الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

samedi 31 août 2013

ما الذي قدمته السلفية للأمة سوى الارتكاس للماضي وقمع كل محاولات التجديد تحت ذريعة اتباع منهج السلف الصالح ذلك المصطلح الفضفاض الذي لا يمكن تحديد ماهيته بشكل دقيق .!!



ما الذي قدمته السلفية للأمة سوى الارتكاس للماضي وقمع كل محاولات التجديد تحت ذريعة اتباع منهج السلف الصالح ذلك المصطلح الفضفاض الذي لا يمكن تحديد ماهيته بشكل دقيق .!!



لم تكتفي السلفية بتكميم الافواه وتعطيل العقول بل اخذت تعبث بمصير الامة من خلال قيام افراخها شرقا وغربا بإراقة الدماء بشكل عبثي لا يحمل اي رؤية متزنة للأوضاع السياسية فكانت السلفية بحق حربة في خاصرة الاسلام تستنزف كل حسناته وتحولها الى وقود لتجييش الناس خلفها



وبعيدا عن اشكالية تحديد مفهوم السلفية تبقى السلفية نصيرا مخلصا لمشاريع الاستبداد والاستعمار ومؤامرات تشويه صورة الاسلام
فقد عملت بعمى بصر وبصيرة وبدأب على اسقاط الاتحاد السوفيتي وخاضت حربا بالنيابة عن امريكا لتدشن انهيار المعسكر الشرقي
ثم ازداد تحالفها قوة مع امريكا وأعداء الاسلام دون ان تدري انها تشوه صورة الاسلام وتحول الجهاد وهو احد ثوابت الدين تحوله الى ايديولوجيا عبثية لا هم لها سوى اراقة الدماء والتساهل في قتل البشر فسهلت بذلك المهمة على شانئي الاسلام ليتحول الاسلام من دينرباني يحض على التسامح الى دعوة لقتل البشر وإراقة الدماء.



ومضت السلفية تصنع الاعداء بدأب سواء داخل المنظومة الاسلامية من خلال تفسيق وتبديع كل الاجتهادات الاسلامية ورميها بافضع التهم التي تبدأ بوهم امتلاك السلفية لمنابع الدين الصافية وتنتهي برمي المخالف بالظلال باعتبار السلفيين الفرقة الناجية التي ستسكن الفردوس الاعلى وبقية البشر الى سواء الجحيم وبأس القرار .



وتاريخ السلفية في قمع الانسان وتكبيل حريته وتعبيده للظلمة تاريخ طويل من خلال شرعنة الظلم ونهب اموال الشعوب تحت ذريعة طاعة ولي الامر !!



وكما تحالفت السلفية مع امريكا دون علمها تحالفت مع الحكام الظلمة بعلمها ومضت تشرعن ظلمهم وقمعهم وتلعن كل ما يمكن ان يرفع سلطتهم عن رقاب الناس .



فالديمقراطية في نظر السلفيين شر مستطير والليبرالية منتج شيطاني وهكذا احكمت الوثاق حول عنق كل من يروم التحرر والانعتاق من رق العبودية .



وحولت شباب الامة الى مشاريع فدائية لا طائل من ورائها وحاربت باسم الدين وتعالت عن اعتبار اجتهادها وفهمها للحياة والدين مجرد رأي بشري قابل للصواب والخطأ لقد جعلت فهمها هو الدين ذاته وبررت افعالها المشينة ونسبتها للدين فقتلت باسم الله وتحالفت مع الاستعمار باسم الله وقمعت الشعوب باسم الله وسهلت نهب مقدرات الشعوب باسم الله وحولت العقل الى عدو للإنسان ولم تعتبره سوى ذاكرة لحفظ اساطير الهالكين وترديدها والتوقف عند ثقافة القرون الوسطى فكذبت بذلك ادعاءها ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان .



واعتبرت اجتهادات السلف الصالح عابرة للزمن صالحة لكل زمان ومكان فاختلط تفسير البشر الاجتهادي بكلام الله المقدس فتم تكبيل النص المقدس باجتهادات بشر خاضعة لسنن الاجتهادات البشرية .



فكانت جريمة السلفية الكبرى قمع الانسان


_


www.almaany.com

ما الذي قدمته السلفية للأمة سوى الارتكاس للماضي وقمع كل محاولات التجديد تحت ذريعة اتباع منهج السلف الصالح ذلك المصطلح الفضفاض الذي لا يمكن تحديد ماهيته بشكل دقيق .!!


ما الذي قدمته السلفية للأمة سوى الارتكاس للماضي وقمع كل محاولات التجديد تحت ذريعة اتباع منهج السلف الصالح ذلك المصطلح الفضفاض الذي لا يمكن تحديد ماهيته بشكل دقيق .!!



لم تكتفي السلفية بتكميم الافواه وتعطيل العقول بل اخذت تعبث بمصير الامة من خلال قيام افراخها شرقا وغربا بإراقة الدماء بشكل عبثي لا يحمل اي رؤية متزنة للأوضاع السياسية فكانت السلفية بحق حربة في خاصرة الاسلام تستنزف كل حسناته وتحولها الى وقود لتجييش الناس خلفها



وبعيدا عن اشكالية تحديد مفهوم السلفية تبقى السلفية نصيرا مخلصا لمشاريع الاستبداد والاستعمار ومؤامرات تشويه صورة الاسلام
فقد عملت بعمى بصر وبصيرة وبدأب على اسقاط الاتحاد السوفيتي وخاضت حربا بالنيابة عن امريكا لتدشن انهيار المعسكر الشرقي
ثم ازداد تحالفها قوة مع امريكا وأعداء الاسلام دون ان تدري انها تشوه صورة الاسلام وتحول الجهاد وهو احد ثوابت الدين تحوله الى ايديولوجيا عبثية لا هم لها سوى اراقة الدماء والتساهل في قتل البشر فسهلت بذلك المهمة على شانئي الاسلام ليتحول الاسلام من دينرباني يحض على التسامح الى دعوة لقتل البشر وإراقة الدماء.



ومضت السلفية تصنع الاعداء بدأب سواء داخل المنظومة الاسلامية من خلال تفسيق وتبديع كل الاجتهادات الاسلامية ورميها بافضع التهم التي تبدأ بوهم امتلاك السلفية لمنابع الدين الصافية وتنتهي برمي المخالف بالظلال باعتبار السلفيين الفرقة الناجية التي ستسكن الفردوس الاعلى وبقية البشر الى سواء الجحيم وبأس القرار .



وتاريخ السلفية في قمع الانسان وتكبيل حريته وتعبيده للظلمة تاريخ طويل من خلال شرعنة الظلم ونهب اموال الشعوب تحت ذريعة طاعة ولي الامر !!



وكما تحالفت السلفية مع امريكا دون علمها تحالفت مع الحكام الظلمة بعلمها ومضت تشرعن ظلمهم وقمعهم وتلعن كل ما يمكن ان يرفع سلطتهم عن رقاب الناس .



فالديمقراطية في نظر السلفيين شر مستطير والليبرالية منتج شيطاني وهكذا احكمت الوثاق حول عنق كل من يروم التحرر والانعتاق من رق العبودية .



وحولت شباب الامة الى مشاريع فدائية لا طائل من ورائها وحاربت باسم الدين وتعالت عن اعتبار اجتهادها وفهمها للحياة والدين مجرد رأي بشري قابل للصواب والخطأ لقد جعلت فهمها هو الدين ذاته وبررت افعالها المشينة ونسبتها للدين فقتلت باسم الله وتحالفت مع الاستعمار باسم الله وقمعت الشعوب باسم الله وسهلت نهب مقدرات الشعوب باسم الله وحولت العقل الى عدو للإنسان ولم تعتبره سوى ذاكرة لحفظ اساطير الهالكين وترديدها والتوقف عند ثقافة القرون الوسطى فكذبت بذلك ادعاءها ان الاسلام صالح لكل زمان ومكان .



واعتبرت اجتهادات السلف الصالح عابرة للزمن صالحة لكل زمان ومكان فاختلط تفسير البشر الاجتهادي بكلام الله المقدس فتم تكبيل النص المقدس باجتهادات بشر خاضعة لسنن الاجتهادات البشرية .



فكانت جريمة السلفية الكبرى قمع الانسان


 

vendredi 30 août 2013

الزمخشري الموحِّد، المفسر المظلوم

الزمخشري الموحِّد، المفسر المظلوم

 يقول السيوطي في العالِم الشامخ >محمود بن عمر بن محمد بن أحمد الزمخشري< (ت835هـ): >كان واسع العلم، كثير الفضل، غاية في الذكاء، وجودة القريحة، متفنِّناً في كل علم، معتزلياً قوياً في مذهبه، مجاهراً به حنيفياً<(1) وقد عرَّضه اعتزازه باعتناقه للمذهب الاعتزالي ـ والصراع الفكري والعقدي بين أهل السنة والمعتزلة ـ لألسنة بعض علماء المذهب السني خاصة، فجرَّحوه في عقيدته بسبب تأويله العقلي لآي متشابه في القرآن الكريم، تأويلاً لا يساير تفسيرهم لمعاني أساليبها، دون التعمق في البحث عن دلالتها البلاغية· وهذا التجريح القاسي هو الذي دفعني إلى قراءة بعض انتقاداتهم لطريقة فهمه لبعض الآي المتشابه، وهي طريقة تعتمد التأويل الذي يبنيه على التحليل اللغوي والبلاغي والأسلوبي، ومبدأ >القرآن الكريم يفسر بعضه بعضاً<· فقد لاحظ عليه أولئك العلماء أنه يلوي أعناق الآيات الكريمة لاستخراج معان تنسجم مع مذهبه الاعتزالي، وتخالف ما يرونه صواباً· وليس الهدف من هذه الدراسة الموجزة الدخول في متاهة النقاش الفلسفي والكلامي والأصولي والسياسي الذي دار بين الفكر الاعتزالي والسني خاصة، والخوض في منهج التفسير عند الزمخشري، ومنهج التفسير عند المناهضين له من علماء السنة، أو التطرق لموضوع التأويل وآلياته وحدوده، لأنها قضايا شائكة سال بموجبها مداد أقلام كثيرة، ولا تتبُّع المواطن التي تعرض فيها تفسيره آيات قرآنية للنقد المجرِّح لعقيدته، لكن الهدف هو النظر بتأن وموضوعية وتغليب هدفه الأسمى من منهجه في التأويل، في فريق من علماء أهل السنَّة، ولم يستجب له تصورهم الذي يستبعد إمكان التوفيق بين المعنى السطحي للأساليب التي صيغت بها تلك الآيات الكريمة، وبين الفهم العميق لدلالة أسلوبية بنائها اعتماداً على شواهد من القرآن الكريم نفسه، إذ سأحاول أن أوضح ـ حسب فهمي المتواضع، لأن الظليع لا يبلغ شأو الضليع ـ ما أظنه مجانبة لفهم مقاصد >الزمخشري< البعيدة من هذا التأويل·
 التأويل عند الزمخشري
 إن المقام لا يتسع إلا لإيراد أمثلة قليلة من الانتقادات التي وجهت لما فسر به >الزمخشري< ـ مثلاً ـ قوله تعالى: (وجوه يومئذ ناضرة· إلى ربها ناظرة· ووجوه يومئذ باسرة· تظن أن يُفعل بها فاقرة) القيامة: 22 ـ 25، إذ يقول: >تنظر إلى ربها خاصة، لا تنظر إلى غيره، وهذا معنى تقديم المفعول··· (وإلى الله المصير) آل عمران:28··· فاختصاصهم بنظرهم إليه لو كان منظوراً إليه: محال، ومن ثمَّ وجب حمله على معنى يصح معه الاختصاص، وإلى أن يكون من قول الناس: أنا إلى فلان ناظر ما يصنع بي، تريد معنى التوقع والرجاء<(2)·
 علَّق عليه >أحمد بن المنير< ـ الذي دأب على تتبع ما اعتبره من مزالق بدع >الزمخشري< ومزلات الشبهة ـ بقوله: >ما أقصر لسانه عند هذه الآية فكم له يدندن ويطبل في جحد الرؤية··· وما يعلم أن المتمتع برؤية جمال وجه الله تعالى لا يصرف عنه طرفه···<(3)·
 ويقول الصابوني: >أي تنظر إلى جلال ربها<، وفي الهامش: >هذا هو مذهب أهل السنَّة· ويقول عن المعتزلة: وأولوا الآية >ناظرة< بمعنى منتظرة تنتظر ثواب ربها، وهذا باطل لأن نظر بمعنى انتظر يتعدى بغير حرف الجر<(4)، وأورد البخاري في كتاب >التوحيد<: >إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر<(5)·
 إن منهج >الزمخشري< في تفسير بعض الآي المتشابه التي يعجز العقل البشري المحدد الإدراك، يطغى عليها محاولة استبعاد كل ما سيجر خيال غير العلماء المؤمنين، إلى تصور ما نزَّه الله تعالى عنه نفسه، لذلك يمكن القول: إنه لم يتجاهل منطوق الحديث الشريف المخبر بتحقق رؤية الله تعالى في الآخرة، وإنما أظنه اعتبره تحفيزاً للمسلمين على التقوى، من دون أن يفتح لهم >الزمخشري< مجال البحث عن تصور مَّا لذات الله عز وجل، مما سيؤدي إلى إخراجهم من دائرة الإيمان، فكأني به يقابل معنى الآية الكريمة (إلى ربها ناظرة) بقوله تعالى: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) الأنعام:103، الذي فسره بقوله: >المعنى أن الأبصار لا تتعلق به ولا تدركه، لأنه متعال أن يكون مبصراً في ذاته، لأن الأبصار إنما تتعلق بما كان في جهة أصلاً، أو تابعاً كالأجسام والهيئات)(6)، فكأني به انتقل به فكره إلى السياق المرتبط بالآية الكريمة الموالية لها والمقابلة لمعناها: (وجوه يومئذ باسرة تظن أن يُفعل بها فاقرة)· أي وجوه عابسة كالحة تتوقع أن تحل بها داهية عظمى تقصم فقار الظهر· فظن أن هناك تقابلاً بين >تظن< الدالة على التوقع وبين >ناظرة< الدالة على التوقع والانتظار كذلك· إن هذا الخلاف الحاد بين الإمام >أحمد بن المنير الإسكندري< ومن سلك مهيعه وبين >الزمخشري< مبني على الاختلاف بين منطلقين:
 المنطلق الأول:
فكر يرى أن عقل العلماء المؤمنين بالله ووحيه وكل ما لازمه، يمكنهم إدراك كنه الأساليب القرآنية، في حدود قدرات العقل البشري، إدراكاً قادراً على نفي كل ما نُزِّه عنه الحق سبحانه وتعالى من صفات، وأفعال، وذلك بتأويل ما تتضمنه آيات قرآنية كريمة مما يبدو في الظاهر، وعلى المستوى السطحي للمعنى، أنه يجعل غير المالكين لآليات التفسير القوي إيمانهم، وبخاصة العامة، تتيه عقولهم ويسرح خيالهم لتصور تلك الصفة التي وصف الله بها نفسه الجليلة، تصوراً خاضعاً لما يقتضيه عجز عقل الإنسان وخياله عن اختراق الملكوت الأعلى·
 المنطلق الثاني:
فكر يرى أن العقل عليه أن يؤمن بتلك الصفات كما وردت في الأسلوب القرآني دون أن يتجاوز ظاهرها إلى محاولة تأويلها، بحثاً عن معنى عميق يحمل العقل والخيال على صرف المعنى الظاهر لتلك الآية عن تصور ما الله عز وجل منزَّه عنه· لذلك نجد ما أورده منتقدو تفسيره >ناظرة< يعتمد الحديث الشريف الوارد في الصحيحين، وفي كون >ناظراً< لا يمكن أن يكون معناه منتظراً، لأن العرب لا تقول نظرت إلى الشيء بمعنى انتظرت·
 مفهوم الإعجاز القرآني
 لكن >الزمخشري< اتجه فكره رأساً إلى غير العلماء المؤمنين، الذين سيحملهم النظر إلى الله تعالى إلى تخيل ما لذاته جل وعلا، لأنهم ليس لديهم العلم القادر على استيعاب قوة الإعجاز القرآني، وعمقه وعظمته، فآثر أن يفسِّر لهم ناظراً بالانتظار، على الرغم من كونه يعلم أن >ناظراً< بمعنى ينتظر لا يتعدى باللام، وإنما يتعدى بنفسه على التوقع· إضافة إلى تشبُّع فكره بأسلوب الحجاج وكل وسائل الإقناع الرامية إلى توحيد الله تعالى وتنزيهه عن ما يمكن أن يتسرب إلى خيال غير العلماء المؤمنين، الذين يهديهم علمهم المقرون بقوة إيمانهم إلى أن يجول فكرهم وخيالهم في ما يليق بالملكوت الأعلى حسب طاقتهم البشرية التي تصطدم بحجب هذا الملكوت·
 ويقول >الزمخشري< في تفسير قوله تعالى: (الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون)البقرة:51: >إن الطغيان والتمادي في الضلالة مما اقترفته أنفسهم واجترحته أيديهم، وأن الله بريء منه رداً لاعتقاد الكفرة القائلين: لو شاء الله ما أشركنا، ونفياً لوهم من عسى يتوهم عند إسناد المد إلى ذاته لو لم يضف الطغيان إليهم ليميط الشُّبَه ويقلعها ويدفع في صدر من يلحد في صفاته· ومصداق ذلك أنه حين أسند المدَّ إلى الشياطين، أطلق الغي ولم يقيِّده بالإضافة في قوله: و(إخوانهم يمدونهم في الغي) الأعراف:202 (7)، ويعقب عليه الإمام >أحمد الإسكندري< بقوله: >كل فعل صدر عن العبد له اعتباران: إن نظرت إلى وجوده وحدوثه وما هو عليه من وجوه التخصيص، فانسب ذلك إلى قدرة الله وحده وإرادته لا شريك له· وإن نظرت إلى تميزه عن القسر الضروري فانسبه في هذه الجهة إلى العبد، وهي النسبة المعبَّر عنها شرعاً بالكسب في أمثال قوله تعالى: (فبما كسبت أيديكم) الشورى: >30<(8) الناظر في تفسير هذه الفئة من أهل السنَّة لدلالة القضاء والقدر التي >تعتبر أساس الخلاف الحاد بينهم وبين المعتزلة، سيلاحظ اعتماد >أحمد الإسكندري< نظرية الكسب التي يبدو لي أنها تتقاطع مع مبدأ العدل عند المعتزلة، الذين لا ينكرون خلق الله تعالى للقبح، وإنما يتم إتيانه بالإقبال عليه عن طواعية، وهو ما جنح إليه تفسير منتقد >الزمخشري< لقوله تعالى: (ويمدهم في طغيانهم يعمهون) البقرة:15· وفي هذا المنحى يفسر >الزمخشري< قوله تعالى: (ثم عفونا عنكم من بعد ذلك لعلكم تشكرون) البقرة:52، بقوله: >إرادة أن تشكروا النعمة في العفو عنكم<(9) ينتقده >أحمد الإسكندري< بقوله: >أخطأ في تفسير (لعل) بالإرادة، لأن مراد الله تعالى كائن لا محالة، فلو أراد منهم الشكر لشكروا ولابد ، وإنما أجراه >الزمخشري< على قاعدته الفاسدة في اعتقاد أن مراد الرب كمراد العبد، منه ما يقع، ومنه ما يتعذَّر، تعالى الله عن ذلك، ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن··· >أي< لتكونوا على رجاء الشكر لله عز وجل ونعمه، فينصرف الرجاء إليهم وينزه الله تعالى<(10)· حينما انطلق >الزمخشري< من كونه تعالى إذا أراد شيئاً هيأ أسبابه، فإنه قد خلص إلى أن الله عز وجل عفا عنهم كي يشكروا، غير أنه قرن العفو عنهم بالتوبة عن الشرك المتمثل في اتخاذهم العجل إلهاً، واعتباره الفظتين >حين تبتم< محذوفتين في الأسلوب القرآني بحجة قوله تعالى: (إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) النساء:84، فهل يعقل أن ينزل عقل الزمخشري وإيمانه وعلمه إلى مستوى الكفر فيعتقد أن مراد الرب كمراد العبد، منه ما يقع ومنه ما يتعذر، وهل هذا العالم الذي ألهمه الله تعالى القدرة على إدراك أسرار لطيفة تضمنتها أساليب قرآنية، تناقلها عنه المفسرون، بالإحالة عليه، ومن دونها أحياناً، توحي بدفاعه المستميت، وبجميع الوسائل عن وحدانية الله وعزته وجبروته وعدله··· يمكن أن يتصور في حقه أنه يسوِّي في الإرادة بين العبد وربه، لقد ربط >الزمخشري< العفو بالشكر، فالعاصي إذا شعر العفو واتعظ يشكر ربه·
 التركيز على الهدف
 وفسر قوله تعالى: (لا يُسأل عما يفعل) الأنبياء:23، بقوله: >إذا كانت عادة الملوك والجبابرة ألا يسألهم من في مملكتهم عن أفعالهم·· تهيباً وإجلالاً، مع جواز الخطأ والزلل وأنواع الفساد عليهم ـ كان ملك الملوك ورب الأرباب خالقهم ورازقهم أولى بألا يسأل عن أفعاله، مع علم استقر في العقل من أن ما يفعله كله مفعول بدواعي الحكمة، ولا يجوز عليه الخطأ: ولا فعل القبائح<(11)، قال >أحمد بن المنير<: >سحقاً لها من لفظة ما أسوأ أدبها مع الله تعالى، أعني قوله: دواعي الحكمة، فإن الدواعي والصوارف إنما تستعمل في حق المحدثين<(21)، فهل دلالة >دواعي الحكمة< و>ولا يجوز عليه الخطأ، ولا فعل القبائح< توحي بسوء الأدب مع الله تعالى؟ أليست دلالتها هي صورة أخرى لمعنى قوله تعالى: (ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلاَّم للعبيد) آل عمران:182، أي اعتبارها معاني تنزه الله تعالى عن كل الصفات التي لا تليق بذاته تعالى عنها علواً كبيراً، فمثلاً معظم الآيات القرآنية التي وردت فيها لفظة >حكيم< تكون هذه اللفظة مقرونة بقوله تعالى: >عزيز<، مما جعل >الزمخشري< يفسر قوله تعالى: (فإن زللتم من بعد ما جاءتكم البيِّنات فاعلموا أن الله عزيز حكيم) البقرة:209، بقوله: غالب لا يعجزه الانتقام منكم >حكيم< لا ينتقم إلا بحق، مما يدل على أن الزمخشري يسعى في كل معنى يفسر به بعض صفات الله تعالى إلى التركيز على ما تهدف إليه مقتضيات وحدانية الله تعالى من تنزيهه جل وعلا عن كل ما سيخلق تصوراً ما لصفاته الجليلة التي وصف بها نفسه، تصوراً يحكمه عقل الإنسان، وخياله العاجز عن اختراق حجب الملكوت الأعلى، اعتماداً على التفسير السطحي الساذج للآيات الكريمة المتضمنة لها· مَنْ تتبع تأويل >الزمخشري< للآيات الكريمة، وبخاصة المصنفة من الآي المتشابه، يدرك أنه يراعي في تفسيره هذا حال مخاطبيه الذين لا يمتلكون قوة الفهم والتمييز التي يمتلكها العلماء المؤمنون، فعمد إلى بناء خطاب تحكمت في بنائه الدراسة البلاغية و>الأسلوبية< للبنية التركيبية للآيات القرآنية الكريمة، مستغلاً ما سماه البلاغيون القدامى بالتوسع أو العدول، وسماه الأسلوبيون بغير المألوف، أو الانزياح، كأسلوب المجاز والإيجاز بالحذف، والتقديم والتأخير، وسماه >الزمخشري< في مقدم >الكشاف< بعلمين مختصين بالقرآن هما >علم المعاني< و>علم البيان<، لكي يصرف تصورهم الساذج والبسيط عن تخيل ما نزَّه الله تعالى عنه نفسه من الصفات التي يحرم على المؤمن أن يمر بذهنه تصورها، بحيث إذا قرأوا ـ مثلاً ـ قوله تعالى: (إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم) الفتح:10 أن لا يُصرف خيالهم غير القادر على اختراق الحجب إلى تخيل ما يشبه اليد البشرية، وهو ما يتعارض مع وحدانية الله تعالى الدالة على تنزهه عن كل ما لا يليق بذاته، ففسر ذلك >الزمخشري< بقوله: >يريد أن يد رسول الله التي تعلو أيدي المبايعين: هي يد الله، والله تعالى منزَّه عن الجوارح وعن صفات الأجسام، وإنما قرر أن عقد الميثاق مع الرسول كعقده مع الله من غير تفاوت بينهما<(13)·
 التأويل محاولة لفهم الأسرار
 وفي قوله تعالى: (ولو شاء الله لهداكم أجمعين) النحل:9 (14) يقول: >قسراً وإلجاء< لكن من اختلف مع تفسيره هذا يقول: >فإن ذهبوا إلى تأويل الهداية بالقسر والإلجاء، فما كأنهم إلا يحرفون الكلم من بعض مواضعه< >وذلك أن المعتزلة أوجبوا على الله الصلاح، وهداية الكل صلاح، فظاهر الآية يخالف مذهبهم··· وأهل السنَّة لم يوجبوا على الله شيئاً، وكل ما أراده الله لابد من وقوعه<(15) إن المنصف الذي يفهم القرآن من خلال دلالة أسلوبيته العميقة، وليس من خلال المستوى السطحي للتعبير، لا يمكن أن يتهم >الزمخشري< بكون أراد بقوله >قسراً وإلجاء< تصور وجود قوة تجبر الله جل وعلا على هدايتهم، أو عدم هدايتهم، وإنما يؤكد >الزمخشري< لمن يحتاج إلى تأكيد، أن الله إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون، كما أن المعتزلة حين فسروا الأمر بوجوب الصلاح على الله، يستحيل أن يقصد >الزمخشري< ـ وهو من أقطابهم ـ وجود قوة تفرض على الله الصلاح، وهداية الكل التي هي صلاح، وإنما يعتبر فعل الله تعالى للصلاح أمراً مقطوعاً به، لأنه تعالى ليس بظلاَّم للعبيد· فـ>الزمخشري< يلوي أعناق الآيات الكريمة في خطابه التأويلي الذي لا أظن أن من تعمَّق في ما يوحي به تفسيره من قوة الإيمان المبنية على علم واسع بعلوم القرآن والحديث والبيان العربي··· سيتهمه بالتطاول على انفراد الله تعالى بتأويل الآي المتشابه في القرآن، بل بفهم كنه كلامه عز وجل، وإنما اتخذ هذا العالم الفذ التأويل وسيلة لمحاولة فهم بعض الأسرار الخفية في الأساليب القرآنية وصوره البيانية في حدود قدرات العقل البشري، وهذا ما جر عليه انتقادات اعتبرت علمه فاسداً، فجرَّحت عقيدته، لتقديم فهم يناسب القدرة العقلية للقارئ، يمكِّنه من وقاية خياله من تخيُّل ما لا يليق بذات الحق سبحانه، فدافع بهذا المنهج في التفسير عن ترسُّخ وحدانية الله جلَّ وعلا في ذهن المسلم وخياله وقلبه، دفاعاً جرَّه إلى انتقاد من يخالفه من وجهة نظره التي اتخذت التأويل وسيلة لتوحيد الله تعالى·
 وقال >الزمخشري< في قوله تعالى: (إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم) النساء:17(16)، من تاب الله عليه إذا قبل توبته وغفر له، يعني إنما القبول والغفران واجب على الله تعالى لهؤلاء<(17) انتقده >أحمد بن المنير السني< بقوله: >إن إطلاق مثل هذا من قول القائل: يجب على الله كذا· مما نعوذ بالله منه ـ تعالى عن الإلزام والإيجاب رب الأرباب ـ لا كالقدرية الذين يزعمون أن العبد خلق لنفسه التوبة بقدرته وحوله، يستوجب على ربه المغفرة بمقتضى حكمته التي توجب عليه ـ على زعمهم ـ المجازاة على الأعمال إيجاباً عقلياً<(18) فهل يحق لمن اطلع على منهجية >الزمخشري<، في الدفاع عن وحدانية الله تعالى، وتنزيهه عن كل صفات المخلوقات، بجميع الوسائل الإقناعية والحجاجية والتأويلية··· أن يتهمه بكونه يقصد بقوله: >إنما القبول والغفران واجب على الله تعالى لهؤلاء< قياس الخالق عز وجل على المخلوق؟، ويتخذ ذريعة لذلك الفهم السطحي لمعنى الوجوب الدال على أن >الزمخشري< استنتجه من صيغة >على< الـمُشعرة بالوجوب، فإذا تجردنا من الحكم المسبق على فكر هذا العالم الفذ، المرتبط بأسباب ودوافع مختلفة، فإننا سنفهم من قوله: >واجب على الله تعالى< أنه يقصد تحقيق وعد الله جل وعلا الذي لا يخلف الميعاد، فعندما يقبل التوبة من عبده يغفر له محققاً بذلك وعده، إذ لا ينبغي أن ننسب إليه عز وجل الوجوب الدال على النقص والضعف اللذين يعتبران من خصائص المخلوقات·
 اتهام ظالم
 فعلى الرغم من كوني لا أزكي على الله أحداً، لأن الله أعلم بالسرائر والنيات، إلا أنني عندما أنعمت النظر في بعض المعاني التي استنبطها الزمخشري من القرآن الكريم، منها ما يعد أسراراً لطيفة، تناقلها عنه المفسرون ـ حتى الذين انتقدوه ـ فإنه تبيَّن لي أنها إشرقات أمده بها الله عز وجل ليبرز جزئية من الإعجاز البلاغي الذي هو إعجاز بالمعاني، بحيث لا يمكن الفصل بين الأساليب البلاغية ومعانيها ودلالاتها ـ والذي انفرد به كتاب الله تعالى، ولن يدرك كل ما فيه من نور وأسرار أبداً، لأنه معجزة فريدة بعدم انقضائها كما انقضت المعجزات السابقة، وجدت نفسي أمام عالِم اعتبر القرآن الكريم >عربياً غير ذي عوج، مفتاحاً للمنافع الدينية والدنيوية، مصداقاً لما بين يديه من الكتب السماوية، معجزاً باقياً كل معجز على وجه كل زمان<، إمام مسلم مؤمن بوحدانية الله وعدله إيماناً راسخاً جعله يخشى أن يفسَّر الأسلوب الذي صيغ به بعض الآي المتشابه تفسيراً سطحياً لا يساعد غير العلماء المؤمنين على بقاء توحيدهم لله تعالى صافياً من شوائب التهيؤات والتصورات التي يسهم ضعف العقل البشري ومحدودية خياليه في رسم ملامحها الخيالية، فتجده كلما ورد أسلوب قرآني يوحي ظاهره بما يمكن أن يجسِّم الله تعالى في عقل العامة وضعاف العلم والإيمان، فإنه يلجأ إلى التأويل الذي قد يلاحَظ عليه أحياناً أنه لا يتقيد ببعض الضوابط اللغوية والنحوية التي توجه تفسيره، كما تقدم، وليس معنى هذا أن كل آرائه في هذا الباب تتسم بالصواب القطعي، ولكنه اجتهد اجتهاداً تحكمه مقصدية التوحيد والتنزيه والتعظيم··· فعلى العلماء الذين جرَّحوا إيمانه، فقسوا عليه قساوة أدت إلى التلويح بفساد عقيدته، ظانين أنهم أعلم منه في ما استدركوه عليه، فإنهم ـ وهم يعلمون أنه لم يصرح بالكفر أو الشرك، وهم أعرف الناس بقيمة تفسيره ـ كان الأجدر بهم ألا يتهموه بالسقوط في المهاوي والمهالك التي يسقط فيها الكافر والمشرك، فيُترك أمره لله تعالى، لأن اتهام >الزمخشري< بفساد العقيدة المفضي إلى الكفر ظلم صُراح له، كان عليهم أن يبقى اختلاف الرأي في منأى عن تجريح العقيدة·
 فحتى الحدود تُدرأ بالشبهات، كما في الحديث الذي روته عائشة ـ رضي الله عنها ـ وهو: قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: >ادرأوا الحدود عن المسلمين ما استطعتم، فإن كان له مخرج فخلُّوا سبيله، فإن الإمام يخطئ في العفو خير من أن يخطئ في العقوبة<(19)
 الهوامش
 1 ـ بغية الوعاة 2/729·، تحقيق: محمد أبوالفضل إبراهيم، الطبعة الثانية 1979م، دار الفكر·
 2 ـ الكشاف: 4/649 ـ 650·
 3 ـ المرجع نفسه 4/649·
 4 ـ صفوة التفاسير 3/487، وانظر اللسان·
 5 ـ صحيح البخاري 4/372، مكتبة الوحدة العربية، ط1، 2000م·
 6 ـ الكشاف: 2/52·
 7 ـ الكشاف: 1/76·
 8 ـ الكشاف: 1/76·
 9 ـ المرجع نفسه: 1/142·
 10 ـ المرجع نفسه: 1/142·
 11 ـ الكشاف: 3/105 ـ 106·
 12 ـ المرجع نفسه: 3/108·
 13 ـ الكشاف: 4/326·
 14 ـ الكشاف: 2/572 ـ 573·
 15 ـ المرجع نفسه: 2/573·
 16 ـ المرجع نفسه: 1/6·
 17 ـ المرجع نفسه: 1/478·
 18 ـ المرجع نفسه: 1/1/471·
 19 ـ رواه الترمذي في سننه، رقم الحديث: 1344،
 

jeudi 29 août 2013

وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (16) الكهف وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) مريم فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) مريم وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) الدخان

بسم الله الرحمن الرحيم

ورد فى العديد من آيات القرآن الكريم كلمات مشتقة من الفعل (اعتزل) وكلها تقريباً تبين أن الخير جاء بعد إعتزال الناس:

وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحمته ويُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا (16) الكهف

وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا (48) مريم

فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا (49) مريم

وَإِنْ لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) الدخان

حتى فى الديانات الأخرى كالديانة المسيحية حياة الدير والرهبنة ما هى إلا نوع من إعتزال الناس ... فهل إعتزال الناس هو بداية الخير فى الدنيا والآخرة؟


أعتقد و الله أعلم أن المسلم عندما يكون ضعيفا و لا يستطيع ردع الكافر و المشرك و المنافق و لا يأمن على دينه, يجب أن يقوم بإعتزال الناس ليس فى عبادتهم فقط لكن أيضا بالإبتعاد أيضا عنهم.

لكن يجب أن لا يستمر هذا طويلا حتى لا يصبح مثل رجال الدين النصارى و اليهود الذين إعتزلوا الناس فى الأديرة و المعابد.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

وَإِذِ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّـهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنشُرْ لَكُمْ رَبُّكُم مِّن رَّحْمَتِهِ وَيُهَيِّئْ لَكُم مِّنْ أَمْرِكُم مِّرْفَقًا ﴿16﴾

بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ﴿1﴾ قُمْ فَأَنذِرْ ﴿2﴾ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ﴿3﴾ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ﴿4﴾ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ﴿5﴾ وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ ﴿6﴾ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴿7﴾

صدق الله العظيم


لذلك الإعتزال بداية الخير للمسلم لكن فى مرحلة معينة من الإعتزال لابد أن يخرج و ينشر دين الله و إلا سيكون عاصيا لله...
 
الموضوع يعتمد على فهمنا لـ "عبادة الله" والتي عكسها "الشرك بالله".

---------------------
المفهوم العام هو أن يكون هناك "إله خر" "يعبد" بمعنى شئ محسوس "أسجد" له وأعتقد في قدرته مثل الأصنام والمخلوقات الأخرى.
 
 
 ولكن لي فهم آخر: عبادة الله هي البعد عن المحرمات الكبرى التي وردت في بنود الصراط المستقيم الذي هو بدوره دين إبراهيم - الإسلام: الصراط المستقيم: 
 
 الأنعام 151-153: 
 
قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ : 
1
- أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ۖ 
2-
 وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا  
3
-
 وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُم مِّنْ إِمْلَاقٍ ۖ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ
  4
- وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ  
5
- وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّـهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ 
6
- وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّىٰ يَبْلُغَ أَشُدَّهُ  
7
- وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا  
8
- وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ 
  9
- وَبِعَهْدِ اللَّـهِ أَوْفُوا ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  
10
- وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ۚ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
 
 
  البنود أعلاه هي عماد الدين الإسلامي الذي هو دين إبراهيم : 
الأنعام 
161
 
: قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ۚ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وعبادة الله هي التزام هذا الصراط المستقيم: أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَن لَّا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ ﴿60﴾ 
 
وَأَنِ اعْبُدُونِي ۚ هَـٰذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ إذن فمقابل عبادة الله هو عبادة الشيطان الذي يزين للإنسان عمل الشر الذي بدوره يؤدي إلى عدم الالتزام ببنود الصراط المستقيم.
 
  فمثلا يزين الشيطان للإنسان أن يشهد زورا بإيجاد المبررات له، أو أن يختلس أموال الشعب لكي يخلق له وضعية في المجتمع وليعيش أبناؤه في ترف. هنا يكون الشخص قد أشرك هذه المبررات بأوامر الله تعالى. فليس تقديس البقر أو السجود لصنم هو الشرك وإنما اتباع الشيطان وغوايته. 
 
 
 وإن كان اعتزال هؤلاء واجب فلابد أن يكون "شركهم" واضح لنا.
 
 فلا نسأل شخصا ماذا تعبد حتى يتسنى القيام بهذا الواجب واعتزاله، وإنما يكفي ما نراه من كذبه وأكله أموال الناس بالباطل وارتكابه الفواحش والسرقة..إلخ لكي نعتزل مرتكبها حتى ولو كان مواظبا على الذهاب إلى المسجد وصيام رمضان..إلخ. 
 
والاعتزال واجب كنوع من الرفض لهذا السلوك وحتى لا يغري الأخرين من ضعاف النفوس من اتباعه ويردع من يفعله... 
 
أليس هذا الاعتزال هو ما نحتاجه فعلا لمحاربة الفساد والثراء الحرام؟ 
 
 
فإذا علم الشخص أن الآخرين سوف يعتزلونه ولن يهتموا بثرائه ولن يستطيع أن يشتري بأمواله وضعا اجتماعيا متميزا، ألن يتردد كثيرا قبل أن يثرى عن هذا الطريق؟
 
منقول للفائدة
 
 

Islamophobie : l'ado musulmane agressée à Trappes s'est défenestrée

Islamophobie : l'ado musulmane agressée à Trappes s'est défenestrée


Horreur. L'adolescente musulmane de 16 ans qui avait porté plainte après avoir été violemment agressée, le 12 août, par deux hommes lui ayant arraché son voile à Trappes, dans les Yvelines, s'est défenestrée, lundi 26 août, du haut du 4e étage de son immeuble vers 19h. Hospitalisé aux urgences de Percy, à Clamart (Hauts-de-Seine), son pronostic vital serait engagé, selon RTL qui révèle l'information.

Souffrait-elle de ne pas être entendue ? L'adolescente a fait la veille une première tentative de suicide en absorbant des médicaments, rapporte par ailleurs Le Parisien.

Le Collectif contre l'islamophobie en France (CCIF), qui accompagne juridiquement la jeune fille, avait fermement condamné l'agression clairement de nature islamophobe.

« La stigmatisation systématique de l'islam, les amalgames entre islam et terrorisme ainsi que la violence verbale ordinaire à l'encontre des musulmans, permettent à certains de se sentir autorisés à franchir le cap de la violence physique », avait affirmé le ministre Benoît Hamon, élu député aux Yvelines.

De son côté, le ministre de l'Intérieur, Manuel Valls, a condamné « avec sévérité cette nouvelle manifestation de haine et d’intolérance anti-musulmane » et avait assuré que « les services de police sont pleinement mobilisés pour que les auteurs de cette agression inadmissible soient identifiés, retrouvés, interpellés et mis à disposition de la justice ». Toutefois, les agresseurs courent toujours à ce jour, aucun témoin visuel n'ayant été identifié pour les retrouver selon les enquêteurs. C'est la Sûreté départementale des Yvelines qui est chargée de l'enquête.

http://www.saphirnews.com/Islamophobie-l-ado-musulmane-agressee-a-Trappes-s-est-defenestree_a17440.html?TOKEN_RETURN

يسقط حكم العسكر المستبد و يسقط معه اعلام العار القذر


يسقط حكم العسكر المستبد و يسقط معه اعلام العار القذر
*************************
أبيات لأبي القاسم الشابي:
ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ حَبيبُ الظَّلامِ، عَدوُّ الحياهْ
سَخَرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ وكفُّكَ مخضوبة ُ من دِماهُ
وَسِرْتَ تُشَوِّه سِحْرَ الوجودِ وتبذرُ شوكَ الأسى في رُباهُ
رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ
ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام وقصفُ الرُّعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ
حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ ومَن يَبْذُرِ الشَّوكَ يَجْنِ الجراحْ
تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ رؤوسَ الورى ، وزهورَ الأمَلْ
ورَوَيَّت بالدَّم قَلْبَ التُّرابِ وأشْربتَه الدَّمعَ، حتَّى ثَمِلْ
سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ

سألت قلبـي كيـف أمسـيت بعــد الفـراق .. فـأجابنـي .. وهـل للـرماد إحـساس بعـد الإحتـراق ؟؟

سألت قلبـي كيـف أمسـيت بعــد الفـراق .. فـأجابنـي .. وهـل للـرماد إحـساس بعـد الإحتـراق ؟؟

L'alcool responsable de 49 000 morts en France par an








 La consommation d'alcool en France était responsable de 49 000 décès en 2009, dont 40 % survenus avant 65 ans.
Les Français boivent trop ! La consommation d'alcool en France était responsable de 49 000 décès en 2009, dont 40 % survenus avant 65 ans, selon une étude publiée lundi 4 mars. L'alcool est responsable de 36 500 décès chez l'homme, ce qui représente 13 % de la mortalité totale masculine et de 12 500 décès chez la femme, soit 5 % de la mortalité totale, selon l'étude de Sylvie Guérin, Agnès Laplanche, Ariane Dunant et Catherine Hill, du service de biostatistique et d'épidémiologie de l'Institut Gustave-Roussy de Villejuif, publiée dans l'European Journal of Public Health.

"L'alcool est une cause importante de mortalité prématurée, puisqu'il est responsable de 22 % des décès entre 15 et 34 ans, 18 % des décès entre 35 et 64 ans et 7 % des décès à partir de 65 ans, a souligné Catherine Hill. Les décès attribuables à l'alcool sont surtout des cancers (15 000 décès) et des maladies cardio-vasculaires (12 000 décès)", poursuit la chercheuse, qui juge que "les Français boivent beaucoup trop !" S'y ajoutent notamment 8 000 morts dues à des maladies digestives (cirrhoses) et autant dues à des accidents et suicides. Le reste relève d'autres maladies dont des troubles mentaux liés à l'alcool.
MORTALITÉ SUPÉRIEURE À CELLE DES VOISINS EUROPÉENS

Si on considère tout l'alcool consommé en France uniformément dans toute la population de 15 ans et plus, on obtient une consommation de 27 grammes d'alcool pur par adulte et par jour, ce qui correspond à 2,7 verres d'une boisson alcoolisée servie dans un café. Dans un café, 10 cl de vin à 12,5°, 25 cl de bière à 5°, 6 cl d'apéritif à 20° ou 3 cl d'alcool à 40° (whisky, pastis, gin, rhum) correspondent à 10 grammes d'alcool pur. Même à moindre dose, c'est-à-dire avec "13 grammes d'alcool pur par jour, [...] de l'ordre d'un verre et demi par jour, l'alcool est néfaste car il entraîne 1 100 de morts", relève-t-elle.

Pour ceux qui boivent de l'alcool, l'idéal serait de s'en tenir à un demi-verre de bistrot par jour (soit 5 g d'alcool pur) pour limiter les risques, d'après une récente étude anglaise. L'étude tient compte des effets protecteurs de l'alcool (à petite dose) pour certains risques, vasculaires en particulier.
La consommation d'alcool a diminué de 50 % ces cinquante dernières années. Elle était de 33 g d'alcool pur par jour et par adulte en 1994, de 30 g en 2002-2003, de 27 en 2009 et a peu bougé depuis (26,6 en 2010, 27,3 en 2011). La proportion des décès attribuables à l'alcool parmi les hommes en France (13 %) est ainsi bien supérieure à celle observée dans d'autres pays comme par exemple la Suisse (5 %), l'Italie (3 %) et le Danemark (1 %). Il en va de même pour la mortalité féminine due à l'alcool, qui est plus élevée en France qu'en Italie (2 %) ou au Danemark (1 %).

http://www.lemonde.fr/sante/article/2013/03/04/l-alcool-responsable-de-49-000-morts-en-france-par-an_1842068_1651302.html

الخمر داء وليست دواء: معجزة نبوية

الخمر داء وليست دواء: معجزة نبوية
صدقتَ يا سيدي يا رسول الله عندما نهيت الناس عن تعاطي الخمر نهائياً، رحمة بهم، ويأتي الأطباء اليوم ليرددوا كلماتك وهم لا يشعرون، فيا ليتهم يعرفوا من هو رسول الله.....

لقد نهى الرسول صلّى الله عليه وسلم عن التداوي بالمحرمات مثل الخمر فقال: (إن الله أنزل الداء والدواء وجعل لكل داءٍ دواءً فتداووا ولا تداووا بمحرم) [رواه أبو داوود]. وقد سئل الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلم عن التداوي بالخمر فقال: (إنه ليس بدواء ولكنه داء) [رواه مسلم]. و نحن نعـلم يقينـاً اليـوم المضـار الكثيرة للخمور والمسكرات بأنواعها.

تمتد تأثيرات الخمر السيئة لجميع أجهزة الجسم وتتركز معظم التأثيرات في الجهاز العصبي. فعندما يمتص الخمر في المعدة وينتقل عبر الدم إلى الدماغ فإنه يعطل عمل أجهزة الدماغ ويفقدها القدرة على التوازن ويؤثر على مراكز التنفس الدماغية وقد يؤدي إلى الموت.

إن الأجهزة الحساسة والمعقدة في الجسم هي الأكثر تأثراً بالخمور، فالجملة العصبية والكبد والغدد الصم تتأثر بشدة حيث يسبب الخمر لها اضطرابات خطيرة. ويبدأ تأثير الخمر منذ شربه على الفم والشفتين واللسان وقد يظهر سيلان لعابي أو جفاف في اللسان، وقد يؤدي إلى سرطان اللسان. كما يسبب الخمر توسع المري والأوعية الدموية مما يؤدي إلى تقرحات خطيرة. كما بينت الدراسات الحديثة أن معظم المصابين بسرطان المري هم من مدمني الخمور.

أما تأثير الخمر على المعدة فيسبب احتقان الغشاء المخاطي وزيادة في إفرازات حمض كلور الماء مما يؤدي إلى إصابة المعدة بتقرحات مزمنة، وقد يتطور الأمر ويؤدي للإصابة بسرطان المعدة. بالنسبة للأمعاء أيضاً وعند تعاطي المسكرات تصاب بالتهابات خطيرة، كما تصاب بعسر الامتصاص، بالإضافة إلى اضطراب حركتها وتشنجها.

الأثر الأكثر خطورة نجده من نصيب الكبد، حيث يؤدي تعاطي الخمور إلى تسمم الكبد وتشحمه وتضخمه. وليس غريباً أن نعلم بأنه في فرنسا مثلاً يموت سنوياً أكثر من عشرين ألف إنسان بسبب تشمع الكبد الغولي الناتج عن تعاطي الخمور.

القلب أيضاً ليس بمعزل عن تأثير الخمر، فالذي يتعاطى الخمر نجد قلبه مضطرباً غير مستقر، وتحدث زيادة في ضغط الدم تؤثر على القلب مما يؤدي إلى تصلب الشرايين وإلى الجلطات القاتلة. كما أن مدمن الخمر يكون جسده أقل مناعة ومقاومة ضد الأمراض مما يسهل على الفيروسات اقتحام أجهزة الجسم وتدميرها دون أية مقاومة تذكر. من هنا تتضح لنا الحكمة النبوية الشريفة في تحريم الخمور ويتضح لنا صدق كلام النبي الكريم صلّى الله عليه وسلم: (كل مسكر خمر وكل خمر حرام) [رواه مسلم]. 

كما ثبت تأثير الخمر على الجنين، فالمرأة التي تتعاطى الخمر يدخل هذا الخمر إلى دمها ويمتصه الجنين ويتأثر بشكل خطير وقد يتشوه خلقياً وعقلياً. وبينت الأبحاث الطبية أن شرب الخمر يؤثر على الأولاد فتجدهم في الغالب مدمني خمر. إذاً تأثير الخمر يمتد ليشمل نسل المدمن وذريته، ومن هنا نجد النهي النبوي عن المسكرات مهما كانت قليلة ليدفع الضرر عن الإنسان.

هل أثبتت الأبحاث فوائد شرب الخمر بكميات قليلة كما نسمع؟
أخي القارئ، أختي القارئة، ينبغي أن نثق بكل كلمة قالها الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام، فالذي علمه هو الله خالق البشر وهو أعلم بما يصلحهم، ولذلك لا يمكن أن تكون الخمر دواء أبداً بل هي داء.
جاء على موقع بي بي سي خبراً بعنوان: القليل من الخمر يعالج مرض التهاب المفاصل، ولكن بعد قراءة المقالة وجدتُ أنهم أجروا تجاربهم على الفئران، وعلى الرغم من ذلك فقد ظهرت مشاكل في الكبد وبالتالي فإن خطر تناول الخمر أكبر من تناوله ولو بكميات قليلة! انظروا معي إلى دقة البيان الإلهي عندما حدثنا عن منافع للخمر ولكن الأضرار والإثم أكبر، يقول تعالى: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا) [البقرة: 219].
ويؤكد الباحثون أن التداخلات والاختلاطات التي يسببها الخمر كثيرة، وكلما ظهرت لهم فائدة في جانب ظهرت أضرار في جانب آخر، ولذلك نجدهم يميلون للابتعاد عن الخمر نهائياً. وقد قرأت نصيحة موجهة للرياضيين الغربيين تؤكد لهم ضرورة الابتعاد نهائياً عن الخمر، لأنه يؤثر على أداء الإنسان العضلي ومهما قلل الكمية المتناولة من الخمر يكون لها أثر على أدائه.
وقد قال الباحثون: لا توجد أي علاقة بين تناول الكحول وبين التهاب المفاصل عند البشر، بل إن الكحول أمر مريب لا نعلم نتائجه على صحة المفاصل لدى الإنسان. وقد يبدو الانسان أثناء تناول الكحول مبتهجاً إلا أن هذه الخمور تعطل جزءاً من دماغه، وتسبب تشكيلة كبيرة من الأمراض مثل ضغط الدم وسرطان الفم ومرض الكبد والتهاب الأمعاء وغير ذلك فضلاً عن الآثار النفسية والاجتماعية.
الخمر مسؤول عن موت أربعين ألف إنسان كل سنة في بريطانيا لوحدها. ويتجلى الخطر الأكبر على الأطفال حيث يؤكد العلماء أن دماغ الطفل أكثر تأثراً بالخمر حيث يؤدي الخمر إلى إتلاف خلايا مهمة للنمو، ويؤثر على الذاكرة والتفكير والإدراك.
ويقول الباحثون في جمعية القلب البريطانية:
With alcohol consumption there is a fine line between benefit and risk
أي أنه يوجد خط دقيق بين منافع الخمر وأضراره، وبالتالي لا يمكن معرفة النفع من الضرر، بل إن الأضرار أكبر بكثير كما يؤكد جميع الباحثين، وهذا ما أشار إليه القرآن بقوله تعالى: (وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِمَا).
ويوصي الأطباء في دراساتهم كما في جمعية القلب البريطانية بأن الخمر لا يمكن أن يكون دواء (سبحان الله! هذا ما قاله الحبيب الأعظم: إنها ليست بدواء ولكنها داء)، ويقولون بالحرف الواحد:
However, alcohol should not be used as a medicine and those who are teetotal do not need to start consuming alcohol to benefit their heart health.
أي أن نتائج دراستهم بينت أنه على كل حال لا يجب أن نستخدم الخمر كدواء، والأشخاص الذين لا يتعاطون المسكرات لا داعي لأن يتناولوا أي مسكر ليعالجوا مرض القلب. 
"It should be remembered that drinking to excess carries serious health risks.
يجب أن نتذكر أن تناول الخمر يحمل المزيد من المخاطر.
"If you want to improve your heart health our advice is to avoid smoking, eat a balanced diet low in salt and saturated fat and take regular physical activity,"
إذا أردت أن تحسن صحة قلبك نصيحتنا أن تتجنب التدخين وأن تأكل طعاماً متوازناً قليل الملح والدهون وأن تمارس بعض النشاطات الجسدية.
طبعاً هذه نصائح جاءت بعد تجارب مريرة وعلى لسان أناس يعتبر الخمر غذاءهم الأساسي وبعد معاناة مع أضرار هذا الخمر.
وفي بحث آخر صرح بعض الأطباء أن القليل من الخمر مفيد للقلب، ولكن تبين أن هذا القليل سيؤذي أجزاء أخرى من الجسد، بل قالوا: إن ممارسة القليل من الرياضة تفيد أكثر بكثير من الخمر، ولذلك نجدهم يتخبطون عندما يتحدثون عن فوائد الخمر وتختلط عليهم الأمور، ولكن جميع الباحثين والأطباء في العالم إذا سألتهم أيهما أفضل سيقول لك على الفور ترك الخمر نهائياً أفضل بكثير.

ولذلك يقول النبي الرحيم صلّى الله عليه وسلم: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) [رواه الترمذي]. إذاً ما حرمه الله والرسول هو ضرر للإنسان وما أمرنا به الله ورسوله فيه الخير والنفع الكثير. يقول عز وجل: (وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)  [الحشر: 7].

والآن عزيزي القارئ أليس هذا ما جاء به الإسلام قبل أربعة عشر قرناً؟ إذاً استمع معي إلى البيان الإلهي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ) [المائدة: 90-91].




ــــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
المراجع: بعض المقالات من موقع بي بي سي

mercredi 28 août 2013

إن الله ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرق



( إن الله ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرق )



عدد الروايات : ( 6 )



تحقيق ضياء الدين المحمودي - الأصول الستة عشر من الأصول الأولية - رقم الصفحة : ( 204 )


- 184 - 31 : زيد ، عن عبد الله بن سنان ، قال : سمعت أبا عبد الله (ع) يقول : إن الله ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرق ، يصال بفخذيه أهل عرفات يميناً وشمالاً ، ولا يزال كذلك حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس وكل الله ملكين بجبال المأزمين يناديان عند المضيق الذي رأيت : يا رب سلم سلم والرب يصعد إلى السماء ويقول - جل جلاله - : آمين آمين رب العالمين ، فلذلك لا تكاد ترى صريعاً ولا كسيراً.



الهامش : هذا الحديث وأضرابه ساقط لا يعتنى به ولا يؤبه براويه أيا كان ، وقد أمرنا في عدة روايات - وفيها الصحاح - بعرض كل حديث على كتاب الله وسنة رسوله (ص) فمنها قول رسول الله (ص) : إن على كل حق حقيقة ، وعلى كل صواب نوراً ، فما وافق كتاب الله فخذوه ، وما خالف كتاب الله فدعوه ،،،، فأحاديث النزول إلى سماء الدنيا وأشباهها لا تؤخذ بنظر الإعتبار لمخالفتها لكتاب الله وسنة رسوله (ص) ، بل هي من الأحاديث المدسوسة في كتب أصحابنا القدماء وتلقاها بعض المتأخرين فرواها كما هي وتمحل في تأويلها ،( بحار الأنوار بهامشه )



***

الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 204 )


1 - محمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن إسماعيل البرمكي ، عن علي بن عباس الخراذيني ، عن الحسن بن راشد ، عن يعقوب بن جعفر الجعفري ، عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا . فقال : إن الله لا ينزل ولا يحتاج إلى أن ينزل ، إنما منظره في القرب والبعد سواء ، لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد ، ولم يحتج إلى شئ بل يحتاج إليه وهو ذو الطول لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، أما قول الواصفين : إنه ينزل تبارك وتعالى فإنما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة ، وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به ، فمن ظن بالله الظنون هلك ، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة ، أو تحريك أو تحرك ، أو زوال أو استنزال ، أو نهوض أو قعود ، فإن الله جل وعز عن صفة الواصفين ، ونعت الناعتين وتوهم المتوهمين ، وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين.




--------------------------------------------------------------------------------



روايات الجمل بمصادر أهل العامة وللعلم ( كلها ضعيفة وموضوعة أيضا للأمانة ).



أبن عساكر - تاريخ مدينة دمشق - الجزء : ( 45 ) - رقم الصفحة : ( 8 )



- قال : ، ونا : عمر بن داود بن سلمون ، نا : محمد بن عبيد الله الرفاعي ، نا : علي بن منصور بن محمد النيسابوري ، نا : حسان بن غالب ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن يونس بن يزيد ، عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد ، عن عباد ، عن أسماء قالت : قال رسول الله (ص) : رأيت ربي يوم عرفة بعرفات على جمل أحمر عليه إزاران وهو يقول قد سمحت قد قبلت قد غفرت إلاّ المظالم ، فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصعد إلى السماء حتى إذا وقفوا عند المشعر ، قال حتى المظالم ثم يصعد إلى السماء وينصرف الناس إلى منى ، كتب هذين أبو بكر الخطيب عن أبي علي الأهوازي متعجباً من نكارتهما وهما باطلان.



أبن الجوزي - الموضوعات - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 124 )


- قال أبو على الأهوازي ، وحدثنا عمر بن داود بن سلمون ، قال : ، حدثنا : محمد بن عبد الله الرفاعي ، قال : حدثنا : علي بن محمد بن منصور النيسابوري ، قال : ، حدثنا : حسين إبن غالب ، عن عبد الله بن لهيعة ، عن يونس بن يزيد ، عن محمد بن إسحاق ، عن يحيى بن عباد ، عن أسماء قالت : قال رسول الله (ص) : رأيت ربى عز وجل على جمل أحمر عليه إزار وهو يقول : قد سمحت ، قد غفرت ، إلاّ المظالم ، فإذا كانت ليلة المزدلفة لم يصلد إلى السماء الدنيا وتنصرف الناس إلى منى.



- وفى لفظ آخر : ينزل إلى السماء الدنيا ، ثم يفتح أبواب السماء والأرض وقعد [ يقعد ] معه الملائكة ، هذا حديث لا يشك أحد في أنه موضوع محال ، ولا يحتاج لإستحالته أن ينظر في رجاله ، إذ لو رواه الثقات كان مردوداً ، والرسول منزه أن يحكى عن الله عز وجل ما يستحيل عليه ، وأكثر رجاله مجاهيل وفيهم ضعفاء ، أنبأنا : محمد بن ناصر ، عن يحيى عبد الوهاب بن منده ، قال : حديث الجمال باطل موضوع على رسول الله (ص).



الذهبي - تاريخ الإسلام - الجزء : ( 30 ) - رقم الصفحة : ( 129 )


- وأنبأنا : أبو طاهر الحنائي ، وأنا : الأهوازي ، نا : أبو حفص بن سلمون ، ثنا : عمرو بن عثمان ، نا : أحمد بن محمد بن يوسف الإصبهاني ، ثنا : شعيب بن بيان الصفار ، نا : عمران القطان ، عن قتادة ، عن أنس : قال رسول الله (ص) : إذا كان يوم الجمعة ينزل الله في قبلة كل مؤمن مقبلاَ عليه ، فإذا سلم الإمام صعد إلى السماء ، وبه إلى عمرو بن سلمون ، بإسناد ذكره ، عن أسماء ، مرفوعاً : رأيت ربي بعرفات على جمل أحمر عليه إزار ، وهذان والله موضوعان ، وحد السوفسطائي أن يشك في وضع هذه الأحاديث.



إبن حجر - لسان الميزان - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 238 )


- ومما رواه في الصفات له ، حدثنا : أبو حفص بن سلمون ، ثنا : عمرو بن عثمان ، ثنا : أحمد بن محمد بن يوسف الأصبهاني ، ثنا : شعيب بن بيان الصفار ، ثنا : عمران القطان ، عن قتادة ، عن أنس (ر) مرفوعاً : إذا كان يوم الجمعة ينزل الله بين الأذان والإقامة عليه رداء مكتوب عليه : إنني أنا الله لا إله إلاّ أنا ، يقف في قبلة كل مؤمن مقبلاً عليه ، فإذا سلم الإمام صعد إلى السماء ، وروى عن إبن سلمون بإسناد له : رأيت ربي بعرفات على جمل أحمر عليه إزار
.

هل ينزل الله تعالى يوم عرفة على جمل أفرق؟

هل ينزل الله تعالى يوم عرفة على جمل أفرق؟

 
قال بعض المخالفين: إنه قد ورد في (كتاب الأصول الستة عشر) تحقيق ضياء الدين المحمودي، صفحة 204: إن الله ينزل في يوم عرفة في أول الزوال إلى الأرض على جمل أفرق يصال بفخذيه أهل عرفات يميناً وشمالاً.
فما جوابكم على ذلك؟
الإجابة:
1- أن هذا الحديث منقول عن كتاب زيد النرسي، وفي صحة هذا الكتاب واعتباره كلام.

قال السيد الخوئي قدس سره بعد أن ذكر رواية منقولة عن كتاب زيد النرسي: والصحيح أن الرواية غير صالحة للاستدلال بها على هذا المدّعى، ولا لأن يؤتى بها مؤيّدة للتفصيل المتقدّم نقله؛ وذلك لضعف سندها، فإن زيداً النرسي لم يوثقه أرباب الرجال، ولم ينصّوا في حقه بقدح ولا بمدح. على أنا لو أغمضنا عن ذلك - وبنينا على جواز الاعتماد على روايته، نظراً إلى أن الراوي عن زيد النرسي هو ابن أبي عمير، وهو ممن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه، فأيضاً لا يمكننا الاعتماد على روايته هذه؛ إذ لم تثبت صحة أصله وكتابه الذي أسندوا الرواية إليه؛ لأن الصدوق وشيخه - محمد بن الحسن بن الوليد - قد ضعَّفا هذا الكتاب، وقالا: إنه موضوع، وضعه محمد بن موسى الهمداني. والمجلسي قدّس سره إنما رواها عن نسخة عتيقة وجدها بخط الشيخ منصور بن الحسن الآبي، ولم يصله الكتاب بإسناد متصل صحيح، ولم ينقل طريقه إلينا على تقدير أن الكتاب وصله بإسناد معتبر، فلا ندري أن الواسطة أي شخص، ولعله وضَّاع أو مجهول، وأما الأخبار المروية - في غير تلك النسخة كتفسير علي بن إبراهيم القمي، وكامل الزيارة، وعدة الداعي وغيرها عن زيد النرسي بواسطة ابن أبي عمير - فلا يدل وجدانها في تلك النسخة على أنها كتاب زيد المذكور وأصله؛ وذلك لأنا نحتمل أن تكون النسخة موضوعة، وإنما أدرج فيها هذه الأخبار المنقولة في غيرها تثبيتا للمدعى، وإيهاما على أنها كتاب زيد وأصله، وعلى الجملة إنا لا نقطع ولا نطمئن بأن النسخة المذكورة كتاب زيد كما نطمئن بأن الكافي للكليني، والتهذيب للشيخ، والوسائل للحر العاملي قدس الله أسرارهم. والذي يؤيد ذلك أن شيخنا الحر العاملي لم ينقل عن تلك النسخة في وسائله، مع أنها كانت موجودة عنده بخطه على ما اعترف به شيخنا شيخ الشريعة قدس سره، بل ذكر - على ما ببالي - أن النسخة التي كانت عنده منقولة عن خط شيخنا الحر العاملي بواسطة، وليس ذلك إلا من جهة عدم صحّة إسناد النسخة إلى زيد أو عدم ثبوته. وبعد هذا كله لا يبقى للرواية المذكورة وثوق ولا اعتبار، فلا يمكننا الاعتماد عليها في شيء من المقامات. (كتاب الطهارة 2/128).

2- أن هذه الرواية نقلها المجلسي قدّس سره في البحار عن أصل زيد النرسي بصيغة أخرى، فقال: 

ومنه [أي من كتاب زيد النرسي] عن عبد الله بن سنان، قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن الله عز وجل ينظر إلى أهل عرفة من أول الزوال، حتى إذا كان عند المغرب ونفر الناس، وكَّل الله ملكين بحيال المأزمين، يناديان عند المضيق الذي رأيت: يا رب سلِّم سلِّم، والرب يصعد إلى السماء، ويقول جل جلاله: آمين آمين رب العالمين، فلذلك لا تكاد ترى صريعاً ولا كسيراً. (بحار الأنوار 99/262).

وهذه الرواية بهذه الصيغة - رغم ما فيها من الغرائب - مغايرة للصيغة التي ورد فيها أن الله تعالى ينزل بذاته على جمل أفرق، وحينئذ فلا يمكن الاعتماد على هذه الرواية حتى لو صحَّ الطريق إلى أصل زيد النرسي؛ لأن الرواية المرويّة في أصل زيد غير معلومة، هل هي الرواية الأولى أو الثانية؟

3- أن هذه الرواية معارضة بأحاديث كثيرة تنكر نسبة النزول لله تعالى:

منها: ما رواه الكليني قدس سره بسنده إلى أبي إبراهيم عليه السلام، قال: ذكر عنده قوم يزعمون أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا. فقال: إن الله لا ينزل، ولا يحتاج إلى أن ينزل، إنما منظره في القرب والبعد سواء، لم يبعد منه قريب، ولم يقرب منه بعيد، ولم يحتج إلى شيء، بل يحتاج إليه، وهو ذو الطول، لا إله إلا هو العزيز الحكيم، أما قول الواصفين: إنه ينزل تبارك وتعالى فإنما يقول ذلك من ينسبه إلى نقص أو زيادة، وكل متحرك محتاج إلى من يحركه أو يتحرك به، فمن ظن بالله الظنون هلك، فاحذروا في صفاته من أن تقفوا له على حد تحدونه بنقص أو زيادة، أو تحريك أو تحرك، أو زوال أو استنزال، أو نهوض أو قعود، فإن الله جل وعز عن صفة الواصفين، ونعت الناعتين، وتوهم المتوهمين، وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين. (الكافي 1/125).

ومنها: ما رواه الشيخ الصدوق قدس سره بسنده عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت للرضا عليه السلام: يا ابن رسول الله ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: إن الله تبارك وتعالى ينزل كل ليلة إلى السماء الدنيا؟ فقال عليه السلام: لعن الله المحرفين الكلم عن مواضعه، والله ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كذلك، إنما قال صلى الله عليه وآله وسلم: إن الله تبارك وتعالى يُنزل ملكاً إلى السماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير، وليلة الجمعة في أول الليل، فيأمره فينادي: هل من سائل فأعطيه؟ هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ يا طالب الخير أقبل، يا طالب الشر أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محله من ملكوت السماء، حدثني بذلك أبي عن جدي، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. (التوحيد: 176).

وغير ذلك من الروايات الأخرى الدالة على أن الله تعالى لا ينزل ولا يتحرك من مكان إلى مكان.

4- أن الشيعة قديماً وحديثاً لم يعتقدوا بمضمون هذه الرواية، فليست كل رواية - وإن صحَّ سندها – تدل على عقيدة من عقائد الشيعة، وعقيدة الشيعة في الله معروفة، فإنهم لا يقولون بنزوله من السماء إلى الأرض، ولا بانتقاله من مكان إلى مكان، ولا بحاجته للمكان، ولا بجلوسه على العرش، فإن كل ذلك من صفات الأجسام المخلوقة، تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيراً.

قال الشيخ محمد رضا المظفر قدس سره: نعتقد إن الله تعالى واحد أحد، ليس كمثله شيء، قديم، لم يزل ولا يزال، هو الأول والآخر، عليم حكيم عادل حي قادر غني سميع بصير. ولا يوصف بما توصف به المخلوقات، فليس هو بجسم ولا صورة، وليس جوهراً ولا عرضاً، وليس له ثقل أو خفة، ولا حركة أو سكون، ولا مكان ولا زمان، ولا يشار إليه. كما لا ند له، ولا شبه، ولا ضد، ولا صاحبة له ولا ولد، ولا شريك، ولم يكن له كفواً أحد، لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار. ومن قال بالتشبيه في خلقه بأن صور له وجهاً ويداً وعيناً، أو أنه ينزل إلى السماء الدنيا، أو أنه يظهر إلى أهل الجنة كالقمر، أو نحو ذلك، فإنه بمنزلة الكافر به، جاهل بحقيقة الخالق المنزه عن النقص، بل كل ما ميزناه بأوهامنا في أدق معانيه فهو مخلوق مصنوع مثلنا مردود إلينا (على حد تعبير الإمام الباقر عليه السلام)، وما أجله من تعبير حكيم! وما أبعده من مرمى علمي دقيق! (عقائد الإمامية: 36).

والنتيجة: أن إشكال المخالف غير وارد على الشيعة حتى لو صحت الرواية، فضلاً عما لو لم تصح.  
علي آل محسن