الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

samedi 29 juin 2013

محمود الغزنوي المعروف بابن سبكتكين

الحمد لله رب العالمين وص على نبينا محمد وعلى آله

أما بعد :
من سلاطين وملوك الإسلام الذين كان لهم دور عظيم في نشر الإسلام والسنة السلطان محمود الغزنوي المعروف بابن سبكتكين , وقد كان السلطان محمود الغزنوي في عهد الخليفة العباسي القادر بالله ؛ وهذا الخليفة كان معظما للسنة على طريقة أهل الحديث وقد أثنى عليه شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من العلماء .
القادر بالله
ذكر الخطيب البغدادي  في ترجمة الخليفة القادر بالله
"كان من الستر والديانة ولإدامة التهجد بالليل وكثرة البر والصدقات على صفة اشتهرت عنه ,وكان قد صنف كتابا في الأصول ذكر فيه فضائل الصحابة على ترتيب مذهب أهل الحديث ,وأورد في كتابه فضائل عمر بن عبد العزيز وإكفار المعتزلة والقائلين بخلق القرآن , وكان الكتاب يقرأ كل جمعة في حلقة أصحاب الحديث .
تاريخ بغداد (4|38) وسير أعلام النبلاء (15|128)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية  :وكان في أيام المتوكل قد عز الإسلام حتى ألزم أهل الذمة بالشروط العمرية وألزموا الصغار فعزت السنة والجماعة ,وقمعت الجهمية والرافضة ونحوهم

وكذلك في أيام المعتضد والمهدي والقادر وغيرهم من الخلفاء الذين كانوا أحمد سيرة وأحسن طريقة من غيرهم ,وكان الإسلام في زمنهم أعز وكانت السنة بحسب ذلك .
مجموع الفتاوى (4|22)
وذكر ابن كثير :
وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة ,فقهاء المعتزلة فأظهروا الرجوع وتبرؤا من الاعتزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام ,وأخذت خطوطهم بذلك ,وأنهم متى خالفوا أحل فيهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالهم ,

وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك ,واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها في قتل المعتزلة والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة وصلبهم وحبسهم , ونفاهم وأمر بلعنهم على المنابر ,

وأبعد جميع طوائف أهل البدع ونفاهم عن ديارهم وصار ذلك سنة في الإسلام .
البداية والنهاية (12|6)
السلطان محمود بن سبكتكين
وأما السلطان محمود الغزنوي فكان على طريقة القادر بالله في نشر السنة ومحاربة أهل الاعتزال والرفض .
قال ابن كثير في أحداث سنة عشرين وأربعمائة
وفي يوم الإثنين منها ثامن عشر رجب ..جمع القضاة والعلماء في دار الخلافة وقرئ عليهم كتاب جمعه القادر بالله فيه مواعظ وتفاصيل مذاهب أهل البصرة , وفيه الرد على أهل البدع وتفسيق من قال بخلق القرآن وصفة ما وقع بين بشر المريسي وعبدالعزيز بن يحيى الكتاني من المناظرة ثم ختم القول بالمواعظ والقول بالمعروف والنهي عن المنكر , وأخذ خطوط الحاضرين بالموافقة على ما سمعوه .
وفي يوم الإثنين غرة ذي القعدة جمعوا أيضا كلهم وقرئ عليهم كتاب آخر طويل يتضمن بيان السنة والرد على أهل البدع ومناظرة بشر المريسي والكتاني أيضا والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفضل الصحابة وذكر فضائل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب ولم يفرغوا منه إلا بعد العتمة وأخذت خطوطهم بموافقة ماسمعوه وعزل خطباء الشيعة الامامية وولي خطباء السنة و جماعة معاوية  ولله الحمد والمنة على ذلك وغيره .
البداية والنهاية (12|26)
وقال أبو إسماعيل الهروي عن السلطان محمود الغزنوي : قرأت كتاب محمود الأمير يحث فيه على كشف أستار هذه الطائفة والإفصاح بعيبهم ولعنهم حتى كان قد قال فيه : أنا ألعن من لايلعنهم فطار والله في الآفاق للحامدين كل مطار , وسار في المادحين كل مسار ؛ لا ترى عاقلا إلا وهو ينسبه إلى متانة الدين وصلابته .
ذم الكلام (4|430)
وقال  ابن تيمية  :ولما كانت مملكة محمود بن سبكتكين من أحسن ممالك بني جنسه كان الإسلام والسنة في مملكته أعز فإنه غزا المشركين من أهل الهند ونشر من العدل ما لم ينشره مثله فكانت السنة في أيامه ظاهرة والبدع في أيامه مقموعة .
مجموع الفتاوى (4|22)
وذكر الذهبي : أنه دخل ابن فورك على السلطام محمود الغزنوي
فقال : لا يجوز أن يوصف الله بالفوقية لأن لازم ذلك وصفه بالتحتية فمن جاز أن يكون له فوق جاز أن يكون له تحت .
فقال السلطان :ما أنا وصفته حتى يلزمني بل هو وصف نفسه , فبهت ابن فورك .
سير أعلام النبلاء (17|487)
وقال ابن تيمية :وأظهر السلطان محمود بن سبكتكين لعنة أهل البدع على المنابر

وأظهر السنة وتناظر عنده ابن الهيصم وابن فورك في مسألة العلو فرأى قوة كلام ابن الهيصم فرجح ذلك .
ويقال إنه قال لابن فورك : فلو أردت تصف المعدوم كيف كنت تصفه بأكثر من هذا ؟

أو قال : فرق لي بين هذا الرب الذي تصفه وبين المعدوم ؟
وأن ابن فورك كتب إلى أبي إسحق الأسفراييني يطلب الجواب عن ذلك فلم يكن الجواب إلا أنه لو كان فوق العرش للزم أن يكون جسما.
درء التعارض (3|229)

ومن أعماله العظيمة التي قام بها تحطيم الأصنام في بلاد الهند
قال ابن كثير  في أحداث سنة سبع عشرة وأربعمائة
"وفيها ورد كتاب من محمود بن سبكتكين يذكر أنه دخل بلاد الهند أيضا , وأنه كسر الصنم الأعظم الذي لهم المسمى بسومنات , وقد كانوا يفدون إليه من كل فج عميق كما يفد الناس إلى الكعبة البيت الحرام وأعظم وينفقون عنده الفقات والأموال الكثيرة التي لا توصف ولا تعد , وكان عليه من الأوقاف عشرة آلاف قرية ومدينة مشهورة , وقد امتلأت خزائنه أموالا وعنده ألف رجل يخدمونه وثلثمائة رجل يحلقون رؤس حجيجه وثلاثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه لما يضرب على بابه الطبول والبوقات , وكان عنده من المجاورين ألوف يأكلون من أوقافه , وقد كان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ هذا الصنم وكان يعوقه طول المفاوز وكثرة الموانع والآفات ثم استخار الله السلطان محمود لما بلغه خبر هذا الصنم وعباده وكثرة الهنود في طريقه والمفاوز المهلكة والأرض الخطرة في تجشم ذلك في جيشه , وأن يقطع تلك الأهوال إليه فندب جيشه لذلك ؛ فانتدب معه ثلاثون ألفا من المقاتلة ممن اختارهم لذلك سوى المتطوعة فسلمهم الله حتى انتهوا إلى بلد هذا الوثن , ونزلوا بساحة عباده ؛ فإذا هو بمكان بقدر المدينة العظيمة .
قال: فما كان بأسرع من أن ملكناه وقتلنا من أهله خمسين ألفا وقلعنا هذا الوثن وأوقدنا تحته النار .
وقد ذكر غير واحد أن الهنود بذلوا للسلطان محمود أموالا جزيلة ليترك لهم هذا الصنم الأعظم فأشار من أشار من الأمراء على السلطان محمود بأخذ الأموال وإبقاء هذا الصنم لهم .
فقال : حتى أستخير الله عز وجل فلما أصبح قال إني فكرت في الأمر الذي ذكر فرأيت أنه إذا نوديت يوم القيامة أين محمود الذي كسر الصنم أحب إلى من أن يقال الذي ترك الصنم لأجل ما يناله من الدنيا ثم عزم فكسره رحمه الله فوجد عليه وفيه من الجواهر واللآلئ والذهب والجواهر النفيسة ما ينيف على ما بذلوه له بأضعاف مضاعفة , ونرجو من الله له في الآخرة الثواب الجزيل الذي مثقال دانق منه خير من الدنيا وما فيها مع ما حصل له من الثناء الجميل الدنيوي .
البداية والنهاية (12|
22)

منقول بتصرف 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire