الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

lundi 25 février 2013

فتحي عثمان..إسلامي نقد الحركة الإسلامية وعارض أسلمة الغرب (ندوة)
كتبت بواسطة  عبدالرحمن يوسف

fathyosmaanعقدت جمعية مصر للثقافة والحوار صالونها الثقافي الشهري بمحافظة الإسكندرية شمالي مصر وذلك بمشاركة عدد من المهتمين بشأن الفكر الإسلامي من الباحثين للتباحث حول شخصية المفكر الإسلامي محمد فتحي عثمان الذي توفى في سبتمبر الماضي عن عمر يناهز 82 عام في الولايات المتحدة الأمريكية.

بدأت الصالون باستعراض مسيرة الدكتور محمد فتحي عثمان من الباحث أحمد زايد، مستهلا كلامه بالحديث عن نشأة عثمان حيث ولد بمحافظة المنيا عام 1928، وتلقى فيها ثم انضمامه فيما بعد إلي جماعة الإخوان المسلمين في الأربعينات من القرن العشرين واعتزازه بالتتلمذ على يد حسن البنا والشيخ محب الدين الخطيب والشيخ رشيد رضا ودراسته قبل سفره إلي أمريكا واستقراره بها حتى توفى في 11 سبتمبر الماضي.

وصف زايد شخصية عثمان بأنها نقدية مستشهدا بحوار دار بينه وبين الشيخ حسن البنا عقب انضمامه لجماعة الإخوان المسلمون طلب على أثره البنا منه كتابة مقالات بمجلة "الدعوة"  الخاصة بالإخوان آنذاك، بحيث يكتب فيها ما يراه من نقد للجماعة،فضلا عن إنشائه مع مجموعة ضمت الدكتور عبد الحليم أبو شقة والدكتور جمال الدين عطية والدكتور أحمد العسال وغيرهم، مجموعة "الشباب المسلم"، والتي كان الدكتور عبد العزيز كامل أبا روحيا لها، اهتموا آنذاك بنقد الحركة الإسلامية ومحاولة طرح حلول للإشكاليات التي تواجه تطورها،وهو ما  ظهر في قضايا الفكر الإسلامي حيث كان التفكير النقدي ملمحا أساسيا له.

وأشار زايد إلي دراسة عثمان للقانون في كلية الحقوق بجامعة الإسكندرية، بعد دراسته للتاريخ حتى عام 48،ثم حصوله على الماجستير في التاريخ من جامعة القاهرة عام 62 ثم نيله درجة الدكتوراه في التاريخ من جامعة بريجستون عام 76 أي عند بلوغه 49 عاما.

اليأس والهجرة إلى أمريكا

الهجرة إلي أمريكا كانت مع الشيخ حسان حتحوت عام 1987 ، ويقول زايد إن أسباب عثمان لاتخاذ قرار الهجرة التامة بعدما عمل في الجزائر والكويت يعود إلي أسباب متداخلة منها يأسه من واقع الحركات الإسلامية والمجتمعات الإسلامية وأمله في ذات الوقت في دعوة الغرب إلي الإسلام تأثرا بفكرة سطرها صاحب مدرسة المنار الشيخ رشيد رضا في كتابه الوحي المحمدي مفادها أن الغرب المتحضر هو من يستطيع تحمل هذا الدين.

إلا أن زايد عاد وأوضح أن عثمان تراجع في أواخر حياته عن فكرة أسلمة الغرب مناديا بفكرتين تحل محلها الأولى هو السعي إلي الاتفاق على أخلاقيات عامة مع الغرب والأخرى هي أن يتعلم المسلمون وخاصة الإسلاميون منهم كيفية الحوار مع الغرب لأن – والكلام عن عثمان – " من إشكالية الإسلاميين أنهم يناقشون الغرب من واقع خلفية أمور هي مسلمات بالنسبة للإسلامي في حين أنها غير معترف بها أصلا عند الغرب الأمر الذي لا يساعد على حدوث أي تلاقي بينهما"،هذا فضلا عن انتقاده الشديد لما يعرف بالسلفية الحجازية – نسبة إلي مدن الحجاز ( السعودية فيما بعد ).

واستكمل زايد استعراض التاريخ الفكري لعثمان والمحاور الذي تركزت أفكاره حولها،مشيرا إلي سيطرة فكرة تطوير الشريعة عليه، والتي ظهرت جليه في كتابه "الفكر الإسلامي والتطور" فضلا عن تأسيسه مجلة "أرابيا" التي كانت تصدر بالانجليزية، وكتابه الذي أثار جدلا واسعا "آراء تقدميه في التراث الإسلامي"، دعوة الغربيين إلي الإسلام التي كان له مع الشيخ حتحوت جولات كثيرة لتنفيذها على أرض الواقع عبر النقاشات والكتابات في أمريكا والتي تصب في هذا الاتجاه.

جمود الحركات الإسلامية

أما المحور الثاني فكان نقد جمود الحركات الإسلامية التي رأي عثمان بحسب زايد "أن مطلبها الرئيسي يجب أن يكون الديمقراطية" لأنها " بددت طاقات كبرى في متاهات جزئية لا تعدوا أكثر من المراوحة في المكان"، واختتم زايد شرح محاور تفكير عثمان بأن أبرز كتبه جاء بالإنجليزية في ألف صفحة بعنوان "المفاهيم في القرآن دراسة موضوعية تفسيرية " يتناول عن مفاهيم القرآن الكلية والتصنيف الموضوعي لآياته.

أما آخر المحاور فكان التاريخي الذي هو أصل دراسته لكنه كان قليل الإنتاج فيه وكان أبرز ما أنتج هو كتاب مدخل في التاريخ الإسلامي وبعض المقالات التي دعا فيها عبد الرحمن الشرقاوي وطه حسين لعدم تناول التاريخ وتحليله من المنظور المادي فقط وتبني محاور أخرى في نظرتهم له.

الغرب والفكرة الإسلامية

أما الداعية الإسلامي محمد حسين فشدد على عدم تشابه النزعة النقدية لدى عثمان مع الاتجاه المغاربي في تغيير نمط الإسلام في مسألة تطور الشريعة ، مؤكدا أن نشأة عثمان وجيله في مرحلة اتسمت بالزخم الفكري ووسط حركة تنظيمية مميزة بقيادة الشيخ حسن البنا فضلا عن تمييز هذا الجيل بتركيزه على الدراسات الإنسانية بعكس جيل السبعينات من الإسلاميين الذي سيطر على قياداته دراسة المواد العلمية وهو ما أسهم في تكوين عقلية رحبة في تعاملها مع الآخر لإطلاعها على كثير من مجمل التاريخ الإنساني.

من جانبه انتقد الخبير والباحث في شئون الحركات الإسلامية حسام تمام فكرة محاولة أسلمة الغرب مثنيا على تراجع عثمان عنها،ومؤكدا أنه لو وجه نصف حجم الإنفاق الذي يوجه لأسلمه الغرب إلي إفريقيا لأصبحت كل القارة إسلامية منتقدا إجبار الغرب على تقبل الفكرة الإسلامية داعيا إلي الاهتمام بالإصلاح الداخلي للمسلمين وعدم تتبع الغرب في كل خطواته بحثا عن الإصلاح.

واتفق الدكتور عبد الفتاح ماضي الأستاذ بقسم العلوم السياسية في كلية التجارة بجامعة الإسكندرية مع  أحمد دراز  - أحد الحاضرين - في تحويل مبادئ الدين إلي واقع معاش وبناء النفس بالتوازي مع البحث عن النهضة للمجتمعات الإسلامية،مشددا – على أن المسلمون المهاجرين للغرب يتعرضوا إجبارا لشرح الدين والإجابة عن الأسئلة الموجه إليهم وهو ما لم يجد فيه استلابا اتجاه الغرب.

وقد شهد الصالون نقاشا فكريا حول ما طرح من موضوعات وأفكار في العرض لشخصية ومحاور فكر فتحي عثمان وذلك بين بعض رموز العمل العام والإسلامي في الإسكندرية للصالون مثل المهندس ممدوح علي مدير جمعية مصر للثقافة والحوار بالإسكندرية والمهندس هيثم أبو خليل مدير مركز ضحايا لحقوق الإنسان والمهندس سامي فرج أحد المهتمين بقضايا الإصلاح والتغيير في الإسكندرية.

مفكر وداعية إسلامي

توفي فتحي عثمان في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأميركية في 11 سبتمبر 2010  عن عمر ناهز 82 عاما مضى منها أكثر من 30 عاما متغربا عن بلده مصر. بعد وفاته بأربعة أيام نشرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز مقالا وصفت فيه الراحل بأنه أكثر العلماء تأثيرا في العالم الإسلامي، وذكرت أنه نموذج فذ لعلماء المسلمين الذين ينطلقون من رؤية ليبرالية وإنسانية عميقة تستند إلى تعاليم الإسلام ونهجه. وتبعتها بعد ذلك بأربعة أيام صحيفة نيويورك تايمز التي نشرت مقالا مستفيضا عن الكاتب والمفكر الراحل وعدته أحد أهم علامات تجديد الفكر الإسلامي في القرن العشرين.

صدر للراحل أكثر من 25 كتابا معظمها باللغة الإنجليزية، لكن مؤلفه "الفكر الإسلامي والتطور"، الذي صدر في بداية الستينيات، يعد أهم وأبرز مؤلفاته، حيث قدم فيه لأول مرة أطروحات جريئة حول إعادة صياغة الفكر الإسلامي بما يتواءم مع العصر، خاصة فيما يتعلق بحقوق الإنسان والديمقراطية وحقوق غير المسلمين.

لقد كان الراحل كاتبا ومفكرا ومعلما وخطيبا وداعية، وكان مناصرا للقضايا الإنسانية مجتهدا في القضايا المعاصرة، خلف العديد من الكتب ومئات إن لم يكن آلاف الرسائل والمحاضرات في شتى مواضيع الفكر الإنساني، كان جلها حول القرآن ومحاولات استجلاء معانيه وتنزيل قيمه على واقع المسلمين اليوم.

----------------------
*صحفي مصري مهتم بالحركات الإسلامية
* خاص بـ"الإسلاميون.نت"
المصدر

http://islamyun.net/index.php?option=com_k2&view=item&id=595:%D9%81%D8%AA%D8%AD%D9%8A-%D8%B9%D8%AB%D9%85%D8%A7%D9%86%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%86%D9%82%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%83%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%B9%D8%A7%D8%B1%D8%B6-%D8%A3%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%BA%D8%B1%D8%A8-%D9%86%D8%AF%D9%88%D8%A9&Itemid=162&tmpl=component&print=1

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire