الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

samedi 13 juillet 2013

ديوان أبي العلاء المعري

الكتاب : ديوان أبي العلاء المعري
مصدر الكتاب : موقع ادب www.adab.com
عنوان القصيدة : إياك والخمر، فهي خالبة،

إياك والخمر، فهي خالبة،
غالبة، خاب ذلك الغلب

خابية الراح ناقة حفلت،
ليس لها، غير باطل، حلب

أشأم من ناقة البسوس على النا
س، وإن ينل عندها الطلب

يا صال، خف إن حلبت درتها،
أن يترامى بدائها حلب

أفضل مما تضم أكؤسها،
ما ضمنته العساس والعلب

(1/1)

عنوان القصيدة : من لي أن أقيم في بلد،

من لي أن أقيم في بلد،
أذكر فيه بغير ما يجب

يظن بي اليسر والديانة والعلـ
ـلم، وبيني وبينها حجب

كل شهوري علي واحدة،
لا صفر يتقى ولا رجب

أقررت بالجهل، وادعى فهمي
قوم، فأمري وأمرهم عجب

والحق أني وأنهم هدر،
لست نجيبا، ولا هم نجب

والحال ضاقت عن ضمها جسدي؛
فكيف لي أن يضمه الشجب؟

ما أوسع الموت، يستريح به الجسـ
ـم المعنى، ويخفت اللجب

(1/2)

عنوان القصيدة : ما الثريا عنقود كرم ملاحـ

ما الثريا عنقود كرم ملاحـ
ـي، ولا الليل يانع غربيب

ونأى عن مدامة، شفق التغـ
ـريب، فليتق المليك اللبيب

طال ليل، كأنما قتل العقـ
ـرب ساط، فغاب عنها الدبيب

سلك النجد، في قطار المنايا،
قطري، ونجدة، وشبيب

شب فكر الحصيف نارا فما يحـ
ـسنن، يوما، بعاقل، تشبيب

أين بقراط، والمقلد جاليـ
ـنوس؟ هيهات أن يعيش طبيب

سبب الرزق للأنام، فما يقـ
ـطع، بالعجز، ذلك التسبيب

وجرى الحتف بالقضاء، فما يسـ
ـلم ليث، ولا غزال ربيب

يطلع الوافد المبغض، والعيـ
ـش، إلى هذه النفوس، حبيب

خببتها عليه نكد الرزايا،
فنبا، عن قلوبها، التخبيب

(1/3)

عنوان القصيدة : أطل صليب الدلو، بين نجومه،

أطل صليب الدلو، بين نجومه،
يكف رجالا عن عبادتها الصلبا

فربكم الله الذي خلق السهى،
وأبدى الثريا، والسماكين، والقلبا

وأنحل بدر التم، بعد كماله،
كأن به الظلماء قاصمة قلبا

وأدنى رشاء للعراقي، ولم يكن
شريعا، إذا نص البيان، ولا خلبا

وصور ليث الشب في مستقره،
ولوشاء أمسى، فوق غبرائه، كلبا

وألقى على الأرض الفراقد، فارتعت
مع الفرقد الوحشي، ترتقب الألبا

وأهبط منها الثور، يكرب جاهدا،
فتعلق، ظلفيه، الشوابك، والهلبا

وأضحت نعام الجو، بعد سموها،
سدى في نعام الدو، لا تأمن الغلبا

وأنزل حوتا في السماء، فضمه
إلى النون في خضراء، فاعترف السلبا

وأسكن في سك من الترب ضيق،
نجوم دجى في شبوة أبت الثلبا

(1/4)

عنوان القصيدة : رأيت قضاء الله أوجب خلقه،

رأيت قضاء الله أوجب خلقه،
وعاد عليهم في تصرفه سلبا

وقد غلب الأحياء، في كل وجهة،
هواهم، وإن كانوا غطارفة غلبا

كلاب تغاوت، أو تعاوت، لجيفة،
وأحسبني أصبحت ألأمها كلبا

أبينا سوى غش الصدور، وإنما
ينال، ثواب الله، أسلمنا قلبا

وأي بني الأيام يحمد قائل،
ومن جرب الأقوام أوسعهم ثلبا

(1/5)

عنوان القصيدة : إذا كف صل أفعوان، فما له

إذا كف صل أفعوان، فما له
سوى بيته، يقتات ما عمر التربا

ولو ذهبت عينا هزبر مساور،
لما راع ضأنا، في المراتع، أو سربا

أو التمعت أنوار عمرو وعامر،
لما حملا رمحا، ولا شهدا حربا

يقولون: هلا تشهد الجمع، التي
رجونا بها عفوا، من الله، أو قربا

وهل لي خير في الحضور، وإنما
أزاحم، من أخيارهم، إبلا جربا

لعمري لقد شاهدت عجما كثيرة،
وعربا، فلا عجما حمدت، ولا عربا

وللموت كأس تكره النفس شربها،
ولا بد يوما أن نكون لها شربا

من السعد، في دنياك، أن يهلك الفتى
بهيجاء، يغشى أهلها الطعن والضربا

فإن قبيحا، بالمسود، ضجعة
على فرشه، يشكو إلى النفر الكربا

ولي شرق بالحتف، ما هو مغرب،
أيممت شرقا، في المسالك، أم غربا

تقنص، في الإيوان، أملاك فارس،
وكم جاز بحرا، دون قيصر، أو دربا

(1/6)

عنوان القصيدة : إذا كان رعبي يورث الأمن، فهو لي

إذا كان رعبي يورث الأمن، فهو لي
أسر من الأمن، الذي يورث الرعبا

ألم تر أن الهاشميين بلغوا
عظام المساعي، بعدما سكنوا الشعبا

وكان الفتى، كعب، تخير للسرى،
أخا النمر، فاستدنى إلى أجل كعبا

وإني رأيت الصعب يركب دائما
من الناس، من لم يركب الغرض الصعبا

(1/7)

عنوان القصيدة : إذا شئت أن يرضى سجاياك ربها،

إذا شئت أن يرضى سجاياك ربها،
فلا تمس من فعل المقادير مغضبا

فإن قرون الخيل أولتك ناطحا؛
وإن الحسام العضب لقاك أعضبا

خضبت بياضا بالصبيب، صبابة،
ببيضاء عدتك البنان المخضبا

وما كان حبل العيش إلا معلقا
بعروة أيام الصبا، فتقضبا

(1/8)

عنوان القصيدة : لعمرك! ما غادرت مطلع هضبة،

لعمرك! ما غادرت مطلع هضبة،
من الفكر، إلا وارتقيت هضابها

أقل الذي تجني الغواني تبرج،
يري العين منها حليها وخضابها

فإن أنت عاشرت الكعاب فصادها،
وحاول رضاها، واحذرن غضابها

فكم بكرت تسقي الأمر حليلها
من الغار، إذ تسقي الخليل رضابها

وإن حبال العيش، ما علقت بها
يد الحي، إلا وهي تخشى انقضابها

(1/9)

عنوان القصيدة : إذا ما عراكم حادث، فتحدثوا!

إذا ما عراكم حادث، فتحدثوا!
فإن حديث القوم ينسي المصائبا

وحيدوا عن الأشياء خيفة غيها؛
فلم تجعل اللذات إلا نصائبا

وما زالت الأيام، وهي غوافل،
تسدد سهما، للمنية، صائبا

(1/10)

عنوان القصيدة : الله لا ريب فيه، وهو محتجب،

الله لا ريب فيه، وهو محتجب،
باد، وكل إلى طبع له جذبا

أهل الحياة، كإخوان الممات، فأهـ
ـون بالكماة أطالوا السمر والعذبا

لا يعلم الشري ما ألقى مرارته
إليه، والأري لم يشعر، وقد عذبا

سألتموني، فأعيتني إجابتكم؛
من ادعى أنه دار فقد كذبا

(1/11)

عنوان القصيدة : إن يصحب الروح عقلي، بعد مظعنها

إن يصحب الروح عقلي، بعد مظعنها
للموت، عني فأجدر أن ترى عجبا

وإن مضت في الهواء الرحب هالكة،
هلاك جسمي في تربي، فواشجبا!

الدين إنصافك الأقوام كلهم،
وأي دين لآبي الحق إن وجبا؟

والمرء يعييه قود النفس، مصبحة
للخير، وهو يقود العسكر اللجبا

وصومه الشهر، ما لم يجن معصيتة،
يغنيه عن صومه شعبان، أو رجبا

وما اتبعت نجيبا في شمائله،
وفي الحمام تبعت السادة النجبا

واحذر دعاء ظليم في نعامته؛
فرب دعوة داع تخرق الحجبا

(1/12)

عنوان القصيدة : لا تفرحن بفأل، إن سمعت به؛

لا تفرحن بفأل، إن سمعت به؛
ولا تطير، إذا ما ناعب نعبا

فالخطب أفظع من سراء تأملها؛
والأمر أيسر من أن تضمر الرعبا

إذا تفكرت فكرا، لا يمازجه
فساد عقل صحيح، هان ما صعبا

فاللب إن صح أعطى النفس فترتها،
حتى تموت، وسمى جدها لعبا

وما الغواني الغوادي، في ملاعبها،
إلا خيالات وقت، أشبهت لعبا

زيادة الجسم عنت جسم حامله
إلى التراب، وزادت حافرا تعبا

(1/13)

عنوان القصيدة : لو كنتم أهل صفو قال ناسبكم:

لو كنتم أهل صفو قال ناسبكم:
صفوية، فأتى باللفظ ما قلبا

جند لإبليس في بدليس، آونة؛
وتارة يحلبون العيش في حلبا

طلبتم الزاد في الآفاق من طمع،
والله يوجد حقا أينما طلبا

ولست أعنى بهذا غير فاجركم؛
إن التقي، إذا زاحمته، غلبا

كالشمس لم يدن من أضوائها دنس،
والبدر قد جل عن ذم، وإن ثلبا

وما أرى كل قوم، ضل رشدهم،
إلا نظير النصارى أعظموا الصلبا

يا آل إسرال هل يرجى مسيحكم؛
هيهات قد ميز الأشياء من خلبا

قلنا: أتانا، ولم يصلب، وقولكم:
ما جاء بعد، وقالت أمة: صلبا

جلبتم باطل التوراة، عن شحط؛
ورب شر بعيد، للفتى، جلبا

كم يقتل الناس، ماهم الذي عمدت
يداه للقتل، إلا أخذه السلبا

بالخلف قام عمود الدين، طائفة
تبني الصروح، وأخرى تحفر القلبا

(1/14)

عنوان القصيدة : الأمر أيسر مما أنت مضمره؛

الأمر أيسر مما أنت مضمره؛
فاطرح أذاك، ويسر كل ما صعبا

ولا يسرك، إن بلغته، أمل؛
ولا يهمك غربيب، إذا نعبا

إن جد عالمك الأرضي، في نبأ
يغشاهم، فتصور جدهم لعبا

ما الرأي عندك في ملك تدين له
مصر، أيختار دون الراحة التعبا

لن تستقيم أمور الناس في عصر؛
ولا استقامت، فذا أمنا، وذا رعبا

ولا يقوم على حق بنو زمن،
من عهد آدم كانوا في الهوى شعبا

(1/15)

عنوان القصيدة : قد يسروا لدفين، حان مصرعه،

قد يسروا لدفين، حان مصرعه،
بيتا من الخشب، لم يرفع ولا رحبا

يا هؤلاء اتركوه والثرى، فله
أنس به، وهو أولى صاحب صحبا

وإنما الجسم ترب، خير حالته
سقيا الغمائم، فاستسقوا له السحبا

صار البهيج، من الأقوام، خط سفا،
وقد يراع، إذا ما وجهه شحبا

سيان من لم يضق ذرعا بعيد ردى،
وذارع، في مغاني فتية، سحبا

فافرق من الضحك واحذر أن تحالفه،
أما ترى الغيم لما استضحك انتحبا؟

(1/16)

عنوان القصيدة : من قلة اللب عند النصح أن تابا

من قلة اللب عند النصح أن تابا
وأن تروم من الأيام إعتابا

خل الزمان وأهليه لشأنهم،
وعش بدهرك، والأقوام، مرتابا

سار الشباب، فلم نعرف له خبرا،
ولا رأينا خيالا منه منتابا

وحق للعيس، لو نالت بنا بلدا،
فيه الصبا، كون عود الهند أقتابا

ألقى الكبير قميص الشرخ رهن بلى،
ثم استجد قميص الشيب، مجتابا

ما زال يمطل دنياه بتوبته،
حتى أتته مناياها، وما تابا

خط استواء بدا عن نقطة عجب،
أفنت خطوطا، وأقلاما، وكتابا

(1/17)

عنوان القصيدة : لو كنت رائد قوم، ظاعنين إلى

لو كنت رائد قوم، ظاعنين إلى
دنياك هذي، لما ألفيت كذابا

لقلت: تلك بلاد، نبتها سقم،
وماؤها العذب سم، للفتى، ذابا

هي العذاب، فجدوا في ترحلكم
إلى سواها، وخلوا الدار إعذابا

وما تهذب يوم من مكارهها،
أو بعض يوم، فحثوا السير إهذابا

خبرتكم بيقين غير مؤتشب،
ولم أكن في حبال المين جذابا

(1/18)

عنوان القصيدة : أثرى أخوك، فلم يسكب نوافله؛

أثرى أخوك، فلم يسكب نوافله؛
وحل رزء، فظل الدمع مسكوبا

أما تبالي، إذا علتك غانية،
من كوبها، الراح أن أصبحت منكوبا؟

أين الذين تولوا قبلنا فرطا،
أما تسائل عمن بان أركوبا؟

(1/19)

عنوان القصيدة : لو كنت يعقوب طير كنت أرشد، في

لو كنت يعقوب طير كنت أرشد، في
مسعاك، من أمم تنمى ليعقوبا

ضلوا بعجل مصوغ من شنوفهم،
فاستنكروا مسمعا للشنف مثقوبا

ولن يقوم مسيح يجمعون له،
وخلت واعدهم م الخلف عرقوبا

وإن دنياك هذا مثل قائبة،
وسوف يقطع منها ربها القوبا

يغنيك منسوج باري تصان به،
عن بسط محكمة، من نسج قرقوبا

فاحذر لصوص الأماني فهي سارقة
ردت عن الدين قلب المرء منقوبا

(1/20)

عنوان القصيدة : سرحوب! عمن سرى، لله مبتعثا

سرحوب! عمن سرى، لله مبتعثا
وجناء في الكور، أو في السرح سرحوبا

في لاحب، لا يعود السالكون به،
مثل ابن الأبرص لما عاد ملحوبا

أما الأنام، فقد صاحبتهم زمنا،
فما رضيت، من الخلان، مصحوبا

لا تغشهم، كولوج الهم يطرقهم،
بالكره، بل مثل وسق الخير، مصحوبا

(1/21)

عنوان القصيدة : إن كنت صاحب إخوان ومائدة،

إن كنت صاحب إخوان ومائدة،
فاحب الطفيلي تأهيلا وترحيبا

لا تلقينه بتعبيس، لتوحشه،
فالزاد يفنى ولا يبقي الأصاحيبا

يقفو اللئيم كريم القوم، مكتسبا،؛
إن السراحين يتبعن السراحيبا

(1/22)

عنوان القصيدة : لم يقدر الله تهذيبا لعالمنا،

لم يقدر الله تهذيبا لعالمنا،
فلا ترومن للأقوام تهذيبا

ولا تصدق بما البرهان يبطله،
فتستفيد من التصديق تكذيبا

إن عذب الله قوما باجترامهم،
فما يريد لأهل العدل تعذيبا

يغدو على خله الإنسان يظلمه،
كالذيب يأكل عند الغرة الذيبا

(1/23)

عنوان القصيدة : يا راعي المصر! ما سومت في دعة،

يا راعي المصر! ما سومت في دعة،
وعرسك الشاة، فاحذر جارك الذيبا

تروم تهذيب هذا الخلق من دنس؛
والله ما شاء، للأقوام، تهذيبا

وما رويت بعذب، حل قل قلب،
حتى تكلفت إعناتا وتعذيبا

فاعرف، لصادقك الأنباء، موضعه؛
واجز الكذوب على ما قال تكذيبا

(1/24)

عنوان القصيدة : يا آل غسان! أقوى منكم وطن،

يا آل غسان! أقوى منكم وطن،
تغشى العفاة به الشبان والشيبا

تسقونهم، من حليب الجفن، صافية،
ببارد، كحليب الجفن، ما شيبا

(1/25)

عنوان القصيدة : إن كنت يعسوب أقوام فخف قدرا،

إن كنت يعسوب أقوام فخف قدرا،
ما زال كالطفل يصطاد اليعاسيبا

وإن تكن بمنا سيب، لمهلكة،
فكم طوى الدهر أقيالا مناسيبا

(1/26)

عنوان القصيدة : إذا كانت لك امرأة عجوز،

إذا كانت لك امرأة عجوز،
فلا تأخذ بها أبدا كعابا

فإن كانت أقل بهاء وجه،
فأجدر أن تكون أقل عابا

وحسن الشمس، في الأيام، باق،
وإن مجت، من الكبر، اللعابا

(1/27)

عنوان القصيدة : لا تكذبن، فإن فعلت، فلا تقل

لا تكذبن، فإن فعلت، فلا تقل
كذبا على رب السماء، تكسبا

فالله فرد قادر، من قبل أن
تدعى لآدم صورة، أو تحسبا

وإذا انتسبت فقلت إني واحد
من خلقه، فكفى بذاك تنسبا

أشباح إنس يخضبون صوارما،
تحت العجاج، ويركضون الشسبا

ويمارسون، من الظلام، غياهبا؛
ويواصلون، فيقطعون السبسبا

ومرادهم عذب، خسيس قدره،
شربوا له مقرا، لكيما يلسبا

ولقد علمت، فما التمضر نافعي،
أني سأتبع نيسبا، لابني سبا

سبأ المدامة، فاستدام مسرة،
فيما يظن، ولم يرع لما سبى

روح، إذا رحلت عن الجسم الذي
سكنت به، فمآله أن يرسبا

(1/28)

عنوان القصيدة : لو أنني سميت طيفك صادقا،

لو أنني سميت طيفك صادقا،
لدعوته غضبان، أو عتابا

قال الخيال: كذبت لست بطارق
ليلا، ولم أك زائرا منتابا

فأجبته: كم من كتاب زائر؛
فاهتاج يحلف: ما بعثت كتابا

لا تثبت الأقلام زلة راقد،
إن كنت بت بحلمه مرتابا

لم يعف ربك عن مصر، مارد،
لكن تجاوز عن مسيء تابا

(1/29)

عنوان القصيدة : أتصح توبة مدرك من كونه،

أتصح توبة مدرك من كونه،
أو أسود من لونه، فيتوبا

كتب الشقاء على الفتى، في عيشه،
وليبلغن قضاءه المكتوبا

وإذا عتبت المرء، ليس بمعتب،
ألفيت، فيما جئته، معتوبا

يبغي المعاشر في الزمان وصرفه
رتبا، كأن لهم، عليه، رتوبا

(1/30)

عنوان القصيدة : عفوك للعالم لا تخلين

عفوك للعالم لا تخلين
حنظبة، منه، ولا عنظبه

لا ظبة الصارم باشرتها،
فيك، ولا زرت، لحجي، ظبه

(1/31)

عنوان القصيدة : قد صحبنا الزمان بالرغم منا،

قد صحبنا الزمان بالرغم منا،
وهو يردي، كما علمت، الصحابا

وحللنا المضيق، ثم أتينا الرحب،
لو دام تركنا والرحابا

والجسوم التراب تحيا بسقيا،
فلهذا قلنا: سقيت السحابا

قد رضينا الشحوب لوكان صرف الدهـ
ـر يرضى، للأوجه، الإشحابا

وضحكنا، وليس ما يوجب الضحـ
ـك، لدينا، بل ما يهيج انتحابا

كم أمير أمير في عاصفات،
بعدما حاب، في الحياة، وحابا

(1/32)

عنوان القصيدة : لا تطيعي هواك، أيتها النفـ

لا تطيعي هواك، أيتها النفـ
ـس، فنعمى المليك فينا ربيبه

وابن جحش، لما تنصر، لم تر
كن، إلى ما يقول، أم حبيبه

وبلال يحكي ابن تمرة في الخفة،
أوفى من عنتر ابن زبيبه

لا أغادي مفارقي بصبيب،
وأخلي والقفر آل صبيبه

إن خيرا من اختراش ضباب الأر
ض، للناشىء، اتخاذ ضبيبه

كيف أضحت شبيبة القلب حمرا
ء، وزالت من السواد الشبيبه

فالزمي النسك إن علقت، وفري
من ذوي الجهل كي تعدي لبيبه

(1/33)

عنوان القصيدة : زاره حتفه، فقطب للمو

زاره حتفه، فقطب للمو
ت، وألقى من بعدها التقطيبا

زودوه طيبا، ليلحق بالنا
س، وحسب الدفين بالترب طيبا

نام في قبره، ووسد يمنا
ه، فخلناه قام فينا خطيبا

للمنايا حواطب لا تبالي،
أهشيما جرت لها، أم رطيبا

صرفت كأسها، فلم تسق شربا
مرة، خالصا، وأخرى قطيبا

(1/34)

عنوان القصيدة : زعموا أن ما يذكر، إن قا

زعموا أن ما يذكر، إن قا
رن أنثى، لم يعدم التغليبا

باطل ذاك، إن لبي، إلى الدنـ
ـيا، قرين، وما يزال سليبا

والمنايا كالأسد، تفترس الأحـ
ـياء، جمعا ولا تعاف الكليبا

مثل ماقيل في جرير، أخي القو
ل، يصيد الكركي والعندليبا

كم سقينا الحمام شارب ماء
ومدام، أو من يسقى حليبا

تفرع الشامخ المنيف، من الشـ
ـم، وتهوي، فتستبيح القليبا

قدر نازل من الجو، نادى
بالنصارى، حتى أجلوا الصليبا

والنجاشي صار ملك أناس،
بعدما هم أن يعد جليبا

والفتى كاسمه، المصرف هذا الـ
ـجسم، يلقى التغيير والتقليبا

(1/35)

عنوان القصيدة : إن يقرب الموت مني

إن يقرب الموت مني
فلست أكره قربه

وذاك أمنع حصن،
يصبر القبر دربه

من يلقه لا يراقب
خطبا، ولا يخش كربه

كأنني رب إبل،
أضحى يمارس جربه

أو ناشط يتبغى،
في مقفر الأرض، عربه

وإن رددت لأصلي،
دفنت في شر تربه

والوقت مامر، إلا
وحل في العمر أربه

كل يحاذر حتفا،
وليس يعدم شربه

ويتقي الصارم العضـ
ـب، أن يباشر غربه

والنزع، فوق فراش،
أشق من ألف ضربه

واللب حارب، فينا،
طبعا يكابد حربه

يا ساكن اللحد! عرفـ
ـني الحمام وإربه

ولا تضن، فإني
ما لي، بذلك، دربه

يكر في الناس كالأجـ
ـدل، المعاود سربه

أو كالمعير، من العا
سلات، يطرق زربه

لا ذات سرب يعري الر
دى، ولا ذات سربه

وما أظن المنايا،
تخطو كواكب جربه

ستأخذ النسر، والغفـ
ـر، والسماك، وتربه

فتشن عن كل نفس
شرق الفضاء وغربه

وزرن، عن غير بر،
عجم الأنام، وعربه

ما ومضة من عقيق،
إلا تهيج طربه

هوى تعبد حرا،
فما يحاول هربه

من رامني لم يجدني،
إن المنازل غربه

كانت مفارق جون،
كأنها ريش غربه

ثم انجلت، فعجبنا
للقار بدل صربه

إذا خمصت قليلا،
عددت ذلك قربه

وليس عندي، من آلة
السرى، غير قربه

(1/36)

عنوان القصيدة : الله ينقل من شا

الله ينقل من شا
ء، رتبة بعد رتبه

أبدى العتاهي نسكا،
وتاب من ذكر عتبه

والخوف ألزم سفيا
ن أن يغرق كتبه

(1/37)

عنوان القصيدة : كريم أناب، وما أنبا،

كريم أناب، وما أنبا،
وأنساه طول المدى زينبا

لإحدى الأرانب، في قومها،
وإن صبحت، بعدنا، أرنبا

لها والد، بيته شامخ،
مع النسر، أو مثله طنبا

عهدتك لا تتوقى الهجير،
ولا ترهب الأشيب، الأشنبا

ولكن لقيت صروف الزمان،
وباشرتها مقنبا، مقنبا

إذا المرء مرت له أربعون،
فليس يعنف، إن حنبا

وإن يفر خطبا، فأهل له،
وإلا، فكم من حسام نبا

ولا عقل للدهر، فيما أرى،
فكيف يعاتب إن أذنبا؟

فهلا تراح لأهل الجناب،
إذا الركب، أفراسه، جنبا

وكنت إلى وصلهم مائلا،
تعاصي العذول، وإن أطنبا

(1/38)

عنوان القصيدة : صحبت الحياة، فطال العناء ؛

صحبت الحياة، فطال العناء ؛
ولا خير في العيش مستصحبا

وقد كنت فيما مضى جامحا؛
ومن راضه دهره أصحبا

متى ما شحبت لوجه المليك،
كسيت جمالا بأن تشحبا

حبا الشيخ، لا طامعا في النهوض،
نقيض الصبي، إذا ما حبا

ولم يحبني أحد نعمة؛
ولكن مولى الموالي حبا

نصحتك، فاعمل له دائما؛
وإن جاء موت، فقل: مرحبا

(1/39)

عنوان القصيدة : يؤدبك الدهر بالحادثات،

يؤدبك الدهر بالحادثات،
إذا كان شيخاك ما أدبا

بدت فتن مثل سود الغمام،
ألقت على العالم الهيدبا

ومن دونها اختلفت غالب،
وأبعد عثمانها جندبا

فلا تضحكن ابنة السنبسي،
فأوجب من ذاك أن تندبا

إذا عامر تبعت صالحا،
وزجت بنو قرة الحردبا

وأردف حسان في مائح،
متى هبطوا مخصبا أجدبا

وإن فرعوا جبلا شامخا،
فليس يعنف أن يحدبا

رأيت نظير الدبا كثرة،
قتيرهم كعيون الدبا

(1/40)

عنوان القصيدة : بني آدم بئس المعاشر أنتم،

بني آدم بئس المعاشر أنتم،
وما فيكم واف لمقت، ولا حب

وجدتكم لا تقربون إلى العلا،
كما أنكم لا تبعدون عن السب

ولم تكفكم أكباد شاء وجامل،
ووحش إلى أن رمتم كبد الضب

فإن كان ما بين البهائم قاضيا،
فهذا قضاء جاء من قبل الرب

ركبتم سفين البحر، من فرط رغبة،
فما للمطايا والمطهمة القب

وكلكم يبدي، لدنياه، نغصة،
على أنه يخفي بها كمد الصب

إذا جولس الأقوام بالحق أصبحوا،
عداة، فكل الأصفياء على خب

نشاهد بيضا من رجال، كأنهم
غرابيب طير، ساقطات على حب

إذا طلبوا، فاقنع لتظفر بالغنى؛
وإن نطقوا، فاصمت لترجع باللب

وإن لم تطق هجران رهطك دائما،
فمن أدب النفس الزيارة عن غب

ويدعو الطبيب المرء، وافاه حينه؛
رويدك! إن الأمر جل عن الطب

(1/41)

عنوان القصيدة : أرى اللب مرآة اللبيب، ومن يكن،

أرى اللب مرآة اللبيب، ومن يكن،
مرائيه، الإخوان يصدق ويكذب

أأخشى عذاب الله، والله عادل،
وقد عشت عيش المستضام المعذب

نعم! إنها الأرزاق، والمرء جاهل،
يهذب، من دنياه، ما لم يهذب

فإن حبال الشمس لسن ثوابتا،
لشد رحال، أو قوابض جذب

(1/42)

عنوان القصيدة : لك الملك، إن تنعم، فذاك تفضل

لك الملك، إن تنعم، فذاك تفضل
علي، وإن عاقبتني، فبواجب

يقوم الفتى من قبره، إن دعوته،
وما جر مخطوط له في الرواجب

عصا النسك أحمى، ثم، من رمح عامر
وأشرف عند الفجر من قوس حاجب

(1/43)

عنوان القصيدة : عصا في يد الأعمى، يروم بها الهدى،

عصا في يد الأعمى، يروم بها الهدى،
أبر له من كل خدن وصاحب

فأوسع بني حواء هجرا، فإنهم
يسيرون في نهج من الغدر لاحب

وإن غير الإثم الوجوه، فما ترى،
لدى الحشر، إلا كل أسود شاحب

إذا ما أشار العقل بالرشد، جرهم،
إلى الغي، طبع أخذه أخذ ساحب

(1/44)

عنوان القصيدة : نهاني عقلي عن أمور كثيرة،

نهاني عقلي عن أمور كثيرة،
وطبعي إليها بالغريزة جاذبي

ومما أدام الرزء تكذيب صادق،
على خبرة منا، وتصديق كاذب

(1/45)

عنوان القصيدة : لو اتبعوني، ويحهم، لهديتهم

لو اتبعوني، ويحهم، لهديتهم
إلى الحق، أو نهج لذاك مقارب

فقد عشت حتى ملني، ومللته،
زماني، وناجتني عيون التجارب

إذا حان وقتي، فالمثقف طاعني،
بغير معين، والمهند ضاربي

وإنا، من الغبراء، فوق مطية،
مذللة، ما أمكنت يد خارب

فمن لي بأرض رحبة، لا يحلها
سواي، تضاهي دارة المتقارب

فما للفتى إلا انفراد ووحدة،
إذا هو لم يرزق بلوغ المآرب

فحارب وسالم، إن أردت، فإنما
أخو السلم، في الأيام، مثل محارب

(1/46)

عنوان القصيدة : يقولون صنع من كواكب سبعة؛

يقولون صنع من كواكب سبعة؛
وما هو إلا من زعيم الكواكب

إذا رفعت تلك المواكب قسطلا،
فرافعه للعين مجري الكواكب

أترجع نفس الميت، بعد رحيله،
فيجزي قوما بالدموع السواكب؟

تبدل أعناق الرجال وأيديا،
تناقله من عسجدي المراكب

أحب إليه كونه متواطأ
بأقدامهم، لا الحمل فوق المناكب

هو الموت، مثر عنده مثل مقتر،
وقاصد نهج مثل آخر ناكب

ودرع الفتى، في حكمه، درع غادة،
وأبيات كسرى من بيوت العناكب

فرجل في غبراء، والخطب فارس،
وما زال، في الأهلين، أشرف راكب

وما النعش إلا كالسفينة راميا،
بغرقاه، في موج الردى المتراكب

(1/47)

عنوان القصيدة : أجل هبات الدهر ترك المواهب،

أجل هبات الدهر ترك المواهب،
يمد، لما أعطاك، راحة ناهب

وأفضل من عيش الغنى عيش فاقة،
ومن زي ملك رائق زي راهب

وما خلته إلا سيبعث حادثا،
يحل الثريا عن جبين الغياهب

جلا فرقديه، قبل نوح وآدم،
إلى اليوم، لما يدعيا في القراهب

ولي مذهب في هجري الإنس نافع،
إذا القوم خاضوا في اختيار المذاهب

أرانا على الساعات فرسان غارة،
وهن بنا يجرين جري السلاهب

ومما يزيد العيش إخلاق ملبس،
تأسف نفس، لم تطق رد ذاهب

(1/48)

عنوان القصيدة : إذا عبت، عندي، غيري اليوم ظالما،

إذا عبت، عندي، غيري اليوم ظالما،
فأنت بظلم، عند غيري، عائبي

عرفتك، فاعلم، إن ذممت خلائقي
ورابك بعضي، أن كلك رائبي

فأين الذي في الترب يدفن شخصه،
وأسراره مدفونة في الترائب

يظن نبيه غائبا مثل شاهد؛
وخامل قوم شاهدا مثل غائب

وقد يورث، المال البعيد، مضلل،
من الناس، يأبى وضعه في القرائب

وإن بني حواء زور عن الهدى،
ولو ضربوا بالسيف ضرب الغرائب

ومن حب دنياهم رموا في وغاهم
بغيض المنايا بالنفوس الحبائب

وكم غوروا، في مورد وتظمىء
عيون ركي، أو عيون ركائب

وأسروا على الخيل العتاق، وأصمتوا
نواطقها، إلا تحمحم هائب

وشد لسان الطرف، خوف صهيله،
فقد ألجموا أفواهها بالسبائب

وغرهم صبح الوجوه، وفوقه
جوامد ليل، سميت بالذوائب

غرائز في شيب ومرد، بمشرق
وغرب، جرت مجرى الصبا والجنائب

أرادت لها خضر المضارب والظبى
جلاء، فلم تبيض سود الضرائب

يقول الفتى: أخلصت غيا ولم أرح،
وشائب فودي بالتورع شائبي

(1/49)

عنوان القصيدة : توخ بهجر أم ليلى، فإنها

توخ بهجر أم ليلى، فإنها
عجوز، أضلت حي طسم ومارب

دبيب نمال، عن عقار، تخالها
بجسمك، شر من دبيب العقارب

ولو أنها كالماء طلق لأوجبت،
قلاها، أصيلات النهى والتجارب

تحيي وجوه الشرب، فعل مسالم،
يضاحكه، والكيد كيد محارب

إذا قتلت، خاف الرشاد جناية،
فكان من الفتيان أول هارب

عدوة لب، سلت السيف واعتلت
به القوم، إلا أنها لم تضارب

وما شامت الهندي في الكف عنوة؛
ولكن ثنته في أنامل ضارب

فلو كان سرح العقل أذ واد عامر،
رمت كل ذود من سفاه بخارب

فما أبعدت إلا أجل مقارن؛
ولا بلغت إلا خسيس المآرب

تعري الفتى من ثوبه، وهو غافل،
وتوقع حرب الدهر بين الأقارب

تألى الحجا، واستشهد السكر أنها
ذميمة غب، لا تحل لشارب

(1/50)

عنوان القصيدة : تناهبت، العيش، النفوس، بغرة،

تناهبت، العيش، النفوس، بغرة،
فإن كنت تسطيع النهاب، فناهب

بقائي في الدنيا، علي، رزية،
وهل أنا إلا غابر مثل ذاهب؟

إذا خلق الانسان ظل حمامه،
وإن نال يسرا، من أجل المواهب

تقادم عمر الدهر، حتى كأنما
نجوم الليالي شيب هذي الغياهب

يهود باغي الحاج، والليل مسلم،
على كفره، والأرض في زي راهب

تألف غي الناس، شرقا، ومغربا،
تكامل فيهم باختلاف المذاهب

وإن قطوف الساع، فيما علمته،
أحث مرورا من وساع السلاهب

(1/51)

عنوان القصيدة : متى عدد الأقوام لبا وفطنة،

متى عدد الأقوام لبا وفطنة،
فلا تسأليني عنهما وسليبي

أرى عالما يرجون عفو مليكهم،
بتقبيل ركن، واتخاذ صليب

فغفرانك اللهم! هل أنا طارح،
بمكة، في وفد، ثياب سليبي؟

وهل أرد الغدران، بين صحابة
يمانين، لم يبغوا احتفار قليب

أفارقهم، ما العرض مني عندهم
ثليبا، ولا عرض لهم بثليب

ولست بلاح من أراح سوامه
إذا لم يجئني، موهنا، بحليب

وهان على سمعي إذا القبر ضمني
هرير ضباع، حوله، وكليب

عبيدك جم، ربنا، ولك الغنى،
ولم تك معروفا برق جليب

(1/52)

عنوان القصيدة : وجدت عواري الحياة كثيرة،

وجدت عواري الحياة كثيرة،
كأن بقاء المرء شعر حبيب

وتلقاه، من فرط الصبابة، جاهلا،
يغير أعلى رأسه بصبيب

وما كرهت خيل، تخال، وأينق،
بياضا بدا في غرة وسبيب

فإن طريق الناس في الحتف واحد
أكنت طبيبا أم نقيض طبيب

(1/53)

عنوان القصيدة : إذا غيبوني لم أبال متى هفا

إذا غيبوني لم أبال متى هفا
نسيم شمال، أو نسيم جنوب

تنوب الرزايا أعظمي، لا أصونها
بمتخذ من عرعر وتنوب

فهل عاينوا، في مضجعي لجرائمي
كتائب من زنج، تروع، ونوب

وهل يجعل الأرض التي ابيض لونها،
كلون الحرار الحمس، لون ذنوب

يقول الثرى: كم رم تحتي للورى
وسائد هام، أو مهود جنوب

وإني، وإن لم آت خيرا أعده،
لآمل إرواء يخير ذنوب

(1/54)

عنوان القصيدة : وجدتك أعطيت الشجاعة حقها،

وجدتك أعطيت الشجاعة حقها،
غداة لقيت الموت غير هيوب

إذا قرن الظن المصيب، من الفتى،
بتجربة، جاءا بعلم غيوب

وإنك، إن أهديت لي عيب واحد،
جدير، إلى غيري، بنقل عيوبي

وإن جيوب السرد من سبل الردى،
إذا لم يكن، من تحت، نصح جيوب

(1/55)

عنوان القصيدة : إذا سكت الإنسان قلت خصومه،

إذا سكت الإنسان قلت خصومه،
وإن أضجعته الحادثات لجنبه

حسا طامر، في صمته، من دم الفتى،
فصغر ذاك الصمت معظم ذنبه

ولم يك في حال البعوض، إذا شدا،
له نغم عال، وأنت أذ به

وإن سل سيفا، من كلام، مسفه،
عليك، فقابله بصبرك تنبه

(1/56)

عنوان القصيدة : لقد ترفع، فوق المشتري، زحل،

لقد ترفع، فوق المشتري، زحل،
فأصبح الشر فينا ظاهر الغلب

وإن كيوان والمريخ، ما بقيا،
لا يخليانك من فجع ومن سلب

وكم طلبت أمورا لست مدركها،
تبارك الله، من أغراك بالطلب

أما رأيت رجالا، بعد شربهم،
في النضر، يرضون أن يسقوا من العلب

وما أمنت زماني، في تصرفه،
أن ينقل الملك من مصر إلى حلب

(1/57)

عنوان القصيدة : الدهر ينسخ أولاه أواخره،

الدهر ينسخ أولاه أواخره،
فلا يطيلن بهذا اللوم إنصابي

داء الحياة قديم لا دواء له،
لم يخل بقراط من سقم وأوصاب

تلك اليهود، فهل من هائد لهم،
والصابئون، وكل جاهل صابي

والأنس ما بين إكثار إلى عدم،
كالوحش ما بين إمحال وإخصاب

لم يثبتوا بقياس أصل دينهم،
فيحكموا بين رفاض ونصاب

ما الركن في قول ناس، لست أذكرهم،
إلا بقية أوثان وأنصاب

لا أستقيل زماني عثرة أبدا،
ما شاء فليأت، إن الشهد كالصاب

(1/58)

عنوان القصيدة : إذا رأيتم كريما، عند غيركم،

إذا رأيتم كريما، عند غيركم،
فأكرموه على يسر وإنضاب

فالسيف تعرف ذات الخدر موضعه
من قومها، وهي لم تضرب بقرضاب

والشر ينشر، بعد الخير، ميته،
كما أصاب، عميرا، ما جنى ضابي

(1/59)

عنوان القصيدة : يأتي الردى، ويواري إثلب جسدا،

يأتي الردى، ويواري إثلب جسدا،
فافعل جميلا، وجانب كل ثلاب

والناس كالخيل، ما هجن بمعطية،
في مريها، كعطايا آل حلاب

فاسمع كلامي، وحاول أن تعيش به،
فسوف أعوز، بعد اليوم، طلابي

استغفر الله، واترك ما حكى لهم
أبو الهذيل، وما قال ابن كلاب

فالدين قد خس، حتى صار أشرفه
بازا لبازين، أو كلبا لكلاب

والظلم، عندي، قبيح لا أجوزه
ولو أطعت لما فاؤوا بأجلاب

إن السواد لجنس، خيره زمر،
فقس بني آدم منه على اللاب

لا تنبت الحرة المرعى، ولو سقيت
بعارض، لمياه البحر، حلاب

لا يكتسون قميصا، في ديارهم،
كالأرض لم تكس من نبت بأسلاب

دهري قتاد، وحالي ضالة ضؤلت
عما أريد، ولوني لون لبلاب

وإن وصلت، فشكري شكر بروقة
ترضى ببرق، من الأمطار، خلاب

فدار خصمك، إن حق أنار له،
ولا تنازع بتمويه وإجلاب

وحب دنياك طبع في المقيم بها،
فقد منيت بقرن منه غلاب

لما رأيت سجايا العصر ترخصني،
رددت قدري إلى صبري، فإغلابي

(1/60)

عنوان القصيدة : أسوان أنت، لأن الحي نيتهم

أسوان أنت، لأن الحي نيتهم
أسوان، أي عذاب دون عيذاب

والعقل يسعى لنفسي، في مصالحها
فما لطبع، إلى الآفات، جذاب

(1/61)

عنوان القصيدة : الحظ لي، ولأهل الأرض كلهم،

الحظ لي، ولأهل الأرض كلهم،
ألا يراني، أخرى الدهر، أصحابي

وشقوة غشيت وجهي، بنضرته،
أبر بي من نعيم جر إشحابي

حابي كثير، ومانبلي بصائبة؛
وكيف لي في مراميهن بالحابي؟

قد كنت صعبا ولكن أرهفت غير،
حتى تبين كل الناس أصحابي

فاحذر من الإنس، أدناهم وأبعدهم،
وإن لقوك بتبجيل وترحاب

(1/62)

عنوان القصيدة : استنبط العرب لفظا، وانبرى نبط،

استنبط العرب لفظا، وانبرى نبط،
يخاطبونك من أفواه أعراب

كلمت باللحن أهل اللحن أنفسهم،
لأن عيبي، عند القوم، إعرابي

دنياي لا كنت من أم مخادعة،
كم ميسم لك في وجهي وأقرابي

أشربت حبك لا ينفيه عن جسدي
سوى ثرى لدماء الإنس شراب

عند الفراقد أسراري مخبأة،
إذ لست أرضى لآرابي بآرابي

ترائبي، وهي مغنى السر، ما علمت
به، لدي، فهل نالته أترابي؟

ضربتني بحسام، أو بقاطعة،
من منطق، وعن الجرحين إضرابي

ما شد ربك أزرا بي، فينقصني،
من رتبة لي، من بالقول أزرا بي

أضعت ما كنت أفنيت الزمان به،
بل جر، ما كان، أعدائي وحرابي

كقينة الكأس، إذ باتت مطربة،
بين الشروب، وليست ذات إطراب

والشر جم، ومن تسلم له إبل،
من غارة الجيش، يتركها لخراب

أسرى بي الأمل اللاهي بصاحبه،
حتى ركبت سرايا، بين أسراب

هربت من بين إخواني لتحسبني
في معشر، من لباس الذام، هراب

كأنني، كل حول، محدث حدثا،
يرى به، من تولى المصر، إغرابي

السيف والرمح قد أودى زمانهما،
فهل لكفك في عود ومضراب؟

(1/63)

عنوان القصيدة : انفض ثيابك من ودي ومعرفتي،

انفض ثيابك من ودي ومعرفتي،
فإن شخصي هباء، في الضحى، هابي

وقد نبذت على جمر، خبا، يبسا،
فإن يكن فيه سقط يذك إلهابي

وقد نصحتك، فاحذر أن ترى أذنا
ترمي إلى السهب إكثاري، وإسهابي

(1/64)

عنوان القصيدة : الحمد لله! ما في الأرض وادعة،

الحمد لله! ما في الأرض وادعة،
كل البرية في هم وتعذيب

جاء النبي بحق، كي يهذبكم؛
فهل أحس لكم طبع بتهذيب؟

عود يصدق، أو غر يكذب، أو
مردد بين تصديق وتكذيب

ولو علمتم بداء الذئب من سغب،
إذا لسامحتم بالشاة للذيب

(1/65)

عنوان القصيدة : لا يحسب الجود من رب النخيل جدا،

لا يحسب الجود من رب النخيل جدا،
حتى تجود على السود الغرابيب

ما أغدر الإنس! كم خشف ترببهم،
فغادروه أكيلا بعد تربيب

هذي الحياة، أجاءتنا، بمعرفة،
إلى الطعام، وستر بالجلابيب

لو لم تحس لكان الجسم مطرحا،
لذع الهواجر، أو وقع الشآبيب

فاهجر صديقك، إن خفت الفساد به؛
إن الهجاء لمبدوء بتشبيب

والكف تقطع، إن خيف الهلاك بها،
على الذراع بتقدير وتسبيب

طرق النفوس إلى الأخرى مضللة؛
والرعب فيهن من أجل الرعابيب

ترجو انفساحا، وكم للماء من جهة،
إذا تخلص من ضيق الأنابيب

أما رأيت صروف الدهر غادية،
على القلوب، بتبغيض وتحبيب

وكل حي، إذا كانت له أذن،
لم تخله من وشايات وتخبيب

عجبت للروم، لم يهد الزمان لها
حتفا، هداه إلى سابور أو بيب

إن تجعل اللجة الخضراء واقية،
فالملك يحفظ بالخضر اليعابيب

(1/66)

عنوان القصيدة : إذا قضى الله أمرا جاء مبتدرا،

إذا قضى الله أمرا جاء مبتدرا،
وكل ما أنت لاقيه بتسبيب

ظلت ملاحية في الشيء تفعله،
جهلا، ملاحية من بعد غربيب

لو لم يصيبوا مداما من غراسهم،
لجاز أن يمطروها في الشآبيب

ولامترتها، وخيل القوم جائلة،
أيدي الفوارس من صم الأنابيب

(1/67)

عنوان القصيدة : دنياك تكنى بأم دفر،

دنياك تكنى بأم دفر،
لم يكنها الناس أم طيب

فأذن إلى هاتف مجيد،
قام على غصنه الرطيب

يكون، عند اللبيب منا،
أبلغ من واعظ خطيب

يحلف: ما جادت الليالي
إلا بسم لنا قطيب

(1/68)

عنوان القصيدة : قبيح أن يحس نحيب باك،

قبيح أن يحس نحيب باك،
إذا حان الردى، فقضيب نحبي

ولم أرد المنية باختياري،
ولكن أوشك الفتيان سحبي

ولو خيرت لم أترك محلي،
فأسكن في مضيق بعد رحب

وجدت الموت ينتظم البرايا،
بشجب منه في أعقاب شجب

فأوصيكم بدنيانا هوانا،
فإني تابع آثار صحبي

(1/69)

عنوان القصيدة : ليال ما تفيق من الرزايا،

ليال ما تفيق من الرزايا،
فويحي من عجائبها وويبي!

أعادت أسدها أسدا أكيلا،
وأودى ذئبها بأبي ذؤيب

(1/70)

عنوان القصيدة : يهاب الناس إيجاف المنايا،

يهاب الناس إيجاف المنايا،
وهل حاد القضاء عن الهيوب؟

إذا كشفت أجناس البرايا،
وجدت العالمين ذوي عيوب

ذيولهم كثيرات المخازي،
لما فقدوه من نصح الجيوب

تحدثك الظنون بما تلاقي،
كأن الظن علام الغيوب

(1/71)

عنوان القصيدة : إذا اصفر الفتى لفراق روح،

إذا اصفر الفتى لفراق روح،
فأهون بالتصعلك والشحوب

أحوبي صاحبي، فأعير فضلا
علي، أم انتقصت لأجل حوبي؟

(1/72)

عنوان القصيدة : بني الآداب! غرتكم، قديما

بني الآداب! غرتكم، قديما
زخارف مثل زمزمة الذباب

وما شعراؤكم إلا ذئاب،
تلصص في المدائح والسباب

أضر لمن تود من الأعادي،
وأسرق، للمقال، من الزباب

أقارضكم ثناء غير حق،
كأنا منه في مجرى سباب

أأذهب فيكم أيام شيبي،
كما أذهبت أيام الشباب؟

معاذ الله قد ودعت جهلي،
فحسبي من تميم والرباب

أحاديث الضباب وآل كعب
نبذت سوالكا درج الضباب

وما سم الحباب، لدي، إلا
كنظم قيل في آل الحباب

ليعد مع الضباب سليل حجر،
وسائر قوله في ابن الضباب

فما أم الحويرث، في كلامي،
بعارضة، ولا أم الرباب

وإن مقاتل الفرسان، عندي،
مصارع تلكم الغنم الرباب

وألقيت الفصاحة عن لساني،
مسلمة إلى العرب اللباب

شغول، ينقضين بغير حمد،
ولا يرجعن إلا بالتباب

ذروني يفقد، الهذيان، لفظي،
وأغلق للحمام، علي، بابي

(1/73)

عنوان القصيدة : من يخضب الشعرات يحسب ظالما،

من يخضب الشعرات يحسب ظالما،
ويعد أخرق كالظليم الخاضب

والشيب في لون الحسام، فلا تدع
جسد النجيع على الحسام القاضب

عمري غدير، كل أنفاسي به
جرع، تغادره كأمس الناضب

(1/74)

عنوان القصيدة : جدث أريح، وأستريح بلحده،

جدث أريح، وأستريح بلحده،
خير من القصر الذي آذى به

وصدقت هذا العيش في حبي له،
واغترني بخداعه وكذابه

وجذبت من مرس الحياة مغاره،
فالآن أخشى البت عند جذابه

ولأشربن من الحمام كؤوسه،
ما بين جامده وبين مذابه

عذب، يعذبني، البقاء، وللردى
يوم، يخلص من فنون عذابه

(1/75)

عنوان القصيدة : كم أمة لعبت بها جهالها،

كم أمة لعبت بها جهالها،
فتنطست من قبل في تعذيبها

الخوف يلجئها إلى تصديقها،
والعقل يحملها على تكذيبها

وجبلة الناس الفساد، فظل من
يسمو بحكمته إلى تهذيبها

يا ثلة في غفلة، وأويسها الـ
ـقرني مثل أويسها، أي ذيبها

سبحان مجمد راكد ومقره،
وممير لجة زاخر ومذيبها

(1/76)

عنوان القصيدة : قد قيل: إن الروح تأسف، بعدما

قد قيل: إن الروح تأسف، بعدما
تنأى عن الجسد، الذي غنيت به

إن كان يصحبها الحجى، فلعلها
تدري، وتأبه للزمان وعتبه

أو لا، فكم هذيان قوم غابر،
في الكتب، ضاع مداده في كتبه

(1/77)

عنوان القصيدة : كم غادة مثل الثريا في العلا

كم غادة مثل الثريا في العلا
والحسن، قد أضحى الثرى من حجبها

ولعجبها ما قربت مرآتها،
نزهت خلي عن مقالي عج بها

(1/78)

عنوان القصيدة : إدأب لربك، لا يلومك عاقل

إدأب لربك، لا يلومك عاقل
في سجن هذي النفس، أو إدآبها

سنؤوب في عقبى الحياة مساكنا،
لا علم لي بالأمر، بعد مآبها

لا تأمنن من الدهور تغيرا،
حتى تكون ظباؤها كذئابها

ويصير في شيبان مجنى غرسها،
ويعود مسقط ثلجها في آبها

أبقت أحاديث الرجال، وأهلكت
سلفي عتيبيها، وآل ذؤابها

(1/79)

عنوان القصيدة : لا ريب أن الله حق، فلتعد

لا ريب أن الله حق، فلتعد
باللوم أنفسكم على مرتابها

وغدت عقولكم تعاتب أنفسا،
ليست تريع لنصحها وعتابها

هلا تتوب من الذنوب خواطىء
قبل اعتراض الموت دون متابها

بنت النصارى للمسيح كنائسا،
كانت تعيب الفعل من منتابها

ومتى ذكرت محمدا وكتابه،
جاءت يهود بجحدها وكتابها

أفملة الإسلام ينكر منكر،
وقضاء ربك صاغها وأتى بها

أين الهدى فنرومه بمشقة،
في البيد، ساطية على مجتابها

والعيس، أقتاب لها مستورة،
شكت الذين سروا على أقتابها

(1/80)

عنوان القصيدة : لا تلبس الدنيا، فإن لباسها

لا تلبس الدنيا، فإن لباسها
سقم، وعر الجسم من أثوابها

أنا خائف من شرها، متوقع
إكآبها، لا الشرب من أكوابها

فلتفعل النفس الجميل، لأنه
خير وأحسن، لا لأجل ثوابها

في بيته الحكم، الذي هو صادق،
فأتوا بيوت القوم من أبوابها

وتخالف الرؤساء يشهد، مقسما:
إن المعاشر ما اهتدت لصوابها

وإذا لصوص الأرض أعيت واليا،
ألقى السؤال بها على توابها

جيبت فلاة للغنى، فأصابه
نفر، وصين الغيب عن جوابها

آوى بها الله الأنام، فما أوى
لمحالفي ددها ولا أوابها

(1/81)

عنوان القصيدة : أهلا بغائلة الردى وإيابها،

أهلا بغائلة الردى وإيابها،
كيما تسترني بفضل ثيابها

دنياك دار، إن يكن شهادها
عقلاء، لا يبكوا على غيابها

قد أظهرت نوبا تزيد على الحصى
عددا، وكم في ضبنها وعيابها

تفريهم بسيوفها، وتكبهم
برماحها، وتنالهم بصيابها

ما الظافرون بعزها ويسارها،
إلا قريبو الحال من خيابها

أنياب جامعة السمام فم التي
أطغت، فخلت الراح في أنيابها

إن المنية لم تهب متهيبا،
فالعجز والتفريط في هيابها

ومن العجائب أن كلا راغب
في أم دفر، وهو من عيابها

فاتفل عن الترب الفصاحة، إنها
تقضي لناعيها على زريابها

(1/82)

عنوان القصيدة : خبر الحياة شرورها، وسرورها،

خبر الحياة شرورها، وسرورها،
من عاش عدة أول المتقارب

وافى بذلك أربعين، فما له
عذر، إذا أمسى قليل تجارب

يا ضارب العود البطيء، وظهره
لا وزر يحمله، كوزر الضارب

أرفق به، فشهدت أنك ظالم
في ظالمين: أباعد وأقارب

قل للمدامة، وهي ضد للنهى،
تنضو لها أبدا سيوف محارب

لو كان لم يحظرك، غير أذية،
شيء، لبت مباحة للشارب

لكن حماك العقل، وهو مؤمر،
فانأي، وراءك، في التراب التارب

(1/83)

عنوان القصيدة : البابلية باب كل بلية،

البابلية باب كل بلية،
فتوقين هجوم ذاك الباب

جرت ملاحاة الصديق وهجره،
وأذى النديم، وفرقة الأحباب

أم الحباب، وإن أميت لهيبها
بمزاجها، وافت كأم حباب

هتكت حجاب المحصنات وجشمت
مهن العبيد تهضم الأرباب

وتوهم الشيب المدالف أنهم
لبسوا، على كبر، برود شباب

وإذا تأملت الحوادث، ألفيت
صهب الدنان أعادي الألباب

(1/84)

عنوان القصيدة : شربي، على المقلة، في مقلت،

شربي، على المقلة، في مقلت،
وأكلي المشرق بالمغرب

آثر عندي من طعام لهم
يشفع بالمطرف والمطرب

يا ترب الحالة! كل إلى التر
ب، فجنت حسد المترب

(1/85)

عنوان القصيدة : ماوية المرأة لا تصحب الما

ماوية المرأة لا تصحب الما
وية المرأة، من عجبها

لعلمها أن الذي صاغها،
آثرها بالحسن في حجبها

لو كانت الدنيا لها منزلا،
ما قلت عن معرفة عج بها

سير بنا، فانظر إلى رفقة،
لا تضع الأكوار عن نجبها

(1/86)

عنوان القصيدة : إتبع طريقا للهدى لاحبا،

إتبع طريقا للهدى لاحبا،
وخل آثارا بملحوب

أف لدنياي، فإني بها
لم أخل من إثم، ومن حوب

قلت لها: امضي غير مصحوبة!
فقالت: اذهب غير مصحوب

(1/87)

عنوان القصيدة : قد أهملت للخياط إبرتها،

قد أهملت للخياط إبرتها،
فصادفت إبرة لعقربها

فهي تسقى الحليب ليلتها،
ولم يكن من لذيذ مشربها

وإنما الخود، في مساربها،
كربة السم في تسربها

فلا تكوني مثل التي لدغت،
تبدأ، في شرها، بأقربها

(1/88)

عنوان القصيدة : إن كؤوس المدام تشبهها السـ

إن كؤوس المدام تشبهها السـ
ـيوف، والموت في مضاربها

شموسها شمس باطل شرقت،
فلا يكن فوك من مغاربها

ونملها إن تدب في جسد،
أضر للنفس من عقاربها

وكل ما أذهب العقول، وإن
خالفها، فهو من أقاربها

جربها عالم بشيمتها،
ويذهب اللب في تجاربها

وقد تقضى الحياة، راضية،
بدون مانيل من مآربها

إن شربت راحها زنت وجنت،
فلتتق الله في مشاربها

(1/89)

عنوان القصيدة : خف دنيا، كما تخاف شريفا،

خف دنيا، كما تخاف شريفا،
صال ليث الشرى بظفر وناب

والصلال، التي يخاف رداها،
شرها في الرؤوس والأذناب

هل جناب، نحله، غير دنيا
نا، فإنا منها بشر جناب

علق الحين، في الحضارة بالخد
ر، وفي البدو شد بالأطناب

لا تدرع من القضاء، فما سيـ
ـف المنايا، عن الدروع، بناب

زارت الشام والعراق وكل الأر
ض، ماجانبت قطين الجناب

كل علم الطبيب عن مرض المو
ت، وقد ناب فيه كل مناب

نطقت ألسن الحمام، وبالإيـ
ـجاز جاءت،و كثرة الإطناب

لا يكاد الفتى يجهز، إلا
عن بديل، مكانه، مستناب

(1/90)

عنوان القصيدة : أسطر لاب، حولهن، جهول،

أسطر لاب، حولهن، جهول،
فهو يرجو هديا بأسطرلاب

لا تقسني على الذي شاع عني،
إن دنياك معدن للخلاب

قد يسمي الفتى الجبان أبوه
أسدا، وهو من خساس الكلاب

والبرايا لفظ الزمان، ولا بد
له من تغير وانقلاب

عجب الليل من سرورك فيه،
وأتى العين ثاكلا في سلاب

(1/91)

عنوان القصيدة : إذا ابنا أب واحد ألفيا

إذا ابنا أب واحد ألفيا
جوادا وعيرا، فلا تعجب

فإن الطويل، نجيب القريض،
أخوه المديد، ولم ينجب

ويشجب كل امرىء، في الزمان،
من آل عدنان، أو يشجب

(1/92)

عنوان القصيدة : تشاور بكرك في نفسها،

تشاور بكرك في نفسها،
وتنسى مشاورة الثيب

وأنت سفيه رأى مثله،
فقال السفاه له: عيب

أيا جسد المرء! ماذا دهاك؟
وقد كنت من عنصر طيب

تخبثت، إذ جمعت أربع
لديك، وأضحكت في الحي بي

فلا تجزعن إذا ما الحمام
صاح بوفد الضنى: هي بي

تصير طهورا، إذا ما رجعت
إلى الأصل، كالمطر الصيب

وما لك مال وإن جزته،
فأعظ عفاتك، أو خيب

(1/93)

عنوان القصيدة : معاص تلوح، فأوصيكم

معاص تلوح، فأوصيكم
بهجرانها، لا بإغبابها

كأن المهيمن أوصى النفوس
بعشق الحياة، وإحبابها

إذا دفنت في الثرى هالكا،
تناست عهودا لأحبابها

ألبت على غير نفع لها،
وذاك لقلة ألبابها

تولى الخليل إلى ربه،
وخلى العروض لأربابها

فليس بذاكر أوتادها،
ولا مرتج فضل أسبابها

(1/94)

عنوان القصيدة : أما والركاب وأقتابها،

أما والركاب وأقتابها،
تجوب الفلاة بمجتابها

تنص بكل فتى ناسك،
صحيح النهى غير مرتابها

متى ذكرت عنده مومس
فليس، حذارا، بمغتابها

وأجبال فهر وأحجارها،
وكعبة كعب، ومنتابها

وكتب، يبين اتقاء المليك
في دارسيها، وكتابها

لقد عتبت هذه الحادثات،
فلم ترض خلقا بإعتابها

(1/95)

عنوان القصيدة : تحل إذا استربت بك، اهتضامي،

تحل إذا استربت بك، اهتضامي،
وأنت فعلت أفعال المريب

ضريبك، في بني الدنيا، كثير،
وعز الله ربك عن ضريب

وما العلماء والجهال إلا
قريب، حين تنظر من قريب

متى ما يأتني أجلي بأرضي،
فناد على الجنازة للغريب

أكاشر من لقيت، على حذار،
وليس، على اعتقادي، من عريب

(1/96)

عنوان القصيدة : يا أيها المغرور، لب من الحجى،

يا أيها المغرور، لب من الحجى،
وإذا دعاك، إلى التقى، داع فلب

إن الشرور لكالسحابة أثجمت،
لاك السرور، كأنه برق خلب

وأبر من شرب المدامة، صفنت
في عسجد، شرب الرثيئة في العلب

جاءتك مثل دم الغزال بكأسها،
مقتولة قتلتك، فاله عن السلب

حلبية في النسبتين، لأنهما
حلب الكروم، وأن موطنها حلب

والعقل أنفس ما حبيت، وإن يضع،
يوما، يضع، فغوى الشراب وما حلب

والنفس تعلم أنها مطلوبة
بالحادثات، فما تراع من الطلب

والدهر أرقم بالصباح وبالدجى،
كالصل يفتك باللديغ، إذا انقلب

وأرى الملوك ذوي المراتب، غالبوا
أيامهم، فانظر بعيشك من غلب

سيان عندي مادح متحرض،
في قوله، وأخو الهجاء، إذا ثلب

(1/97)

عنوان القصيدة : للرزق أسباب تسبب،

للرزق أسباب تسبب،
والعيش مأمول، محبب

وصبابة الإنسان بالد
نيا، أرتك دما تصبب

شرب امرؤ من قهوة
شامية، حتى تحبب

وأخوه يكره نغبة،
في الرفد، من ذهب يضبب

والموت طب، ليس يبـ
ـرئه الحكيم، وإن تطبب

يا طرف! إن بت الأقـ
ـب، وصم حافرك المقبب

وجببت، في الجري، الخيو
ل، وكنت من وضح مجبب

فليدركنك، مرة،
ما أدرك الخرق المربب

والصمت يلزمه الفتى،
من بعد ما غنى وشبب

(1/98)

عنوان القصيدة : جنى ابن ستين، على نفسه،

جنى ابن ستين، على نفسه،
بالولد الحادث، ما لا يحب

تقول عرس الشيخ، في نفسها:
لا كنت يا شر خليل صحب

أنفع منه، عندها، برجد،
أذهب قرا، أو سقاء سحب

(1/99)

عنوان القصيدة : كأنما الأجساد، إن فارقت

كأنما الأجساد، إن فارقت
أرواحها، صخر ثوى أو خشب

وما درى الميت: أأكفانه
مخلقة، في رمسه، أم قشب

شاب، علينا أمرنا، شائب،
وقد وددنا أنه لم يشب

طوبى لطير تلقط الحبة الملقاة،
أو وحش تقفى العشب

لا تألف الإنس ولا تعرف القنـ
ـس، ولا تسمو إليها الأشب

فلا تشب الحرب، وقادة؛
فخامد في نفسه من يشب

(1/100)

عنوان القصيدة : قد أعزب العالم أحلامهم؛

قد أعزب العالم أحلامهم؛
يا عازب الحلم عن الناس ثب

نيران حقد بين أحشائهم،
فلفظهم عنها شرار وثب

تنسيهم، العارفة، الهيف كالأغـ
ـصان، والأعجاز مثل الكثب

(1/101)

عنوان القصيدة : أخبرت، عن كتبك، أعجوبة؛

أخبرت، عن كتبك، أعجوبة؛
ورب مين ضمنته الكتب

تواصل الغي، ولولم يكن
فيك حجى، ما عتبتك العتب

وطبعك الشر، فإن أمكنت
توبة ليل، من سواد، فتب

ويطلب النقلة، عن خيمهم،
ناس، على كل قبيح، رتب

(1/102)

عنوان القصيدة : إني ونفسي، أبدا، في جذاب،

إني ونفسي، أبدا، في جذاب،
أكذبها، وهي تحب الكذاب

إن أدخل النار، فلي خالق،
يحمل عني مثقلات العذاب

يقدر أن يسكنني روضة،
فيها، ترامى بالمياه العذاب

لا أطعم الغسلين، في قعرها،
ولا أغادى بالحميم المذاب

(1/103)

عنوان القصيدة : عاقبة الميت محمودة،

عاقبة الميت محمودة،
إذا كفى الله أليم العقاب

ليس عذاب الله من خانه،
كالقطع للأيدي وضرب الرقاب

لكنه متصل، فاحتقب
ما شئت لا يوضع وضع الحقاب

وناره لا تشبه النار، في
إفنائها ما أطعمت من ثقاب

كم عمل أهمله عامل،
يحفظه خالقنا بارتقاب

وإنما غودر، في مدنا،
كقاب قوس مد أو بعض قاب

ليتي هباء في قناتي لأى،
أو قطرة بين جناحي عقاب

أو كنت كدريا، أخا قفرة،
مشربه من آجنات الوقاب

دنياك ورهاء، لها شارة،
وقبحها يستر تحت النقاب

يا ناقة في ضرعها قاتل،
تعله مرتضعات السقاب

هل وألت مغفرة بالذرى؛
أو أفعوان ساكن بالشقاب

آه لضعفي! كيف بي هابطا
في الواد، أو مرتغيا في العقاب

(1/104)

عنوان القصيدة : ما أجلي، في أجلى، حاضر،

ما أجلي، في أجلى، حاضر،
من بعد ما جربت أهل الجريب

كأن حواء، التي زوجها
آدم، لم تلقح بشخص أريب

قد كثرت، في الأرض، جهالنا،
والعاقل الحازم فينا غريب

وإن يكن، في موتنا، راحة،
فالفرج الوارد منا قريب

هل من عريب أو ذوي جرهم،
أو إرم أو آل طسم عريب؟

(1/105)

عنوان القصيدة : من جالس المغتاب، فهو مغتاب؛

من جالس المغتاب، فهو مغتاب؛
لست على كل جنى بعتاب

ولا مجاز مخطيا، إذا تاب،
وكيف لي بورد نسك مؤتاب

أقطع منه حندسا، وأجتاب؛
وتضمر الأقتاب فوق الأقتاب

تزعجني ذات وجيف رتاب،
تخط في الأرض سطور الكتاب

إني بنفسي، في التقى، لمرتاب،
ولا أشك في الحمام المنتاب

(1/106)

عنوان القصيدة : إذا وهب الله لي نعمة،

إذا وهب الله لي نعمة،
أفدت المساكين مما وهب

جعلت لهم عشر سقي الغمام،
وأعطيتهم ربع عشر الذهب

وإلا فليس على قادح،
إذا ما كبا الزند، دفع اللهب

ولو أرسلت، في المهب، الجنوب،
لما عجزت عن سلوك المهب

(1/107)

عنوان القصيدة : يحل بمهر رحيق الرضاب،

يحل بمهر رحيق الرضاب،
وليس يحل رحيق العنب

يعيد الفتى، كالذي نابه
جنون، على أنه لم ينب

وما أخذ العقل من أهله،
وإن هو غر اللمى والشنب

(1/108)

عنوان القصيدة : تنافس قوم على رتبة؛

تنافس قوم على رتبة؛
كأن الزمان يديم الرتب

ودنياك غر بها جاهل،
فتبت على كل حال وتب

وكم من بعير قضى دهره،
بشد البطان وعض القتب

وآخر في مرتع هامل،
تظالع من أشر أو عتب

ولي عمل كجناح الغراب،
أو جنح ليل، إذا ما رتب

فإن كان يكتبه كاتب،
فقد سود الصبح مما كتب

(1/109)

عنوان القصيدة : أخبت ركابي أم أتيح لها خبت،

أخبت ركابي أم أتيح لها خبت،
عميم رياض ما يزال به نبت

وكفرها ليل ترهب شهبه،
تخال يهودا عاق عن سيرها السبت

وهيجها قول، يقال عن الحمى؛
وذاك حديث ما محدثه ثبت

ومن عاين الدنيا بعين من النهى،
فلا جذل يفضي إليه، ولا كبت

وفى الله، يا بدر السماء، بزعمه،
وكم جبت جنحا، قبل أن يعبد الجبت

يعيش أناس، لا يمس جسومهم
شفوف ولا يحذى لأقدامهم سبت

رقدت زمانا، ثم أرقدني الونى،
وألهبت دهرا، ثم أدركني الهبت

(1/110)

عنوان القصيدة : ثلاثة أيام لأهل تنافر،

ثلاثة أيام لأهل تنافر،
ولكن قول المسلمين هو الثبت

يرى الأحد النصري عيدا لأهله،
وجمعتنا عيد لنا، ولك السبت

وما الناس إلا خالف بعد سالف،
كذلك نبت الأرض يخلفه النبت

إلا افتكر الإنسان في أمر دينه،
بدا نبأ يثني الحجى وبه كبت

فهل خير عن أنفس، بان وفدها
إلى الله، معمور بأجسامها الخبت؟

(1/111)

عنوان القصيدة : ألم تر للدنيا وسوء صنيعها،

ألم تر للدنيا وسوء صنيعها،
وليس سوى وجه المهيمن ثابت

تخالف برساها: فبرس، بهامة،
أقر، وبرس يذهب القر نابت

مصل، ودهري، وغاو، وناسك،
وأزهر مكبوت، وأسود كابت

أينحل سبت يعقد، الحظ، يومه،
فينجح ساع أم هو الدهر سابت؟

(1/112)

عنوان القصيدة : رأيت جماعات من الناس أولعت

رأيت جماعات من الناس أولعت
بإثبات أشياء استحال ثبوتها

فقد أخبرت، عن غيها، سنواتها،
كما أخبرت آحادها وسبوتها

وما هي إلا النار توقد مرة،
فتذكو، وتارات يحين خبوتها

(1/113)

عنوان القصيدة : مسيحية من قبلها موسوية ،

مسيحية من قبلها موسوية ،
حكت لك أخبارا، بعيدا ثبوتها

وفارس قد شبت لها النار وادعت
لنيرانها أن لا يجوز خبوتها

فما هذه الأيام إلا نظائر؛
تساوت بها آحادها وسبوتها

(1/114)

عنوان القصيدة : كأن قلوب القوم منا جنادل،

كأن قلوب القوم منا جنادل،
فليس لها عند الأمور حصاة

إذا ما ادعوا لله خوفا وطاعة،
فلا ريب أن المدعين عصاة

وأوصاهم أهل الأمانة والتقى،
فما حفظت بعد المغيب وصاة

(1/115)

عنوان القصيدة : إنا حسبنا حسابا لم يصح لنا،

إنا حسبنا حسابا لم يصح لنا،
قد بان، في كله، التفريط والغلت

وكثرة المال شغل، زاد في نصب؛
وقلة منه معدول بها الفلت

هذي الحبالة قد ضمت جماعتنا،
فهل ينوص فتى منا فينفلت؟

أصبحت كالقوس حنتها أساورها،
وكنت كالسهم أو كالسيف ينصلت

(1/116)

عنوان القصيدة : إذا أتاني حمامي ماحيا شبحي

إذا أتاني حمامي ماحيا شبحي
وما صنعت، فعيشي كله عنت

لعل قوما يجازيهم مليكهم،
إذا لقوه، بما صاموا وما قنتوا

(1/117)

عنوان القصيدة : لا خير في المال أعطاه وأجمعه،

لا خير في المال أعطاه وأجمعه،
إذا عريت، فمما حزت عريت

وما انتفاعي، إذا أصبحت ذا فرة،
وإنما أنا رسل الضرع صريت

وصاغني الله من ماء، وها أنا ذا
كالماء، أجري بقدر كيف جريت

بريت للأمر لم أعرف حقائقه،
فليتني، من حساب الله، بريت

أرى خيال إزار حمه قدر،
ظهرت منه قليلا ثم وريت

ما لي رضيت بما أنكرته زمنا،
وخلتني بصروف الدهر ضريت

فهل درى الليث إذ ضم الرجاج له
فم، وقدر للشدقين تهريت

كأننا في قفار، ضل سالكها
نهج الطريق وما في القوم خريت

لو ينطق الليل نادى كم فرى ظلمي
فجر وأدلجت في حاج وأسريت

وأعملتني رجال في مآربها،
كأنني جمل، للإنس، أبريت

لايصبرون، فقير تحت فاقته؛
إن السباريت جابتها السباريت

ناس، إذا نسكوا عدوا ملائكة؛
وإن طغوا فهم جن عفاريت

لا تطريني، فلي نفس مجربة،
تسر وجدا، إذا بالمين أطريت

وإن مدحت بخير، ليس من شيمي،
حسبتني بقبيح الذم فريت

(1/118)

عنوان القصيدة : أرى الأشياء ليس لها ثبات،

أرى الأشياء ليس لها ثبات،
وما أجسادنا إلا نبات

بإذن الله تفترق البرايا،
لطيتها، وتجتمع الثبات

أجلت سبتها أشياع موسى،
أسبت القطع ذاك أم السبات

سألت عن البواكر أين أضحت،
وعن أهل التروح أين باتوا

وهل أرواح هذا الخلق إلا
عواري المقادر، لا الهبات؟

تبغض ساعنا أبدا إلينا،
وهن إلى النفوس محببات

جياد ما يزال لها خبيب،
قوارب بالأنيس مقربات

ومن يحمى ونسوة آل كسرى
وقوف بالعراء، مسلبات؟

وما يدري الفتى، والظن جهل،
وأقضية المليك مغيبات

لعل بنات نعش والثريا
وشرقة، للردى، متأهبات

(1/119)

عنوان القصيدة : سحائب مبرقات، مرعدات،

سحائب مبرقات، مرعدات،
لمهجة كل حي موعدات

وكيف يقام في أمر مهم،
ليفعل، والمقادر مقعدات؟

وأنفس هذه الأجسام طير،
بزاة حمامها متصيدات

فما لك والهنود منعمات،
كأن قدودهن مهندات

يفندن الحليم، بغير لب،
وهن، وإن غلبن، مفندات

يخلدن الإماء نضاد صوغ،
فهل تلك الشخوص مخلدات؟

تقلدت المآثم، باختيار،
أوانس بالفريد مقلدات

إذا عوتبن في جنف وظلم،
أبت إلا السكوت مبلدات

يغادرن الجليد قرين ضعف،
صوابر للنوى، متجلدات

لقد عابت، أحاديث البرايا،
شكول، في الزمان، مولدات

أتعبد، من إثام تتقيه،
ظوالم، بالأذى، متعبدات؟

تريق بذاك، في قتل، دماء
رؤوس، في الحجيج، ملبدات

تعالى الله، لم تصف السجايا،
فأفعال المعاشر مؤيدات

إذا ما قيل حق في أناس،
فأوجههم له متربدات

مخازيهم أوابد في الليالي،
فلا تهج الأسى، متأبدات

وأطهر من ضوارب، في نعيم،
نعام، بالفلا، متهبدات

تقيد لفظها عن كل بر،
مواش، بالحلي، مقيدات

عجلن إلى مساءة مستجير،
لواه، في الخطى، متأيدات

وتنقص، خيرها، أشرا وفتكا،
صواحب منطق متزيدات

ولسن الهائدات، ولا النصارى،
ولكن، في المقال، مهودات

مضت لعوائد الكذب المورى،
سوادك، بالخنى، متعودات

تأود منك عقلا في سكون،
غصون خواطر، متأودات

فلا يجلس على الصعدات لاه،
فأنفاس الفتى متصعدات

تمر به حوالك، فوق بيض،
وخضر، في العقيق، مسبدات

ومن تخلقه أيام طوال،
فإن شجونه متجددات

وتسنح بالضحى ظبيات مرد،
بكل عظيمة متمردات

وقد أغمدن في أزر، ولكن
سيوف لحاظهن مجردات

ووردت اللباس، بلون صبغ،
خدود، بالشباب، موردات

ومن فقد الشبيبة، فالغواني
له، عند الورود، مصردات

هواجر في التيقظ أو عواص،
وفي طيف الكرى متعهدات

إذا سهدنه بطويل هجر،
فما أجفانهن مسهدات

خواطىء غير أسهمها خواط،
لكل كبيرة متعمدات

تخالفت الغرائز والمعاني،
فكيف توافق المتجسدات؟

فما بين المقابر نادبات؛
ومابين الشروب مغردات

قدحن زناد شوق من زنود،
بنار حليها متوقدات

ولم تنصف بياض الشيب أيد،
لوافد شيبهن مسودات

تأخر أبيض الفودين ظلم،
إذا شمط القرائن واللدات

تحيرت العقول، ما أساءت
دوائب في التقى، متهجدات

وفي مهج الأنيس مثلثات،
على علاتها، وموحدات

فما عذري، وعند الله علمي،
إذا كذبت قوائل مسندات؟

فهل علمت بغيب، من أمور،
نجوم للمغيب معردات؟

وليست بالقدائم، في ضميري،
لعمرك، بل حوادث موجدات

فلو أمر الذي خلق البرايا،
تهاوت للدجى متسردات

وأمسى الليث منها ليث غاب،
يجاذب، فرسه، المتوحدات

وآض الفرغ، للساقين، فرغا،
تحاول، ماءه، المتوردات

وهب يروم، سنبلة السواري،
خبير، والزرائع محصدات

ونال فريرها بمداه فار،
ذنوب ضيوفه متغمدات

كأن نعامها، والله قاض،
نعائم بالفلاة مطردات

وقد زعموا بأن لها عقولا،
وأقضية المليك مؤكدات

وأن لبعضها لفظا، وفيها
حواسد، مثلنا، ومحسدات

أتحملني إلى الغفران عيس،
على نص الوجيف، مؤجدات

ولا تخشى الخطوب مسبحات
بعزة ربهن، ممجدات

أرى حسن الشمائل منك حثت
عليه الأيمن المتوسدات

فإن الطبع يطمح بالمعالي؛
وإن كلاب شرك موسدات

(1/120)

عنوان القصيدة : على الكذب اتفقنا فاختلفنا،

على الكذب اتفقنا فاختلفنا،
ومن أسنى خلائقك الصموت

وقد كذب الذي سمى وليدا:
يعيش، وبر من سمى: يموت

(1/121)

عنوان القصيدة : أيا طفل الشفيقة! إن ربي،

أيا طفل الشفيقة! إن ربي،
على ما شاء من أمر، مقيت

تكلم، بعد موتك، باعتبار،
وقد أودى بك النبأ المقيت

تقول حللت عاجلتي، بكرهي،
فعشت وكم لددت وكم سقيت

رقيت الحول، شهرا بعد شهر،
فليتي، في الأهلة، ما رقيت

فلما صيح بي، ودنا فطامي،
تيممني الحمام، فما وقيت

تركت الدار خالية، لغيري،
ولو طال المقام بها شقيت

نقيت، فما دنست، ولو تمادت
حياة بي، دنست، فما نقيت

وما يدريك باكيتي؟ عساني
لسكنى الفوز في الأخرى انتقيت

رقتني الراقيات، وحم يومي،
فغادرني، كأني ما رقيت

هبيني عشت عمر النسر فيها،
وكان الموت آخر ما لقيت

فقيرا، فاستضمت، بلا اتقاء
لربي، أو أميرا فاتقيت

ومن صنع المليك إلي أني
تعجلت الرحيل، فما بقيت

لو أني هضب شابة لارتقيت،
وماء، في القرارة، لاستقيت

(1/122)

عنوان القصيدة : أما المكان، فثابت لا ينطوي،

أما المكان، فثابت لا ينطوي،
لكن زمانك ذاهب لا يثبت

قال الغوي لقد كبت معاندي؛
خسرت يداه بأي أمر يكبت

والمرء مثل النار شبت وانتهت،
فخبت، وأفلح في الحياة المخبت

وحوادث الأيام مثل نباتها،
ترعى، ويأمرها المليك فتنبت

وإذا الفتى كان التراب مآله،
فعلام تسهر أمه وتربت؟

إن كانت الأحبار تعظم سبتها،
فأخو البصيرة كل يوم مسبت

(1/123)

عنوان القصيدة : قد أصبحت، ونعاتها نعاتها،

قد أصبحت، ونعاتها نعاتها،
وكذلك الدنيا تخيب سعاتها

كرارة أحزانها، ضرارة
سكانها، مرارة ساعاتها

نامت دعاة الدولتين فضاعتا،
وهي المنية لا تخيب دعاتها

ذرها، وتلك نصيحة معروفة،
عظمت منافعها وقل وعاتها

لا تتبعن الغانيات مماشيا،
إن الغواني جمة تبعاتها

وإذا اطلعن من المناظر فالهدى
أن لا تراك، الدهر، مطلعاتها

واحذر مقال الناس: إنك بينها
سرحان ضآن حين غاب رعاتها

ودع القراءة إن ظننت جهيرها،
ذكرت به الحاجات مستمعاتها

فالصوت هدر الفحل تؤنس ركزه
ألافه، فتجيب ممتنعاتها

أولى من البيض الأوانس، بالعلا،
قلص تجوب الليل مدرعاتها

جمعت جسوم من غرائز أربع،
وتفرقت من بعد مجتمعاتها

وهي النفوس، إذا تميز بينها،
فأعزها في العيش مقتنعاتها

ومتى طردت أمورها بقياسها،
فأحقها بمذلة طمعاتها

وكأن آمال الفتى وحتوفه
فئتان، تهزأ منه مصطرعاتها

أوقات عاجلة كأن مضيها
ومض البروق، خواطفا لمعاتها

ويخالف الأيام حكم واقع
فيها، ومثل سبوتها جمعاتها

كم أوقدت لشموعها صبحية
في الليل ثم أطفئت شمعاتها

فمتى ينبه من رقاد، مهلك،
من قد أضر، بعينه، هجعاتها

وترادفت هذي الجدوب، ولم تلح
غراء، تبغي الروض منتجعاتها

وكأن تسبيحا هديل حمامة،
في مجد ربك ألفت سجعاتها

من يغتبط بمعيشة، فأمامه
نوب، تطيل، عناءه، فجعاتها

وإذا رجعت إلى النهى فذواهب
الأيام، غير مؤمل رجعاتها

تهوى السلامة والقبور مضاجع
سلبت عن اليقظات مضطجعاتها

دنياك مشبهة السراب، فلا تزل
برزين حلمك موشكا خدعاتها

رقشاء فيها ليلها ونهارها،
تلك الضئيلة، شأنها لسعاتها

وترث أغراض الشباب وينطوي
إبانها، فتنيب مرتدعاتها

وينهنه الرجل الحصيف بسنه
أوطاره، فتضيق متسعاتها

وتقارعت شوس الخطوب فكشفت،
عن مهلك الحيوان، مقترعاتها

تستعذب المهجات ورد بقائها،
فتلذه، وتغصها جرعاتها

وتظل حبات القلوب زرائعا،
كالأرض، والصهوات مزدرعاتها

إن كان قد عتم الظلام، فطالما
متع النهار فماونت متعاتها

نظمت قصائد من أذى، مثلاتها
أمثالها، فاتتك منتزعاتها

وتعين أسباب الحياة وينتهي
أمد لها، فتخون منقطعاتها

فاخفض حديثك للمحدث جاهدا،
فذميمة الأصوات مرتفعاتها

مهج تخاف من الردى، ولعله،
إن جاء، تأمن صولة هلعاتها

أو ما تفيق، من الغرام، بفارك
مشهورة، مع غيرنا وقعاتها

نفس ترقع أمرها، حتى إذا
أجل تورد، أعجزت رقعاتها

وترى الصلاة، على الغوي، ثقيلة،
مثل الهضاب تؤوده ركعاتها

وتضل أفعال الشرور جناتها،
وتفوز بالخيرات مصطنعاتها

ومحاسن الدول،التي غرت بها،
حالت، فقبل حسانها شنعاتها

والنار، إن قربت كفك، مرة،
منها، ثنت عن قبضها لذعاتها

ولعل عكسا، في الليالي، كائن،
فتعود، في الشرقات، متضعاتها

(1/124)

عنوان القصيدة : بنت عن الدنيا، ولا بنت لي

بنت عن الدنيا، ولا بنت لي
فيها، ولا عرس ولا أخت

وقد تحملت، من الوزر، ما
تعجز أن تحمله البخت

إن مدحوني، ساءني مدحهم،
وخلت أني، في الثرى، سخت

جسمي أنجاس، فما سرني
أني، بمسك القول، ضمخت

من وسخ صاغ الفتى ربه،
فلا يقولن: توسخت!

والبخت في الأولى أنال العلا،
وليس في آخرة بخت

كذاك قالوا، وأحاديثهم،
يبين فيها الجزل والشخت

لو جاء من أهل البلى مخبر،
سألت عن قوم وأرخت:

هل فاز بالجنة عمالها،
وهل ثوى في النار نوبخت؟

والظلم أن تلزم ما قد جنى،
عليك، بهرام وبيدخت

وبعض ذا العالم من بعضه،
لولا إياة لم يكن فخت

(1/125)

عنوان القصيدة : وارحمتا للأنام كلهم،

وارحمتا للأنام كلهم،
فإنهم من هوى الحياة أتوا

أف لهم، ما أقل فطنتهم،
لذوا أكيلا، وإنما سئتوا

غنوا من الجهل، في محافلهم،
ولو دروا ما تحملوا نأتوا

(1/126)

عنوان القصيدة : عليكم بإحسانكم، إنكم

عليكم بإحسانكم، إنكم
متى تكبتوا غيركم تكبتوا

يربي المعاشر أبناءهم،
ويشقى الأنام بما ربتوا

وما الناس إلا نبات الزما
ن، فليحصد القوم ما نبتوا

فيا للنصارى، إذا أمسكوا،
ويا لليهود، إذا أسبتوا

وقد سئلوا عن عباداتهم ،
فما أيدوها، ولا ثبتوا

ومن خير ما فعل الفاعلون،
أنهم بتقى أخبتوا

(1/127)

عنوان القصيدة : أترغب في الصيت بين الأنام؟

أترغب في الصيت بين الأنام؟
وكم خمل النابه الصيت

وحسب الفتى أنه مائت،
وهل يعرف الشرف الميت؟

(1/128)

عنوان القصيدة : يؤمل كل أن يعيش، وإنما

يؤمل كل أن يعيش، وإنما
تمارس أهوال الزمان، إذا عشتا

إذا افترقت أجزاء جسمي لم أبل،
حلول الرزايا في مصيف، ولا مشتا

فرش معدما إن كان يمكن ريشه،
ولا تفخرن، بين الأنام، بما رشتا

وإن فضت للأقوام بالمال والغنى،
فيا بحر أيقن بالنضوب وإن جشتا

(1/129)

عنوان القصيدة : أكرم ضعيفك، والآفاق مجدبة،

أكرم ضعيفك، والآفاق مجدبة،
ولا تهنه، ولو أعطيته القوتا

وجانب الناس تأمن سوء فعلهم،
وأن تكون لدى الجلاس ممقوتا

لا بد من أن يذموا كل من صحبوا،
ولو أراهم حصى المعزاء ياقوتا

وقض وقتك بالتقوى، تجوزه،
حتى تصادف يوما، فيه، موقوتا

(1/130)

عنوان القصيدة : إن شئت أن ترزق الدنيا ونعمتها،

إن شئت أن ترزق الدنيا ونعمتها،
فخل دنياك تظفر بالذي شيتا

أنشأت تطلب منها غير مسعفة،
وما لها، أيها الإنسان، أنشيتا

فاخش المليك ولا توجد على رهب،
إن أنت بالجن في الظلماء خشيتا

فإنما تلك أخبار ملفقة،
لخدعة الغافل الحشوي، حوشيتا!

(1/131)

عنوان القصيدة : عيدان قيناتنا من تحت أرجلها،

عيدان قيناتنا من تحت أرجلها،
وعود قينتكم، في حجرها، باتا

وما حكين النصارى في لباسهم،
ولا بغين، كأهل السبت، إسباتا

لكنهن حنيفات بمزعمنا،
ذكرننا الله تمجيدا، وإخباتا

يثبتن ربا قديرا، لا كفاء له،
وما عمدن، لغير الله، إثباتا

(1/132)

عنوان القصيدة : يا صاح! إن حاورت آخر، مشفق

يا صاح! إن حاورت آخر، مشفق
يبغي رشادك، جاهدا أن تسكتا

كم بكت الموت الحريص على الذي
يأتي، فسحت مقلتاه، وبكتا

قد زكت القدمان في غير الهدى،
ويداه عما حازه ما زكتا

والنفس شكت في يقين الأمر، والـ
ـكفان، أن رمتا، قنيصا شكتا

ما انفكتا، ولديهما سبب المنى،
تتمسكان به إلى أن فكتا

لم تشف ذنبي المكتان، وإن لي
شفتين، أخلاف المعيشة، مكتا

(1/133)

عنوان القصيدة : كادت سني، إذا نطقت، تقيم لي

كادت سني، إذا نطقت، تقيم لي
شخصا يعارض بالعظات مبكتا

وتقول: من بعث اللسان بغير ما
أرضى، فحق أن يهان ويسكتا

(1/134)

عنوان القصيدة : لا أخطب الدنيا إلى مالك الد

لا أخطب الدنيا إلى مالك الد
نيا، ولكن خطبتي أختها

النفس فيها، وهي محسودة،
ذات شقاء، عدمت بختها

وهي تقفي، بالردى، درها،
كما تقفت، بالردى، بختها

ما أم دفر أم طيب، ولو
أنك بالعنبر ضمختها

(1/135)

عنوان القصيدة : أي صفاة لا يرى دهرها

أي صفاة لا يرى دهرها
يجيد، في مدته، نحتها

كانوا زمانا فوق غبرائهم،
ثم استحالوا، فغدوا تحتها

أودعهم ربهم سرها،
من بعد ما أطعمهم سحتها

(1/136)

عنوان القصيدة : أصمت الشهور، فهلا صمت،

أصمت الشهور، فهلا صمت،
ولا صوم حتى تطيل الصموتا

يلاقي الفتى عيشه بالضلال،
ويبقى عليه إلى أن يموتا

(1/137)

عنوان القصيدة : أخو الراح إن قال قولا وجدت،

أخو الراح إن قال قولا وجدت،
أحسن مما يقول، الصموتا

ويشرب منها إلى أن يقيء،
ولا غرو إن قلت: حتى يموتا

(1/138)

عنوان القصيدة : يمر بك الزمن الدغفلي،

يمر بك الزمن الدغفلي،
وكم فيه من رجل أسنتا

فلا تسأل المرء عن سنه،
ولا ماله، واخش أن تعنتا

ولا تبغين لمحة، في الحياة،
إلى جارتيك إذا كنتا

فلولا مخافة جن الشباب،
وسوء الغريزة، ما جنتا

وحسبك من مخزيات الفعال
ما شكتا منك، أو ظنتا

طربت لقمريتي مربع،
على غصني ضالة غنتا

بدت لهما زهرات الربيع،
فأحسنتا القول، وافتنتا

وتعذر نفسك عند الحنين؛
وتعذل نفسك أن حنتا

(1/139)

عنوان القصيدة : عذيري من الدنيا عرتني بظلمها،

عذيري من الدنيا عرتني بظلمها،
فتمنحني قوتي لتأخذ قوتي

وجدت بها ديني دنيا، فضرني،
وأضللت منها في مروت مروتي

أخوت، كما خاتت عقاب، لو انني
قدرت على أمر، فعد أخوتي

وأصبحت، في تيه الحياة، مناديا،
بأرفع صوتي أين أطلب صوتي

وما زال حوتي راصدي، وهو آخذي،
فما لمتابي ليس يغسل حوتي؟

رآني رب الناس فيها متابعا
هواي، فويحي يوم أسكن هوتي

وما برحت لي ألوة حرجية،
تصير، من رطب العضاه، ألوتي

أبوتك يا إثمي، ومن لي بأنني
أتيتك، فاشكر، لا شكرت، أبوتي

(1/140)

عنوان القصيدة : لقد رجت الله النفوس لكشفه

لقد رجت الله النفوس لكشفه
أمورا، فأعطى أنفسا ما ترجت

فإن تنجك الخيل المعدة للوغى،
فعن قدر، يأتي من الله، نجت

وشتان قتلى في التراب شجاجها،
ومقتولة، بين المجالس، شجت

(1/141)

عنوان القصيدة : نوائب، إن جلت تجلت سريعة،

نوائب، إن جلت تجلت سريعة،
وإما توالت في الزمان تولت

ودنياك، إن قلت أقلت، وإن قلت،
فمن قلت في الدين نجت، وعلت

غلت، وأغالت، ثم غالت، وأوحشت
وحشت وحاشت واستمالت وملت

وصلت بنيران، وصلت سيوفها،
وسلت حساما من أذاة، وسلت

أزالت، وزلت بالفتى عن مقامه،
وحلت، فلما أحكم العقد حلت

(1/142)

عنوان القصيدة : قديما كرهت الموت، والله شاهد،

قديما كرهت الموت، والله شاهد،
وقد عشت حتى أسمحت لي قرونتي

وأحسبه لو جاءني لأبيته،
ومن عند ربي نصرتي ومعونتي

إذا أنا واراني التراب، فخلني
وما أنا فيه، قد كفيت مؤونتي

(1/143)

عنوان القصيدة : هي الراح تلقي الرمح من راحة الفتى،

هي الراح تلقي الرمح من راحة الفتى،
وتبدل منه كفه عود ناكت

وقد وثبت في بزلها وثب حية،
وما قتلت إلا بأسود ساكت

(1/144)

عنوان القصيدة : أفارس مقنب، وأمير مصر،

أفارس مقنب، وأمير مصر،
نزلت عن الكميت إلى الكميت

فتلك حميدة آدتك حيا؛
وهذي أشعرتك خفوت ميت

(1/145)

عنوان القصيدة : إذا لم يكن خلفي كبير يضيعه

إذا لم يكن خلفي كبير يضيعه
حمامي، ولا طفل، ففيم حياتي؟

وما العيش إلا علة برؤها الردى،
فخلي سبيلي أنصرف لطياتي

(1/146)

عنوان القصيدة : ألا تتقون الله رهط مسلم!

ألا تتقون الله رهط مسلم!
فقد جرتم في طاعة الشهوات

ولا تتبعوا الشيطان في خطواته،
فكم فيكم من تابع الخطوات

عمدتم لرأي المثنوية، بعدما
جرت لذة التوحيد في اللهوات

ومن دون ما أبديتم خضب القنا،
ومار نجيع الخيل في الهبوات

فما استحسنت هذي البهائم فعلكم،
من الغي، في الأمات والحموات

وأيسر ما حللتم نحر ذارع،
يعمكم بالسكر والنشوات

جعلتم عليا جنة، وهو لم يزل،
يعاقب، من خمر، على حسوات

سألنا مجوسا عن حقيقة دينها؛
فقالت: نعم لا ننكح الأخوات

وذلك في أصل التمجس جائز،
ولكن عددناه من الهفوات

ونأبى فظيعات الأمور، ونبتغي
سجودا لنور الشمس في الغدوات

وأعذر من نسوانكم، في احتمالها
فضوح الرزايا، آتن الفلوات

فلا تجعلوا فيها الغوي مسلطا،
كما سلط البازي على القطوات

تهاونتم، بالذكر، لما أتاكم،
ولم تحفلوا بالصوم والصلوات

رجوتم إماما، في القران، مضللا،
فلما مضى قلتم إلى سنوات

كذاك بنو حواء: بر وفاجر؛
ولا بد للأيام من هنوات

(1/147)

عنوان القصيدة : للشامتين رزايا في شماتهم،

للشامتين رزايا في شماتهم،
فكن مصابا ولا تحسب من الشمت

يبدو سرور أناس أظهروا حزنا،
وإن تستر خلف الألسن الصمت

أمير قوم أصابته منيته؛
فضل من قال: إن المرء لم يمت

(1/148)

عنوان القصيدة : خلصت من سبرات في السباريت،

خلصت من سبرات في السباريت،
ورب يوم كريت دون تكريت

كم بالسماوة من صل ومن أسد،
كلاهما خص في شدق بتهريت

ما زرت دارك حتى شفني تعبي،
وخارت العيس في آثار خريت

والخير في الأرض، كالأترج منبته،
وألزم الشر تدخينا بكبريت

(1/149)

عنوان القصيدة : الحمد لله قد أصبحت في دعة،

الحمد لله قد أصبحت في دعة،
أرضى القليل ولا أهتم بالقوت

وشاهد خالقي أن الصلاة، له،
أجل عندي من دري وياقوتي

ولا أعاشر أهل العصر، إنهم،
إن عوشروا بين محبوب وممقوت

يسير بي وبغيري الوقت مبتدرا،
إلى محل، من الآجال، موقوت

(1/150)

عنوان القصيدة : إدفن أخا الملك دفن المرء مفتقرا،

إدفن أخا الملك دفن المرء مفتقرا،
ما كان يملك من بيت ولا بيت

إن التوابيت أجداث مكررة،
فجنب القوم سجنا في التوابيت

واردد إلى الأم شبحا طال معهدها
بضمه، وهي لا ترجى لتربيت

(1/151)

عنوان القصيدة : راعتك دنياك، من ريع الفؤاد، وما

راعتك دنياك، من ريع الفؤاد، وما
راعتك في العيش، من حسن المراعاة

كأنما اليوم عبد طالب أمة
من ليلة، قد أجدا في المساعاة

وأمك السوء لم تحفظك في سبب،
لا بل أضاعتك أصناف الاضاعات

تبني المنازل أعمار مهدمة،
من الزمان، بأنفاس وساعات

إن شئت إبليس أن تلقاه منصلتا
بالسيف يضرب، فاعمد للجماعات

تجدهم في أقاويل مخالفة
وجه الصواب، وأسرار مذاعات

يباكرون بألباب، وإن خلصت،
معصية، وبأهواء مطاعات

قالوا وقلنا، دعاو ما تفيد لنا
إلا الأذى واختصاما في المداعات

تكسب الناس بالأجسام، فامتهنوا
أرواحهم بالرزايا في الصناعات

وحاولوا الرزق بالأفواه، فاجتهدوا
في جذب نفع بنظم أو سجاعات

(1/152)

عنوان القصيدة : مر الزمان فأضحى في الثرى جسد؛

مر الزمان فأضحى في الثرى جسد؛
فهل تملى رجال بالملاوات؟

والروح أرضية في رأي طائفة،
وعند قوم ترقى في السماوات

تمضي على هيئة الشخص الذي سكنت
فيه، إلى دار نعمى أو شقاوات

وكونها في طريح الجسم أحوجها
إلى ملابس، عنتها، وأقوات

وقدرة الله حق، ليس يعجزها
حشر لخلق، ولا بعث لأموات

فاعجب لعلوية الأجرام صامتة،
فيما يقال، ومنها ذات أصوات

ولا تطيعن قوما، ما ديانتهم
إلا احتيال على أخذ الإتاوات

وإنما حمل التوراة قارئها
كسب الفوائد، لا حب التلاوات

إن الشرائع ألقت بيننا إحنا،
وأودعتنا أفانين العداوات

وهل أبيحت نساء القوم عن عرض،
للعرب، إلا بأحكام النبوات؟

(1/153)

عنوان القصيدة : الكون في جملة العوافي؛

الكون في جملة العوافي؛
لا الكون في جملة العفاة

لين الثرى، للجسوم، خير
من صحبة العالم الجفاة

قد خفت القوم، فاستراحوا؛
آه من الصمت والخفات

لم يبق، للظاعنين، عين
تبكي على الأعظم الرفات

أرى انكفاتي، إلى المنايا،
أغنى عن الأسرة الكفاة

أثبت لي خالقا حكيما،
ولست من معشر نفاة

خبطت في حندس مقيم،
وأعجزت علتي شفاتي

فمن تراب إلى تراب،
ومن سفاة إلى سفاة

نعوذ بالله من غوان،
يكن باللب معصفات

ومن صفات النساء، قدما،
أن لسن في الود منصفات

وما يبين الوفاء، إلا
في زمن الفقد والوفاة

كم ودع الناس من خليل
سار، فما هم بالتفات

(1/154)

عنوان القصيدة : دنياك موموقة

دنياك موموقة
أكثر من أختها

لم تبق، من جزلها،
شيئا ولا شختها

أتى على ذرها الآ
تي على بختها

فانظر إلى صنعها؛
وانظر إلى بختها

(1/155)

عنوان القصيدة : خذي رأيي، وحسبك ذاك مني،

خذي رأيي، وحسبك ذاك مني،
على ما في من عوج وأمت

وماذا يبتغي الجلساء عندي،
أرادوا منطقي وأردت صمتي

ويوجد بيننا أمد قصي،
فأموا سمتهم وأممت سمتي

فإن القر يدفع لابسيه
إلى يوم، من الأيام، حمت

أرى الأشياء تجمعها أصول؛
وكم في الدهر من ثكل وشمت

هو الحيوان من إنس ووحش؛
وهن الخيل من دهم وكمت

(1/156)

عنوان القصيدة : ترنم في نهارك، مستعينا

ترنم في نهارك، مستعينا
بذكر الله، في المترنمات

عنيت بها القوارح، وهي غر،
ولسن بخيلك المتقدمات

يبتن، بكل مظلمة وفج،
على حوض الردى متهجمات

إذا السبح الجياد أرحن وقتا،
حملنك مسرجات ملجمات

وهينم، والظلام عليك داج،
لدى ورق سمعن مهينمات

ولا ترجع، بإيماء، سلاما
على بيض أشرن مسلمات

ألات الظلم جئن بشر ظلم،
وقد واجهننا متظلمات

فوارس فتنة، أعلام غي،
لقينك بالأساور معلمات

وسام ما اقتنعن بحسن أصل،
فجئنك بالخضاب موسمات

رأين الورد في الوجنات حيما،
فغادين البنان معنمات

وشنفن المسامع قائلات؛
وكلمن القلوب مكلمات

أزمن لجهلهن حصى بدر؛
غرائب لم يكن مثلمات

أجازين التراب، عن البرايا،
بأكل شخوصها المتجسمات؟

نقعن بماء زمزم، لانصارى
ولا مجسا، يظلن مزمزمات

وقد يصبحن عن بر ونسك،
بأطيب عنبر متنسمات

كأن خواتم الأفواه فضت
عن الصهب العذاب، مختمات

كؤوس من أجل الراح قدرا،
ولكن ما يزلن مفدمات

يكاد الشرب لا يبليه عصر،
إذا باشرنه متلثمات

ثنتهن الجماجم من مراد،
بشيب، فانثنين مجمجمات

خمور الريق لسن بكل حال
على طلابهن محرمات

ولكن الأوانس باعثات
ركابك في مهالك مقتمات

صحبنك فاستفدت بهن ولدا
أصابك من أذاتك بالسمات

ومن رزق البنين فغير ناء،
بذلك، عن نوائب مسقمات

فمن ثكل يهاب ومن عقوق
وأرزاء يجئن مصممات

وإن نعط الإناث، فأي بؤس
تبين في وجوه مقسمات

يردن بعولة ويردن حليا،
ويلقين الخطوب ملومات

ولسن بدافعات يوم حرب،
ولا في غارة متغشمات

ودفن، والحوادث فاجعات،
لإحداهن، إحدى المكرمات

وقد يفقدن أزواجا كراما،
فيا للنسوة المتأيمات!

يلدن أعاديا، ويكن عارا،
إذا أمسين في المتهضمات

يرعنك، إن خدمن بغير فن،
إذا رحن العشي مخدمات

وأما الخمر، فهي تزيل عقلا،
فتحت به مغالق مبهمات

ولو ناجتك أقداح الندامى،
عدت عن حملها متندمات

تذيع السر من حر وعبد،
وتعرب عن كنائز معجمات

وينفض إلفها الراحات، حتى
تعود من النفائس معدمات

وزينت القبيح، فباشرته
نفوس كن عنه مخزمات

ويشربها، فيقلسها، غوي؛
لقد شام الخفي من الشمات

ويرفع شربها لغطا بجهل؛
كأسراب وردن مسدمات

لعل الربد عجن لها بربع،
فإضن من السفاه مصلمات

أو الغربان ملن لها ببيض،
نواصع، فانثنين محممات

فإن هلكت خروسك أم ليلى،
فما أنا من صحابك واللمات

فعنك تعود أبنية المعالي،
وأطلال النهى متهدمات

وقد يضحي صحاتك أهل سجن،
وتلقين الكؤوس محطمات

ولا تخبر شؤونك، واجعلنها
سرائر، في الضمير، مكتمات

فإن السر في الخلدين ميت،
أخو لحدين، بين مقسمات

وما الجارات إلا جاريات
بعيبك، إن وجدن مهيمات

فلا تسأل: أهند أم لميس
ثوت في النسوة المتخيمات

ولا ترمق بعينك رائحات،
إلى حمامهن، مكممات

فكم حلت عقود النظم وهنا
عقودا للرشاد منظمات

وكم جنت المعاصم من معاص،
تعود بها المعاضد معصمات

ومن عاشرت من إنس، فحاذر
غوائل، مرد متهكمات

متى يطمعن فيك، يرين، تيها،
لأطيب مطعم متأجمات

ويرفعن المقال، عليك، جهلا،
وينفذن الذخائر مغرمات

توهمن الظنون، فكن نارا
لما أشعرنه متوهمات

إذا زين في أيام حفل،
بدت خيل المريد مسومات

فغر زهر الحجال ولا تغرها،
فتسمح بالدموع مسجمات

وليس عكوفهن، على المصلى،
أمانا عن غوار مجرمات

ولا تحمد حسانك، إن توافت
بأيد، للسطور، مقومات

فحمل مغازل النسوان أولى،
بهن، من اليراع مقلمات

سهام، إن عرفن كتاب لسن
رجعن، بما يسوء، مسممات

ويتركن الرشيد بغير لب،
أتين لهديه متعلمات

وإن جئن المنجم سائلات،
فلسن عن الضلال بمنجمات

ليأخذن التلاوة عن عجوز،
من اللائي فغرن مهتمات

يسبحن المليك بكل جنح،
ويركعن الضحى متأثمات

فما عيب، على الفتيات، لحن،
إذا قلن المراد مترجمات

ولا يدنين من رجل ضرير،
يلقنهن آيا محكمات

سوى من كان مرتعشا يداه،
ولمته من المتثغمات

وإن طاوعن أمرك، فانه غيدا
يزرن عرائسا متيممات

أخذن كريش طاووس لباسا،
ومسكا بالضحى متلغمات

وأبعدهن من ربات مكر،

(1/157)

سواحر، يغتدين معزمات

يقلن نهيج الغياب، حتى
يجيئوا بالركاب مزممات

ونعطف هاجر الخلان، كيما
يزول عن السجايا المسئمات

وجمع طوائف العمار سهل
علينا، بالجوالب موذمات

زعمن بأن، في مغنى فقير،
كنوزا للملوك مصتمات

فلا يدخلن دارك باختيار،
فقد ألفيتهن مذممات

وإن خالسن غرتك ارتقابا،
فحق أن يرحن مشتمات

وساو لديك أتراب النصارى،
وعينا من يهود، ومسلمات

ومن جاورت من حنف وسرب
صوابىء، فليبن مكرمات

فإن الناس كلهم سواء،
وإن ذكت الحروب مضرمات

ولا يتأهلن شيخ، مقل،
بمعصرة من المتنعمات

فإن الفقر عيب، إن أضيفت
إليه السن، جاء بمعظمات

ولكن عرس ذلك بنت دهر،
تجنبت الوجوه محممات

من اللائي، إذا لم يجد عام،
تفوقن الحوادث معدمات

من الشمط اعتزلن بكل عود،
وأفنين السنين مجرمات

ويغتفر الغنى وخطا برأس،
إذا كانت قواك مسلمات

وواحدة كفتك، فلا تجاوز
إلى أخرى، تجيء بمؤلمات

وإن أزعمت صاحبة بضر،
فأجدر أن تروع بمعرمات

زجاج، إن رفقت به، وإلا
رأيت ضروبه متقصمات

وصن في الشرخ نفسك عن غوان
يزرن مع الكواكب معتمات

فقد يسري الغوي، إلى مخاز،
بجنح في سحائب منجمات

وما حفظ الخريدة مثل بعل،
تكون به من المتحرمات

يحوط ذمارها من كل خطب،
ويمنعها مصاعب مقرمات

إذا الغاران غرتهما بحل،
فدينك بالتورع والصمات

فهذا قول مختبر شفيق،
ونصح للحياة وللممات

طبائع أربع جشمن أمرا،
فإضن، لحمله، متجشمات

وأرواح سوالك، في جسوم،
يهن بأن يرين مجسمات

(1/158)

عنوان القصيدة : رويدك يا سحابة لا تجودي،

رويدك يا سحابة لا تجودي،
على السبخات، من جهل، هميت

طلبت ديانة بين البرايا،
لقد أشوت سهامك إذ رميت

تزيوا بالتصوف، عن خداع،
فهل زرت الرجال، أو اعتميت؟

وقاموا في تواجدهم، فداروا،
كأنهم ثمال من كميت

وما رقصوا حذارا من إله،
ولا يبغون إلا ما حميت

وجدت الناس ميتا مثل حي،
بحسن الذكر، أو حيا كميت

(1/159)

عنوان القصيدة : كفي شموسك، فالسرار أمانة،

كفي شموسك، فالسرار أمانة،
حملتها، ومتى ثملت رميتها

ما أم ليلاك العتيقة برة،
كنيتها للقوم، أو سميتها

وهي القتيلة، لم تؤذ بقتلها،
أصمتك، من عرض، وما أصميتها

وعلى كرام الشرب نمت بالذي
يخفونه، وإلى الكروم نميتها

وكأنما هي، من ذكاء، نطفة
صفقتها، وبلؤلؤ أطميتها

وشججتها حمراء، غير مبينة
وضحا يرى في ناصع أدميتها

ومدامة، في راحتيك، بذلتها،
كمدامة، في عارضيك، حميتها

فتكت بشاربها السلافة عنوة،
حتى ثنت حي النفوس كميتها

حملت كميتا تحت أدهم لم يزل،
في الأشهبين، مقصرا بكميتها

(1/160)

عنوان القصيدة : قد حاطت، الزوج، حرة سألت

قد حاطت، الزوج، حرة سألت
مليكها العون في حياطتها

غدت ببرس إلى مرادنها،
أو خيط غزل إلى خياطتها

أماطت السوء عن ضمائرها،
فلاقت الخير في إماطتها

(1/161)

عنوان القصيدة : إنما نحن في ضلال وتعليـ

إنما نحن في ضلال وتعليـ
ـل، فإن كنت ذا يقين فهاته

ولحب الصحيح آثرت الرو
م انتساب الفتى إلى أمهاته

جهلوا من أبوه، إلا ظنونا،
وطلى الوحش لاحق بمهاته

قد يحوز الخب الشحيح جبا الما
ء، ولا يستحق نضح لهاته

وكثير له، إذا قيست الأشـ
ـياء، عظم يرميه بعض طهاته

رئس الناس بالدهاء، فما ينـ
ـفك جيل ينقاد طوع دهاته

(1/162)

عنوان القصيدة : من صفة الدنيا التي أجمع النا

من صفة الدنيا التي أجمع النا
س عليها، أنها ما صفت

كم عفة ما عف عنها الردى؛
وكم ديار لأناس عفت

التفت الآمال منا بها،
وقد مضى آملها ما التفت

يا شفة همت برشف لها،
فانتزعت أكؤسها، ما شفت

خفت لها نفس الفتى، جاهدا،
وبينما يدأب فيها خفت

لو أنها تسكن في مثلها،
لكلفت فوق الذي كلفت

والأرض غذتنا بألطافها،
ثم تغذتنا، فهل أنصفت؟

تأكل من دب على ظهرها،
وهي على رغبتها ما اكتفت

أتنتفي منا لآثامنا،
وخلتها لو نطقت لانتفت

(1/163)

عنوان القصيدة : نفوس تشابه أصحابها،

نفوس تشابه أصحابها،
عتوا في زمانهم، إذ عتت

وما يرتضي اللب عند البيان،
لا ما أتوه ولا ما أتت

(1/164)

عنوان القصيدة : عذيري من صورة قد عثت؛

عذيري من صورة قد عثت؛
ومن كف دافنها، إذ حثت

ونفس تمنت لذيذ الطعام،
فلما أصابت مناها غثت

وجاثت لدى حاكم خصمها،
ومن غير حق لعمري جثت

فلا ترثين لها، إنها
لجسمك، في ضعفه، ما رثت

(1/165)

عنوان القصيدة : ثيابي أكفاني، ورمسي منزلي،

ثيابي أكفاني، ورمسي منزلي،
وعيشي حمامي، والمنية لي بعث

تحلي بأسنى الحلي، واحتلبي الغنى،
فأفضل من أمثالك النفر الشعث

يسيرون، بالأقدام، في سبل الهدى،
إلى الله، حزن ما توطأن أو وعث

وما في يد قلب، ولا أسؤق برى،
ولا مفرق تاج، ولا أذن رعث

(1/166)

عنوان القصيدة : وغانية في دار أشوس ظالم،

وغانية في دار أشوس ظالم،
تسور مما لم يجب وترعث

يصاغ لها، في حليها، أيم عسجد؛
فهل أمنت من لدغه حين تبعث؟


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire