الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

mercredi 24 juillet 2013

فاتـنة الاستعراض ... ( حديث عن صفقات الأسلحة السعودية الجبارة التي لا تستطيع أن تهش بها عن نفسها حتى الذباب )

image
يكتبها : أسامة غريب

نشرت الصحف ووكالات الأنباء خبراً عن صفقة سلاح ضخمة تم التوصل إليها بين الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية. وجاء في تفصيلات الخبر أن الصفقة تشتمل علي 84 مقاتلة إف15 من صنع شركة بوينج وتحديث 70 طائرة من النوع نفسه. كما تشمل الصفقة شراء 72 من نوع بلاك هوك علاوة علي 70 طائرة هليكوبتر أباتشي و36 طائرة ليتل بيرد.

علق المغفلون والذي يستطيبون أكل البالوظة بأن هذه الصفقة مهمة للغاية في حفظ التوازن بالمنطقة ما بين العرب وكل من إسرائيل وإيران وأنها تشكل ردعاً كبيراً وإضافة كبري لمنظومة الأمن العربي، وقالوا إنها ستزيد من طمأنينة دول الخليج في مواجهة القوة الإيرانية المتنامية!.

أما الأمريكان أصحاب المصلحة الحقيقية في الصفقة التي ضمنت تشغيل المصانع الأمريكية والحفاظ علي مئات الآلاف من الوظائف للمواطنين الأمريكيين فلم يستطع محللوهم ووسائل إعلامهم إخفاء الحقيقة ولا مداراة سعادتهم بالحلفاء العرب الذين يمدون يد العون دائماً للاقتصاد الأمريكي عند الأزمات ويدفعون في أشرعته الرياح اللازمة للانطلاق ويؤْثرون المواطن الأمريكي علي أنفسهم ولو كان بهم خصاصة تتمثل في حجم البطالة المنتشرة بين الشباب السعودي نفسه!.

ليس جديداً طبعاً معرفة أن الأسلحة التي يحصل عليها العرب الكرماء تتحول إلي خردة صدئة بفعل الزمن، وليس جديداً أيضاً أنها لم تصد عدواناً ولم تحفظ أرضاً أو تصون عرضاً في يوم من الأيام.. والتجارب ماثلة أمام أعيننا، ففي حرب الخليج الأولي عندما اعتدي صدام بقواته علي الكويت وقام باحتلالها ثم مضي إلي مدينة الخافجي السعودية..وقتها لم يجد أصحاب الأسلحة المدفوع فيها المليارات سوي أن يستنجدوا بالأمريكان رغم أن ما لديهم من أسلحة كان يفوق من حيث الكم والكيف ما لدي صدام حسين!. ومثال آخر مضحك من فرط مأساويته هو المعارك التي دارت في مطلع هذا العام بين فصيل من شعب اليمن هم الحوثيون والقوات السعودية. في هذه المعارك رأينا الحوثيين الذين لا يملكون طائرات ولا دبابات ولا عربات مدرعة وكل ما في حوزتهم هو سلاح بعضه من القرن التاسع عشر وبعضه من مخلفات الحرب العالمية الأولي يتقدمون ويحتلون أراضي في جنوب المملكة، ولم نر أثراً للصفقات الجبارة التي تجعل إسرائيل تملأ الدنيا صراخاً متظاهرة بالرعب والهلع الذي دب في قلوب مواطنيها بعد أن عرفوا تفاصيل صفقات السلاح الذي سيدخل الخدمة عند جيوش معادية!. والإسرائيليون طبعاً أساتذة في النصب والتمثيل لأنهم يقومون بأنفسهم باختيار السلاح الذي يتم توريده للدول العربية بعد أن يقوموا بتجريده من التكنولوجيا الحديثة ويقدمونه للعرب منزوع الدسم!. وليس سراً أن الطائرة الإف 15 التي تحصل عليها إسرائيل بالمجان لها ضعف سرعة الطائرة التي تحصل عليها السعودية بثمن فاحش.

وأكثر ما يثير ضيقي في أخبار مثل هذه الصفقات أنها ارتبطت في ذهني دائماً بمصائب تقع علي رءوس العرب والمسلمين، ولعل البعض مازال يذكر طائرات الإواكس التي زود بها الأمريكان المملكة العربية السعودية في مطلع الثمانينيات وكنا ننام ونصحو وقتها علي أخبار هذه الطائرات التي تعمل في الجو طوال الوقت وتستطيع رصد أي هدف متحرك علي مسافات شاسعة وتقوم بالتنبيه والإنذار المبكر الأمر الذي يحبط أي هجوم مفاجئ. ولا أظنه ضرورياً تأكيد أن الطائرات الإسرائيلية التي قامت بالإغارة علي المفاعل العراقي في بغداد وتدميره في صيف 81 كانت قد انتهكت الأجواء السعودية في طريقها لتحقيق هدفها، ويبدو أن طائرات الإواكس كانت وقتها في قيلولة ما بعد الظهر!. لهذا فإن صفقات من هذا النوع المفتخر تخيفني وترعبني لارتباطها في خيالي بعدوان وشيك يقع علينا، وشكله في حالتنا الراهنة واقع علي الإيرانيين.
ولا أظن الشاعر العظيم أحمد مطر كان مبالغاً عندما وصف الجيوش والأسلحة العربية التي لم تخض حرباً مطلقاً بأنها فاتنة الاستعراض التي تظهر فقط في العرض العسكري أمام الضيوف، وفي ساعة الجد تختفي تحت اللحاف!.
 
المصدر
 
http://www.elwatandz.com/articles/1427.html

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire