الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

dimanche 21 octobre 2012

  1. يهود العرب ..تاريخهم القديم والحديث..معتقداتهم ومواقفهم السياسية


    اليهود في العالم العربي ..تاريخهم القديم والحديث ..معتقداتهم ..مواقفهم من بعض الأنظمة السياسية في الدول العربية



    وسأبدأ الموضوع بالحديث عن يهود مصر


    يهود مصر في العصر البطلمي


    يعد العصر البطلمي العصر الذهبي الأول لليهود بمصر سواء من حيث المكانة أو الأعداد فقد تزايد نزوح اليهود من فلسطين إلى مصر خاصة مع إضطراب الأحوال في فلسطين في عصر المكابيين كتاب المكابيين الأول و الثاني و إنتشار أولئك النازحين في كافة أنحاء مصر و نزولهم للإقامة حتى بالمناطق الريفية بدلتا النيل و واديه. كما إن الملك البطلمي بطليموس الأول الذي أكمل بناء مدينة الأسكندرية و إتخاذها عاصمة و بقيت كذلك حتى دخول المسلمون لمصر قد إستقدم بعض اليهود ليسكنوا المدينة كما عمل الكثير من اليهود كمرتزقة في جيوش البطالمة.
    و إتسم حكم البطالمة بالتسامح الديني و في عهدهم تمت الترجمة السبعينية للتاناخ ( العهد القديم ) و التي تعد الترجمة المقبولة في بعض الكنائس كالأرثوذكسية المصرية و الكنيسة الكاثوليكية. و قد قدر عدد اليهود في مصر في العصر البطلمي بمليون نسمة و هو تقدير و إن كان يلقى قبول البعض فإنه أيضا يلقى تشكيك البعض الأخر و هم الغالبية و إن كان في نهاية المطاف دليل على حجم الجالية الكبير و دورها المتنامي في المجتمع المصري آنذاك و تغلغلها في كافة أنحاء مصر من الأسكندرية و حتى أسوان على إنه يلاحظ أن العدد المذكور كان يضم أيضاً منطقة المدن الخمس التي تماثل ما يعرف ببرقة أو شرق ليبيا التي كانت جزء من مصر في هذا العصر.
    و كان مما تمتع به اليهود في العصر البطليمي حرية تنظيم حياتهم بما يوافق قوانينهم فكان لهم بالأسكندرية رئيس خاص بهم فضلاً عن مجلس للشيوخ و محاكم خاصة تطبق قوانينهم.

    يهود مصر في العصر الروماني

    رحب اليهود بدخول الرومان لمصر في عهد آخر ملوك البطالمة الملكة كليوبترا السابعة و قد كافىء أكتافيوس الذي عرف فيما بعد بإسم أغسطس اليهود على تأييدهم إياه بأن أبقى لهم حقهم في مجلس للشيوخ و أكد على إحترام جميع حقوقهم التي كانت لهم في العصر البطلمي في حين حرم سكان الأسكندرية الذين رفضوا الإحتلال الروماني لمصر من حقهم في وجود مجلس لهم بما جعل العلاقة بين اليهود و سكان الأسكندرية متوترة طوال العهد الروماني و وصلت لحد الصدمات المسلحة الدموية في بعض الأحيان و رفع أحيانا كل طرف شكواه للعاصمة الرومانية روما على إن اليهود لم يحافظوا على المزايا التي تمتعوا بها طوال العهد الروماني بمصر و ذلك لثوراتهم المتعددة على إمتداد القرنين الأول و الثاني للميلاد.
    و كانت أكبر ثوراتهم في عهد الإمبراطور ترجان عام 115 للميلاد و إستمرت لفترة وجيزة من عهد الإمبراطور هدريان فبالرغم من إنها أخمدت بسرعة في الأسكندرية إلا إنها ظلت مشتعلة لثلاث أعوام في صعيد مصر من نهاية الدلتا إلى إقليم طيبة بصعيد مصر و ظل صعيد مصر ميداناً لحرب عصابات خلال تلك الأعوام الثلاثة. و قد ظل المصريون في بعض مناطق مصر الوسطى يتذكرون أحداث تلك الثورة بالرغم مرور مائة عام على إشتعالها و ظل المصريين في تلك المناطق يذكرون الرومان بصدقاتهم عندما حاربوا معهم جنباً إلى جنب ضد اليهود و ظلت ذكرى إخماد تلك الثورة إحتفالاً للمصريين بالرغم من مرور مائة عام على حدوثها فقد كانت ثورة مدمرة دمرت فيها طرق و أحرقت فيها بيوت و خربت فيها ممتلكات. كانت نتيجة ثورات اليهود أن قلص الرومان إمتيازتهم ففي عام 70 للميلاد و بالرغم من عدم إشتراك يهود مصر في الثورة التي حدثت في فلسطين فإن السلطات الرومانية أغلقت معبد اليهود بمنف كما ألزم اليهود بدفع ضريبة قيمتها درخمتان عن كل ذكر بالغ و التي كانوا يقدمونها من قبل للمعبد الرئيسي ببيت المقدس و ذلك لبناء معبد للإله الروماني جوبيتر الذي أحرق اليهود معبده في ثورتهم تلك ببيت المقدس.
    و قد إستمر الرومان في جباية تلك الضريبة حتى بعد إنتهاء بناء المعبد و ذلك حتى القرن الثاني للميلاد. على إن الرومان لم يحاولوا رغم ذلك أن يرغموا اليهود بمصر على التحول عن عاداتهم فأبقي لهم حق العيش حسب معتقداتهم و عادتهم و سمح لهم بختان مواليدهم و هو الأمر الذي حرم منه المصريون فيما عدا الذين يسلكون سلك الكهنوت.
    أما عن أعداد اليهود في ذلك العصر فيلاحظ ضخامتها بالمقارنة بالعصور التالية مع إنتشار المسيحية و الإسلام حيث وصل عدد اليهود في دول حوض البحر المتوسط في العصر الروماني إلى ما لا يقل عن عشرة بالمائة من السكان. و ذكر العهد الجديد الكثير من تلك التجمعات و أورد فيلون السكندري اليهودي أن تعداد يهود الأسكندرية في حياته كان مليونا و هو رقم مبالغ فيه و لا شك و ربما كان العدد الصحيح هو مائة ألف نسمة حيث أن عدد سكان الأسكندرية بأكملها كان يقدر بنصف مليون فقط و كان الحي اليهودي هو أحد الأحياء الخمسة بالمدينة. على إنه يجب الأخذ في الإعتبار بأن اليهود في العصرين البطلمي و الروماني عرف عنهم نشاطهم التبشيري المحموم و الذي أشار إليه الإنجيل بما يعني أن هناك فارق بين اليهودي في العصرين الإغريقي و الروماني و ما سيليهما من عصور و بين بني إسرائيل الأصليين.
    يهود مصر فى العصر الحديث

    اعتادت معظم طوائف اليهود الإنعزال عن المجتمع والتمسك بهويتها الدينية اليهودية شأنها فى ذلك شأن الأقليات فى المجتمع الإسلامي
    وفى بداية القرن التاسع عشر كان يقدر عدد يهود مصر بالألاف إلا أنه نتيجة للإضطهاد الدينى والسياسى وإنفتاح أبواب الثراء فى دول المهجر مثل كندا وأمريكا وأستراليا بدأت أفواج منهم فى مغادرة مصر وتميزت فترتين بالهجرة هما فترة الحرب العالمية الثانية وفترة حكم الثورة منذ بداية قيامها وحتى الآن وقد كان هناك إتجاهان ليهود مصر فى فترة خروجهم من مصر فى العصر الحديث ففقراء اليهود غادروا مصر إلى إسرائيل في حين فضل الآغنياء الاستقرار في دول غربية.
    بلغ عدد من هاجروا من يهود مصر إلى إسرائيل في السنوات الخمس 1949 - 1951 ما يتراوح بين 15 إلى 20 ألفا من اليهود أي 20 بالمئة من إجمالي عدد اليهود في مصر عندئذ."
    وذكرت جوردن كرامر أستاذة العلوم الإسلامية بجامعة برلين الحرة في دراستها (اليهود في مصر الحديثة 1914 - 1952) إن "العداء لليهود كان قاصراً على الحركات السياسية ولم يمتد ليصبح تياراً عاماً... الصحافة المصرية دعت إلى حسن معاملة اليهود في مصر وبرأت ساحتهم من التشيع للصهيونية."

    أما جوئل بينين أستاذ تاريخ الشرق الأوسط بجامعة ستانفورد الأمريكية فيسجل في دراسة عنوانها (شتات اليهود المصريين.. الثقافة والسياسة وتكوين دياسبورا حديثة) أن اليهود القرائين فقط هم الذين اندمجوا في المجتمع المصري "أما بقية اليهود فتراوحت هويتهم بين المتوسطية... كان لا يعنيهم إلا كونها (مصر) ملاذا آمنا لهم ويجدون هويتهم في الدينية."
    وبعد ثورة يوليو 1952 حرص حاييم ناحوم أفندي حاخام الربانيين وكذلك حاخام القرائين على إعلان تأييدهما لثورة يوليو (تموز 1952) وزيارة (أول رئيس مصري في العصر الحديث) محمد نجيب للمعبد اليهودي بشارع عدلي وصرح محمد نجيب لهم .. الدين لله والوطن للجميع."
    وينقسم يهود مصر إلى قسمين
    وطائفة القرائين لهم تعاليم صارمة أخذوا فيها بحرفية النص التوراتي فأضحى التلمود عندهم غير ذي قيمة . ويرجع باحثون نشأة هذه الطائفة إلى القرن الثامن الميلادي على يدي يهودي عراقي.
    وفى عام 1956 م أستولى جمال عبد الناصر على أملاك يهود مصر وثروتهم فى عمليات الإصلاح الزراعى ثم فى حركة التأميم بعد ذلك .
    وقد أهتمت إسرائيل بتنظيم هجرة اليهود المصريين بين 1948 - 1956... إلى خارج مصر حينما ساد الشعور العام الإسلامى فى مصر بالعداء لهم , وعدد اليهود القراءون ولم يزد عدد من هاجر منهم إلى إسرائيل حتى عام 1956 عن مئة شخص...
    وأضاف أن معظم اليهود القرائين المصريين هاجروا إلى الولايات المتحدة عند خليج سان فرانسيسكو ويبلغ عددهم 130 أسرة إضافة إلى 300 أسرة أخرى في "أماكن محددة" في بالتيمور ونيويورك وبوسطن وشيكاجو "




  2. ملف أملاك يهود مصر في الكونغرس


    من أبرز الأسلحة التي استخدمها اللوبي عبر مقالات عدة للعديد من الكتاب الأمريكيين المحسوبين عليه وفق تقرير نشرته صحيفة الرؤية الكويتية إثارتهم لقضية "أملاك اليهود في مصر" ذلك الملف الشائك الذي كان ضمن أحد أهم الملفات المدرجة ضمن العلاقات المصرية ـ الأميركية.
    وأصرت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش على أن يكون هذا الملف ضمن أهم الملفات التي يمكن من خلالها ابتزاز مصر ودفعها لتنفيذ الإملاءات الأمريكية.
    وقامت إدارة بوش بتكليف لجنة الحريات الدينية التي تزور مصر سنوياً ببحث ملف يهود مصر مع كبار المسئولين المصريين.
    والأكثر من ذلك هو مشاركة اثنين من الموالين لإسرائيل وهما فيليس جاير نائبة رئيس لجنة الحريات الدينية في الكونجرس الأمريكي رئيسة معهد جاكوب بلاوتشتاين القريبة من المؤتمر اليهودي العالمي وجوزيف كرابا المشهور بمعاداته للعرب لمراقبة الأوضاع في مصر عن قرب.
    وخلال زياراتهما لمصر كانا يصران على التردد على المعابد اليهودية في مصر لاستقصاء أحوال اليهود هناك رغم أن عددهم حالياً يعد على أصابع اليد الواحدة ويعيشون في وئام مع بقية المصريين كما قيل أن تلك اللجنة قامت بتسليم السلطات المصرية ملفاً كاملاً عن أملاك اليهود في مصر وأماكنها حُصل عليه من إسرائيل وأوصت بعودة هذه الأملاك لأصحابها بحجة أنهم تركوها عقب حرب 1948 وثورة يوليو 1952 وهربوا.
    التركيز الأميركي على ملف يهود مصر هو طرح إسرائيلي مقدم بواسطة الأميركان يكمل تحركات الحكومة الإسرائيلية والمؤتمر اليهودي العالمي للحصول على تعويضات من الدول العربية عما يسمى بأملاك تركها اليهود العرب وهاجروا لإسرائيل ويقدرها الإسرائيليون بعشرة مليارات دولار.

    وقد حاول اليهود من ذوي الأصول المصرية في إسرائيل وخارجها عقد المؤتمرات التي تبحث ملف أملاكهم في مصر إذ سبق وأن عقدت الجمعية التاريخية الأميركية ليهود المصريين مؤتمراً في إسرائيل تحت عنوان النزوح الثاني لليهود المصريين تحت زعم الإستماع إلى الشهادات الشخصية لأفراد من عائلات يهودية عاشت في مصر وهي الشهادات التي جُمعت بناء على توصيات المؤتمر السابق والذي عقد في حيفا قبل ذلك بعام.
    وكان الهدف من وراء عقد المؤتمر إنشاء قاعدة بيانات لتوثيق الزواج في الديانة اليهودية التي كان يشترط فيها كتابة التواريخ ونسب العائلة ومكان إقامتها وأملاك الزوج وإرث الزوجة وأغلبها كتب باللغة العبرية.

    ومنذ عقد هذا المؤتمر المشبوه لم تنقطع جهود الجمعية من أجل الحصول على أكبر عدد ممكن من تلك الوثائق لدى العائلات في أوروبا خصوصاً في فرنسا و البرازيل.
    و هدفت الجمعية من وراء ذلك إلى وضع الحكومة المصرية في مأزق قد تواجه معه قضايا تتضمن الحصول على تعويضات بالملايين، ومن خلال ما تعتمد عليه الجمعية من نفوذ داخل الكونجرس الأمريكي لم يكن جديداً أن تستغل هذا النفوذ من أجل الضغط على الإدارة الأميركية لربط المعونة السنوية بتسليم الحكومة المصرية ما يريدون الحصول عليه من وثائق ومستندات تتعلق بميلاد وزواج ووفيات وأحوال اجتماعية وتتعمد تلك الادعاءات إخفاء الحقائق المتعلقة بأسباب الهجرة الحقيقية لليهود من مصر بعد أن تسللت المخابرات الإسرائيلية إلى عناصر هذه الطائفة في القاهرة ووظفتها للقيام بحملة تفجيرات.
    إضافة إلى رغبة اليهود الحقيقية في العيش في إسرائيل ومن دون تجاهل حقيقة تاريخية مهمة تثبت أن أغلب اليهود في مصر انتموا إلى جاليات يونانية وإيطالية وقد تعمدت اللجنة العزف على نفس المزاعم التي سبق طرحها على الرئيس السادات أثناء قمة كامب ديفيد، ورفض مناقشتها من الأساس.

    لكن رفض السادات لم يمنع إسرائيل من تشكيل لجان عدة من يهود الولايات المتحدة الأميركية من ذوي الأصول العربية لتلقي التقارير من اليهود العرب المهاجرين إلى أميركا بشأن ما يزعمون أنها ممتلكات تركوها وراءهم وهاجروا، وانتهت هذه اللجان إلى تقدير تلك الممتلكات بما يزيد على ستة مليارات دولار، إلا أن منظمة تدعى "اللجنة الدولية ليهود الدول العربية" رفضت هذا التقدير.
    البعض يؤكد أن قرار مجلس النواب مجرد كلام، ولم يلبث رئيس تلك المنظمة "عميرام إيتاس" أن زعم أن هناك مليون يهودي غادروا الدول العربية تاركين خلفهم ما لا يقل عن 200 ألف بيت وأنه من الصعب تقدير قيمة تلك الأموال المتروكة.

    إلا أنه على الرغم من ذلك شدد على أن يهود العراق كانوا يسيطرون في الأربعينيات على 80 % من اقتصاد البلاد أي ما يزيد على 100 مليار دولار وزعم أن أملاك اليهود المسلوبة في مصر تقدر بحوالي 60 مليار دولار.
    ويبدو أن عميرام تناسى التعويضات التي حصل عليها أجداده وسرعان ما شكلت إسرائيل جمعية أميركية في نيويورك أطلق عليها اسم "الجمعية التاريخية ليهود مصر"، التي راحت تبث عبر موقعها على الإنترنت كثيراً من المزاعم مثل الحديث عن أن "يهود مصر" لم تكن لديهم أبداً نية مغادرة البلاد، لولا المعاناة التي لاقوها منذ عام 1948 على يد الحكومات المصرية التي قادت حملة ضدهم لتطفيشهم وجعلهم يعيشون في رعب وقامت بمصادرة جميع أموالهم وسرقت منهم ممتلكاتهم، التي تقدر بمليارات الدولارات بدلاً من أن تعترف مصر بفضل اليهود العظيم عليها أو تقدر ما فعلوه من أجلها!

    حتى أن عدد اليهود الذين عاشوا في مصر كان يقدر بحوالي 145 ألف يهودي قبل عام1948 وهو العدد الذي انخفض إلى 76 ألفاً عام 1948 ثم إلى 200 فقط في الوقت الحالي.


    حقيقة أملاك اليهود المصريين

    يتعمد اليهود المصريون المهاجرون إلى أمريكا إخفاء حقائق عدة تتعلق بظروف هجرتهم إلى خارج مصر حيث أن خروج اليهود من مصر لم يكن بسبب ديانتهم وإنما كانت هناك ثلاثة انفجارات مدوية هزت أوضاع اليهود في مصر.

    الانفجار الأول كان مع بدء تقدم القوات الألمانية في صحراء مصر الغربية أثناء الحرب العالمية الثانية حيث خشي اليهود المصريون من انتصار الألمان في الحرب ففروا إلى جنوب أفريقيا خوفاً من بطش الألمان بهم خصوصاً أن تلك الفترة شهدت تضخيماً وتهويلاً لما تعرض له اليهود على يد هتلر تحت أساطير الهولوكست ومعاداة السامية.

    أما الانفجار الثاني فكان في أعقاب حرب 48 وهو انفجار كان يكمن في شخصية اليهود أنفسهم ورغبة كثير منهم في الهجرة إلى ما زعموا أنه أرض الميعاد وتكوين إسرائيل.

    أما الإنفجار الثالث فكان في أعقاب حرب 56 وقرارات التأميم وخشية اليهود على ممتلكاتهم وهو ما جعلهم يفضلون الرحيل عن مصر وتهريب أموالهم معهم عن طريق شبكة "جوشين" السرية التي كانت تتولي تهريب اليهود المصريين إلى فرنسا وإيطاليا ثم إلى إسرائيل.

    أما نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي شلومو كوهين، فأكد في كتاب له حول اليهود في مصر أن تل أبيب سعت إلى تهجيرهم بأي طريقة، رغم أنهم كانوا في نسيج المجتمع حتى لا تظهر مصر أمام العالم أنها دولة متسامحة.
    وهذا ما أكده عمانويل ماركت المدير الأسبق للمركز الأكاديمي الإسرائيلي لكن يتفق الكثير من المحللين على أن عملية لافون كانت الأساس في وصول وضع اليهود في مصر إلى نقطة التهجير الكامل، خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم لم يكن يحمل الجنسية المصرية ويقدر عددهم حتى عام 1947 في مصر ما بين 64 ألفاً إلى 75 ألفاً لكن لا يوجد رقم محدد عن أعدادهم الدقيقة في مصر


    كتاب شتات اليهود المصريين
    ((جوئل بينين ))

    يتناول هذا الكتاب ولأول مرة بأسلوب علمي و موضوعي تاريخ اليهود المصريين منذ عام 1948 ويركز في ذلك على ثلاث محاور
    أولاً : حياة اليهود الذين بقوا في مصر منذ 1948 حتي العدوان الثلاثي عام 1956
    ثانياً : شتات اليهود المصريين وانتقالهم للولايات المتحدة وفرنسا و إسرائيل.
    ثالثاً : ذكريات اليهود المصريين عن حياتهم في مصر منذ زيارة الرئيس السادات للقدس عام 1977 ويعتقد المؤلف أن تجربة اليهود المصريين لا يمكن أن تفسرها وجهة النظر الرسمية وحدها ولا وجهة النظر الصهيونية وحدها وفي مزيج علمي دقيق للتاريخ والأجتماع والتحليل الأدبي والسيرة الذاتية يقدم لنا المؤلف في هذا الكتاب المتميز والهام صورة حية وغير منحازة لليهود والهوية والشتات
    رد مع اقتباس

  3. اليهود في العراق مهد الحضارات


    بابل مهد الحضارات كانت مولد العبرانيين قبل أن يصبحوا "شعب إسرائيل" ويظهروا على ساحة التاريخ أرض الرافدين كانت مولد إبراهيم الذي ترك أور المدينة القديمة في سنة 1900 قبل الميلاد بأمر الله
    وهاجر إلى "الأرض التي سوف أريك أياها" أرض الميعاد.

    בעבר הנהר ישבו אבותיכם מעולם عبر النهر سكن لكم آباء منذ وقت سحيق
    هذه العبارة هي علامة أصل الشعب اليهودي. وبسبب المصطلح الجغرافي "عبر النهر" أخذ "العبرانيون" إسمهم للأبد.
    تاريخ اليهود في العراق بدأ في الحقيقة مع سبي يهود إسرائيل من قبل الآشوريين وفيما بعد البابليين. السبي البابلي لليهود حدث في ثلاث موجات:
    1. سبي سامريا (721 ق.م.) ، حيث سبى الآشوريون اليهود.
    2. سبي يهواخن (597 ق.م.) ، حيث سبى نبوخذنصر 10 آلاف يهودي من أورشليم إلى بابل.
    3. سبي زدقيا ( 586 ق.م.)، التي كانت علامة لنهاية مملكة يهوذا، وتدمير أورشليم ومعبد سليمان الأول. أربعين ألف يهودي تقريباً تم سبيهم إلى بابل خلال ذلك الوقت


    من نبوخذ نصر إلى صدام حسين!

    تعود جذور اليهود العراقيين إلى حدود 2600 سنة. وكان "الجيتو" اليهودي اندمج نسبياً في المجتمع العراقي ببدء الحرب العالمية الثانية غير أن السنوات القليلة التي أعقبت صعود نجم النازية وبدايات حروبها ضد الحلفاء إضافة إلى استقواء المدّ القومي العربي حملت مفاجآت إلى اليهود العراقيين إذ ما لبثت أن اندلعت أحداث عنف بحقهم، أودت بحياة 150 يهودياً عراقياً في 1941. كان ذلك سبباً في إبدال اتجاهات تفكيرهم إلى اتجاهات أخرى فرضها من ناحية ثانية قيام الدولة العبرية مما أدى لهجرة 120 ألف يهودي من أصل 130 ألفاً كانوا في العراق في عامي 1950 و1951 إلى الأراضي المحتلة.
    وفي خلال خمسة عقود تلت الحرب العالمية الثانية وقيام إسرائيل هاجرت الغالبية ليشهد 40 يهودياً عراقياً فحسب سقوط نظام صدام حسين في 9 أبريل 2003.
    غير أن علاقة اليهود بأرض الرافدين ليست محصورة في تاريخ إقامتهم في العراق.
    ففي عام 306 قبل الميلاد وقع الملك البابلي نبوخذ نصر تحالفات مع جيران للعراق شرقاً وغرباً كان من ضمنها تحالفه مع الملك اليهودي "يواقيم" الذي حاول تالياً التنصل من الاتفاق الأمر الذي دفع نبوخذ نصر إلى تجريد حملة عسكرية نجحت في فتح القدس واقتياد الملك الجديد يهوياكين إلى بابل.
    لاحقاً حاول ملك يهودي آخر هو "صدقيا" التمرد على حكم الكلدانيين الذين كان ردهم حاسماً بالقضاء على الدولة العبرية وسبي حوالي 50 ألف يهودي فضلاً عن تدمير هيكل سليمان. وهو ما عرف في الأدبيات اليهودية التاريخية "بـسبي بابل" والمجموعة ذاتها هي التي باتت تعرف غالبيتها فيما بعد باليهود الأكراد !


    يهود العراق المعاصرون

    في تاريخ العراق المعاصر كانت الغالبية العظمى من يهود العراق تسكن المدن و كانت فئة قليلة منهم تسكن الريف وتركزت في ريف شمال العراق سكن هؤلاء اليهود بشكل أساسي في المدن الرئيسية مثل بغداد والبصرة والموصل لكنه كان لليهود وجود رئيسي في العديد من المدن الأخرى مثل السليمانية والحلة والناصرية والعمارة والديوانية والعزير والكفل وأربيل وتكريت وحتى النجف التي أحتوت على حي لليهود سمي بعقد اليهود (عكد اليهود) و غيرها من المدن.

    وساهم هؤلاء اليهود في بناء العراق حيث كان أول وزير مالية في الحكومة العراقية عام 1921 يهودياً ويدعى حسقيل ساسون.

    • المطربة سليمة مراد.
    • عوفاديا يوسف حاخام اليهود الشرقيين في إسرائيل و الزعيم الروحي لحزب شاس لليهود الأرثودكس وهو من مواليد 1920 البصرة في العراق.
    • بنيامين بن أليعيزر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق.
    • مناحيم دانيال - كان عضواً في مجلس الأعيان في العهد الملكي وتوفي عام1940م. وابنه عزرا مناحيم عين كذلك عضواً في مجلس الأعيان.
    • الأستاذ مير بصري كان مشهوراً في علوم الاقتصاد وألف كتباً عديدة منها كتاب مباحث في الاقتصاد والمجتمع العراقي.
    • الكاتب المعادي للصهيونية نعيم جلعادي.


    المشهورون في مجال الموسيقى والسينما

    من العراقيين اليهود الذين أشتهروا في المجال الموسيقي بعضهم وليس جميعهم :
    • الموسيقار صالح يعقوب عزرا أو كما هو مشهور صالح الكويتي وهو من كبار الموسيقيين العراقيين
    • الموسيقار داود يعقوب عزرا أو كما هو مشهور داود الكويتي وهو من كبار الموسيقيين العراقيين
    • عزوري العواد وهو العازف على آلة العود و موسيقي مشهور
    • ساسون الكمنجاتي توفي في وسط الأربعينات
    • يوسف زعرور الكبير عازف القانون
    • يوسف زعرور الصغير ابن عم يوسف زعرور الكبير
    • حوكي بتو عازف السنطور الذي ولد في القرن التاسع عشر وتوفي في بداية الثلاثينات
    • يهودا شماش عازف ايقاع
    • سليم شبث قارىء المقام العراقي
    • نجاة ( العراقية ) التي توفيت في إسرائيل 1989
    • فلفل كرجي قاريء المقام
    • البير الياس عازف على آلة الناي موسيقي معروف ولديه ألحان كثيرة
    كذلك أستوديو بغداد السينمائي تم تاسيسه عام 1948م من قبل التجار اليهود الأغنياء وأنتج أفلام ناجحة منها عاليا وعصام وليلى في العراق و كان ملحق به (أستوديو هاماز) مختبر لتظهير الأفلام التي يصوروها.

    الهجرة و التهجير

    تعرض اليهود في العراق إلى عملية تسمى الفرهود حيث قتل فيها العديد من اليهود و نهبت ممتلكاتهم في بداية الأربعينيات.
    ثم و عند إعلان دولة إسرائيل عام 1948م تصاعدت الأعمال العدائية ضد اليهود في العراق كما في غيرها من دول الشرق الأوسط و العالم الإسلامي. في البداية لم تكن الهجرة خياراً واضحاً في عموم يهود العراق حيث أنهم كان التيار السائد بينهم هو تيار ضد الصهيونية.
    تعرضت عدة دور عبادة يهودية في بغداد للتفجير مما أثار حالة من الهلع بين أبناء الطائفة و التي اتهم بها لاحقاً ناشطون صهاينة لتشجيع الهجرة من العراق.
    في البداية لم تسمح الحكومة العراقية لليهود بالسفر لكن لاحقاً أصدرت آنذاك قراراً يسمح لليهود بالسفر بشرط إسقاط الجنسية العراقية عن المهاجرين منهم و قد هاجرت غالبية الطائفة من العراق خلال عامي 1949 و 1950م في عملية سميت عملية عزرة ونحمية إلى أن تم إغلاق باب الهجرة أمامهم و قد كان في بداية الخمسينيات حوالي 15 آلاف يهودي بقي في العراق من أصل حوالي 135 ألف نسمة عام 1948م.
    وعند وصول عبد الكريم قاسم للسلطة رفع القيود عن اليهود المتبقين في العراق و قد بدأت وضعيتهم تتحسن لكن عند استلام حزب البعث للسلطة أعاد القيود عليهم و في عام 1969م أعدم عدد من التجار معظمهم من اليهود بتهمة التجسس لإسرائيل مما أدى إلى تسارع حملة الهجرة في البقية الباقية من يهود العراق و التي شهدت ذروتها في بداية السبعينيات.
    وعند الغزو الأمريكي للعراق عام 2003م كان مجموع اليهود المتبقين في العراق أقل من 100 شخص معظمهم إن لم يكن كلهم في بغداد و الغالبية العظمى منهم هم من كبار السن و العجزة.

    أما التوزع الحالي ليهود العراق فهو كالتالي:
    • 404,000 في اسرائيل
    • 15,000 في أمريكا
    • 6,500 في المملكة المتحدة


    رد مع اقتباس

  4. اليهود السوريون في ظل النظام السياسي ..تاريخهم..عاداتهم..طقوسهم

    ما إن تدخل إلى حارة اليهود الدمشقية في قلب العاصمة السورية وبعض الأحياء الأخرى التي قطنها اليهود في الماضي حتى تفاجأ بأن اليهود القاطنين فيها هم بعض عشرات فحسب رغم إحساسك بأنك سترى فيها آلافاً نظراً للمعلومات التاريخية عن الثراء الذي كانوا يعيشون فيه والقرى التي كانت تخصهم.
    وتعطي لقاءات بضعة يهود متبقين في سوريا انطباعات عن آلاف اليهود الذين كانوا في سوريا وعن طقوسهم وعاداتهم من اللباس الديني إلى الامتناع عن أكل لحم الخنزير وصلواتهم التي تتم بالعبرية فقط فضلاً عن الثراء وسيطرتهم على تجارة الذهب وولائهم للنظام السياسي بعد عام 1970.
    دخلت "العربية.نت" في تفاصيل المجتمع اليهودي السوري وطقوس هذا المجتمع وعلاقاته على مدار سنوات طويلة بالنظام السياسي.

    قرر يهود سوريا ترك البلاد التي عاشوا فيها على مدار سنوات طويلة وهجروا كنسهم ومحلات تجارة الذهب والبيوت التي تعطي انطباعاً عن ثراء أصحابها. كانوا بالآلاف وأصبحوا عشرات رغم المميزات التي تمتعوا بها بعد وصول الرئيس حافظ الأسد إلى الحكم عام 1970 قبل أن يلتقي حاخام اليهود السوريين ابراهيم حمرا وتنتهي حقبة الاضطهاد التي تعرضوا له قبل ذلك.
    ويشير باحثون سوريون إلى أن اليهود أقدم طائفة دينية في سوريا كما أن أقدم كنيس لليهود في العالم يوجد في دمشق فيما خرجت أول كتابة للتوراة من مدنية حلب الواقعة شمال غرب سوريا.


    أقدم طائفة وأول توراة في سوريا

    "هم أقدم طائفة في سوريا وأقدم دين في سوريا وخير مثال قرية اسمها (القريتين) شرق مدينة حمص ب 90 كم هي أصلاً يهودية اسمها بالتوارة (حصر عينان) كما جاء في سفر التكوين وفي الموسوعة اليهودية حيث وضعوا مما يعني أن هذه البلدة كانت يهودية" يقول نبيل فياض الباحث السوري في شوؤن الأقليات.
    ويشير نبيل فياض الذي كتب أبحاثه عن اليهود في سوريا بعد معايشة واقعهم إلى دلائل أخرى على قدم اليهود في سوريا.
    ويقول: "منطقة (تادف) التي تقع قرب مدينة حلب خرجت منها أول نسخة من التوراة من قبل (عزرا عاسوفير) حيث تم أول تحرير للتوارة في التاريخ وكانت هناك محاولة لبناء كنيس في المكان الذي كتبت فيه التوارة لليهود السوريين وحضر سفراء أجانب لمشاهدة العمليات الأولية لبناء هذا الكنيس وبسفر أبو موسى جاجاتي ممثل اليهود توقف هذا الأمر".

    أول كنيس يهودي في العالم

    وكما ظهرت في حلب أول كتابة للتوارة لا يزال أول كنيس يهودي في العالم واضح المعالم في دمشق. وينوه هنا نبيل فياض بأن بلدة جوبر الواقعة شمال شرق دمشق اسمها "غوبار" وفيها أقدم كنيس في العالم وهو كنيس إلياهو النبي الذي تم بناؤه في زمن النبي إيليا كما يرد في (سفر الملوك في التوارة) وإلياهو النبي وقع في مشكلة مع إيزابيل حاكمة فلسطين وهرب من إيزابيل الوثنية إلى دمشق وعمل أول كنيس وهو أقدم كنيس لم يتم تدميره حيث أن بقية الكنس في العالم تم عليها تحوير أو تدمير أوبناء شئ جديد إلا أن هذا قائم وهو أقدم معبد ديني في دمشق".
    أقام يهود سوريا في حلب ودمشق والقامشلي ووصل عددهم في نهاية الستينات من القرن المنصرم إلى قرابة 30 ألفا وبعد حرب 1967 أصبح عددهم قرابة 6 آلاف لينخض في التسعينات إلى العشرات.
    وينتشر اليهود السوريون في الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وفنزويلا وقلة منهم هاجرت إلى إسرائيل ويصل عددهم في أنحاء العالم إلى قرابة 100 ألف يهودي كما يقول الباحث نبيل فياض.
    وكان الدستور السوري عام 1930 يمنح كل طائفة يزيد عدد أفرادها على 6 آلاف شخص أن يكون لها ممثلا في المجلس النيابي (البرلمان) ومثل اليهود في تلك الفترة مرشحان: قائمة الأحرار و قائمة الحزب الوطني. ويذكر فضل عفاش في كتابه (مجلس الشعب في سورية: 1928 ـ 1988)، اسم النائب اليهودي يوسف لينادو عن مدينة دمشق في برلمان 1932. ويذكر في المجلس النيابي المنتخب عام 1947 اسم النائب اليهودي عن دمشق وحيد مزراحي كما يؤكد الباحث سمير عبده في "اليهود السوريون".

    اليهود السوريون والنظام السياسي

    وقبل حقبة حكم حافظ الأسد كان ممنوعاً على اليهود التنقل داخل سوريا دون موافقة رسمية وأما سفرهم خارج البلاد فكان صعباً جداً فيما استمرت مشكلة رئيسية لهم وهي الكتابة على خلفية بطاقاتهم الشخصية كلمة "موسوي" على حد كلام فيّاض.
    ويقول "قبل أن يسافروا أغلقوا كل كنسهم في سوريا وفي حارة اليهود بدمشق لوحدها يوجد حوالي 22 كنيسا" لافتاً إلى أن ابراهيم حمرا حاخام اليهود في سوريا كان يقود مسيرات تأييد يهودية للرئيس حافظ الأسد "ولكني لم أشعر أنهم كانو كثيراً صادقين بهذا الشيئ وفعلوا ذلك لأنهم كانوا يريدون أن يخرجوا من سوريا" حسب نبيل فياض.
    يذكر أن بعض الكنس الحلبية أحرقت في مدنية حلب عقب إقرار الأمم المتحدة تقسيم فلسطين في العام 1947 وفي العام 1949تم وضع قنبلة في كنيس يهودي في دمشق مما أدى إلى مقتل 20 شخصاً.

    أغنى طائفة في سوريا

    وأمسك يهود سوريا قبل هجرتهم في التسعينات بسوق الذهب وتجارة الألبسة والموزاييك وبرزوا رغم قلة عددهم كأغنى طائفة في سوريا. ويروي نبيل فياض حكاية مثيرة عن ثراء اليهود السوريين ويقول: "الحاخام ابراهيم حمرا عمل مدرسة أسماها مدرسة ابن ميمون في حارة اليهود وكانت أكثر مدرسة نموذجية في تاريخ سوريا وأتاه مبالغ من الجالية اليهودية في أمريكا إذا وزعت على يهود سوريا سوف يتحولون إلى أثرياء يملكون المليارات طوال حياتهم".
    وعن المميزات التي يتمع بها يهود سوريا وانفردوا بها يقول فياض "اليهودي لم يطلب منه أن يقدم خدمة ريف إذا كان طبيباً أو صيدلانياً ولا يخدم جيش ولا يدرس مادة التربية الدينية وكل هذا كان مطلوب من السوريين".

    طقوس وعادات اليهود السوريين

    "ابنتي لا أزوجها إلا من ابن عرب أي يهودي من بلد عربي" يقول أحد اليهود السوريين للباحث السوري نبيل فياض. ويرجع ذلك- حسب فياض- إلى أن اليهود السوريين يختلفون في عاداتهم وتقاليدهم عن اليهود في الولايات المتحدة فهم لا يزوجون بناتهم ليهود أمريكيين ومحافظون جدا مثل أي مواطن سوري.
    ويملك اليهود السوريون المهاجرون إلى الولايات المتحدة بعض الكنس الحلبية والدمشقية في قلب نيويورك كما أسسوا هناك مطاعم شامية وحلبية وحافظوا على طابعهم السوري.
    وفي التسعينات أقدم الحاخام ابراهيم حمرا على تسفير اللحامين اليهود من سوريا ولأن اليهود يرفضون أكل لحم لا يقدمه لحامون يهود ضاقت الدنيا بهم واقدم بعضهم على استيراد اللحمة من تركيا وكان هذا سببا مهما في هجرة الكثير من اليهود- كما يؤكد نبيل فياض.
    يتحدث نبيل فياض عن 4 طوائف يهودية: الأرثوزكس والمحافظون والاصلاحيون وجماعة إعادة البناء. ويقول إن يهود سوريا من الأرثوزكس ويلبسون لباسا دينيا ولا يأكلون لحم الخنزير وصلواتهم تتم فقط بالعبرية .
    واختلاط اليهود السوريين بالمجتمع السوري كان قليلا ونادراً ونساؤهم مبعدات عن الدين ولا تدخلن في كنس أو تؤدين الصلوات والصوم وكانت أبرز أعيادهم "الشبعوت" و"المساخر" وكذلك عيد "حنوكا" عيد نزول التوراة.
    وكان يتزعم الطائفة اليهودية بعد هجرة الحاخام حمرا حاخام آخر اسمه أبو موسى جاجاتي والذي سافر خارج سوريا أيضاً.
    ولم يبرز بين اليهود السوريين اسم أديب أو شاعر أو صحافي بارز بعكس فترات تاريخية ماضية لعبوا فيه أدوارا بارزة في السياسة والأدب. ويشير باحثون إلى أنه في عهد الدولة الفاطمية تمت تسمية اليهودي مناشيه بن إبراهيم القزّاز حاكماً على سورية وكان اليهود آنذاك يقيمون في دمشق وحلب وصور وطرابلس وجبيل وبعلبك وبانياس.
    وبرز اسم أدباء منهم الشاعر اليهودي موسى بن صموئيل الدمشقي الذي رافق أحد الوزراء المملوكيين في رحلة الحجّ إلى مكة وفي العام 1506 أنشئت أوّل مطبعة عبرية في دمشق وتعاون يهود دير القمر وحاصبيا مع قوّات الأمير بشير الشهابي في قمع الثورة الشعبية ضدّ عبد الله باشا.
    وحين توفي الرئيس حافظ الأسد في العام 2000 قام ثلاثة يهود من أصل سوري هم – الحاخام اليهودي السوري المرموق جاك كاسين وأحد رؤساء طائفة الحصيديم ["الأتقياء" أصحاب تيار يهودي يستلهم مذهب القبالة مفضلاً الصلاةَ على الدراسة النظرية ] جاك أفيتال ورجل أعمال آخر يدعى سام طمب – بنشر نعي في الـNew York Times معزِّين بوفاته على الرغم من أن طمب اشتكى لاحقاً لصحيفة The Jewish Week بأن كاسين أضاف اسمه دون أخذ إذنه.
    (الكاتب والصحافي الأمريكي روبرت طوطل) بحسب موقع "معابر" على الانترنت.
    ويتحدث روبرت طوطل أيضا أنه في العام 1975 بثَّت مجلةُ ستون دقيقة المتلفزة التابعة لشبكة CBS الأمريكية للأنباء ما قُيِّض له أن يصير أحد أكثر فصولها المبثوثة على الهواء إثارةً للجدل وكان محقِّقها السيد مايكل والاس الذي سافر إلى سورية حيث أجيز له تصويرُ مقابلات مع أفراد من الطائفة اليهودية السورية التي كان تعدادها يومذاك 4500 شخص تقريبًا.
    وأورد في برنامجه أنه بعد انقضاء 15 سنة على ذلك التاريخ مُنِحَ اليهودُ السوريون حريةَ الهجرة إلى الخارج وفي غضون سنوات قليلة غادر البلادَ أفرادُ الطائفة كلهم تقريبًا – وأقل من نصفهم بقليل إلى إسرائيل. ومن حوالى الثلاثين ألف يهودي الذين كانوا يعيشون في سورية في العام 1947 لم يبقَ اليوم بحسب زعماء الجالية في الولايات المتحدة إلا حفنة صغيرة منهم في دمشق.

    ويقول أيضا إنه في العام 1976 قابل الأسد وجهاء الطائفة اليهودية بمن فيهم إبراهيم حمرا حاخام دمشق الأكبر وسليم طوطح رئيس الطائفة اليهودية السورية آنذاك.
    القيد الوحيد الذي بقي مفروضاً على اليهود كان تحريم الهجرة الحرة إلى الخارج مع أفراد عائلاتهم وهو قانون ظل ساريًا حتى العام 1992 حيث سمح لهم بعد ذلك بالسفر.
    ويوسف جاجاتي واحد من هؤلاء والذي حل محل حمرا رئيساً للطائفة اليهودية في العام 1994 وهو واحد من اليهود القلائل الذين بقوا في سورية إبان التسعينات من القرن الماضي. وقد قال إنه كثير السفر إلى أوروبا والولايات المتحدة.
    وقد التقى جاجاتي بالرئيس السوري بشار الأسد بُعيد أدائه القسم رئيساً للبلاد في العام 2000

    صدر للكاتب شمس الدين العجلاني كتاب يهود دمشق الشام وهو أول عمل توثيقي ليهود دمشق يوثق تاريخهم منذ ما قبل الفتح الإسلامي إلى وقتنا الحاضر بحيث يوثق لجميع مناحي حياتهم الاجتماعية والمهنية والسياسية..

    والعائلات اليهودية الدمشقية وكنسهم بدمشق وكذلك حياة يهود دمشق في (إسرائيل) والولايات المتحدة الأميركية.. كما يستعرض الكتاب سيرة حياة ونشاط النواب اليهود في البرلمان السوري ويحتوي الكتاب على أكثر من مئتي صورة نادرة ليهود دمشق
    ويقع الكتاب في نحو 450 صفحة من القطع المتوسط

    وهنا إضافات من مواقع أخرى

    سكن اليهود أساساً في دمشق إضافة إلى بعض المحافظات الأخرى مثل حلب والحسكة، وللمفارقة فقد احتوى سور دمشق التاريخي “حي اليهود الدمشقي” في حين أن كثيراً من بيوت المسيحيين وقعت خارج هذا السور، وفي حلب يتواجد اليهود في حي الجميلية ولازال هناك في الجميلية معبد يهودي عمره أكثر من ألفي سنة .
    ويقول كتاب “اليهود السوريون”: ” لقد بات تجار دمشق اليهود في منتصف القرن التاسع عشر، من أغنى تجار مدينة دمشق على الإطلاق، وكان بينهم تسعة تجار يتعاملون مع انجلترا بشكل أساسي ، وهكذا احتل أثرياء اليهود مكانتين اقتصادية وسياسية بارزتين في أوساط الدوائر الحاكمة في سوريا، وأصبح صيارفة اليهود يتحكمون في مالية دمشق ويتصرفون بها كما يشاؤون، حتى أن أحدهم وهو سليمان فايصي، بات يسمى مجازاً: وزير المالية، وكان يقرض الحكومة ، وكان لليهود مصرف في حلب: (بنك صفرا)، وآخر في دمشق (بنك زلخة)، وكانوا يتشددون في تعاملهم المالي مع الأهالي، حتى أن أهالي دمشق رفعوا شكوى ضدهم إلى السلطان العثماني محمود الثاني ليبعد جورهم عليهم، أما بعيداً عن الصيارفة والتجار الكبار اليهود، فإن معظم يهود حلب عملوا في التجارة، في حين عمل يهود دمشق في المهن اليدوية، خاصة صناعة الأدوات النحاسية .

    اليهود يؤكدون أن الإسلام حماهم

    أما على المستوى الاجتماعي فقد عاش اليهود في سورية بشكل طبيعي في إطار الدين الإسلامي السمح الذي كان أساساً الإطار الذي حماهم في كثير من المحن وعقود الاضطهاد التي عاشوها في أوروبا، ومن خلال شهادات بعض اليهود السوريين تتأكد تلك الحقيقة .
    بدورة شطاح: مهندسة زراعية، ولدت في دمشق تعمل حالياً في مديرية التأهيل في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، وتصف عملها بأنه جيد جداً، كما تعمل مع أخيها في الصاغة.
    أما إيلي شطاح: مهندس في محافظة دمشق فقال: أعمل في المحافظة منذ خمسة وعشرين عاماً واستطعت أن أدمج الهندسة مع المجوهرات. أما سليم دبدوب: عمل في تجارة السجاد والشرقيات فقال:أعيش هنا منذ نصف قرن تقريباً وكل من ذهب إلى أمريكا بلد الدولارات ندم لأن عملنا في دمشق جيد وعلاقاتنا جيدة جداً.
    أما وداد سليم فارحي فهي عجوز يهودية ولدت في دمشق وتبلغ من العمر 90 سنة تقطن في حي الأمين بدمشق تقول: ولدت في دمشق وأعيش هنا ولا يوجد أحد من عائلتنا كلهم هاجروا من سورية إما للزواج أو للعمل ، نتعامل مع كل الطوائف ولا نفرق أبداً – يوجد مدفن خاص لنا في دمشق في باب شرقي – والحياة هنا جيدة جداً. أما أليز سليم فارحي وهي أيضاً عجوز يهودية تعيش مع أختها في نفس المنزل عمرها 92 سنة – أول سيدة تقود سيارة في دمشق – تقول : عمل أهلي في التجارة والصياغة وكنا نعيش معاً بألف خير


    لا شك أن العامل السياسي من أهم عوامل ترك اليهود لسورية، إلا أن ذلك لا ينفي أن يهود سوريا في معظم العقود كانوا متمتعين بأكثر من حقوقهم ، لكن الحديث عن العامل السياسي ضرورة فرضتها ظروف الصراع العربي الصهيوني خاصة على الجبهة السورية .
    وفي كتاب “اليهود السوريون” يؤكد كاتبه سمير عبده قائلا : ” أنهم أقاموا في دمشق ويشكلون ثالث طائفة في سورية بعد المسلمين والمسيحيين، واستوطنوا دمشق وحلب والقامشلي، وقدر عددهم في سورية عامةًَ 26 ألفاً و 250، عام 1932، وارتفع هذا العدد بعد أقل من عشر سنوات 1943 حتى 29 ألفا و 770 يهودياً، ثم ارتفع عام 1956، أي أيام الحياة النيابية في سورية وبرلمان 1954-1958، حتى بلغ 32 ألفاً.
    ثم وصل إلى 35 ألفا في نهاية خمسينيات القرن الماضي بينما لا يتجاوز عددهم اليوم المائة والخمسين شخصا ، وشهد القرن التاسع عشر نهضة عمرانية لبيوت اليهود في دمشق، من أشهرها قصر يوسف أفندي عنبر في حي مئذنة الشحم، وكان هو ا لثاني من حيث المساحة والأناقة بعد قصر العظم، وظل يعرف حتى الآن بمكتب عنبر “.
    كلام الكاتب يوضح تعداد اليهود بسوريا عبر الحقب التاريخية الحديثة ، لكنه أيضا يضرب مثالاً معبراً عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي الذي كان يهود سوريا يعيشونه.

    مصالحة مع النظام الحاكم

    يؤكد ديفيد بنحاس “أبو ألبير” – رئيس “الطائفة الموسوية” في سورية ومتعهد مبان وأحد أثرياء اليهود في سورية – قائلا : ” ليست الأموال التي يملكها في سورية هي التي تفرض عليه البقاء فيها، فهناك الكثير من أبناء طائفتي غادروا وتركوا وراءهم الكثير من الأموال والأملاك، إنما هو حبي الشديد لوطني “، ويضيف: “أعيش أنا وزوجتي سميحة إبراهيم وابني موسى ولا أحد غيرنا في القامشلي، أعمل في مجال الإنشاءات ولدي الآن مشروع محلات تجارية بقيمة 200 مليون ليرة سورية ، وفي السنة الماضية رممت سوق الصاغة في القامشلي حتى أصبح تحفة فنية “.
    ويواصل أبو ألبير قائلا: “في عهد الرئيس الراحل حافظ الأسد أخذنا كامل حريتنا وأصبحنا مواطنين على قدم المساواة مع كل السوريين وتوسعت علاقاتنا مع البدو والمسيحيين إضافة إلى المسلمين وعشنا حياة اجتماعية طبيعية نشارك فيها كل الطوائف أفراحهم وأحزانهم ومناسباتهم، أما في عهد الرئيس بشار الأسد تبدو الأمور على أحسن ما يرام حتى أننا زرنا الرئيس وأكد لنا استعداده لمساعدتنا في كل ما يهم حياتنا وشؤوننا الدينية وقابلنا كذلك مسؤوليين سوريين آخرين.




  5. يهود لبنان

    نفض كنيس ابراهام ماغن في وادي أبي جميل وسط بيروت التجاري الغبار والركام عن مبناه المتداعي وها هو يشهد حاليا عملية ترميم لمحو آثار الحرب الأهلية اللبنانية التي أصابته كما غيره من مباني الوسط التجاري.
    يشرف على الترميم مهندسان لبنانيان بحسب نبيل راشد المسؤول التنفيذي قي شركة «سوليدير» الذي نفى أن يكون للشركة أي مساهمة قريبة أو بعيدة في إعادة ترميمه وأكّد أن الجالية اليهودية الموجودة خارج لبنان حالياً هي التي تتبنى إعادة إعماره تحت إشراف رئيس الطائفة إسحق آرزاي.

    يحتوي الكنيس على قناطر نقشت عليها نجمة داود وكتابات باللغة العبرية بقيت مطمورة لنحو 30 عاماً وكان يشكل المنزل الروحي لحوالى 16 ألف يهودي شكلوا أفراد الطائفة الثامنة عشرة في لبنان لكن بالكاد يصل عددهم الفعلي اليوم الى 200 شخص مسجّلين في دوائر النفوس في لبنان تحت إسم «الطائفة الإسرائيلية» وذلك حسب لوائح الشطب الواردة إلى وزارة الداخلية اللبنانية واستناداً إلى بيانات وإحصاءات موجودة لدى رئيس الطائفة اليهودية.

    يسلط هذا التطور الضوء على واقع الطائفة اليهودية في لبنان التي يقول رئيسها إسحق آرازي وهو مقيم بين لبنان وفرنسا في إتصال هاتفي «من حيث المبدأ يجب عدم المزج بين اليهود بشكل عام ويهود لبنان بشكل خاص وبين إسرائيل».
    ويتابع: «لماذا يجب وضعنا كطائفة لبنانية بمواجهة مشكلة كبيرة كالقضية بين إسرائيل وبين العرب؟ لا مشكلة لدينا مع أي كان.
    نحن لبنانيون مثل غيرنا من أبناء الطوائف الأخرى».

    وعما إذا كان الخوف ينتابه بعد التركيز الإعلامي على ترميم الكنيس يقول آرازي: «إذا بقينا خائفين لن نفعل شيئا. وإذا ربطوا وجودنا كلبنانيين يهود بكل ما يحصل إقليمياً حينها الأفضل أن نلزم بيوتنا ولا نعمل أو نرحل إلى بلد آخر».
    وأشار آرازي إلى أن «الطوائف الأخرى والأحزاب السياسية بما فيها حزب الله لم تُبدِ اعتراضات على ترميم المعبد» مضيفاً «لم يعترض أحد ولم نتلقَّ أي تهديد. والأهم أن «حزب الله» أوضح أنه يفرق بين اليهود وبين إسرائيل».

    ويشدد آرزاي على عدم وجود أي علاقة له ولأبناء طائفته كمواطنين لبنانيين باسرائيل التي تطالب باعتراف العرب بها ومن ضمنهم لبنان كدولة يهودية مما يعني إثارة حساسيات تتعلق باليهود أينما وجدوا.
    ويقول «الديانة اليهودية عمرها أكثر من خمسة آلاف عام أما إسرائيل فعمرها 61 عاما.

    كما أن الجيش الإسرائيلي يضم يهوداً ودروزاً ومسلمين ومسيحيين.
    لا علاقة لنا بإسرائيل ونحن نفتخر أننا لبنانيون. ونحن نربي أولادنا على هذا الأمر.
    أصحابنا من كل الطوائف اللبنانية».
    ويشير إلى أن مجلس الطائفة اليهودية فتح باب التبرعات ويقوم بتمويل القسم الأكبر من الأشغال التي تقدر كلفتها بحوالى مليون دولار على أن يساهم يهود لبنانيون مهاجرون في تأمينها.
    وقد قدمت مؤسسة «ادمون صفرا الخيرية»، التي تعود إلى أحد أكبر المصرفيين اليهود العالميين وهو من أصل لبناني مئة ألف دولار للمساهمة في أعمال الترميم.
    يذكر أن مصادر صحافية تؤكد أن صفرا تمت تصفيته بطريقة «القتل الغامض» كونه رفض مساعدة الجيش الاسرائيلي بحجة أنه لا يتدخل بالشأن السياسي وأن مؤسساته الخيرية تساعد حصراً اليهود المحتاجين في العالم والمؤسسات اليهودية التربوية والصحية والاجتماعية داخل وخارج إسرائيل ولكن بعيداً عن السياسة.
    وقد لقي «ادمون صفرا» مصرعه مختنقاً داخل حمام قصره في موناكو يوم 3 كانون الأول 1999 وتم القاء القبض على ممرضه الاميركي تيد ماهر بتهمة القتل المتعّمد.

    أما عن أملاك اليهود العقارية داخل لبنان فيقول آرازي: «محلات اليهود كانت تشكل نسبة كبيرة من متاجر وسط بيروت وأسواق صيدا القديمة.
    في بيروت لا مشكلة لدينا أما في صيدا فمعظمها صودر من قبل أفراد أو لا يزال مقفلاً. سيأتي وقت ونبحث في الأمر فالحق لا يموت».

    ولليهود في لبنان أيضاً مقبرة في بيروت – منطقة الناصرة (السوديكو) ويعاد ترميمها من جديد وأخرى في صيدا كما لهم معابد أخرى منتشرة في كل من دير القمر وبحمدون وصيدا ولكن لا يتم العمل على تأهيلها حالياً وكان لهم في وادي أبو جميل في بيروت مدرستان واحدة دينية وتدعى المدرسة «التلمودية» وأخرى ثانوية عالمية تدعى «الأليانس» و قد تم ترميمها فيما تم تحويل الأولى الى مركز تجاري وسياحي.

    وقد ضمّت لوائح الشطب الرسمية التي أعدتها وزارة الداخلية اللبنانية خلال الانتخابات النيابية الأخيرة 5390 يهوديا لبنانياً بينهم خمسة انتخبوا في دائرة بيروت الأولى لصالح قوى 14 آذار حسب ما ورد في لوائح مخاتير منطقة الأشرفية بينهم صاحب أحد المصارف في بيروت.

    ويشكّل يهود بيروت النسبة الأكبر من أفراد الطائفة الموزّعين ما بين منطقة الأشرفية والدورة والسبتّية وجديدة المتن ورأس بيروت سابقاً بحسب قول مختار الأشرفية أحمد بيضون فيصل عددهم الإجمالي إلى 200 فرد (تحت خانة إسرائيلي) «معظمهم تحوّلوا قسراً اما للديانة المسيحية أو الإسلامية هرباً من لفت أنظار الناس اليهم ولكنهم لايزالوا يمارسون شعائرهم سراً وبعضهم انخرط في منظمات دينية ناشطة في لبنان والمنطقة» حسب بيضون وتأكيد رئيس الطائفة «إسحق آرزاي» الذي يقول انه يوجد في لبنان 200 يهودي فعلياً منهم سيدة مسنّة تسكن بمفردها في وادي ابو جميل (السوليدير حالياً) تدعى ليزا سرور وهو يشرف عليها شخصياً أو احد مساعديه نظراً لكبر سنها وعن أهم عائلاتهم هي: مزراحي ـ سرور ـ بصل ـ بغدادي ـ كشك ـ ساسون ـ الراعي ـ سنونو ـ اللاتي ـ شمس ـ آرزاي ـ كوهين ـ ليفي ـ بوابة ـ روفاييل ـ جاموس ـ خضرا ـ أنزروح ـ تركيّة وقد عمل معظمهم في تجارة المصارف والصياغة والخياطة وقد برز منهم في ستينيات القرن الماضي الدكتور حسني شمس الملقّب بأبو الفقراء كونه كان يعالج المحتاجين والبسطاء من كافة الطوائف مجاناً حسب ما يردد أبناء بيروت ومختار الأشرفية.
    يذكر أن كنيس ابراهام ماغن بني العام 1815 بمساهمة مادية من ابراهيم مزراحي وهو احد أثرياء اليهود حيث كان يومها عدد افراد الطائفة في لبنان يصل الى نحو 22000 يهودي هاجر قسم منهم بعد العام 1948 ثم جاءت موجتا هجرة في بداية الحرب الأهلية العام 1975 وبعد الاجتياح الإسرائيلي لبيروت العام 1982. ولاحقاً هرب بعضهم بالسفن الأميركية التي كانت متواجدة قبالة شواطئ بيروت ـ في منطقة عين المريسة في العام 1985 حيث كانت تقلّهم إلى قبرص أولاً ومن هناك كانوا يتوجهون إلى إسرائيل أو أميركا أو فرنسا أو الدول الأخرى» حسب ما يقول المختار بيضون.


    صيدا والشوف
    ويشير كمال البساط وهو عضو في بلدية صيدا الى أن لليهود في صيدا كنيساً تسكنه عائلة فلسطينية نازحة والكنيس موجود داخل «حارة اليهود» في صيدا القديمة كما أن مقبرتهم موجودة على الجهة البحرية للمدينة بالقرب من مكب النفايات.
    ويؤكد البساط أن لليهود أملاكا عقارية عدة ما زالت مسجّلة بأسمائهم وقد أوكلوا مهمة متابعتها وحمايتها إلى محامين لبنانيين يديرونها ويعملون على جباية عائداتها من المستأجرين.
    ويبلغ عدد اليهود الواردة أسماؤهم في لوائح الشطب في صيدا ( حسب جداول الناخبين في الـ2009) 225 فرداً لكنهم غير موجودين فعلياً في صيدا.
    أما في الشوف وتحديداً في «دير القمر» فلديهم عقار واحد هو كنيس صغير مقفل في ساحة البلدة.
    ويؤكد نائب رئيس بلدية دير القمر سمير أبو جودة أن اليهود باعوا جميع ممتلكاتهم في المنطقة منذ العام 1965 وهاجروا إلى أميركا والى إسرائيل يضيف:« لقد وردت أسماء خمسة أفراد ذكور من عائلة «سنونو» في لوائح الشطب للعام 2009 وهم الياهو واديب وسليم وماركو ونسيم سنونو.
    أما في بلدة بحمدون المحطة ـ قضاء عاليه فيقول نائب رئيس البلدية جورج خير الله أن هناك كنيساً كبيراً مهجوراً منذ العام 1975 تاريخ الهجرة الكبرى للجالية اليهودية من لبنان وليس لديهم أي حضور فعلي أو مدوّن في دائرة نفوس المنطقة.
    وكان الشخص الأخير قد غادر المنطقة في العام 1978 وهو رجل مسن ليس هناك أي معلومات حوله.


  6. رد مع اقتباس

  7. رد مع اقتباس
  8. رد مع اقتباس
  9.  يهود البحرين ويهود الكويت

    يهود البحرين


    يوجد في البحرين عدد من العائلات اليهودية والتي تحمل الجوازات البحرينية وتعود أصولها إلى العراق وفارس والهند وقد بلغ عدد اليهود في عام 1956 حوالي 400 يهودي وانخفض هذا العدد الى 150 يهودي بعد حرب 1967 ويقال أن عددهم حاليا 40 يهودي .
    أما عن نشاطهم فيتمثل في التجارة حيث كان يوجد في مجلس الشورى البحريني والذي تم حله منذ فترة بسيطة يهودي من عائلة نونو .


    يهود الكويت

    يهود الكويت عبارة عن عائلات قدمت من العراق في آخر القرن 19 وصل عددهم 100 عائلة يهودية وكان معظمهم تجار .
    عاد بعضهم إلى العراق وبعضهم هاجروا إلى فلسطين وعرف منهم الموسقيين داوود وصلاح الكويتي ولقد اشتهروا في فترة من الزمن في الدول العربية وحسب المصادر اليهودية يوجد في الكويت حاليا أربع عائلات ولكن لا يعرف عنهم شيء بعد غزو الكويت .

    المصدر : كتاب اليهود في الشرق الأوسط للكاتب مأمون كيوان ص 64
    افتراضي
  10.  يهود تونس



    تعد قصة الوجود اليهودي في تونس من أعرق العلامات في تاريخ هذه الطائفة، حيث إنّهم اتخذوا من جربة ملجأ لهم مباشرة بعد أن قام نبوخذ نصر، ملك بابل، بتدمير الهيكل الأول.إذ يقول الحاخام الأكبر في الجزيرة عندما غادر اليهود القدس حملوا معهم بعضاً من حجارة هيكل سليمان وبنوا معبدهم هنا، كانت رحلتهم طويلة ومرهقة عبر البحر الأبيض المتوسط إلي أن انفتحت أمامهم أبواب المستحيل بوصولهم إلي شاطيء بكر، فارتموا علي رماله الصفراء النقية، وبدأوا في اكتشاف مأواهم الجديد كان ذلك سنة 580 قبل الميلاد، عندما كانت جحافل الإمبراطور نبوخذ نصر تدك مدينة القدس وتسبي اليهود لتعود بهم مقيدين إلي بابل. ثم أصبحت الجزيرة مقصد طوائف يهودية أخري بعضها قادم من الشرق والبعض الاَخر من الغرب، يتكلمون فيما بينهم لغة عبرية قديمة، وفي محلاتهم وداخل مؤسسة المجتمع يتحدثون بلغة عربية دارجة مصحوبة بلكنتهم الخاصة التي تبقي وحدها مفتاح التمايز بين العرب/ العرب والعرب اليهود في الجزيرة الخضراء


    بعد الغزو الروماني عام 146 قبل الميلاد، زاد عدد السكان اليهود في مقاطعة افريقيا زيادة ملحوظة. كان اليهود يمارسون التجارة، الزراعة وتربية المواشي. كانوا ينقسمون الى قبائل أو عشائر، يحكمها مرجع يدينون له بالولاء، كما كانوا يدفعون جزية للرومان قوامها اثنين شيكل. وعندما أعلنت المسيحية دين الدولة، تعرضوا لمختلف التدابير التمييزية (الاستغناء عن خدماتهم في جميع الوظائف العمومية، وإنذارهم بالعقاب الشديد إن هم قاموا ببناء معابد جديدة، محظورة عليهم.


    وصول الفاندال في أوائل القرن الخامس إلغاء لهذه التدابير، وفتحاً لمرحلة من السلام لليهود. في الواقع، كان أسياد افريقيا الرومانية الجدد يؤمنون بالآرية، مذهب أقرب إلى التوحيدية اليهودية من الكاثوليكية التي عرف بها آباء الكنيسة، وبالتالي فهي أكثر تسامحاً. ولا شك أن هذه الفترة سمحت لليهود بالإزدهار اقتصادياً. في مقابل ذلك، كانوا يؤيدون ملوك الفاندال ضد جيوش الامبراطور البيزنطي جوستينيان، الزاحفة لاحتلال شمال افريقيا.


    بعد انتصار هذه الجيوش عام 535 بدأت مرحلة من السيطرة البيزنطية، عانى فيها اليهود من القمع الشديد، إذ أنهم استبعدوا من كافة الوظائف العامة، وحولت معابدهم الى كنائس كما حظرت عليهم العبادات والاجتماعات.


    ومع الفتح الإسلامي ووصول الاسلام الى تونس في القرن الثامن، وجد "أهل الكتاب" من اليهود والمسيحيين أنفسهم يخضعون لاختيار : التحول الى الدين الاسلامي، خياراً اعتمده بعض البربر الذين سبق وهوّدوا، أو الخضوع الى وضع الذمي، أو التوصل الى اتفاق بشأن الحماية. شأنهم شأن غيرهم من اليهود في البلدان الإسلامية. اختار يهود أفريقية (تونس الحالية) القبول بوضع الذمي. وكرد على الوضع الجديد، اختار اليهود الانخراط في المجتمع الجديد، اقتصادياً وثقافياً ولغوياً، مع حفاظهم على خصائصهم الثقافية والدينية. مع أن تعريب السكان بدا بطيئاً، إلا أن هذه الظاهرة سارت على نحو أسرع في المناطق الحضرية، نتيجة لقدوم يهود الشرق في أعقاب العرب. وفي كل مكان، استطاعت الطبقات الغنية، منذ نهاية القرن الثامن، الانخراط في المجتمع الجديد على المستوى الثقافي، كما أنها استطاعت التحدث والقراءة والكتابة باللغة العربية.


    وفي ظل حكم السلالات "الأغالبة" والأخرى من الفاطميين، استفاد اليهود من شروط معيشية مؤاتية، فظهر نفوذهم السياسي في ادارة شؤون البلاد. لكن وصول المعز ابن باديس الى السلطة (1015 الى 1062) صاحبته فترة من الاضطهاد والقمع. ذاك الاضطهاد أضر بازدهار جالية القيروان وأدى الى هجرة بعض أعضائها إلى تونس، التي شهدت ازياداً مضطرداً في عدد سكانها، الى جانب اكتسابها أهمية تجارية.


    إن انضمام "الموحدين" البربر الى السلطة في 1146 نزل على يهود تونس نزول الصاعقة. فقد اضطر بعض اليهود الى التحول عن دينهم واعتناق الإسلام، ولكن ظاهرياً فقط. فقد كانوا يمارسون طقوسهم في السر.


    وفي ظل الأسرة الحفصية الحاكمة، التي أنشئت عام 1236، تحسنت حياة اليهود بنسبة كبيرة. واستعاد المسيحيون واليهود مرة أخرى وضعهم التقليدي، دون أن يشكل ذلك عراقيلاً لهم في عملهم أو عباداتهم. شأنها شأن القرون الأولى للإسلام، نعمت الجاليات اليهودية بقدر نسبي من الحكم الذاتي مكنهم من إدارة وتلبية احتياجاتهم على الصعيد الثقافي والاجتماعي.


    وكان حي هارا حتى عام 1857 يعتبر غيتو في تونس (وهو مغلق ليلاً). وبعد هزيمة لويس التاسع عشر، ملك فرنسا، في عام 1270، قائد الحملة الصليبية الثامنة في تونس، أعلنت مدينة القيروان مدينة مقدسة. وبذلك اضطر اليهود الى الهجرة أو التحوّل عن دينهم واعتناق المسيحية. منذ ذلك الحين، وحتى احتلال البلاد من قبل فرنسا، حظّر على اليهود والمسيحيين، على حد سواء، قضاء الليل في هذه المدينة، التي لم يكن يمكنهم الوصول إليها نهاراً إلا بتصريح خاص من حاكم المدينة.


    وحين سيطر الإسبان على تونس في عام 1535، تم اعتقال الكثير من اليهود الذين بيعوا كعبيد في كثير من البلدان المسيحية. وعندما تغلب العثمانيون على الاسبان في 1574، أصبحت تونس منطقة تابعة للامبراطورية العثمانية. وتحت حكم الدايات والبايات المتعاقبين، لعب اليهود دوراً بارزاً في التبادل التجاري مع بلدان الخارج.


    في أوائل القرن الثامن عشر، تحسن مركز اليهود السياسي في تونس تحسناً كبيراً بفضل تنامي تأثير الكوادر السياسية من القوى الاوروبية. وخلال الفترة نفسها، تركت الكثير من الأسر الإسبانية أو البرتغالية، التي كانت تعيش في ليفورنو توسكانا، من أجل الاستقرار في تونس، قاسمين بذلك المجتمع بين يهود تونسيين وغرناطيين. وبشكل متزايد، ساهم العديد منهم في القرن السابع عشر، بجزء كبير من أنشطة السكان اليهود، كما شاركوا في إنشاء أول الصناعات. وبما أنهم كانوا يتحدثون اللغة الايطالية، لم يكن بينهم وبين اليهود سوى القليل من التواصل، وذلك لأن يهود تونس كانوا يتحدثون اللغة اليهودية ـ العربية، ويلبسون الملابس الشرقية. إن انعدام الثقة المتبادل كما تعارض الأخلاقيات كانا مصدراً للفصل بين الطائفتين.


    في القرن التاسع عشر، انفتحت تونس تدريجياً على التأثيرات الأوروبية. وفي هذا السياق، أدخل أحمد باي الأول الاصلاحات على السياسة التونسية. وبموجب اتفاق وقع في 1846، إحتفظ اليهود التوسكانيون الذين استقروا مؤخراً في تونس، بالحق في الحفاظ على تابعيتهم التوسكانية لمدة غير محدودة. وهذا ما دفع العديد من يهود ليفورنو للاستيطان في تونس، مؤلفة بذلك أقليات أجنبية تحت حماية القنصل التوسكاني. وفي عام 1857، حكم بالإعدام على حوذي يهودي بتهمة القذف وتم إعدامه في 24 حزيران. شدة العقوبة أثارت المشاعر القوية، وأعطت الفرصة لكل من قنصل فرنسا وانكلترا، للتدخل في السياسة التونسية وبفرض على محمد بك الدخول في مسار إصلاحات ليبرالية. كما اضطرته قوات نابليون الثالث التي كانت تحتل حلق الوادي الى إعلان الاتفاق الأساسي في 10 أيلول، الذي بموجبه يتمتع جميع التونسيين، بغض النظر عن عقائدهم، بحقوق متساوية.


    أما خلفه، صادق باي، فقد استبدله بدستور حقيقي في 26 أبريل 1861. هذه النصوص المبتكرة وضعت حداً لجميع التدابير التمييزية ضد اليهود ومنحتهم نفس الحقوق والواجبات التي للمسلمين. ولكن، بعد تمرد بسبب استمرار ارتفاع العبء الضريبي عام 1864، تم تعطيل الاصلاحات. ومنذ ذلك الحين، أصبح البلد مسرحاً للصراعات على النفوذ من قبل القوى الاوروبية.


    مع فرض الحماية الفرنسية في تونس في 1881، فتح عهد جديد لليهودية التونسية التي رحبت بالمبادئ الديمقراطية التي أدخلتها فرنسا. علاوة على ذلك، تحسنت حالتهم الاقتصادية وازدهرت نتيجة للاقتصاد الاستعماري. وبالتالي، تولّد عن تعليم الأجيال الجديدة تمازج بين السكان اليهود، حيث الكثير من العائلات اليهودية الثرية هجرت الهارا وسعت الى الاستيطان في أحياء أوروبية.


    مع أن القانون الفرنسي الصادر في 20 كانون الأول 1923 جعل من شروط الحصول على الجنسية الفرنسية سهلاً، إلا أن عدداً قليلاً منهم تقدم بطلب الحصول على الجنسية. ومع ذلك، فإن 7311 فقط من أصل عدد سكان بلغ نحو 100 ألف، تقدموا بالطلبات ما بين 1910 و 1956.


    بعد الحرب العالمية الأولى، حصل اليهود، بموجب المرسوم بيليكال، الصادر في 20 آب 1921، على مجلس إدارة، عن طريق اقتراع عام، بتمثيل نسبي من ليفورنوا وتونسيين. وبالإضافة إلى ذلك، حصل السكان على حق التمثيل في جميع المجالس الاستشارية للبلد : غرف تجارية، مستشارية الرؤساء وعلى مقاعد في المجالس الكبرى.


    في عام1931، شيد أكبر كنيس في تونس. وبصرف النظر عن أحداث الشغب التي وقعت في 1932 في صفاقس في عام 1934، وأريانة، نعمت الجالية اليهودية بفترة من السلم والنمو الاستثنائي. وعلى أعتاب الحرب العالمية الثانية، بلغ عدد اليهود التونسيون 56240، يضاف إليهم 7000 يهودي فرنسي و 3000 يهودي ايطالي.


    بحلول الهدنة في 25 يونيو 1940، بقيت تونس تحت سيطرة الحكومة الفرنسية، وممثلها الأدميرال استيفا، القائم العام بأعمال فرنسا في تونس. ثم أعيد العمل بجميع القوانين التمييزية ضد اليهود التي كانت الدولة الفرنسية قد أصدرتها بحسب مرسوم بيليكال، والمعمول بها في مجلس الوصاية على العرش. ومع ذلك، فإن السلطة التشريعية احتفظت لنفسها بالحق في تحديد، بموجب مرسوم بيليكال، اليهود المتهربين من الخضوع للقانون تحت ذريعة خدمات قدموها لتونس أو لفرنسا.


    من نوفمبر 1942 الى مايو 1943، احتلت قوات المحور كامل الأراضي في تونس الشرقية. كما فرضت سلطات الاحتلال غرامات كبيرة على الجماعات اليهودية. وصودر العديد من الشقق السكنية، معرضين بذلك العائلات اليهودية للبقاء في الشوارع. كما صودرت المجوهرات، والأثاث، وأدوات العمل ووضعت تحت تصرف المحتل الألماني. إلا أنهم، وخلافاً لليهود في معظم البلدان التي عرفت الاحتلال الألماني، أعفي يهود تونس من تقلّد النجمة الصفراء.


    في 6 كانون الأول 1942، استبدلت القيادة العليا الألمانية، بموافقة الباي، مجلس ادارة الجالية اليهودية بلجنة من تسعة أعضاء، وظيفتها تقديم قائمة من 2000 يهودي من أجل العمل لحساب قوات الاحتلال. وبما أن السلطات قد تاخرت في تقديم القائمة المطلوبة، قام الألمان بعمليات اعتقال وصفت بالوحشية ، كما عمدوا الى زيادة عدد عمال السخرة من 3000 الى4000. .


    تحت وطأة الاحتلال الألماني، قتل 350 يهودياً تحديداً في تونس، وأكثر من ثلاثين عامل بالسخرة نتيجة لقصف قوات التحالف، كما مات 600 الى 700 شخص بسبب سوء التغذية والأوبئة.


    بدءا من منتصف عام 1950، بدأت الهجرة اليهودية الى اسرائيل وفرنسا بشكل واسع النطاق. نحو 25000 يهودياً غادروا تونس بين عامي1948 و1955. أما اليوم، فقد اختفى آخر آثر لذلك الماضي. وعلى الرغم من الجهود الحقيقية المبذولة من جانب الحكومة التونسية والجمعيات التي نشأت، تداعت المقابر، وأغلقت المعابد. ولم يعد هناك وجود لليهودية في الذاكرة الجماعية للأجيال


    وفيما لا تشير المؤلفات العربية والتاريخ الرسمي للبلاد التونسية، إلي أي إسهام لليهود في حضارة قرطاج، يقول اليهود التوانسة إنّهم شاركوا في إمبراطورية قرطاج التي ساهمت في إغناء الحضارة الفينيقية واليهودية بسمات كلّ الشعوب السامية التي كانت تعيش في الشرق الأوسط.


    وينحدر يهود تونس من مجموعتين، الأولي هي التونس التي لجأت إلي البلاد منذ تدمير هيكل سليمان الأول، ويهود الغرانة ذوي الأصول اللاتينية البرتغالية الإيطالية.


    ويذكر أنّ يهود الغرانة كانوا قد حلوا بتونس في القرن السادس عشر بعد أن تمّ طردهم من أوروبا مع المسلمين. وقد اختاروا إقامة ما يشبه الغيتو ، حيث منعوا التزاوج مع الطوائف الأخري، بما فيها يهود التونس.


    وانتظرت المجموعتان حتي عام 1944 ليشهدوا ما يشبه الوحدة بعد أن تمّ رفع القوانين التي تحّرم التزاوج بينهما أو الدفن في نفس المقبرة.ويعود سبب ذلك إلي قيام النازيين بحرق إحدي مقابرهم


    وللإشارة تضم جربة مدارس تلمودية لتعليم الأطفال تاريخ اليهود واليهودية واللغة العبرية.وفي القرن العشرين بدأ اليهود موجة من الهجرة إلي إسرائيل. غير أنّ العديد من اليهود فضّلوا البقاء في تونس، لاسيما من أجل عدم التفريط في ممتلكاتهم، وهم الذين ساهموا في الحركة التجارية والاقتصادية في البلاد.


    وعند استقلال تونس عام 1956، اختار الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة، رجل الأعمال باروخ ضمن حكومته وكلفه بوزارة السياحة.وفي حرب الأيام الستة، عام 1967 شهدت تونس موجة جديدة لهجرة يهودها إلي إسرائيل وفرنسا، لاسيما بعد أن قام غاضبون بحرق كنيسهم في ضاحية لافيات بتونس العاصمة.


    فإلي غاية1951 قدر عدد اليهود في تونس بنحو 135 ألف نسمة كان ثلثهم علي الأقل يحمل الجنسية الفرنسية وتطبق عليهم قوانين فرنسا إبان احتلالها لتونس أما البقية فكانوا يحملون الجنسية التونسية ويخضعون للقانون المدني التونسي في ظل المملكة الحسينية، في حين كانوا يخضعون في مجالات الأصول الشخصية لقانونهم الطائفي الخاص وقد عاش يهود تونس في أمن وسلام مع مواطنيهم المسلمين ونظرائهم في الوطن، حتي أن قادة حركة التحرير الوطني التونسية سعوا جاهدين لحمايتهم من الزحف النازي خلال الحرب العالمية الثانية التي كانت تونس
    إحدي مواقعها الكبري.

    منقول للفائدة

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire