القاضي وكانت بالقاضي لوثة* وعلى وجهه دلائل الحمق تخبرك عنه قبل أن يخبرك عن نفسه ,فلما سمع .الدعوى ,قال لجحا:أنت في الحبس أو تعطيه اللاشئ. قال جحا: لقد احتجت لعقلي بين هذين الأبلهين ثم إنه أدخل يده في جيبه وأخرجها مطبقة.فقال للرجل:تقدم وافتح يدي .فتقدم وفتحها!قال جحا:ماذا فيها؟.قال الرجل:لاشئ.فقال له جحا:خذ لاشيئك وامضي فقد برئت ذمتي قالوا فذهب الرجل يحتج فقال له القاضي:أنت أقررت أنك .رأيت في يده لاشئ وهو أجرك فخذه ولاتطمع في أن أزيد من حقك

من نوادر جحا


من نوادر جحا

اسم السلسلة: نوادر وطرائف

كان جحا مسافرا إلى بلدة بعيدة وأخذ معه جوالا من السكر فسأله بعضهم لماذا تأخذ معك جوالا من السكر فقال لهم لأن الغربة مرة

رأى جحا رجل يغرق في البحر فقام ينقذة وبعد ما طلعة جحا رماه الى البحر تانى فقال الرجل لماذا رميتني مرة اخرى ؟؟ فقال جحا (أعمل الخير وارميه البحر)

دخل جحا أحد المحلات التي تبيع الحلوى والفطائر......وطلب من البائع أن يعطيه قطعة من الحلوى..... لم تعجب الحلوى
جحا.......فطلب من البائع أن يستبدلها بقطعة من الفطير..... أخذ جحا قطعة الفطير......وأنصرف دون أن يدفع ثمنها....... نادى البائع على جحا وقال له: لم تدفع ثمن الفطيرة يا جحا؟!!! فقال جحا : ولكنني قد أعطيتك قطعة الحلوى بدلاً منها فقال البائع : ولكنك لم تدفع ثمن الحلوى أصلاً!! وقال جحا: وهل أخذت الحلوى وأكلتها حتى ادفع ثمنها؟؟؟!!!

ضاع الحمار ضاع حمار جحا فأخذ يصيح وهو يسأل الناس عنه: ضاع الحمار . والحمد لله. قيل له: فهل تحمد الله على ضياعه؟! قال: نعم، لو أنني كنت أركبه لضعت معه، ولم أجد نفسي..!

أعطى خادما له جرة ليملأها من النهر، ثم صفعه على وجهه صفعة شديدة وقال له: إياك أن تكسر الجرة، فقاله: لماذا ضربتنى قبل أن اكسرها؟ فقال: أردت أن أريك جزاء كسرها حتى تحرص عليها.

قيل لجحا: عد لنا المجانين في هذه القرية. قال: هذا يطول بي ..ولكني استطيع بسهولة ان اعد لكم العقلاء.

تزوج جحا وبعد ثلاثة أشهر أخبرته زوجته أنها ستلد و طلبت منه أن يحضر لها الدايه فقال لها : نحن نعرف أن النساء يلدن بعد تسعة أشهر ، فما هذا ؟ فغضبت منه و قالت : إن أمرك لعجيب ، كم مضي علي زواجنا ، ألم يمضي ثلاثة أشهر قال : نعم فقالت : و قد مضي عليك متزوجاً بي ثلاثة أشهر ، فصاروا ستة ، أليس كذلك ؟ فقال : نعم فقالت : و قد مضي علي الجنين في بطني ثلاثة أشهر ، فهذه تتمه التسعة ففكر جحا قليلاً وقال : الحق معك فأنا لم أفقه هذا الحساب الدقيق فعفواً عني لقد أخطأت في حقك

سال جحا شخص إذا أصبح الصبح خرج الناس من بيوتهم إلى جهات شتى، فلم لا يذهبون إلى جهة واحدة؟ فقال له: إنما يذهب الناس إلى كل جهة حتى تحفظ الأرض توازنها أما لو ذهبوا في جهة واحد فسيختل توازن الأرض، وتميل وتسقط

واعد جحا الحاكم أن يذيقة وزة من طهي زوجتة وقرر أن يفي بوعدة، فأوصة زوجتة أن تعد أكبر وزة عندهم، وأن تحسن طهيها وتحميرها، لعل الحاكم يعطى لة بمنحة من منحه الكثيرة... وبعد أن أنهت زوجتة من إعداد الإوزة، حملها إلى قصر الحاكم، وفي طريقة جاع واكل أحد فخذي الإوزة... وعندما وصل إلى القصر، وقدمها بين يدي الحاكم، قال لة الحاكم مضيق: ما هذا يا جحا؟! أين رجل الإوزة؟! فقال له: كل الإوز في بلدتنا برجل واحدة، وإن لم تصدقني فتعال وأنظر من نافذة القصر إلى الإوز الذي على شاطئ البحيرة. فنظر فإذا سرب من الإوز قائم على رجل واحدة كعادة الإوز في وقت الراحة. فأرسل أحد الجنود إلى سرب الإوز، وهو يحمل العصا، ففزع الإوز، وجرى إلى الماء على رجليه. فقال الحاكم: ما قولك الآن؟ فقال: لو هجم أحد على إنسان بهذه العصا لجرى على أربع.... فما بالك بالإوز؟

تزوج جحا امرأة حولة ترى الشي شيئين ، فلما كان يحين موعد الغداء أتى برغيفين ، فرأتهما أربعة ، ثم أتى بالإناء فوضعه أمامها ، فقالت له : ما تصنع بإناءين و أربعة أرغفة ؟ يكفي إناء واحد و رغيفان . ففرح جحا و قال : يالها من نعمة ! و جلس يأكل معها ، فرمته بإناء بما فيه من الطعام و قالت له : هل أنا فاجرة حتى تأتي برجل آخر معك لينظر إلي ؟ فقال جحا : يا حبيبتي , أبصري كل شئ اثنين ما عدا انا

ترك جحا كمية من الحديد عند أحد التجار , و عندما عاد للتاجر يطلب منه الحديد , أخبره التاجر بأن الحديد أكله الفأر , تظاهر جحا بالتصديق , بعد عدة أيام رأى جحا أبن التاجر فخطفة , فاخذ التاجر يبحث عن أبنه , و عندما رأى جحا سأله عن أبنه , فأجابه جحا : قد سمعت زقزقة و عندما أستعلمت عن الأمر رأيت عصافير يحملون طفل , اجابه التاجر : أتستطيع العصافير أن تحمل ولدا !! , رد عليه جحا : البلد التي تأكل بها الفئران الحديد بها الطيور تحمل الأطفال ! , ضحك التاجر و قام بإعادة الحديد لجحا .

سأل جحا يوما : إذا دخل القمر الجديد فأين يكون القديم ؟ قال:انهم يقطعونة ويصنعون منة نجوما

تنازع شخصان وذهبا إلى جحا – وكان قاضيا – فقال المدعي : لقد كان هذا الرجل يحمل حملا ثقيلا ، فوقع على الأرض ، فطلب مني أن أعاونه ، فسألته عن الأجر الذي يدفعه لي بدل مساعدتي له ، فقال ( لا شيء) فرضيت بها وحملت حمله . وهاأنذا أريد أن يدفع لي اللا شيء . فقال جحا : دعواك صحيحه يا بني ، اقترب مني وارفع هذا الكتاب . ولما رفعه قال له جحا : ماذا وجدت تحته ؟ قال : لا شيء . قال جحا : خذها وأنصرف

زعموا أن جحا ذهب يحتطب وعمل فوق مايطيق فأرهقه الحمل وبلغت به المشقة ؛ ثم رأى في طريقه رجلاً أبله ,فاستعان به فقال الرجل: كم تعطيني أذا أنا حملت عنك؟ قال جحا: أعطيك لاشئ. قال: رضيت . ثم حمل الأبله وانطلق معه حتى بلغ الدار .فقال:اعطني أجري فقال جحا: لقد أخذته ,واختلافا هذا يقول أعطني وهذا يقول أخذت ؛فأمسك الرجل بتلابيبه ومضى يرفعه إلى القاضي وكانت بالقاضي لوثة* وعلى وجهه دلائل الحمق تخبرك عنه قبل أن يخبرك عن نفسه ,فلما سمع .الدعوى ,قال لجحا:أنت في الحبس أو تعطيه اللاشئ. قال جحا: لقد احتجت لعقلي بين هذين الأبلهين ثم إنه أدخل يده في جيبه وأخرجها مطبقة.فقال للرجل:تقدم وافتح يدي .فتقدم وفتحها!قال جحا:ماذا فيها؟.قال الرجل:لاشئ.فقال له جحا:خذ لاشيئك وامضي فقد برئت ذمتي قالوا فذهب الرجل يحتج فقال له القاضي:أنت أقررت أنك .رأيت في يده لاشئ وهو أجرك فخذه ولاتطمع في أن أزيد من حقك

*****ذات صباح بالمحطة***** ****في احدى قرى الجنوب بالرابطة**** ******شفتها حاطة الحطة****** *****في جلبابها حسبتها راهبة***** ******حَبِّيتَها و قلبي تعلق بِيهَا****** ****وصِرْت لا اصبر عن لقاها**** ***حتى انه خُيَل لي أَنِّي أسعد لمَّا أراهَا*** *********و دارت الايام********* *************فتبخرت الاحلام********** *********** الراهبة تطلع قطة *********** ***************ذات خطة ************** **************يا للورطة *************** ************وقعت فيها**************** ******** كانت لي اكبر غلطة******* **********و اكبر سقطة ************ ********ما اعرف أَدَاوِيهَا ********** ********لاني حبيتها و قلبي هواها..********* ******** و لم يعد بوسعي أنساها ********

*****ذات صباح بالمحطة*****
****في احدى قرى الجنوب بالرابطة****
******شفتها حاطة الحطة******
*****في جلبابها حسبتها راهبة*****
******حَبِّيتَها و قلبي تعلق بِيهَا******
****وصِرْت لا اصبر عن لقاها****
***حتى انه خُيَل لي أَنِّي أسعد لمَّا أراهَا***
*********و دارت الايام*********
*************فتبخرت الاحلام**********
*********** الراهبة تطلع قطة ***********
***************ذات خطة **************
**************يا للورطة ***************
************وقعت فيها****************
******** كانت لي اكبر غلطة*******
**********و اكبر سقطة ************
********ما اعرف أَدَاوِيهَا **********
********لاني حبيتها و قلبي هواها..*********
******** و لم يعد بوسعي أنساها ********

*******والثالثة آه ...********* ******* ما تعرف تنطق بالعربية ******* *******و تتكلم عن الحرية ******* ********وتحب الخرجة و زيارة النسوان *******


*******والثالثة آه ...*********

******* ما تعرف تنطق بالعربية *******

*******و تتكلم عن الحرية *******

********وتحب الخرجة و زيارة النسوان *******

الثانية آه ..


************************ الثانية آه ...********************
********************خارجة من بيت أولادها ****************
********************* داخلة بيت الجيران ******************
******************* الخاتمة كان نشوز منها *****************
********************** ومني النسيان ********************
************** لمجرد ما يشبه النقاش دار بيني و بينها *************
***************** انتهى بنا للمحاكم مثل  العدوان ***************

*****الأولى آه ... بنت القرى و البوادي ***** ******* تمارس الرقص******* ******مع من أبناء الفلاحين****** **** مهنة لا يعرفها ابائي و لا اجدادي **** ********وجهت لها لومي ******** ********أجابتني اختها عادي******** ******* قالوا تقدم قلت كيف ؟ من اين؟ ******* (قالوا تقدم قلت طحين) ****انظر كيف انقلبت الموازين ****

******الأولى آه ... بنت القرى و البوادي ******
************ تمارس الرقص************
***********مع من أبناء الفلاحين**********
****** مهنة لا يعرفها ابائي و لا اجدادي ******
*************وجهت لها لومي ***********
************أجابتني اختها عادي**********
******* قالوا تقدم قلت كيف ؟ من اين؟ *******
**********(قالوا تقدم قلت طحين)**********
*********انظر كيف انقلبت الموازين**** ****

*****الأولى آه ... بنت القرى و البوادي ***** ******* تمارس الرقص******* ******مع من أبناء الفلاحين****** **** مهنة لا يعرفها ابائي و لا اجدادي **** ********وجهت لها لومي ******** ********أجابتني اختها عادي******** ******* قالوا تقدم قلت كيف ؟ من اين؟ ******* ****انظر كيف انقلبت الموازين ****

*****الأولى آه ... بنت القرى و البوادي *****
******* تمارس الرقص*******
******مع من أبناء الفلاحين******
**** مهنة لا يعرفها ابائي و لا اجدادي ****
********وجهت لها لومي ********
********أجابتني اختها عادي********
******* قالوا تقدم قلت كيف ؟ من اين؟ *******
****انظر كيف انقلبت الموازين ****

لو قدّر لتيار "المعتزلة" في شرقنا الاسلامي أن ينتصر .....


لو قدّر لتيار "المعتزلة" في شرقنا الاسلامي أن ينتصر .....

في أواخر العصر الاموي ظهر في البصرة ما صار يعرف لاحقاً باسم فرقة "المعتزلة".

ويقال ان سبب التسمية كان بسبب اختلافٍ في الرؤى والمواقف بشأن قضايا فقهية وعقائدية حصل بين العالم المشهور الحسن البصري وبين أحد تلامذته الأذكياء وهو واصل بن عطاء الذي قام وترك حلقة الدرس الذي كان يقيمه الحسن في المسجد وأنشأ حلقة خاصة به, فقال الحسن البصري " اعتزلنا واصل"
ومن هنا بدأت تسمية تلك الفرقة التي سيكون لها شأن بين المسلمين في القرون التالية.
--------------
---------------
ملاحظة
هذه الرواية و التي تقدم اصل تاريخ نشوء مدرسة العقل المعتزلية ليست حقيقية وهي رواية خصوم المعتزلة
السلطة و اتباعهم من الفقهاء
سلاطني
------------
---------------
ويمكن تلخيص فكر المعتزلة واختزاله في عبارة واحدة: العقل. فأهم مبدأ معتزلي وما يميزهم عن غيرهم هو أن العقل هو طريق الوصول إلى الحقيقة, حتى لوكانت حقيقة الدين والايمان.

فالمعتزلة رأوا ان عقل الانسان سوف يدله على خالق هذا الكون
وانه يمكن اثبات النبوة والوحي والجنة والنار ومبادئ الاسلام عن طريق العقل والمنطق.
والمعتزلة رفضوا أن يكون الدين مجرد نصوص يتم تلقينها للمؤمنين الذين يقتصر دورهم على أن يحفظوها ويرددوها.
وهم قالوا ان الله خلق الانسان ومنحه العقل ليفكر به ويتدبّر , وأن الاسلام هو دين الحجة والعلم والمنطق وليس دين الجهل والخرافة.
وهناك من الباحثين من يعتقد أن الداعي لظهور هذه الفرقة كان الظرف الحضاري و التاريخي الذي كان يمر به الاسلام.

فعند نهاية القرن الهجري الأول

كان الاسلام قد توسع ودخلت فيه أمم عديدة

وشعوب كثيرة , ودخلت معها ثقافات مختلفة ودخلت الفلسفة , ولم يعد المنهج النصي التقليدي النقلي يفي حاجات المسلمين العقلية في جدالهم. فالمنهج الذي صار يصلح لذلك هو المنهج العلمي العقلاني والذي مثله المعتزلة وأصبح أهم المذاهب الكلامية التي تتولى الدفاع عن الاسلام أمام هجمات متكلمي الأديان الأخرى والملحدين والزنادقة.

ومن أهم مبادئ المعتزلة التنزيه المطلق للخالق عز وجل : فالله "ليس كمثله شيء" , فلا تشبيه ولا تجسيم لأن الله مُنزّه عن أن يكون مثل الأجسام أو الموجودات الحسية .
وهم ينفون أي تشبيه بين المخلوقات والله، والآيات القرآنية التي تفيد التشبيه لا يقبلها المعتزلة على ظاهرها بل يقومون بتأويلها مثل "ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام" فيخرجون المعنى الظاهر لكلمة (وجه) ويقولون أن المقصود بها الذات.

وأجمع المعتزلة على أن الله لا يرى بالأبصار لا في الدنيا ولا في الآخرة، لأن في إثبات الرؤية إثبات الجهة لله , وهو منزه عن الجهة والمكان، وتأولوا قول القرآن:{وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} أي منتظرة.
وهكذا اوجبوا تأويل كل الآيات المتشابهة.
ويؤمن المعتزلة أن الله عز وجل قد خلق "نواميس الكون", وهي بلغتنا الحديثة قوانين الطبيعة, التي يسير عليها كل شيئ في هذه الدنيا, وأن الله لا يمكن أن يتدخل لينقضَ نواميسَ الكون التي وضعها هو.

ومعنى ذلك أن خوارق الطبيعة لم ولن تحصل لأنها لو حصلت لاضطرب نظام الكون كله ولكان ذلك ضد ارادة الله الكونية.
ومن هذا المنطلق العقلاني رفض المعتزلة التسليم بأن المعجزات الواردة في القرآن قد حصلت في الحقيقة حسب ظاهر النص , بل قالوا بضرورة تأويلها , بما لا يتناقض مع أسسس العلم والمنطق وبشكل ينسجم مع روح النص القرآني.
ومثالٌ على ذلك الطير الأبابيل والتي تحمل حجارة من سجيل قذفتها على جيش أبرهة الأشرم : لا يعني ذلك أنه بالفعل قد جاءت طيور عملاقة ( لا تعرف العرب كلمة "أبابيل" ) تحمل حجارة نارية مشتعلة (كلمة "سجيل" ليس لها علاقة بالنار من حيث الاساس اللغوي العربي) لتحرق بها القوات التي هاجمت مكة.
فالذي حصل بالفعل أن جيش أبرهة قد تعرض الى كارثة من نوع ما : ربما تفشى بين صفوفه مرضٌ معدٍ وفتاك, أو ربما حصلت ظروف جوية فظيعة (طوز عظيم ورمال وعواصف) مما أدى الى هزيمة الجيش وتراجعه أو القضاء عليه. فجاء النص القرآني ببلاغته الفريدة ليعبر عن تلك الواقعة بالطير الابابيل التي تقذف حجارة من سجيل دون أن يعني ذلك حصولها بالفعل على ذلك الوصف.
ويرى المعتزلة أن الإنسان حرٌ في أفعاله .

وهم يقولون ذلك لكي يدافعوا عن التكليف الشرعي لأن الإنسان المسلم مكلف شرعاً والإنسان مسؤول عن هذه الأفعال حتى يستقيم التكليف ويكون الثواب عدلاً والعقاب عدلاً.

خلافاً لرأي الجبرية الذين يعتقدون أن الأفعال من خلق الله والإنسان مجبورٌ عليها.

فالمعتزلة ترى أن عدل الله يقتضي أن يكون الإنسان هو صاحب أفعاله,

وبالتالي يرفضون أن ينسب الانسان ما يحصل معه من مشاكل وصعوبات أو ما يتعرض له من ظلم وقهر الى مشيئة الله وارادته.

فالقول بالعدل الإلهي يترتب عليه أن الله لا يفعل الشر , فأفعال الله كلها حسنة وخيرّة، والشر من عند الانسان , والرب تعالى منزه أن يضاف إليه شر وظلم وفعل هو كفر ومعصية؛ لأنه لو خلق الظلم كان ظالمًا كما لو خلق العدل كان عادلاً.
أي ان المعتزلة في كل آرائهم أرادوا أن يزيلوا التناقض بين العقل والعلم من جهة والدين من جهة أخرى.

وذلك أمرٌ في غاية الأهمية لأنه يعني أن الانسان الواعي, الذكي والمفكر لن يكون مضطراً الى الاختيار بين الاثنين, وسوف لن يُجبر على الايمان بما لا يقبله عقله ولا تصدق به نفسه من أجل أن يكون مسلماً.

المعتزلة في التاريخ :

ومن ناحية تاريخية برز مجموعة من العباقرة كقيادات للمعتزلة تولت مسؤولية الدفاع عن الاسلام والمحاججة عنه على الصعيد الفكري في مواجهة الدعاة المسيحيين وحاخامات اليهود, بالاضافة الى الدهرية ودعاة الالحاد.

ومن أبرز شخصيات المعتزلة

ابو الهذيل العلاف

والنظّام

والجاحظ

وابن ابي الحديد

والقاضي عبد الجبار.

وكانت القضية التاريخية الأبرز التي تعلقت بفرقة المعتزلة , واشتهرت وذاعت, هي قضية

" خلق القرآن".

وقد سببت لهم هذه القضية أذى كبيراً وتعرضوا بسببها الى الكثير من التجني والافتراء.

وترجع هذه القضية في أساسها الى الجدال الفكري الذي خاضه رموز من المعتزلة مع قسّ مسيحيّ من الشام يدعى " يوحنا الدمشقي".


ويوحنا هذا كان يخوض جدالاً لاهوتياً ومناظرات فكرية ضد الاسلام, وكان ذكياً وواسع الاطلاع.

وفي معرض احتجاجه على المسلمين كان يستخدم الآية القرآنية التي تذكر ان المسيح عيسى بن مريم هو "روح الله وكلمته" ليستدل بها على ألوهية المسيح.

فكان يوحنا يقول ما دام أن القرآن يقر بأن المسيح هو كلمة الله فلا بد إذن أن يكون ذا طبيعة الهيةٍ غير بشرية, لأن كلام الله صفة ملازمة له, لا تنفصل عن ذاته, والمسيح بالتالي قديم كقِدم الله.

فردّ عليه المعتزلة بالقول أن القرآن كلام الله وأنه مخلوقٌ أو حادثٌ, أي أنه وُجد بعد أن لم يكن موجودا وتكلم الله به بعد لم يكن متكلما.

والكلام صفة الفعل وليس صفة للذات, وبالتالي تكون حجة يوحنا باطلة.

ومن هنا كان تأكيدهم على ان القرآن مخلوق, وليس صفة قديمة لذات الله.
وطبعاً لم يكن عامة المسلمين يدركون سبب اهتمام المعتزلة بهذه القضية وتشديدهم على على ان "القرآن مخلوق" .

والفقهاء التقليديون , والسلفيون منهم بالتحديد, كانوا يزدرون المعتزلة ويمقتونهم من حيث المبدأ.

فالخطاب السلفي يعتبر العقل البشري عاجزاً عن إدراك المقاصد الالهية العظيمة وبالتالي لا يجوز إعمال العقل للنظر في أمور الدين والايمان. كره السلفيون

– ولا يزالون يكرهون-

المتكلمين والفلاسفة واهل المنطق ورفضوا الخوض في كلامهم لأن المسلم بنظر السلفيين عليه فقط أن يتلقى نصوص القرآن والسنة كما هي , وياخذها على ظاهرها ولا يتجاوز.

وبالتالي أثبت السلفيون لله صفات الجسم فقالوا ان له يداً , وعينيين, وعرشاً وووو .

ورغم أن معظم السلفيين أضافوا بأن صفات جسم الله ليست بالضرورة مثل صفات جسم الانسان

( حسب قولهم : الكيف مجهول)

إلاّ أن ذلك طبعاً لا يكفي لردّ تهمة التجسيم والتشبيه عنهم.

وبما ان السلفيين لا يكترثون كثيراً بما يقوله رهبان النصارى وما يسوقونه من حجج, فلم يلقوا بالاً لما يقوم به المعتزلة من تصدّ فكريّ لهؤلاء ورفضوا الاقرار مع المعتزلة بأن القرآن مخلوق.

هم في الحقيقة لم ينفوا بأن القرآن مخلوق بل كان موقفهم هو رفض الخوض في الموضوع أصلاً, والاكتفاء بالقول ان القرآن هو كلام الله دون تحديد إن كان مخلوقاً أم صفة قديمة لله.

وأصر السلفيون ورئيسهم أحمد بن حنبل على موقفهم ذاك واعتبروا الخوض في مسالة خلق القرآن "بدعة".
وبقيت هذه القضية متداولة في الاوساط الفكرية الى أن جاء الخليفة العباسي المامون الذي كان محباً للعلم ومؤمناً بالعقل, وأنشأ مكتبة

"دار الحكمة"

العملاقة في بغداد.

والذي حصل أن المأمون اقتنع برأي المعتزلة في قضية خلق القرآن.

ودائماً حين تتدخل السلطة في شؤون الفكر فهي تفسد أكثر مما تصلح! وهذا ما حصل مع المأمون الذي قرر أن يجبر الناس على الاعتقاد بخلق القرآن!

و"وامتُحِن" الكثيرون أمام المأمون حتى صار الأمر يُعرف بفتنة خلق القرآن!

وكان ممن امتحنوا الإمام أحمد بن حنبل الذي رفض الرضوخ لأوامر المأمون والإقرار بخلق القرآن، فسُجن وضُرب بالسياط في عهد المعتصم بعد وفاة المأمون، وبقي في السجن مدة عامين ونصف ثم أعيد إلى منزله.

وهذا الموقف أكسب ابن حنبل شعبية ورفع من مكانته بين الناس الذين رأوه صامداً قبال السلطة الظالمة التي تريد ان تفرض رأي المعتزلة بالقوة!

وطبعاً تلطخت سمعة المعتزلة بسبب سلوك المأمون والمعتصم الذين ارادا نصرة رأيهم فتسببا في اضعافه!

ولا يمكن أن يُنسب موقف الخليفتين الى فرقة المعتزلة.

فالمعتزلة أهل فكر ومنطق , وجدال وحجة, ولا يمكن أن يقروا إرغام الناس على معتقداتهم ولا أن يؤيدوا البطش والقهر الذي تمارسه السلطة الحاكمة.
وللحقيقة أقول ان رجلاً من المعتزلة اسمه احمد بن ابي داود قد تواطأ مع الخليفة المأمون وساعده في سعيه لامتحان الناس على خلق القرآن.

ولكن هذه كانت حالة فردية لرجلٍ ركب موجة السلطة, ومن الظلم أن يُقرن عموم المعتزلة بسلوك أحدهم ممن مال الى السلطة على حساب المبدأ.
وعلى كل حال فقد انتهت "الفتنة" سريعاً لما تولى المتوكل الخلافة عام 232هـ فأظهر "الانتصار للسُّنَّة"، وأمرَ بمنع الناس من الخوض في مسألة الكلام، والكفِّ عن القول بخلق القرآن، وتوعّد من تعلّم علم الكلام أو تكلم فيه بالويل والثبور، وأمر الناس أن لا يشتغل أحد إلا بالكتاب والسنة لا غير، وأمر بإكرام الإمام أحمد بن حنبل إكرامًا عظيمًا وقتل الكثيرين من رموز المعتزلة.
وبعد ذلك دأبت الحكومات المتعاقبة على "ترتيب" امورها مع تيار الفقهاء التقليديين , فاعتمدتهم كمرجعية دينية للدولة ومنحتهم المزايا مقابل تأييدهم للسلطان الحاكم. وطبعاً كان المعتزلة هم الضحية لأن فكرهم تم استبعاده ومحاربته بأمر من تحالف السلطة الحاكمة مع تيار الفقهاء التقليديين. وتم ترسيخ كل مقولات ابن حنبل وتياره السلفي الرافض لمنهج العقل والعلم الى يومنا هذا.

وانا أقول انه لو استمرّ تيار المعتزلة ونما, وتابع انشاره في بلاد المسلمين , ولو لم تتم محاربته وطمس آثاره من قبل السلطات المتعاقبة التي وطّدت أركان فكر الخرافة والظلام, لكانت الثورة العلمية والصناعية قد حصلت عندنا , وفي بلادنا, وليس في اوروبا!

ولكانت النهضة الحضارية الكبرى قد بدأت لدينا نحن قبل أوروبا بعدة قرون! ولما كنا اليوم نرى الكثيرين من المسلمين مشغولين بأمور الجن والعفاريت في القرن الحادي والعشرين!

ولما كنا نجلس خاملين ونكتفي بالدعاء الى الله لكي يتدخل ليهزم أعداءنا ويحرر بلادنا ,دون أن نفعل شيئاً مفيداً . ولما كنا نسمع فتاوى عجيبة كل يوم من "علماء" لا يفكرون ولا يهتدون بهدي القرآن الذي ذم التقليد الاعمى والجاهلين الذين "لا يعقلون", والذي حث على العلم فابتدأ نزوله بكلمة "اقرأ" !