الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

dimanche 17 août 2014

حبيب بورقيبة سيرة حياته





حبيب بورقيبة سيرة حياته

ولدفي 3 أغسطس 1903 بمدينة المنستير الساحلية، من عائلة متواضعة ماديًّا واجتماعيًّا و كان أصغر ثمانيه إخوة وأخوات، تلقـّى تعلـّمه الثـّانوي بالمعهد الصـّادقي فمعهد كارنو بتونس ثم توجه إلى باريس سنة 1924 بعد حصوله على الباكالوريا و انخرط في كلية الحقوق و العلوم السياسية و أحرز على الإجازة في سنة 1927 و عاد إلى تونس ليشتغل بالمحاماة.

تزوج للمرة الاولى من الفرنسية ماتيلد وهي كانت تبلغ من العمر عندما تعرفت عليه 36 عاما وهي أرملة احد الضباط الفرنسيين الذين ماتوا في الحرب العالمية الأولى ، كانت تكبره بحوالي 12 سنة ، وقد عاشرها بورقيبة عندما كان طالبا يدرس في باريس خارج المؤسسة الزوجية، وطلقها بعد 22 عاما من الزواج.

وتزوج للمرة الثانية من وسيلة بن عمار رسميا في 12 أبريل عام 1962، في احتفــال كبير بقصر المرسى.وسيلة بن عمار الثائرة التونسية، ابنة مدينة الباجة التي قادت عددا من عمليات النضال الوطني ضد الاستعمار، حتى ألقي القبض عليها عام 1948 وسجنت. وتعرف عليها في القاهرة حيث عاش بورقيبة في إحدى الشقق ببيت في شارع نوال بالدقي.

الزوجة الثانية التي أصبحت الزوجة الأولى والتي استولت على بورقيبة قلبا وعقلا ، وأصبح ينظر إليها على أنها نائب الرئيس الفعلي ، كانت قوية جدا وذكية للغاية ، وكان يقول عنها بورقيبة " إنها تشبه أمي" ، استمر نفوذ وسيلة إلى عام 1986م عندما قام بورقيبة بتطليقها متهما إياها بتجاوز الحدود والتدخل الفظ في شئون الدولة .



الكفاح الوطني

انضم إلى الحزب الحر الدستوري سنة 1933 و استقال منه في نفس السنة ليؤسس في 2 مارس 1934 الحزب الحر الدستوري الجديد رفقة محمود الماطري و الطاهر صفر والبحري قيقة.

تم اعتقاله في 3 سبتمبر 1934 لنشاطه النضالي و أبعد إلى أقصى الجنوب التونسي و لم يفرج عنه إلا في ماي 1936.

ثم سافر إلى فرنسا وبعد سقوط حكومة الجبهة الشعبية فيها أعيد في 10 نيسان/ ابريل من عام 1938م اثر تظاهرة شعبية قمعتها الشرطة الفرنسية بوحشية في 8 و 9 أفريل 1938، ونقل بورقيبة إلى مرسيليا وبقي فيها حتى 10 ديسمبر 1942عندما نقل إلى سجن في "ليون" ثم إلى حصن "فانسيا" حيث اكتشفته القوات الألمانية التي غزت فرنسا ، فنقلته إلى "نيس" ثم إلى روما " و لكنه رفض الإنحياز إليهم و أعلن عن موقف تونس الحيادي من الحرب العالمية الثانية.

قرر الهروب إلى المنفى الاختياري إلى القاهرة وكان لابد من حيلة ماكرة للهروب من الحصار، ولم يجد أمامه سوى سيدة تونسية ارتضت أن تخاطر بحياتها من أجله فأعارته بعضا من ملابسها وزينت أذنيه بقرطين كبيرين وسارا جنبا إلى جنب كامرأتين وبهذه الطريقة استطاع أن يخرج من مدينته تحت أعين القوات الفرنســية التي تطلبه حيا أو ميتا وعند الشاطئ كانت جماعة من أصدقائه تنتظره، لتودعه في مركب شراعي اخترق البحر لمدة أسبوع كامل قبل أن يضع قدمه على بر الأمان، على الساحل الليبي ومن هــناك اضطر بورقيــبة للســير على قدميه لمسافة خمسمائة كيلومتر ليصــل إلى الحدود المصرية وهناك لجأ رسميا إلى مصر.

عاد إلى تونس في 7 أفريل 1943 قبل أن يغادرها مجددا في 16 مارس 1945 موفدا من الحزب للدعاية للقضية الوطنية و حيث زار مصر و الولايات المتحدة قبل أن يعود إلى تونس في 8 سبتمبر 1948 وسافر من جديد إلى فرنسا سنة 1950 ليقدم مشروع إصلاحات للحكومة الفرنسية قيل أن يتنقل بين القاهرة و الهند و اندونيسيا وإيطاليا و بريطانيا و الولايات المتحدة و المغرب قبل أن يرجع إلى تونس في 2 جانفي 1952 معلنا انعدام ثقة التونسيين بفرنسا و لما اندلعت الثورة المسلحة في 18 جانفي 1952, اعتقل الزعيم الحبيب بورقيبة رفقة زملائه في الحزب وتنقل بين السجون في تونس و فرنسا ثم شرعت فرنسا في التفاوض معه فعاد إلى تونس في 1 جوان 1955 ليستقبله الشعب استقبال الأبطال و يتمكن من تحريك الجماهير، لتوقع فرنسا في 3 يوليو 1954 المعاهدة التي تمنح تونس استقلالها الداخلي، وتقضي بإعلان الدولة التونسية.و هي الإتفاقية التي عارضها الزعيم صالح بن يوسف واصفا إياها أنها خطوة إلى الوراء مما أدى إلى نشأة ما يعرف بالصراع البورقيبي اليوسفي ويتهمه خصومه السياسيون بالتهاون والتخاذل ويصدر صالح بن يوسف سكرتير الحزب الحاكم قرارا بإعدام بورقيبة ورفاقه الذين وافقوا على المعاهدة.

ولكن بورقيبة يستطيع بدهائه السياسي أن يقنع الغالبية التونسية بأن هذه المعاهدة هي الخطوة الأولى نحو الاستقلال، حيث وقعت فرنسا معاهدة للاستقلال في 10 مارس عام ,1956. والتي شكل بمقتضاها أول حكومة في تونس المستقلة..

في 20 مارس 1956, تم توقيع وثيقة الإستقلال التام و ألف بورقيبة أول حكومة بعد الإستقلال. في 13 أوت 1956, صدرت مجلة الأحوال الشخصية التي تعتبر من أهم أعمال الزعيم بورقيبة حيث أنها تضمنت أحكاما ثورية كمنع تعدد الزوجات و جعل الطلاق بأيدي المحاكم, و لا تزال هذه المجلة تحظى إلى اليوم بسمعة تكاد تكون أسطورية

اعلان الجمهورية

في 25 جويلية 1957, تم الغاء الملكية و اعلان الجمهورية فخلع الملك محمد الأمين باي و تم اختيار الحبيب بورقيبة أول رئيس للجمهورية. و تواصلت في العهد الجمهوري أعمال استكمال السيادة فتم جلاء آخر جندي فرنسي عن التراب التونسي في 15 أكتوبر 1963 و تم جلاء المعمرين (أي المستعمرين) عن الأراضي الزراعية, كما تم اقرار عديد الإجراءات لتحديث البلاد كإقرار مجانية التعليم و اجباريته و توحيد القضاء.


أصدر عام 1956 قانونًا يقضي بتحريم تعدد الزوجات، وقانونًا ثانيًا يحرم زواج الرجل من مطلقته التي طلّقها ثلاثًا بعد طلاقها من زوج غيره، وثالثًا يبيح التبني الذي حرَّمه صريح القرآن، ثم ألغى المحاكم الشرعية، وأغلق الديوان الشرعي، ووحّد القضاء التونسي وفق القوانين الفرنسية، و دعا إلى تحريم الصوم على الشعب التونسي، بدعوى أن الصوم يقلِّل الإنتاج ويعوق تقدم تونس ونهضتها.


في 3 مارس 1965, ألقى الرئيس الحبيب بورقيبة خطابه التاريخي في أريحا الذي دعا فيه اللاجئين الفلسطينيين إلى عدم التمسك بالعاطفة و إلى أخذ زمام أمورهم بيدهم وإلى مواصلة الكفاح.

في الستينات, وقع اتباع سياسة التعاضد و هي سياسة تتمثل في تجميع الأراضي الفلاحية و قد عرفت هذه السياسة فشلا دفع بالرئيس بورقيبة إلى تبني سياسة ليبرالية منذ بداية السبعينات قادها الوزير الأول الهادي نويرة.

في 27 ديسمبر 1974 تم تنقيح الدستور و اسندت رئاسة الدولة مدى الحياة إلى الرئيس بورقيبة.

في 26 جانفي 1978, وقعت في تونس مظاهرات و أحداث مؤلمة اثر خلاف بين الحكومة و نقابة العمال.

في 13 نوفمبر 1979, انتقل مقر الجامعة العربية إلى تونس و انتخب الشاذلي القليبي أمينا عاما لها.

في 3 يناير 1984 مظاهرات وحوادث مؤلمة عرفت بثورةالخبزالتي سقط خلالها الضحايا بالمئات .وشهدت صراعات دموية حادة بين المواطنين ورجال الأمن ، بسبب زيادة في سعر الخبز أقرها رئيس الوزراء محمد مزالي ، واستخدام وزير الداخلية ادريس قيقة للقوة ضد المتضاهرين ولم تهدأ تلك الثورة الا بعد تراجع الحكومة عن الزيادة بعد يوم واحد فقط من إقرارها، و أستدعيّ زين العابدين بن علي من وارسو ليشغل منصب مدير عام الأمن الوطني.

في 1 أكتوبر 1985 شن الطيران الإسرائيلي غارة جوية على مقر القيادة الفلسطينية في الضاحية الجنوبية للعاصمة التونسية وهي الغارة التي أدانها مجلس الأمن في 14 أكتوبر من ذات العام.

في 7 نوفمبر 1987, و أمام الحالة الصحية المتردية للرئيس بورقيبة, قام الوزير الأول زين العابدين بن علي بتغييره و أعلن نفسه رئيسا جديدا للجمهورية.

بعد هذا التغيير,أقام الحبيب بورقيبة بمسقط رأسه المنستير إلى حين وفاته في 6 أفريل 2000.

بورقيبة في التاريخ

ألقاب كثيرة أطلقت على الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة مثل "الزعيم" و "المجاهد الأكبر" و "صانع الأمة" لكن الألقاب المثيرة هي تلك التي لا وجود لها في القاموس السياسي مثل " الرئيس الأبدي" و "الباي الجمهوري" أي الأمير الجمهوري حسب وصف الكاتب التونسي الصافي سعيد صاحب كتاب " بورقيبة .. سيرة شبه محرمة"، فقد كان الزعيم التونسي " أكثر من رئيس واكبر من عاهل بكثير ، لقد جمع بين يديه دفعة واحدة سلطات الباي والمقيم العام الفرنسي".

يعتبر الحبيب بورقيبة شخصية مميزة في تاريخ تونس الحديثة حيث يوصف غالبا بكونه أبا الإستقلال و صانع الدولة الحديثة.

لم يكن بورقيبة من صنف السياسيين الذين يستغلون السلطة من أجل الثورة، لقد منع على نفسه وعلى ابنه الوحيد الاقتراب من أملاك الدولة، وهو ما جعله قريبًا من الشعب رغم استبداده فقد كان يعيش فقط من أجل الحكم.

سيبقى بورقيبة الشخص الذي تجرأ على تغيير النظام الذي وضع قبل 14 قرنا مع ظهور الإسلام، مطالبا بتفسير اكثر مرونة وحداثة للدين، طعن بورقيبة في القرآن ووصمه بالتناقض، وأنه ملئ بالخرافات، ويقول في هذا: "إن في القرآن تناقضًا لم يعد يقبله العقل بين "قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا" وآية "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، ونال أيضًا من شخصية الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فقال عنه: إنه كان عربيًا بسيطًا يسافر كثيرًا عبر الصحراء العربية، ويستمع إلى الخرافات والأساطير البسيطة السائدة في ذلك الوقت وينقلها إلى القرآن

لم يكن دمويًّا على طريقة الأنظمة العسكرية والفاشية، لكنه قرر إعدام العديد من معارضيه ببرودة شديدة، حدث ذلك مع "اليوسفيين" في مطلع الاستقلال، وعندما تدخل عرفات طالبًا تخفيف العقوبة على الشبان الذين قادوا عملية "قفصة" الشهيرة، أصدر بورقيبة أوامره من الغد بتنفيذ حكم الإعدام على 16 منهم.

أظهر شراسة شديدة في مواجهة خصومة السياسيين حتى لو كانوا رفاقه في الكفاح، لقد استغَلَّ تأسيسه للدولة واحتكاره لها؛ ليُجْهِزَ على المؤسسة الزيتونية الإسلامية رغم ضعفها، ويطارد من عُرِفُوا باليوسفيين الذين وقفوا مع الكاتب العام للحزب صالح بن يوسف، فقتل العديد منهم، واعتقل الآلاف، ولم يُغْلِق هذا الملف إلا بعد اغتيال زعيمهم اللاجئ بألمانيا. كما استغل محاولة الانقلاب التي استهدفته عام 1961م؛ ليجمد الحزب الشيوعي، ويعطل كل الصحف المعارضة والمستقلة، ويلغي الحريات الأساسية، ويقيم نظام الحزب الواحد، مستعينًا في ذلك بالاتحاد العام التونسي للشغل الذي تحالف مع الحزب الدستوري إلى درجة قبول التدخل في شؤونه وفرض الوصاية عليه وعلى قيادته. ومع تبني "الاشتراكية" في الستينات، غاب المجتمع المدني، وهيمنت على البلاد أحادية في التسيير وفي التفكير وفي الإعلام وفي التنظيم.

على صعيد السياسة الخارجية، تحالف مع الغرب و كان من أوائل السياسيين العرب الذين رحبوا بالسياسة الأمريكية في المنطقة , ففي خطاب ألقاه في شهر مايو 1968م قال "إننا نعتبر أن نفوذ الولايات المتحدة الأمريكية يشكل عنصر استقرار يحمي العالم من نوع من الأنظمة الاستبدادية. دون أن يدخل في نزاع مع الاتحاد السوفييتي ، رفضا قاطعا إقامة علاقات اقتصادية وعسكرية معه ، معتبرا أن دخول خرطوشه واحدة من هذا المعسكر قادرة على أن تفتح الباب واسعا أمام الخبراء والأفكار "الهدامة" حسب تعبيره ، بل انه صرح أكثر من مرة في خطبه الرسمية بان المعسكر الاشتراكي لن يستمر طويلا في الحياة ، وان سقوطه أمر محتم . وبنى علاقات جيدة مع الأنظمة الملكية والخليجية. شهدت علاقاته مع عبدالناصر توترات مستمرة، حيث اختلف معه في الخطاب والأيديولوجيا ومواقف من قضايا جوهرية، مثل: الوحدة والقومية وفلسطين، ذات مرة قال " لو خيرت بين الجامعة العربية والحلف الأطلسي لاخترت هذا الأخير". كما كان حذرًا من حزب البعث، وحال دون امتداداته التنظيمية داخل تونس، ثم تجدد صراعه مع القذافي ، ورأى فيه شابًّا "مُتَهوِّرًا" في السياسة، وكان يخشى أن تُطَوَّق تونس بتحالف ليبي-جزائري؛ لهذا وثق علاقاته مع فرنسا والولايات المتحدة، وعندما تسربت مجموعة معارضة مسلحة ذات توجه عروبي ومدعومة من الجزائر، وسيطرت على مدينة "قفصة" في يناير 1980م، استنجد بباريس وواشنطن اللذين قدما له مساعدات عسكرية ولوجستيكية، مكَّنَت النظام التونسي من إنهاء التمرد بأقل التكاليف.
 
 
 
http://youtu.be/GXS0Q7Rjp1k 
 
 
 
 
 http://youtu.be/GgYnrzrf--k
 
 
منقول للفائدة
 
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire