الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

dimanche 4 août 2013

قال المجتهد شهيد الكلمة ابن حريوة السماوي في كتابه ((الغطمطم الزخار المطهر لرياض الأزهار من آثار السيل الجرار))(9/1) الذي ردّ فيه على السامري المنحرف (الشوكاني) ما نصه: ((وغرضنا من هذا ليس إلا التنبيه على أنه لما استقر الأمر لمعاوية وبني أمية بعده، وطبع الناس الميل مع الدنيا، وعبادة الدرهم والدينار، وضعوا لذلك الأحاديث المكذوبة على رسول الله ص، وأفشوها في العامة قصداً لتتميم الأمر لهم، ولمن أطعمهم من دنياه، وتكاتموا ما ورد من

قال  المجتهد شهيد الكلمة ابن حريوة السماوي في كتابهغطمطم الزخار المطهر لرياض الأزهار من آثار السيل الجرار))(9/1) الذي ردّ فيه على السامري المنحرف (الشوكاني) ما نصه: 

((وغرضنا من هذا ليس إلا التنبيه على أنه لما استقر الأمر لمعاوية وبني أمية بعده، وطبع الناس الميل مع الدنيا، وعبادة الدرهم والدينار، وضعوا لذلك الأحاديث المكذوبة على رسول الله ص، وأفشوها في العامة قصداً لتتميم الأمر لهم، ولمن أطعمهم من دنياه، وتكاتموا ما ورد من النصوص بخلاف ذلك.

فمن ذلك ما وضعوه من أحاديث الجماعة والتمسك لأهل الأمر بالطاعة، وزوروها على الوجه الموافق لهواهم، والذي ثبت من الأحاديث عن رسول الله ص، في وجوب الطاعة لأولي الأمر ليس مطلقا كما زعموا، بل مقيداً بإقامة الكتاب، وطاعة الله .

فمن ذلك ما وضعوه من أحاديث الجماعة والتمسك لأهل الأمر بالطاعة، وزوروها على الوجه الموافق لهواهم، والذي ثبت من الأحاديث عن رسول الله ص، في وجوب الطاعة لأولي الأمر ليس مطلقا كما زعموا، بل مقيداً بإقامة الكتاب، وطاعة الله، هكذا رواه الأثبات، ولنقتصر منها على ما أثبته الخصوم في كتبهم، إذ الإستدلال عليهم بالثابت أنجع في الحجة من غيره، وأقطع لدابرهم.


فعند البخاري (9/159) ومسلم 3/1839) من حديث علي ع: ((لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف))، وعندهما من حديث ابن عمر: ((على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب أو كره إلا أن يؤمر بمعصية، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة))، وعند البخاري (9/113) من حديث أنس: ((اسمعوا وأطيعوا وإن استعمل عبدٌ كأن رأسه زبيبه، ما أقام فيكم كتاب الله))، وهو عند مسلم(3/1838) من حديث أم الحصين الأحمسية، وعند ابن خزيمة، وابن حبان(موارد الظمآن1553)، في صحيحهما، والحاكم في مستدركه(3/630) من حديث أبي سعيد الخدري: (( من أمركم منهم –يعني الولاة- بمعصية فلا تطيعوه))، وعند ابن خزيمة والحاكم(3/443) من حديث عمران بن حصين والحكم بن عمرو الغفاري: ((لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق))[وعند البخاري 9/113] وعند الحاكم في المستدرك(3/356) من حديث عبادة بن الصامت: ((لا طاعة لمن عصى الله)) وعند أحمد(3/213) من حديث أنس: ((لا طاعة لمن لم يطع الله)) وعند الطبراني في الكبير من حديث أبي هريرة والنواس بن سمعان بنحوه، وعند الشيرازي في ((الألقاب)) عن جابر، وعند البزار من حديث سعد بن عبادة، أن رسول الله ص قال له: ((عليك السمع والطاعة في عسرك ويسرك، ومنشطك ومكرهك، وأن لا تنازع الأمر أهله، إلا أن يدعوك إلى خلاف ما في كتاب الله، فإن دعوك إلى خلاف ما في كتاب الله، فاتبع كتاب الله))(مجمع الزوائد 5/227). وعن ابن ماجه ((في سننه 2865)) من حديث ابن مسعود أنه قال للنبي ص: ((كيف أصنع إن أدركتهم؟! قال: تسألني يا ابن أم عبد؟! لا طاعة لمن عصى الله)). وعند الطبراني في الكبير(11/40رقم10974) من حديث ابن عباس: ((سيكون أمراء يعرفون وينكرون، فمن نابذهم نجى، ومن اعتزلهم سلم، ومن خالطهم هلك)). وعند ابن حبان في صحيحه من حديث أبي هريرة: ((من أنكر عليهم بريء، ومن أمسك يده سلم، ولكن من رضي وتابع)). وعند مسلم(1/رقم50) بمعناه من حديث ابن مسعود: ((من جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن، وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل)).

وقد سمعت صادع الكتاب كيف نص على أن وصف الظلم موجب للمنع من نيل عهد الإمامة في قوله: ((لا ينال عهدي الظالمين))!! فما استدلوا به من الأحاديث التي وردت في لزوم الجماعة إن صح ورودها عن النبي ص فهي مقيدة بقطعي، وهو المتواتر الذي ذكرناه (في باب الأمر بالمعروف..) وإلا تصح وهي من التزوير، فالأمر أظهر!! غير أن المتأخرين من التابعين وتابعيهم لما عمّ أكثرهم من الطمع والميل مع الدنيا، لزموا تلك الطريقة، والتزموا جماعة الظلمة من الأموية والعباسية، متشبثين بما عرفنا، وهو كما عرفت، أوهى من نسيج العنكبوت، وبهذا تسموا بـ((أهل الجماعة))!!!

فأما إضافة أهل السنة إلى ذلك، يعني تسميتهم بـ ((أهل السنة والجماعة)) فلأنهم لما سمعوا أن أهل البيت قرناء الكتاب، وأهل الكتاب بالنص النبوي، وكان سلفهم قد وضعوا لهم أحاديث عن الرسول ص تكون متشبثا لهم في معتقداتهم الباطلة، كانوا إذا أورد عليهم أهل الحق آية من الكتاب أو سنة توافقه، استدلوا في معارضتها بحديث من تلك الموضوعات، وقالوا: نحن أهل السنة !! نعمل بما صح لنا من الحديث !! والتزموا- تتميماً لغرضهم الفاسد - عدالة كل الصحابة، وإن ظهر من آحادهم ما ظهر، وأن الحديث المروي عن واحد منهم وإن خالف الكتاب معمول به دونه!! ودرجوا أنفسهم عند العامة بتسمية أنفسهم بذلك، أعني ((أهل السنة والجماعة)). وقد عرفت أن محصول الانتماء إليهما، هو الرد لما عهد أليهم رسول الله ص من أن الخليفتين بعده: كتاب الله وأهل بيته المطهرون!! وجرى على هذا المنهج من خلف تابعي التابعين ممن انتمى إليهم، وعمي عن الحق، بايعاً لآخرته بدنياه !! وهلم جرا إلى الآن!!!

وما حمل أكثر أهل السنة على هذا المذهب الردي من اعتقاد عدالة جميعهم سوى ما أشرنا إليه من تتميم غرضهم بالتمسك بالأحاديث التي وضعوها لهم، مثل أحاديث الرؤية والجبر والتشبيه وعدم خلود الموحدين في النار، وغير ذلك من عقائدهم الباطلة، فلو فتحوا باب التعديل فيهم لظهر جرح أكثرهم، وفسد اعتقادهم، وانهدم أساسهم بالمرة))
المصدر

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire