الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

mardi 2 juillet 2013

الاعتقاد بنزول عيسى عليه السلام أخر الزمان مخالف للقرآن الكريم


  •  الاعتقاد بنزول عيسى عليه السلام أخر الزمان مخالف للقرآن الكريم
    والاعتقاد بنزول عيسى عليه السلام أخر الزمان مخالف للقرآن الكريم الذي ينص على أن شريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم خاتمة لكل الشرائع السماوية ومهيمنة عليها: " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه " (المائدة 48)
    وأن محمدا صلى الله عليه وسلم هو النبي الخاتم :"مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا" . (الأحزاب:40.)
    وأن نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم يأتي بعد عيسى عليه السلام: " ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد" (الصف: 6 )
    ولو نزل عيسى عليه السلام في آخر الزمان لكان عيسى يأتي بعد أحمد،وهذا مخالف للآيات الكريمة السابقة، ومخالف لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وإنه لا نبي بعدي، وسيكون خلفاء فيكثرون" (البخاري:كتاب الأنبياء؛ باب ما ذكر عن بني إسرائيل/مسلم: كتاب الإمارة؛ وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول)
    يقول القاضي عياض: "نزول عيسى عليه السلام وقتله الدجال حق وصحيح عند أهل السنة؛ للأحاديث الصحيحة في ذلك، وليس في العقل ولا في الشرع ما يبطله، فوجب إثباته. وأنكر ذلك بعض المعتزلة والجهمية ومن وافقهم، وزعموا أن هذه الأحاديث مردودة بقوله تعالى: " وخاتم النبيين"، وبقوله صلى الله عليه وسلم: (لا نبي بعدي)، وبإجماع المسلمين أنه لا نبي بعد نبينا صلى الله عليه وسلم وأن شريعته مؤبدة إلى يوم القيامة ولا تنسخ. وهذا استدلال فاسد؛ لأنه ليس المراد بنزول عيسى عليه السلام أنه ينزل نبيا بشرع ينسخ شرعنا، ولا في هذه الأحاديث ولا في غيرها شيء من هذا، بل صحت هذه الأحاديث هنا وما سبق في كتاب الإيمان وغيرها أنه ينزل حكما مقسطا يحكم بشرعنا ويحيي من أمور شرعنا ما هجره الناس"
    ونقول للقاضي عياض: كيف سينزل المسيح عليه السلام ؟ هل سينزل نبيا, أم سينزل وهو ليس بنبي ؟ إذا كان سينزل نبيا فهذا يناقض قوله تعالى " وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ" وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:"وإنه لا نبي بعدي" وإن كان ينزل وهو ليس بنبي، فهل يعني هذا أنه ستنزع منه صفة النبوة!!!!؟؟؟؟
    وأما قول القاضي: " بل صحت هذه الأحاديث هنا وما سبق في كتاب الإيمان وغيرها أنه ينزل حكما مقسطا يحكم بشرعنا ويحيي من أمور شرعنا ما هجره الناس"
    ونقول للقاضي عياض: هذا كلام غير دقيق، فقد جاء في الحديث الذي رواه الشيخان البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم صلى الله عليه وسلم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد"( متفق عليه: البخاري؛ البيوع، قتل الخنزير/ مسلم؛ الإيمان، نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)
    يقول النووي رحمه الله في شرح الحديث:" وأما قوله - صلى الله عليه وسلم - ويضع الجزية فالصواب في معناه أنه لا يقبلها ولا يقبل من الكفار إلا الإسلام ومن بذل منهم الجزية لم يكف عنه بها بل لا يقبل إلا الإسلام أو القتل هكذا قاله الإمام أبو سليمان الخطابي وغيره من العلماء رحمهم الله تعالى (صحيح مسلم بشرح النووي؛ كتاب الإيمان؛ باب نزول عيسى ابن مريم حاكما بشريعة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم)
    فنقول للقاضي عياض: هل من شرعنا إكراه الناس على الدخول في دين الله ، وعدم قبول الجزية منهم!؟
    الجزية ثابتة في كتاب الله سبحانه وتعالى:" قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ. (التوبة:29 )
    وشرعنا ينهى عن إكراه الناس على الدخول في الدين:
    "و َقُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ" (الكهف : 29)
    "ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين" ) يونس:99)
    "لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" (البقرة256:).
    فهل ينزل عيسى عليه السلام بشرائع تخالف شريعتنا، وتخالف النصوص الثابتة في كتاب الله سبحانه وتعالى، من وضع الجزية وإكراه الناس حتى يكونوا مؤمنين.
    ألا يعد هذا نقصا في شريعتنا، حتى ينزل عيسى عليه السلام، ليكمل لنا ما نقص منها!؟
    يقول الله سبحانه وتعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا" (المائدة:3)
محمد مأمون رشيد

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire