لا حَدَّ للردة في الإسلام:
روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس أن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال : " من بدل
دينه فاقتلوه "
ولقد اعتمد فقهاؤنا على هذا الحديث في اثبات أن من يرتد
عن دين الإسلام فإن حَدَّهُ القتل .
يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم :"لاَ إِكۡرَاهَ فِى الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشۡدُ مِنَ
الۡغَىِّ فَمَنۡ يَكۡفُرۡ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤۡمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسۡتَمۡسَكَ
بِالۡعُرۡوَةِ الۡوُثۡقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (البفرة : الآية 265 )
ويقول سبحانه وتعالى في سورة يونس : "وَلَوۡ شَآءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِى الأَرۡضِ كُلُّهُمۡ
جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكۡرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا۟ مُؤۡمِنِينَ" (يونس : 99)
لقد جاء ذكر الردة في آيات كثيرة من كتاب الله سبحانه وتعالى ، ولكن أيا من هذه الآيات لم يذكرحدا أو عقوبة دنيوية للمرتد ، لا القتل ولا الجلد ولا غير ذلك ، وإنما ذكرت الآيات الكريمة العقوبة الأخروية فقط .
لقد جاء ذكر الردة في آيات كثيرة من كتاب الله سبحانه وتعالى ، ولكن أيا من هذه الآيات لم يذكرحدا أو عقوبة دنيوية للمرتد ، لا القتل ولا الجلد ولا غير ذلك ، وإنما ذكرت الآيات الكريمة العقوبة الأخروية فقط .
ولقد بينت الآيات
الكريمة أن أناسا في عهد رسول الله صلى
الله عليه وسلم كانوا يدخلون الإسلام ثم يخرجون منه ، ثم يدخلون مرة أخرى ثم يخرجون
منه، ولم تذكر آية واحدة من كتاب الله سبحانه وتعالى عقوبة دنيوية لهؤلاء الناس
،كما لم يرد حديث صحيح واحد يذكر أن رسول
الله صلى الله عليه وسلم قتل أحدا ارْتَدَّ عن دينه:
"إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ ثُمَّ آمَنُوا۟ ثُمَّ كَفَرُوا۟ ثُمَّ
ازۡدَادُوا۟ كُفۡرًا لَّمۡ يَكُنِ اللّهُ لِيَغۡفِرَ لَهُمۡ وَلاَ لِيَهۡدِيَهُمۡ
سَبِيلاً ( النساء :137)
"إِنَّ
الَّذِينَ كَفَرُوا۟ بَعۡدَ إِيمَانِهِمۡ ثُمَّ ازۡدَادُوا۟ كُفۡرًا لَّن تُقۡبَلَ
تَوۡبَتُهُمۡ وَأُوۡلَٰـئِكَ هُمُ الضَّآلُّونَ" ( آل عمران :137)
"إِنَّ
الَّذِينَ ارۡتَدُّوا عَلَىٰ أَدۡبَارِهِم مِّن بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ
الۡهُدَى الشَّيۡطَانُ سَوَّلَ لَهُمۡ وَأَمۡلَى لَهُمۡ"( محمد :25 )
"يآأَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا۟ مَن يَرۡتَدَّ مِنكُمۡ عَن دِينهِ فَسَوۡفَ يَأۡتِى اللّهُ
بِقَوۡمٍ يُحِبُّهُمۡ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَىٰ الۡمُؤۡمِنِينَ أَعِزَّةٍ
عَلَىٰ الۡكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوۡمَةَ
لآئِمٍ ذَٰلِكَ فَضۡلُ اللّهِ يُؤۡتِيهِ مَن يَشَآءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" ( المائدة : 54)
لقد كانت هنالك حالات ردة كثيرة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقتل أحد ارتد عن دينه ، ولم تذكر آية واحدة من كتاب الله سبحانه وتعالى حدا للردة.
فهل يجوز أن نُسَلِّمَ لحديث آحاد واحد " من بدل دينه فاقتلوه" لنثبت به وجود حدٍّ للردة ، ونغض الطرف عن جميع
الآيات الكريمة التي تنفي وجود حد للردة في الإسلام !!!؟؟؟
حديث الآحاد يفيد الظن ، ولا يفيد اليقين ، مهما بلغت
درجة الحديث من الصحة ، وأيا كان راوي الحديث ، فقد يصح حديث الآحادعن رسول الله
صلى الله عليه وسلم وقد يكون مكذوبا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكيف إذا
خالف حديث الآحاد آيات بينات من كتاب الله سبحانه وتعالى!!!؟
لقد دون البخاري ومسلم رحمهما الله صحيحيهما في القرن
الثالث الهجري ، حيث كانت الأحاديث تتناقل مشافهة على ألسن الرواة ، ولا يمكن لنص (
غير كتاب الله سبحانه وتعالى ) أن يبقى يتداول مشافهة على الألسن عشرة أعوام دون
أن يناله التبديل والتحريف والزيادة والنقصان ، ونحن هنا لا نتكلم عن أعوام وسنين
، وإنما نتكلم عن قرون ، مائتين وخمسين عاما تقريبا قبل أن يدون البخاري ومسلم
صحيحيهما .
قتال أبي بكر رضي الله عنه للمرتدين ، لم يكن حدا للردة ، فهو لم يكن قتلا وإنما كان قتالا . ذلك أنهم كانوا على عهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمّنَهُمْ فيه بعد حروب كثيرة بينهم وبين المسلمين ، فنقضوا العهود بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأرادوا هدم الدولة الإسلامية من أساسها ، ولا بد لأي دولة ترى كيانها في خطر أن تدافع عن نفسها أيا كان مصدر ذلك الخطر ، وما كان أبو بكر رضي الله عنه يستطيع أن يتركهم يهدمون الدولة الإسلامية دون أن يقاتلهم ، وأتحدى أي دولة من الدول المعاصرة ترى الخطر محدقا بالدولة ، وتبقى ساكنة دون أن تقف في وجه الخطر.
عندما قاتل أبو بكر رضي الله عنه المرتدين أنما قاتلهم عملا بالآية الكريمة : "وَإِن نَّكَثُوا۟ أَيۡمَانَهُم مِّن بَعۡدِ عَهۡدِهِمۡ وَطَعَنُوا۟ فِى دِينِكُمۡ فَقَاتِلُوا۟ أَئِمَّةَ الۡكُفۡرِ إِنَّهُمۡ لاَ أَيۡمَانَ لَهُمۡ لَعَلَّهُمۡ يَنتَهُونَ" ( التوبة :12)
لقد قاتل أبو بكر المرتدين قتالا عسكريا، ولم يقتلهم حدا ، بل لقد كان قتالا بين قوتين متكافئتين عسكريا ، لذلك قتل عدد كبير من
من حفظة القرآن الكريم في حروب الردةمنقول .
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire