الوثيقة القادرية

الوثيقة القادرية
الوثيقة القادرية انحراف عميق في تاريخ الامة

dimanche 8 décembre 2013

هل يتمثل الجن على صورة الإنسان أو الحيوان !؟؟






 أبي هريرة ع، عن النبي ص: (إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي، فأمكنني الله منه فأخذته، فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم، فذكرت دعوة أخي سليمان قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي
35 ص )
متفق عليه

  • هل يتمثل الجن على صورة الإنسان أو الحيوان !؟؟

    دعونا نناقش روايتين من الصحيحين تزعم إحداهما أن الجن يتمثل في صورة الثعبان ، وتزعم الرواية الأخرى أن الجن يتمثل في صورة الإنسان :
    الروايــــــــــــــــــــــة الأولـــــــــــــــــــى:

    روى مسلم في صحيحه ،"عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته، قال: فوجدته يصلي، فجلست أنتظره حتى يقضي صلاته، فسمعت تحريكا في عراجين في ناحية البيت، فالتفت فإذا حية، فوثبت لأقتلها، فأشار إلي أن اجلس، فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار فقال: أترى هذا البيت، فقلت: نعم، قال: كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس، قال: فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يوما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ عليك سلاحك، فإني أخشى عليك قريظة، فأخذ الرجل سلاحه ثم رجع، فإذا امرأته بين البابين قائمة، فأهوى إليها الرمح ليطعنها به، وأصابته غيرة، فقالت له: اكفف عليك رمحك وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني، فدخل، فإذا بحية عظيمة منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرمح فانتظمها به، ثم خرج فركزه في الدار، فاضطربت عليه، فما يدرى أيهما كان أسرع موتا، الحية أم الفتى، قال: فجئنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرنا ذلك له، وقلنا: ادع الله يحييه لنا، فقال: استغفروا لصاحبكم، ثم قال: إن بالمدينة جنا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه، فإنما هو شيطان"(صحيح مسلم :كتاب السلام ؛ باب قتل الحيات وغيرها)
    ونتساءل :
    1. هل يحق لمن أسلم من الجن أن يدخل بيوتنا، ويطأ فرشنا بغير إذن منا؟
    2. من الواضح أن هذا النوع من الأفاعي سام جدا، فهل يجرؤ أحدنا أن يترك الحية في بيته (وعلى فراشه) ثلاثة أيام، ثم ينام مطمئنا قرير العين، خاصة إذا علمنا أن منها جن مسلم ومنها شياطين، كما جاء في الحديث، فإن كان يأمن للجن المسلم، فكيف يأمن للشياطين؟
    3. إذا كنا نجرؤ نحن على ذلك، فكيف نقنع نساءنا وأطفالنا بذلك ؟
    4. لنفترض أن الصحابة لم يكونوا من البشر، وكانوا لا يخافون النوم في البيت الذي فيه أفاعي سامة، فهل تجرؤ نساؤهم وأطفالهم على ذلك؟ وإذا كان الجواب نعم، فلماذا هربت زوجة الصحابي من البيت عندما رأت الحية ؟
    5. هل للجن سلطان على الإنس غير الوسوسة؟. وهل يستطيع الجن قتل الإنسان ؟يقول الله سبحانه وتعالى: "وَقَالَ ٱلشَّيْطَٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلْأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لي عَلَيْكُم مِّن سُلْطَٰنٍ إِلَّآ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لي"(أبراهيم: 22)
    6. هل جعل الله سبحانه وتعالى للإنسان سلطانا على الجن بعد نبي الله سليمان عليه السلام، وهل يستطيع الإنسي قتل الجني؟
    7. ما الذي يجعل الجني يتمثل في صورة حية يستطيع الإنسان قتلها، إذا كان الإنسان لا يستطيع رؤيته عندما يكون على صورته الأصلية التي خلقه الله سبحانه وتعالى عليها، فلا يسلط عليه فيقتله، سواء كان جنيا مسلما أو شيطانا .
    8. الفتى أصابته غيرة فأهوى إليها الرمح ليطعنها به، فهل كان من عادتهم إذا رأى أحدهم زوجته بين البابين قائمة،أن يطعنها بالرمح؟
    9. يقول الله سبحانه وتعالى:" لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفۡسًا إِلاَّ وُسۡعَهَا"( البقرة 286)
    يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: وقوله: " لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا" ( أي:لا يكلف أحدًا فوق طاقته، وهذا من لطفه تعالى بخلقه ورأفته بهم وإحسانه إليهم). أليس في هذا الحديث تكليف للمسلمين فوق طاقتهم!؟
    الروايــــــــــــــــــــــة الثانيـــــــــــــــــــــــــــــة:

    روى البخاري ،عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
    وكلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته وقلت: والله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: إني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة) قال: قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة، وعيالا فرحمته فخليت سبيله، قال: (أما إنه قد كذبك، وسيعود) فعرفت أنه سيعود، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنه سيعود) فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال، لا أعود، فرحمته فخليت سبيله، فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أباهريرة ما فعل أسيرك) قلت: يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا، فرحمته فخليت سبيله، قال: (أما إنه كذبك، وسيعود) فرصدته الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات تزعم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، قلت ما هو؟ قال: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربنك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله فأصبحت، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما فعل أسيرك البارحة) قلت: يا رسول الله، زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله، قال: (ما هي) قلت: قال لي: إذا أويت إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم: "الله لا إله إلا هو الحي القيوم" وقال لي: لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح - وكانوا أحرص شيء على الخير - فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أما إنه قد صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة) قال: لا، قال: ذاك شيطان . (صحيح البخاري:كتاب الوكالة ؛ باب إذا وكل رجلا، فترك الوكيل شيئا فأجازه الموكل فهو جائز، وإن أقرضه إلى أجل مسمى جاز)

    1- هذا الحديث يخالف كتاب الله سبحانه وتعالى، حيث يخبرنا الله سبحانه وتعالى أنّ الجن يروننا ولا نراهم، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف الآية 27: : "إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ"

    يقول الفخر الرازي في تفسير قوله سبحانه وتعالى من حيث لا ترونهم: "قوله تعالى: * (من حيث لا ترونهم) * يدل على أن الإنس لا يرون الجن لأن قوله: * (من حيث لا ترونهم) * يتناول أوقات الاستقبال من غير تخصيص، قال بعض العلماء ولو قدر الجن على تغيير صور أنفسهم بأي صورة شاؤوا وأرادوا، لوجب أن ترتفع الثقة عن معرفة الناس، فلعل هذا الذي أشاهده وأحكم عليه بأنه ولدي أو زوجتي جنى صور نفسه بصورة ولدي أو زوجتي وعلى هذا التقدير فيرتفع الوثوق عن معرفة الأشخاص.

    ويقول الشيخ محمد رشيد رضا في تفسير المنار: "روي عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما رأى الجن الذين استمعوا القرآن منه مستدلا بقوله تعالى : ( قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن ) ( 72 : 1 ) ولكن [ ص: 328 ] روي عن ابن مسعود أنه رآهم ، وفي أحاديث أخرى أنه كان يرى الشياطين ، وكان الشافعي رحمه الله يرى أن رؤيتهم من الخوارق الخاصة بالأنبياء ، فقد روى البيهقي في مناقبه عن صاحبه الربيع أنه سمعه يقول : من زعم أنه يرى الجن رددنا شهادته إلا أن يكون نبيا"

    والذين يقولون بإمكانية رؤية الإنسان للجن إنما يعتمدون في قولهم على حديث أبي هريرة المذكور، وهم بذلك يخضعون آيات الله سبحانه وتعالى لأحاديث آحاد ظنية الثبوت "قد تصح نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد لا تصح"
    ونحن هنا لا نتهم أبا هريرة أو البخاري رحمهما الله سبحانه وتعالى وإنما التهمة لأحد الرواة الذين روى عنهم البخاري هذا الحديث.

    فعلم الجرح والتعديل الذي يبحث في أحوال رواة الحديث ليس علما منزلا من الله سبحانه وتعالى، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، فما معنى أن يقول فلان عن فلان أنه عدل، أليس فلان بشرا يخطىء ويصيب.

    العلماء الذين اشتغلوابالجرح والتعديل بشر مثلنا يخطئون ويصيبون، وهم يأخذون بالظاهر ولا يعلمون بواطن الرجال الذين يزكونهم ويقولون بعدالتهم، حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بواطن الرجال الذين يعيشون معه في مدينة رسول الله عليه وسلم، فلقد كان يحهل المنافقين الذين يعيشون معه في المدينة ، ولا يعلمهم، يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة: " وممن حولكم من الأعراب منافقون ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم."

    خلاصة القول أن سلفنا الصالح كانوا يهتمون بسند الحديث (فلان عن فلان عن فلان)ولا يعطون الاهتمام الكافي بمتن الحديث، فنحن مطالبون الآن بمحاكمة متن الحديث، حيث غفل عنه الأولون، ويكون ذلك بأن نعرض الحديث على كتاب الله سبحانه وتعالى، وعلى الحقائق العلمية الثابتة،وليس النظريات ، ونعرض الحديث على الوقائع التاريخية الثابتة ، فإن خالف الحديث كتاب الله سبحانه وتعالى أو الحقائق العلمية الثابتة أو الوقائع التاريخية الثايتة؛ نجزم أن الحديث موضوع وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم بريء من ذلك الحديث

    2- واضح من الحديث أن أبو هريرة كان له سلطان على الشيطان، فكان يستطيع أن يأخذه ويأسره ويرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كان يستطيع أن يرحمه ويخلي سبيله.

    وهذا السلطان لم يجعله الله سبحانه وتعالى لأحد من بعد نبيه سليمان عليه السلام.
    يقول الله سبحانه وتعالى في سورة صاد: " وَلَقَدْ فَتَنَّا سُلَيْمَانَ وَأَلْقَيْنَا عَلَى كُرْسِيِّهِ جَسَدًا ثُمَّ أَنَابَ،قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لّا يَنبَغِي لِأَحَدٍ مِّنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ،فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ،وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ،وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ، هَذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ.

    عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عفريتا من الجن تفلت البارحة ليقطع علي صلاتي، فأمكنني الله منه فأخذته، فأردت أن أربطه على سارية من سواري المسجد حتى تنظروا إليه كلكم، فذكرت دعوة أخي سليمان: "رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي" فرددته خاسئا) متفق عليه.

    فلا يمكن أن يكون لأبي هريرة أو غير أبي هريرة سلطان على الجن ، بعد نبي الله سليمان عليه السلام فيأخذه ويأسره ويرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو يرحمه ويخلي سبيله. فالقول بذلك يخالف كتاب الله سبحانه وتعالى.

    3- هذا الحديث يخالف قول الله سبحاته وتعالى في سورة النمل الآية 65 :" قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله وما يشعرون أيان يبعثون" وقوله سبحانه وتعالى في سورة الأعراف الآية 188 : " قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون"

    نحن لا ننفي أن يكون الله سبحانه وتعالى قد أظهر نبيه صلى الله عليه وسلم على أمور غيبية تتعلق بوقائع محددة، وحيا دون أن ينزلها سبحانه وتعالى في الكتاب، لحكمة يعلمها سبحانه وتعالى. كإخباره سبحانه وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بأمر أم المؤمنين التي أسر لها حديثا ونبأت به : " وَإِذْ أَسَرَّ ٱلنَّبِىُّ إِلَىٰ بَعْضِ أَزْوَٰجِهِۦ حَدِيثًۭا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِۦ وَأَظْهَرَهُ ٱللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُۥ وَأَعْرَضَ عَنۢ بَعْضٍۢ ۖ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِۦ قَالَتْ مَنْ أَنۢبَأَكَ هَٰذَا ۖ قَالَ نَبَّأَنِىَ ٱلْعَلِيمُ ٱلْخَبِيرُ" (التحريم : 3)
    لذلك نرى أم المؤمنين رضي الله عنها استغربت أن يحدثها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمر غيبي لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلعا عليه، فلم يكن من عادته صلى الله عليه وسلم أن يخبر الناس بالأمور الغيبية إلا ما يكون في كتاب الله سبحانه وتعالى، لذلك نجدها قالت في استغراب : "مَنْ أَنۢبَأَكَ هَٰذَا " ولو كان من عادته صلى الله عليه وسلم اخبارهم بأمور الغيب لما استغربت ولما سألت " مَنْ أَنۢبَأَكَ هَٰذَا "

    وحتى إذا افترضنا جدلا أن الجن يتمثل على صورة الإنسان أو الحيوان ،فهل يفقد الجن خصائصه الأصلية التي أودعها الله سبحانه وتعالى فيها ، وتنتقل إليه خصائص الإنسان أو الحيوان التي تمثل بهما ، حتى يستطيع أبو هريرة أن يأسره ، والفتي أن يقتله ،والشيخ الزغبي أن يذبح البقرة التي تمثل بها الجني ، فيأكل لحمها ، ويكون بذلك ٌقد اكل لحم الجن !؟


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire