الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

lundi 12 novembre 2012

رثى والده في قصيدته ياموت ، فقال :

ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري
ورميتني من حالق ، وسخرت مني أي سخر
فلبثت مرضوض الفؤاد أجر اجنحتي بذعر
وقسوت إذ ابقيتني في الكون أذرع كل وعر
وفجعتني فيمن أحب ، ومن إليه أبث سرّي
وأُعدّهُ فجري الجميل ، إذا ادلهمّ علي دهري
وأعده وردي ، ومزماري ، وكاساتي وخمري
وأعدّه غابي ، ومحرابي ، وأغنيتي وفجري
ورزأتني في عمدتي ، ومشورتي في كل أمرِ
وهدمت صرحا ، لا ألوذ بغيره ، وهتكت ستري
ففقدت روحا ، طاهرا ، شهما ، يجيش بكل خير
وفقدت قلبا ، همّه أن يستوي في الأفق بدري
وفقدت كفا ، في الحياة يصدّ عني كل شر
وفقدت وجها ، لايعبّه سوى حزني وضري
وفقدت نفسا ، لاتني عن صون أفراحي وبشري
وفقدت ركني في الحياة ، ورايتي ، وعماد قصري
ياموت قد مزقت صدري وقصمت بالأرزاء ظهري
ياموت ! ماذا تبتغي مني وقد مزقت صدري ؟
ماذا تود ، وأنت قد سوّدت بالأحزان فكري
وتركتني في الكائنات أئن ، منفردا بإصري
وأجوب صحراء الحياة ، وأقول : أين تراه قبري؟
ماذا تود من المعذب في الوجود بغير وزر ؟
ماذا تود من الشقي ، بعيشه ، النكد المضر ؟
إن كنت تطلبني فهات الكأس ، أشربها بصبر
أو كنت ترقبني فهات السهم ، أرشقه بنحري
خذني إليك ! فقد تبخر في فضاء الهم عمري
وتهدّلت أغصان أيامي ، بلا ثمر وزهر
وتناثرت أوراق أحلامي على حسك الممر
خذني إليك فقد ظمئت لكأسك ، الكدر الأمر
خذني فقد أصبحت أرقب في فضاك الجون فجري
خذني ، فما أشقى الذي يقضي الحياة بمثل أمري
ياموت ! قد مزقت صدري وقصمت بالارزاء ظهري
ياموت ! قد شاع الفؤاد ، وأقفرت عرصات صدري
وغدوت أمشي مطرقا من طول ماأثقلت فكري
ياموت ! نفسي ملّت الدنيا ، فهل لم يأت دوري ؟


نشيد الجبار

سأعيش رغمَ الداءِ والأعداءِ
كالنِّسر فوق القمة الشمَّاءِ
أرنو إلى الشمسِ المضيئةِ .. هازئاً
بالسُحب، والأمطار، والأنواءِ ..
***
لا أرمقُ الظل الكئيب .. ولا أرى
ما في قرار الهوّة السوداءِ ..
وأسير في دُنيا المشاعرِ حالِماً
غرِداً، وتلك سعادة الشعراءِ
***
أُصغي لموسيقى الحياة، ووحيها
وأذيب روح الكونِ في إنشائي
وأصيخُ للصوت الإلهيّ الذي
يُحيي بقلبي ميتَ الأصداءِ
لا يُطفئ اللهبَ المؤجّجَ في دمي
موجُ الأسى، وعواصفُ الأرزاءِ
***
فاهدم فؤادي ما استطعت، فإنه
سيكون مثل الصخرة الصمَّاءِ
لا يعرِفُ الشكوى الذليلةَ
وضراعةَ الأطفالِ والضُعفاءِ
ويعيشُ جباراً، يحدّق دائماً
بالفجر الجميل، النائي
***
واملأ طريقي بالمخاوفِ، والدُجى
وزوابعِ الأشواكِ والحصباءِ
وانشر عليه الرُعب، وانثر فوقَهُ
رُجمَ الردى، وصواعِق البأساءِ
***
سأظل أمشي رغم ذلك، عازفاً
قيثارتي، مترنماً بغنائي
أمشي بروحٍ حالِمٍ، متوهج
في ظلمة الآلام والأدواءِ
النورُ في قلبي وبين جوانحي
فعَلامَ أخشى السيرَ في الظلماءِ!
***
إنِّي أنا الناي الذي لا تنتهي
أنغامه، ما دام في الأحياءِ
وأنا الخِضمّ الرحب، ليس تزيده
إلاّ حياة سطوةُ الأنواءِ
***
أما إذا خمدت حياتي، وانقضى
عمري، وأخرستِ المنية نائي
وخبا لهيبَ الكونِ في قلبي الذي
قد عاشَ مثل الشعلةِ الحَمراءِ
فأنا السعيدُ بأنني متحولٌ
عن عالمِ الآثامِ، والبغضاءِ
لأذوب في فجرِ الجمال السرمديِّ
وأرتوي من منهل الأضواءِ
***
وأقولُ للجمعِ الذين تجشموا
هدمي وودوا لو يخرّ بنائي
ورأوا على الأشواكِ ظلي هامداً
فتخيلوا أني قضيت ذَمائي
وغدوا يشبّون اللهيب بكل ما
وجدوا .. ، ليشوُوا فوقَه أشلائي
ومضوا يمدون الخوان، ليأكلوا
لحمي، ويرتشفوا عليه دمائي
إني أقول لهم ـ ووجهي مشرقٌ
وعلى شفاهي بسمة استهزاءِ ـ :
((إن المعاولَ لا تهدُّ مناكبي
والنار لا تأتي على أعضائي))
***
فارموا إلى النار الحشائش. والعبوا
يا معشر الأطفالِ تحت سمائي
وإذا تمردتِ العواصف، وانتشى
بالهول قلب القبة الزرقاءِ
ورأيتموني طائراً، مترنماً
فوق الزوابع، في الفضاء النائي
فارموا على ظلي الحجارة، واختفوا
خوف الرياح الهوج والأنواءِ ..
وهناك، في أمن البيوت، تطارحوا
غثَّ الحديث، وميّت الآراءِ
وترنموا ـ ما شئتمُ ـ بشتائمي
وتجاهروا ـ ما شئتمُ ـ بعدائي
***
أما أنا فأجيبكم من فوقكم
والشمس والشفق الجميل إزائي
مَن جاش بالوحي المقدس قلبُه
لم يحتفل بحجارة الفُلَتاء


يارفيقي

يارفيقي ! وأين أنت ؟ فقد أعمت جفوني عواصف الأيام
ورمتني بمهمه ، قاتم ،قفر ، تغشيه داجيات الغمام
خذ بكفي ، وغنني يارفيقي ، فسبيل الحياة وعر امامي
كلما سرت زل بي ، في مهوى ، تتضاغى به وحوش الحمام
شعبته الدهور ، وانطمس النور ، وقامت به بنات الظلام
راقصات ، يخلبن في حلك الليل ويلعبن بالقلوب الدوامي
غنني ، فالغناء يدرأ عنا الساحر الجن ...، ساكن الآجام
قد تفكرت في الوجود ، فأعياني ، وأدبرت آيسا لظلامي
أنشد الراحة البعيدة ، لكن خاب ظني واخطأت أحلامي
فمعي في جوانحي أبد الدهر فؤاد إلى الحقيقة ظآمي
ماتراخى الزماان إلا وألقى في طواياه قبضة من ضرام
تتلظى ، يد الحياة ، وزادت معضلات الدهور والأعوام
اظمأت مهجتي الحياة ، فهل يوما تبل الحياة بعض أوامي ؟
يارفيقي ! ماأحسب المنبع المنشود إلا وراء ليل الرجام
غنني ، ياأخي ، فالكون تيهاء ، بها قد تمزقت أقدامي
غنني ، علني أنيم همومي ، إنني قد مللت من تهيامي
يارفيقي ! أما تفكرت في الناس ، ومايحملون من آلام ؟
فلقد حز في فؤادي مايلقون من صولة الأسى الظلام
فإذا سرّني من الفجر نور ساءني مايسر قلب الظلام
كم بقلب الظلام من أنة تهفو بغصات صبية أيتام
ونشيج مضرم من فتاة ، ابهظتها قوارع الأيام
ونواح يفيض من قلب أم فجعت في وحيدة البسام ،
فطم الموت طفلها ، وهو نور في دجاها ، من قبل عهد الفطام
زأنين معدم ، ذي سقام ، عضه الدهر بالخطوب الجسام
ماإخال النجوم إلا دموعا ، ذرفتها محاجر الأعوام
فلقد ضرم الشجون بنوها ، فإذا بالشجون سيل طام
وإذا بالحياة في ملعب الدهر تدوس الرؤوس بالأقدام
وإذا الكون فلذة من جحيم ، تتغذى بكل قلب دام
وهم في جحيمهم يتناغون بما في الوجود من انغام !
عجابا للنفوس ، وهي بواك ، عجبا للقلوب ، وهي دوام
كيف تشدو وفي محاجرها الدمع ، وتلهو مابين سود الموامي ؟!
يارفيقي ! أما تفكرت في الناس ، ومايحملون من آلام ؟
يارفيقي ! لقد ضللت طريقي ، وتخطت محجتي أقدامي
خذ بكفي ، فإنني تائه ، أعمى ، كثير الضلال والأوهام
وانفخ الناي ، فالحياة ظلام ، مالمرتاده من الهول حام
ملء آفاقه فحيح الأفاعي ، وعجيج الآثام والآلام
فانفخ الناي ، إنه هبة الأملاك للمستعيذ بالإلهام
واغذذ السير ، فالنهار بعيد ، وسبيل الحياة جم الظلام ..

مأتم الحب

لــيــت شـــعـــري !
أي طــــــيـــــر
يسمع الأحزان تبكي بين أعماق القلوب
ثم لا يهتف في الفجر برنات النحيب
بخشوع واكتئاب؟
******
لـــســـــــت أدري
أي أمـــــــــــر
أخرس العصفور عني ، أترى مات الشعور
في جميع الكون حتى في حشاشات الطيور؟
أم بكى خلف السحاب؟
*****
فــي الـــديــاجـــي
كــم أنــــاجـــــي
مسمع القبر ، بغصات نحيبي ،وشجوني
ثم أصغي , علنـي أسمع ترديد أنينـي
فأرى صوتي فريد!
******
فــــــأنــــــادي
يــا فـــــــــؤادي
مات من تهوى! وهذا اللحد قد ضم الحبيب
فابك ياقلب بما فيك من الحــزن المذيب
ابك يا قلب وحيد!
******
ذل قـــــلـبـــــي
مــــــــات حبــي!
فاذرفي يا مقلة الليل الدراري عبرات
حول حبي , فهو قد ودع آفاق الحياة
بعد أن ذاق اللهيب!
******
وانــدبــيـــــــه
واغســـلـيــــــه
بدموع الفجر، من أكواب زهر الزنبق
وادفنيه بجلال ، في ضفاف الشفــق
ليرى روح الحبيب


خله للموت

كل قلب حمل الخسف وما مل من ذل الحياة الأرذل
كل شعب قد طغت فيه الدما دون أن يثأر للحق الجلي
خله للموت يطويه فما حظه غير الفناء الأنكل


أنشودة الرعد

في سكون الليل لما عانق الكون الخشـوع
واختفى صوت الأماني خلف آفاق الهجوع
رتل الرعد نشيداً رددته الكائنـــــات
مثل صوت الحق إن صاح بأعماق الحياة
يتــهادى بضجيج في خلايــا الأودية
مثل جبار بني الجن بأقصى الهـــاوية
فسألت الليل والليل كئيـب ورهـــيب
شاخصاً بالليل والليل جميـل وغريــب
أترى أنشودة الرعد أنيــن وحنيـــن
رنمتها بخشوع مهجة الكون الحزيـــن
أم هي القوة تسعى باعتساف واصطخـاب
يتراءى في ثنايا صوتها روح العــذاب
غير أن الليـــل قد ظل ركوداً جامدا
صامتاً مثل غديـر القفر من دون صدى

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire