أبو إسحاق محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور
ثامن الخلفاء العباسيين, ولد سنة 179 هجرية و توفي بمدينة سامراء في 18 من
ربيع الأول سنة 227 هجرية (4 من فبراير سنة 842 ميلادية), و كان في عهد
أخيه المأمون واليا على الشام و مصر و كان المأمون يميل اليه لشجاعته فولاه
عهده, و في اليوم الذي توفي فيه المأمون بطرسوس بويع أبو اسحاق محمد
بالخلافة و لقب بالمعتصم بالله في 19 من رجب سنة 218 هجرية (10 من أغسطس
سنة 833 ميلادية), و بحسب المؤرخين فقد كان يملك قوة بدنية و شجاعة مميزة,
غير أنه كان محدود الثقافة و ضعيف في الكتابة, و ما ميز عهد المعتصم هو
استعانته بالجنود الأتراك و ذلك للحد من المنافسة الشديدة بين العرب و
الفرس في الجيش و الحكومة[1][
2]
تولى "المعتصم بالله محمد بن هارون الرشيد" الخلافة بعد أخيه المأمون، لقد بويع له بالخلافة يوم مات أخوه المأمون بـ"طرسوس"[4].
أما الثورة الثانية فتمثلت ببابك الخرمي الفارسي التي قامت في الأقالبم الجبلية الشمالية بنواحي أذربيجان, قضا عليها القائد حيدر بن كاوس "الافشين"[7].
أثار أحد العلويين بـ"الطالقان" من "خراسان" وهو محمد بن القاسم بن على بن الحسين بن علي بن أبى طالب، فقاتله عبد الله ابن طاهر مرة بعد أخرى حتى قبض عليه وسيق إلى السجن. وهكذا كانت تقوم ثورات ويقضى عليها، ولكن ذلك لم يمنع المعتصم من الاهتمام بالعمران والبناء فبنى مدينة (سر من رأى) بشرقى نهر دجلة، والتي عرفت فيما بعد بـ (ساء من رأى)، ثم حولت إلى سامراء. ومد إليها نهرًا سماه نهر الإسحاقى. وعندما احترقت "سوق الكرخ" عوض التجار عن خسائرهم، واهتم بالبريد في أيامه حتى أصبحت الرسائل تصل بسرعة أكثر مما كانت عليه من قبل.
حكى أبو بكر الصولي: أنه لم تجتمع الملوك بباب أحد قط اجتماعها بباب المعتصم، ولا ظفر ملك كظفره، أسر بابك ملك أذربيجان، والمازيار ملك طبرستان، وباطس ملك عمورية والأفشين ملك أشروسنة، وعجيفاً - وهو ملك - وصار إلى بابه ملك فرغانة، وملك اسيشاب، وملك طخارستان، وملك أصبهان، وملك الصغد، وملك كابل وباطيس ورئيس الزنادقة، والأفشين وعجيفاً، وقارن، وقائد الرافضة.
[8]. و يقال أن المعتصم كان يريد أن يواصل فتوحاته الى القسطنطينية,
غير أنه اكتشف مؤامرة دبرها ابن أخيه العباس مع القائد عجيف بن عنبسه الذي
سبق أن قضى على ثورة الزط مما اضطر المعتصم لأن ينهي الحرب مع الروم و
يقبض على العباس و عجيف فحبسهما و منع عنهما الماء الى أن ماتا[9].
كانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وهو ثامن الخلفاء من بنى العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ومات عن ثمانية بنين وثماني بنات، وتولى الخلافة سنة ثمان عشرة ومئتين، وفتح ثمانية فتوح فكان يلقب ب"المثمن"، وكان معروفا بطيبة النفس، وكان من أعظم الخلفاء وأكثرهم هيبة.
2]
المعتصم بالله | |
أمير المؤمنين | |
---|---|
الفترة | 227-218هـ / 833–842م |
تتويج | 218هـ /833م، الدولة العباسية |
الاسم الكامل | أبو اسحاق محمد بن الرشيد بن المهدي بن المنصور |
ألقاب | أمير المؤمنين |
ولادة | 179هـ |
مكان الولادة | الدولة العباسية |
توفي | 227هـ / 842م |
مكان الوفاة | سامراء ، الدولة العباسية |
السلف | عبد الله المأمون |
الخلف | أبو جعفر هارون الواثق بالله |
سلالة | العباسيين |
اعتقاد ديني | مسلم سني |
صفاته
كان المعتصم أبيض أضهب اللحيه طويلها، مربوعا مشربا بحمره، ذا شجاعه وهمه عاليه، وقوه مفرطه،(كان يقرأ ويكتب قراءه ضعيفه، وكان مع ذلك فصيحا مهيبا، عالي الهمه، حتى قيل انه كان أهيب الخلفاء العباسيين).[3]توليه الخلافة
الدولة العباسية |
خلفاء بني العباس في بغداد |
---|
السفاح، 750 - 754 |
المنصور، 754-775 |
المهدي، 775-785 |
الهادي، 785-786 |
الرشيد، 786-809 |
الأمين، 809-813 |
المأمون، 813-833 |
المعتصم بالله، 833-842 |
الواثق بالله، 842-847 |
المتوكل على الله، 847-861 |
المنتصر بالله، 861-862 |
المستعين بالله، 862-866 |
المعتز بالله، 866-869 |
المهتدي بالله، 869-870 |
المعتمد على الله، 870-892 |
المعتضد بالله، 892-902 |
المكتفي بالله، 902-908 |
المقتدر بالله، 908-*** |
القاهر بالله،***-*** |
الراضي بالله، 934-940 |
المتقي لله، 940-944 |
المستكفي بالله، 944-946 |
المطيع لله، 946-974 |
الطائع بالله، 974-991 |
القادر بالله، 991-1031 |
القائم بأمر الله، 1031-1075 |
المقتدي بأمر الله، 1075-1094 |
المستظهر بالله، 1094-1118 |
المسترشد بالله، 1118-1135 |
الراشد بالله، 1135-1136 |
المقتفي لأمر الله، 1136-1160 |
المستنجد بالله، 1160-1170 |
المستضئ بأمر الله، 1170-1180 |
الناصر لدين الله، 1180-1225 |
الظاهر بأمر الله، 1125-1126 |
المستنصر بالله، 1226-1242 |
المستعصم بالله، 1242-1258 |
خلافته
تميز عهد المعتصم باهتمامه باقتناء الجنود الأتراك بجلبهم من مناطق اسيا الوسطى كسمرقند و خوارزم, ولقد ملأ الجنود الأتراك بغداد حيث بلغت أعدادهم ما يقارب بضعة عشر ألفا, أدى ذلك الى التضييق بأهل المدينة, و اضطر الخليفة نتيجة لذلك الى الانتقال الى مدينة سامراء التي بناها على بعد 100 كيلومتر شمالي بغداد لتكون عاصمة له و مقرا لجيوشه التركية من المماليك و الأحرار, ويرى المؤرخون أن ميل المعتصم للأتراك يرجع الى كون والدته تركية, كما أراد أن يحد من المنافسة الشديدة التي كانت قائمة بين العرب و الفرس في الجيش و الحكومة[5]مواجهته الفتن و الثورات
أكمل المعتصم خطوات أخيه المأمون في القضاء على الثورات الداخلية التي استعصت عليه, اذ تمكن من القضاء على ثورة الهنود الزط التي هددت مرافق الدولة في جنوب العراق تمكن من القضاء عليها القئد العربي عجيف بن عنبسة سنة 220 هجرية[6].أما الثورة الثانية فتمثلت ببابك الخرمي الفارسي التي قامت في الأقالبم الجبلية الشمالية بنواحي أذربيجان, قضا عليها القائد حيدر بن كاوس "الافشين"[7].
أثار أحد العلويين بـ"الطالقان" من "خراسان" وهو محمد بن القاسم بن على بن الحسين بن علي بن أبى طالب، فقاتله عبد الله ابن طاهر مرة بعد أخرى حتى قبض عليه وسيق إلى السجن. وهكذا كانت تقوم ثورات ويقضى عليها، ولكن ذلك لم يمنع المعتصم من الاهتمام بالعمران والبناء فبنى مدينة (سر من رأى) بشرقى نهر دجلة، والتي عرفت فيما بعد بـ (ساء من رأى)، ثم حولت إلى سامراء. ومد إليها نهرًا سماه نهر الإسحاقى. وعندما احترقت "سوق الكرخ" عوض التجار عن خسائرهم، واهتم بالبريد في أيامه حتى أصبحت الرسائل تصل بسرعة أكثر مما كانت عليه من قبل.
حكى أبو بكر الصولي: أنه لم تجتمع الملوك بباب أحد قط اجتماعها بباب المعتصم، ولا ظفر ملك كظفره، أسر بابك ملك أذربيجان، والمازيار ملك طبرستان، وباطس ملك عمورية والأفشين ملك أشروسنة، وعجيفاً - وهو ملك - وصار إلى بابه ملك فرغانة، وملك اسيشاب، وملك طخارستان، وملك أصبهان، وملك الصغد، وملك كابل وباطيس ورئيس الزنادقة، والأفشين وعجيفاً، وقارن، وقائد الرافضة.
معركة عمورية
انتهز الامبراطور تيوفيل البيزنطي فرصة انشغال المعتصم في مطاردة الخرميين, و أغار على الحدود الاسلامية و هاجم مدينة زبطرة و هي أقرب الثغور الاسلامية الى أراضي الدولة البيزنطية, فأحرقها و خربها و قتل رجالها و سبى نساءها و أطفالها, و قد غضب المعتصم لهذا الحدث خصوصا و أنه كان يعتز بهذه المدينة كونها مسقط رأس والدته, و يذكر ابن الأثير أن امرأة هاشمية أخذت تصيح عندما وقعت في أسر الروم "وا معتصماه" فلما بلغ ذلك المعتصم أقسم بأن ينتقم من الروم و أن يخرب مدينة عمورية مسقط رأس والد الامبراطور البيزنطي و أهم مدينة في آسيا الصغرى, ثم جمع المعتصم جيشا كبيرا تولى قيادته بنفسه و يقال أن اسم عمورية كان منقوشا على درع كل جندي في الجيش. و تقدم المعتصم بجيوشه حتى التقى بجيش تيوفيل فقامت بين الجيشين معركة انتهت بانتصار جيش المعتصم, ثم توجه الى مدينة عمورية و ضرب حصارا عليها و بعد الحصار الشديد تمكن المعتصم من اقتحام عمورية عنوة و تخريبها و أسر من فيها. و قد وصف الشاعر أبو تمام انتقام المعتصم بالقصيدة التي مطلعها:السيف أصدق أنباء من الكتب | في حده الحد بين الجد و اللعب |
وفاة المعتصم
احتجم المعتصم في أول يوم من محرم سنة 227 هجرية فأصيب عقب ذلك بعلته التي قضت عليه يوم الخميس لثماني ليال مضت من شهر ربيع الأول من تلك السنة و رثاه محمد بن عبد الملك الزيات[10].كانت خلافته ثماني سنين وثمانية أشهر وثمانية أيام، وهو ثامن الخلفاء من بنى العباس، وثامن أولاد هارون الرشيد، ومات عن ثمانية بنين وثماني بنات، وتولى الخلافة سنة ثمان عشرة ومئتين، وفتح ثمانية فتوح فكان يلقب ب"المثمن"، وكان معروفا بطيبة النفس، وكان من أعظم الخلفاء وأكثرهم هيبة.
المصادر
- ^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص117
- ^ الدولة العباسية تكامل البناء الحضاري, عيسى الحسن ص197 ISBN 9786589079958
- ^ النجوم الزاهره لأبي المحاسن، ج2،ص305
- ^ الدولة العباسية تكامل البناء الحضاري, عيسى الحسن ص197 ISBN 9786589079958
- ^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص117
- ^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص118
- ^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص118
- ^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص118
- ^ في التاريخ العباسي و الأندلسي, الدكتور أحمد مختار العبادي ص119
- ^ الدولة العباسية, تكامل البناء الحضاري, عيسى الحسن ص 211 ISBN 978-6589-07-995-1
- المعتصم العباسي - الأعلام، خير الدين الزركلي
- المصدر : الموسوعة الحرة،
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire