حين
نشهد تدفقا يوميا لخطابات حامية محرضة متعالية وحاقدة نصابُ بالإحباط
ونتساءل كيف لا يقبل العقلانيون بقدرة العقل على التطور ؟ وكيف لا يتحمل
المستنيرون مسؤولية تنوير من يظنونهم ظلاميين؟ وكيف لا يتقدم التقدميون
الحداثيون بمشاريع تحديثية يستفيد منها الجميع بدل أن يظلوا يمارسون
المناحات السياسية والعويل الإيديولوجي والتحريض الشعبوي؟
ولسنا بصدد مناقشة فحوى خطاب "المعاداة" ـ فهو أقل من أن يُناقش ـ إنما نحن بصدد التنبيه إلى مخاطر منهج أصحابه ... ولنا أن نسأل: هل
يجد مثقف أو سياسي احتراما لنفسه وهو يمارس الشتيمة والتحريض ومحاكمة
النوايا وجلد من لم تندمل جراحاتهم بعد؟ هل يُصدق واحد من هؤلاء نفسه أو هل
يظن أن الناس يصدقونه حين يُشيع من الإشاعات ما لا يقبل به عقل صبي؟...أعرف
أن السياسة ماكرة بطبع أصحابهاـ وليس بطبعها إذ السياسة أرقى أنواع الفنون
ـ ولكن للمكر حدوده حتى لا ينحدر إلى درجات لا يليق تسميتها.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire