الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

dimanche 6 octobre 2013

الشاعر التونسي البحري العرفاوي المقاومة الفكرة و الرصاصة التطويع السياسي و التطبيع الثقافي التطبيع







 

   بقلم: بحري العرفاوي

"التطبيع" مفردة تعني في عموم دلالتها العودة بالعلاقات إلى طبيعتها وتستعمل عادة إثر الحروب أو الخصومات بين الدول وما يترتب عنها من قطع للعلاقات السياسية والإقتصادية والثقافية وغيرها.



وفي البلاد العربية نشأت مفردة "التطبيع" أساسا في علاقة بزيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات إلى القدس سنة 1977 وما استتبعها من تنشيط مسالك التواصل والتزاور والتبادل.

 ورغم ما انجر عن تلك الزيارة من عزل مصر عن محيطها العربي بقرار من الجامعة العربية التي انتقل مقرها وأمانتها العامة إلى تونس،فإن الكيان الصهيوني ظل يحرص على أن يصير التطبيع حالة عربية شاملة، كان يحرص على أن يصبح مكونا أساسيا من النسيج الجغرافي والسياسي والإقتصادي للمنطقة. 


يعرف أي مراقب بأن العدو الصهيوني لا يؤمن قط بالتطبيع مع العرب لطبيعة عقيدته التوراتية ولكنه يُخاتل من أجل استدرار مزيد من التعاطف الدولي معه ومن أجل تحييد أكبر قدر ممكن من المدخرات المقاومة لدى الأمة .



لم يكن من اليسير على أي حاكم عربي ـ ما عدا السادات ـ أن يتجرأ على إعلان نية التطبيع مع العدو رغم الضغوطات السياسية والاقتصادية التي تمارسها الدوائر الغربية على العديد من الزعماء العرب ورغم تكرر مسلسل المفاوضات المباشرة وغير المباشرة ورغم الوعود التي لا تتحقق "بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة".

تتعرض أنظمة عربية عديدة إلى محاولات تطويع عبر ربط مساعدتها الاقتصادية وربط حصولها على قروض من بنك النقد الدولي بمدى إبداء استعدادها للتطبيع مع العدو ومدى إسهامها في "عملية السلام".تلك الضغوطات أربكت وتربك الصف العربي الرسمي وتوقع دائما القمم العربية في حالة من عدم التوافق حتى انقسم العرب سابقا إلى "جبهة الصمود والتصدي" وإلى حلفاء أمريكا والغرب حتى وإن لم ينخرطوا في عمليات تطبيع. اليوم وبفعل التحولات الدولية سياسيا واقتصاديا وعسكريا خاصة بعد تفكك "الإتحاد السوفييتي" تغير المشهد كثيرا وتغيرت التشكلات وتغيرت أيضا مشاريع التطبيع ضمن محاولات "العولمة"
أو ليس "الشرق الأوسط الجديد"

 يُراد به أن يتحول الكيان الصهيوني ورغما عن الجميع إلى مكون جغرافي وسياسي واقتصادي من بين مكونات المنطقة بحيث لا تكون عربية إنما "شرق أوسطية" منفتحة بالأساس على "إسرائيل" وتركيا.

يعرف الكيان الصهيوني وحلفاؤه الغربيون أن التطبيع السياسي مع بعض الأنظمة ليس إلا حركة شكلية لا يمكن الاطمئنان إليها ولا يمكن أن تتأسس عليها علاقات متينة ولا أن تقام عليها مشاريع مستقبلية بعيدة المدى كما يفترض واقع الدول.


يعرف "الكيان" أن تلك الخطوات المحتشمة أو السرية التي تقدم عليها بعض الأنظمة إنما هي بدافع ضغوطات غير مقدور على تحملها وأن لا علاقة لإرادة الأمة بها.

 يعرف الكيان ذاك أين تكمن "إرادة الأمة" إنها ليست بين أيدي أي حاكم يريد أن يكون زعيما عربيا في مشاريع التسويات المائلة.


 تكمن إرادة الأمة في مخزونها الثقافي المؤسس على "عقيدة التحرر" وعلى الكرامة والعزة ورفض كل أشكال التسلط والإذلال.


 يعرف "الكيان" أن الذي يتهدده ليس القدرات العسكرية لدول الجوار وإنما الذي يتهدده هي تلك العقيدة إذا ما استمرت عبر الأجيال في تعبيرات ثقافية متنوعة تحاصر "العدو" فلا يتمدد لا في السياسة ولا في الأفكار ولا في الذائقة والعادات الاستهلاكية. 


لذلك يظل غير آمن ويظل يبحث عن "ضمانات" ثقافية تكسبه بعض أمان وانشدادا للمستقبل. 

ولذلك هو لا يكف عن محاولاته باتجاه بعض من النخب والمثقفين والجامعيين العرب يستدرجهم بأساليب شتى نحو تطبيع تحت عناوين مختلفة أكاديمية وعلمية وإنسانية وغيرها.

لا خوف مما قد تتعرض له بعض الأنظمة العربية من محاولات تطويع وابتزاز قد تخضع لبعضها تحت عناوين المناورة أو دفعا لمخاطر أكبر ... 

ولكن علينا الإنتباه إلى محاولات "التطبيع الثقافي" وما يمارسه بعض الماكرين من تجريع ناعم لسوائل ثقافية تضليلية وتحريفية تمهد لاختراق الوعي وإعداد الأنفس للتعايش مع المغتصبين قتلة الأطفال والنساء والشيوخ والأنبياء... 


مثقفون وجامعيون وإعلاميون وباحثون عرب ومسلمون يشتغلون كاسحات ثقافية تمارس التجريف الدائم لمقومات الأمة الحضارية والثقافية ويمهدون مسالك تسرب العدو في الفكرة وفي الذائقة وفي الجغرافيا...

 لا يجهر أنصار التطبيع بما يفعلون ولا يجدون ما يكفي من الشجاعة والجرأة لكشف أنفسهم أمام الرأي العام المشحون دائما بقدر ما من "عقيدة التحرر" يظلون يخاتلون كما اللصوص ويطّوّفون عبر المفردات اللزجة والشعارات الغائمة لا يُبينون ولا يُواجهون، ولا يستحون من دماء الشهداء ومن دموع اليتامى والثكالى ضحايا الإجرام الصهيوني إنهم"عُقبانُ الثقافة" ينقرون في أجساد الموتى وجراحات الضحايا.


وحتى يسهل علينا كشفهم والتعرف عليهم ننظر في الذين يواجهون ثقافة المقاومة 


وفي الذين لا ينصرون ثقافة المقاومة وفي الذين يزينون ثقافة الهزيمة 

وفي الذين يروجون خطابا ثقافيا عقيما في المسلسلات والأفلام والأغاني يعتدون على مقومات الهوية وعلى المشترك من القيم وعلى الرموز التاريخية والحضارية فأولائك هم المنخرطون في مشاريع التطبيع يجب كشفهم والتصدي إليهم 

والتضييق عليهم في كل مجال وفي كل منشط ولا مُجاملة لمن يهزأ من سيادة الأمة ومقوماتها ومن دماء الشهداء وأرواحهم ولا يمكن أن تتحول "الخيانات" إلى وجهات نظر تُحترم بدعوى قبول المختلف.

التحولات العميقة التي تحصل اليوم في المنطقة وفي العالم كله تؤشر على أن القضية العربية تجاوزت مرحلة التهديد الجدي وأن الكيان الصهيوني يُقيمُ في قلق وخوف دائمين ...

 وأن أنصاره في المنطقة من دعاة التطبيع السياسي والثقافي ليس لهم من مستقبل ولم يعد لهم من شأن.

                                        
"إنّ المطبّعين كــ" عقبان الثقافة" ينقرون في أجساد الموتى وجراحات الضحايا"

" يوجد مثقفون وجامعيون وإعلاميون وباحثون عرب ومسلمون يشتغلون كاسحات ثقافية تمارس التجريف الدّائم لمقومات الأمّة الحضارية والثقافية"



http://www.alhiwar.net/ShowNews.php?Tnd=10217#.UlFY7H8gx8E 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire