الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

mercredi 16 septembre 2015

مكسيم غوركي الام



 الام
ملخص رواية الأم ل مكسيم غوركي
من الابداعات الادبية العالمية رائعة الاديب الروسي مكسيم غوركي رواية الام ..
الام العجوز تعيش حالة خضوع لزوج سكير يهيج كالثور..
 حين يريد السكر  يبيع كل مقتنيات البيت لتلبية رغبته ..
 لانه عامل متواضع في مصنع تمتلكة البرجوازية ولا تعطي العمال سوى الفتات
الابن وصديقة هافل وفلاسوف شابان بدأ بالتخطيط لانقاذ العمال بعد ان تعرف على الشقراء ساشا التي تأتي من المدينة لتحمل للشاب اخبار الثورة في المدن وتدير الثورة في القرية
الام تخشى ان يموت ولدها فتحاول احتواء عمله ، تخفي المنشورات السياسية ، تخفي السلاح ...
تنشب معركة المصنع .. يكون الاب ضحية لكنه من طرف المستغلين في المصنع .. يموت الاب يسجن الابن
الام تتبنى فكر ابنها ليس لانها تعرف شيء عن الثورة او مطالبها انما فقط لانها رغبة ابنها المسجون
العمال وبقيادة ساشا ينظمون عملية اقتحام للسجن
ينجو السجناء ..يهاجمهم الجيش .... يقتل الكثير .. تحضن الام ابنها المحرر ... يسقط الابن شهيد في حضن امه ..
ترد الام بان ترفع الراية التي مات ابنها لاجلها
يريد ان يقول ان الام كانت بطلة الثوار دون ان تعي اصلاً معنى الثورة
.




رواية الأم – مكسيم غوركي


القارئ لسيرة مكسيم غوركي سيعرف أن هذا الفتى منذ صباه المبكر وحتى أغلب حياة مراهقته عاش عاملاً منخرطاً في سلك العمال.
شاهداً على تسلط أرباب العمل وحالة الفقر والجوع والعمل المرهق التي تصيب العمال.
 والأهم من ذلك أنه عاش حياة مشردة لا تعرف الاستقرار في عمل واحد.
تنقل بين عدة مهام كما هو واضح في ثلاثيته التي تحكي سيرة حياته.
 لقد أخذ غوركي من البيان الشهير لعصبة الشيوعية كلمتين فقط .. وحولها إلى فكرة رواية أدبية .


“يا عمال العالم .. اتحدوا “


هذه الجملة الشهيرة بالبيان تحمل الروح والفكرة الأساسية لرواية الأم لمكسيم غوركي.
 في هذه الرواية لم يكتب مكسيم عن العمال بوجه خاص.
كان يكتب نفسه و هو منخرط في سلك العمال.
 ويكتب جدته عبر تجسيدها في شخصية الأم، وما تمثله الأم من روح ثورية قادرة على صنع الحياة.
 و يكتب عن جده في تجسيده لشخصية ميخائيل فلاسوف.
 رغم صرخات و لعنات مكسيم في ثلاثيته إلا أنها لم تكن تحمل رؤية تجاه أرباب العمال و تحسين مستوى العمال و معالجة الأوضاع الاجتماعية القائمة أساساً على الأوضاع الاقتصادية و السياسية. تشكلت رؤيته أخيراً في روايته الأم.


تبدأ الرواية ببداية العمل في أحد المصانع صباحاً.
 وكيف يقوم العمال بتلبية النداء صاغرين لما هو مفروض عليهم القيام به من أعمال.
 أوصاف العمال وكيف يلبون النداء استطاع مكسيم تصويرها بحرفيه اعتماداً على رؤيته ومشاهداته للعمال وهو عامل في شبابه.
 وأجاد تصوير على وجه الدقة لحظة انتهاء العمل في هذا المصنع.
 فالعمال بعد انتهائهم من أعمالهم يُطردون إلى بيوتهم أو للشوارع وقد أسودت وجوههم، تفوح من أجسامهم رائحة الزيت و القذارة.


في أحد بيت عمال المصنع تدور الرواية.
 ميخائيل فلاسوف رجل طاعن في السن و ميكانيكي من عمال المصنع، تتطابق تصرفاته مع أفراد عائلته تصرف رب العمل مع العمال.
 سكير و عربيد لا يعرف من الحياة سوى التفنن والإبداع في ضرب زوجته بيلاجيا نيلوفنا. وهي بطلة الرواية والمسماة بالأم.


في هذا البيت يسير الابن بافل أحد أبطال الرواية الأساسيين على سيرة أبيه في العربدة والسكر، إلا أنه يتغير بعد وفاة الأب.
 يتجه للقراءة ، حتى شكت الأم بأن ابنها سلك طريق الرهبنة.
 ولم تدري بأنه يقرأ كتب ممنوعة تدعو للثورة على أرباب العمل و الدعوة للاشتراكية.
 كانت الفكرة المطروحة في عقل بافل بأنه إذا أردنا معرفة البؤس في الحياة وما يعانيه الفقراء من ظلم يجب أن ندرس أولاً ثم نعلم الآخرين، خصوصاً العمال.
ويجب أن نبحث عن مصادر هذا الشقاء و البؤس لإزالته.
 وكيف يجب أن يعيش الناس اليوم، لا كيف كانوا يعيشون في الماضي.


يبدأ بافل بتشكيل جماعة ثورية تتألف من الفقراء و العمال المعدمين في منزله.
 يأخذهم الحديث باتجاه الاتفاق على أهم المبادئ التي يجب الالتزام بها.
 في هذا الجو القائم على الحوار الساخن و الحاد أحياناً بين أطراف الجماعة، تتعرف الأم على شخصيات فقيرة تدعو للحياة، ملتزمة بخط لا يمكن الحياد على تنفيذه.
 هي أمية و لا تعرف بالتحديد عن ماذا يتحدثون، و لكن عاطفة الأمومة أخبرتها بأن ابنها كرس نفسه لقضية جوهرية تصب في مصلحة الإنسان الروسي و العامل الروسي, و سبل تدعيم العلاقات الاجتماعية.
 رغم قلقها على مصير ابنها إلا أنها تفخر بابنها وهي تشاهده يرأس الاجتماعات ويتحدث بأشياء لا تفهمها.
 ولكنها لم تكن أمه وحده.. كانت أماً لجميع أصدقائه الذين يجتمعون في بيتها: كان حنانها كأم يفيض عليهم جميعا ويحيط بهم، تمنحهم الدفء والحنان ويمنحونها معنى جديد للحياة. فيأخذها النقاش معهم و تقرر الدخول في هذه الجماعة في الأخير، مرغمة بعاطفة الأمومة.


كان بافل وأعضاء الجماعة الثورية يطبعون المنشورات ويوزعونها بين العمال. رغم خطورة هذا الفعل وتربص الجواسيس بهم إلا أنهم قرروا مواصلة عملهم حتى آخر الطريق، لا يحيدون عن الفكرة، والإيمان بقضية العمال المهدورة. كان بافل يهيئ أمه لتلك الساعة التي سيعتقلونه فيها. كان يرفض حتى أن تعبر أمه عن مشاعرها وخوفها ويعتبر ذلك حجر عثرة في سبيل تحقيق هدفه السامي، دون أن يفهم أن مشاعر الأم هي أسمى وأهم من أي قضية أخرى

عليك ألا تحزني، ولكن يجب أن تفرحي. أي متى يا رب يكون عندنا أمهات يفرحن في حين يرسلن أبناءهن إلى الموت من أجل الإنسانية؟
عندما سجن ابنها تابعت هي مسيرته وأصبحت توزع المناشير مع أصدقائه. بدأت الرواية والأم خائفة ومتوجسة من أصدقاء ابنها ثم تعاطفت معهم ومع قضيتهم وفي النهاية تبنت هي القضية وأصبحت كغيرها من الرفاق المناضلين من أجل القضية.

كيف ستكون حياة الأم؟ وما مصير الجماعة الثورية بزعامة بافل؟ هذا ما ستجدونه عند قراءة الرواية. لكن الحقيقة الوحيدة في الرواية، أن الأم كانت ترمز لطريقة أو بأخرى للوطن. رمزاً للمستقبل والنضال والإشراق والتمرد والقوة الإنسانية. أعد من سيقرأ الرواية بعدم نسيان بطل الرواية بافل وهو يخطب في المحكمة بروح حيه ترفض الاستسلام. كان يجسد شخصية الثوري الحقيقية الرافض للعنف، والمؤيد لقيام نهضة اجتماعية وثقافية بين صفوف العمال. 
( الأمّ ) لمكسيم غوركي .

تبدأ الرواية بوصف لشخصية ميشال فلاسوف العامل السكير والجبار المخيف الذي يهابه الجميع بسبب مشاكله وبذاءة لسانه :

"ميشال فلاسوف. رجل شرير ذو شعر كثيف، وعينين شريرتين، ونظرة قاتمة، كان يعيش في وسط عمالي فقير، وكان همّ هذا الوسط من العمال بعد الخروج من المعمل أن يجتمعوا ويلجأوا إلى الخمرة ؛هرباً من تعبهم اليومي في ذلك المعمل الذي يستغلهم ويستهلك نضارة شبابهم، وأن يتنزهوا عند الغروب في الشوارع، ويتحدثوا عن العمل وعن الآلات، ويكيلوا لرؤسائهم السباب والشتائم، وكانوا غالبا ما يضربون نساءهن بعد مجادلة ما."
ثم يصف لنا حياة العمال وما أنتجه بؤسهم وفقرهم واستغلال أصحاب المعامل لهم من سوء في طباعهم وأخلاقهم وعنف يمارسونه ضد أزواجهم وضد بعضهم البعض:

"وكان يخيم على علاقاتهم شعور بالحقد به هذا الشعور الذي ورثوه، كداء، عن آبائهم وأجدادهم، والذي لن يفارقهم حتى اللحد."
يموت ميشال فلاسوف مخلفاً وراءه زوجة لم تحزن كثيراً على فراق ذلك الزوج القاسي الذي لم يكن لديه أسلوب حوار معها سوى الضرب والشتم.. وابنه بول ذو الأربعة عشر عاماً ، والذي وجد غياب والده فرصة؛ ليحتل مكانه ويقلد سلوكه وتصرفاته من شرب الخمرة وإساءة معاملة أمه التي تستجديه قائلة:

" أنت بشكل خاص يجب ألا تقرب الخمرة، فقد شرب والدك عنك وأذاقني كؤوس العذاب، فترفق أنت بي."
وبعد أن جرّب عدة طرق لتفريغ طاقته وممارسته مراهقته وتكوين شخصيته وجد له أخيراً طريقاً مختلفاً تماماً.. ألا وهو محاولة فهم الحياة ومعرفة سبب المعاناة التي يعيشها هو والتي كان يعيشها والده قبله وجميع العمال.. فبدل أن يلجأ للخمر لينسى همومه وعذابه قرر أن يبحث عن أسباب هذا العذاب ، الذي لم تعرف أمه في أعوامها الأربعين سواه..

عاش خلال سنتين حياة الراهب؛ يعود من المعمل وينعزل في غرفته ؛ ليقرأ الكتب الممنوعة كما وصفها لأمه، التي كانت تراقب تصرفاته بقلق وخوف أكثر مما كانت تخاف عليه عندما كان يتناول الخمر، ويخرج مع أصدقائه كما يفعل بقية الشبان..

" هذه الكتب التي أقرأها محرمة، لأنها تكشف لنا عن حقيقة واقعنا كعمال. إنها تطبع سراً. واذا ما وجدت معي فسيمضون بي إلى السجن."


صحيح أنها كانت أمية ولم تفهم بالضبط ما يفعله ابنها، وماذا كان يدور في الاجتماعات التي يعقدها في بيتها مع مجموعة من الشبان.. لكن إحساسها وقلبها كأم أخبرها بأن ابنها يكرس نفسه لقضية كبيرة قد يضحي بحياته لأجلها. أحزنها ذلك كثيراً وأشعرها بالخوف الدائم عليه ، لكن حياتها السابقة مع زوجها ومعاناتها علِّمتها أن تصمت وتستسلم لحتمية الواقع.. فهي تعلم أن "الدموع لا تنضب في عيون الأمهات".

رغم خوفها وقلقها على مصير ابنها ،إلا أنها ككل أم تشعر بالفخر بابنها، وهي تشاهده يرأس الاجتماعات ويتحدث بأشياء لا تفهمها. ولكنها لم تكن أمه وحده.. كانت أماً لجميع أصدقائه الذين يجتمعون في بيتها.. كان حنانها كأم يفيض عليهم جميعا ويحيط بهم.. تمنحهم الدفء والحنان ويمنحونها معنى جديد للحياة.. كانت من خلال الاستماع لهم تحاول أن تتعلم وتفهم ما يدور حولها.. حتى أن أندريه صديق ابنها عرض عليها أن يعلمها القراءة..

" نادراً ما كانت بيلاجي تدرك كنه هذه المعاني التي كان نيقولا يطلعها عليها، لكنه كان يختصر محاضرته لها بعبارة بسيطة استطاعت أن تحفظها عن ظهر قلب:
( إن السر في شقاء العالم هو أن الرجال المفكرين والأحرار قليلون.)


" ليس من انسان في العالم لم يؤذ أو يعذب. لقد أذقت الهوان لدرجة أنه لم يعد يثير غضبي. كل شخص يخاف من جاره، ولذلك يحاول هو أن يخيفه أولا. هذه هي الحياة أيتها الأم الصغيرة."
"دائماً نحن أول من يعمل وآخر من يعيش، في كل مكان. من من الناس يهتم بنا؟ أو يريد خيرنا؟ أو يعاملنا كبشر مثلهم؟ لا أحد".


" كم هي أليمة حياة الطيبين، وكم سهل موتهم!"


" نحن اليوم نفكر أكثر مما نشعر، لذلك أعتقد أننا فاسدون إلى حد ما".


"فتشوا دائماً عن الحقيقة، ودافعوا عنها ولو كلفكم ذلك حياتكم. إذ أن أولادكم سيعيشون بعدكم سعداء".
" اعملوا من أجل الحرية وهي تطعمكم الخبز، وتهبكم الحياة، ان حياتكم لتافهة."

كان ابنها وأصدقائه يطبعون المنشورات ويوزعونها بين العمال وهم يعلمون أنهم سيسجنون ويعذبون لكن لم يكن هناك ما يمنعهم عن مواصلة النضال في سبيل القضية التي يؤمنون بها.. ولهذا كان بول دائماً يعدّ أمه لتلك الساعة التي سيعتقلونه فيها، فكان يرفض حتى أن تعبر أمه عن مشاعرها وخوفها ويعتبر ذلك حجر عثرة في سبيل تحقيق هدفه السامي.. دون أن يفهم أن مشاعر الأم هي أسمى وأهم من أي قضية أخرى:

" عليك ألا تحزني، ولكن يجب أن تفرحي. أي متى يا رب يكون عندنا أمهات يفرحن في حين يرسلن أبناءهن إلى الموت من أجل الإنسانية؟".


" ثمة عواطف تحرم الإنسان من أن يعيش..."وعندما عاتبه صديقه أندريه على قسوته مع أمه أجابه:

" علينا أن نصرخ بحزم بكل ما نريد، سواء كان هذا ايجابا أم سلباً".
"وحتى لو كان هذا التصريح لأمك؟"
" أجل، للجميع على حد سواء. فلا أريد أن تكبلني صداقة أو محبة"
"حسناً، إنك بطل. ولكن امسح مخاط أنفك، وامض قل كل هذا الكلام لساندرين وليس لأمك."
"لكني قلته لها أيضاً."
"أبهذه الطريقة؟ انك تكذب علي. وإنما قلته لها بلطف، بحنان. لكن أمام أمك المسكينة تعرض بطولتك. ثق أيها البهيم أن بطولتك هذه لا تساوي فلساً".
ومسحت بيلاجي دموعها وخشيت أن يوجه أندريه اهانة لابنها ففتحت الباب ودخلت.."وعندما سجن ابنها تابعت هي مسيرته وأصبحت توزع المناشير مع أصدقائه ...
بدأت الرواية والأم خائفة ومتوجسة من أصدقاء ابنها ثم تعاطفت معهم ومع قضيتهم وفي النهاية تبنت هي القضية وأصبحت كغيرها من الرفاق المناضلين من أجل القضية:

" أتعرفون لم صدر الحكم بالنفي على ابني وعلى الآخرين؟ سأخبركم وستصدقون قلب أم مثلي: لقد أصدروا عليهم ذلك الحكم يوم أمس، لأنهم كانوا يحاولون أن يظهروا الحقيقة لكم، لكم جميعاً، معشر العمال. وعرفت أمس فقط أن هذه الحقيقة لا يمكن لأحد أن يخنقها وينكرها."

"العمل المضني هذا لا يحمل إليكم سوى المرض والجوع والفقر. كل شيء هو ضدنا، والجميع يستغلوننا. وفيما نحن نغرق بالوحول حتى آذاننا، نرى الآخرين يعيشون حياة ترف وفجوز، ويحيون في تخمة مستمرة، ويبقوننا نحن في قبضة الرعب والخوف لأننا جهلة لا نعرف شيئاً. إن حياتنا هي ليل حالك مستمر."
" لا تخافوا شيئاً مطلقاً. إذا لا يوجد شيء أشقى وأتعس من حياتكم التي تعيشونها طوال العمر."


" من يفني قلوبكم ويجفف صدوركم؟"


" لن تستطيعوا مهما فعلتم أن تقتلوا روحاً بعثت من جديد".


"لا يمكن أن يخنق العقل بالدم".


" لن تتمكنوا من إغراق الحقيقة في بحار من الرماد. أنتم مجانين، وبذلك لن تجلبوا سوى النقمة عليكم، وسيتفاقم الحقد، حقد الشعب القوي، وأخيراً سينصب عليكم جميعاً وعلى أسيادكم".


وأمسك الدركي بعنقها وراح يضغط عليه وخرجت من بلعمها حشرجات تردد:
"يا لكم من أشقياء، يا لكم من أشقياء!"
منقول
 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire